الجلدية والتجميلطب عامطبي

متلازمة رينود | الأسباب والعلاج

أصابع زرقاء أو صفراء مؤلمة في الشتاء وشفة بنفسجية في الليالي الباردة، جميعها علامات تخبرك أنك مصاب بمتلازمة رينود.

عزيزي القارئ تابع معنا هذا المقال لتعرف ما هي متلازمة رينود؟ وما طبيعة هذا المرض؟ وما أنواعه وعلاجه؟

ما متلازمة رينود؟

هي مشكلة صحية تتمثل في نقص الإمداد الدموي الواصل إلى بعض مناطق الجسم وخاصة الأطراف، وتغير لونها من الأبيض إلى الأزرق أو الأصفر ثم الأحمر عندما يصل إليها الدم مرة أخرى.

تنقبض الأوعية الدموية نتيجة انخفاض درجة الحرارة أو في حالات التوتر، وفي الغالب تتأثر أصابع اليدين والرجلين ولكن في بعض الحالات قد تتأثر مناطق أخرى مثل الشفتين، والركبة، والأذن، والأنف.

وسُميت متلازمة رينود نسبة إلى الطبيب موريس رينود (Maurice Rayonaud) الذي كان أول من أوضح تلك المتلازمة.

ما أعراض متلازمة رينود؟

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، ومن أكثر الأعراض حدوثًا ما يلي:

  • شحوب الأصابع وتحولها إلى اللون الأبيض ثم الأزرق عند البرد.
  • احمرار الأصابع وتورمها وشعور بالوخز، وفي بعض الأحيان يكون مؤلمًا وذلك عند الدفء.
  • ظهور قرح على الأصابع في الحالات الحرجة.
  • حدوث غرغرينا قد تسبب عدوى أو تتطلب بتر.

مَن الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة رينود؟

  • النساء أكثر عرضة للإصابة بتلك المتلازمة تسع مرات عن الرجال.
  • غالبًا تظهر أعراض المتلازمة بين سن الخامسة عشر والثانية والعشرين.
  • يزيد معدل الإصابة بمتلازمة رينود الثانوية بعد سن الخامسة والثلاثين.
  • الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي أو التصلب الجلدي أو متلازمة النفق الرسغي، يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة رينود الثانوية.
  • أدوية معالجة السرطان وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي، قد تكون سببًا في إصابة الشخص بمرض رينود.
  • تعد المتلازمة أكثر شيوعًا بين المناطق الباردة.

آلية حدوث متلازمة رينود

لا نعرف يقينًا سبب حدوث تلك المتلازمة، ولكن ما يحدث أن الأوعية الدموية تنقبض في درجات الحرارة المنخفضة؛ كمحاولة من الجسم لحفظ الحرارة.

يقل الإمداد الدموي الواصل إلى الأطراف فتتحول إلى اللون الأبيض، ويقل الأكسجين كذلك فتتحول بعدها إلى اللون الأزرق.

عندما يعيد الجسم توازنه يتدفق الدم مرة أخرى إلى الأطراف فتتحول إلى اللون الأحمر مسببًا شعورًا بالوخز.

ما أنواع متلازمة رينود؟

تشتهر متلازمة رينود بين الناس بأسماء متعددة فهي نوعان:

متلازمة رينود الأولية

تُعرف كذلك بمرض رينود وهي أشهر النوعين وأكثرهم حدوثًا، وغالبًا ما تكون أعراضها بسيطة ولا تستلزم علاجًا، ولا تكون بسبب مشكلة صحية أخرى يعانيها الشخص.

متلازمة رينود الثانوية

تُعرف باسم ظاهرة رينود وعلى الرغم من أنها أقل النوعين حدوثًا ولكنها أشدهم خطرًا؛ فقد تؤدي إلى موت الخلايا وحدوث غرغرينا بسبب انعدام الدم الواصل إلى الأطراف.

أسباب متلازمة رينود الثانوية

هناك الكثير من المشكلات الصحية التي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث متلازمة رينود الثانوية ومنها:

  • أمراض الشرايين.

تصلب الشرايين والتهاب الأوعية الدموية للأطراف وارتفاع ضغط الدم الرئوي جميعها أمراض قد تؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة.

  • أمراض النسيج الضام.

أغلب من يعاني داء تصلب الجلد أو التهاب المفاصل الروماتيزمي عرضة للإصابة بتلك المتلازمة.

  • متلازمة النفق الرسغي.

في تلك المتلازمة يعاني الشخص ضغطًا على أعصاب اليدين فتزداد احتمالية إصابته.

  • التكرار والاهتزاز.

الوظائف والهوايات التي تتطلب تكرار الحركة مثل الكتابة وعزف البيانو، أو استخدام أدوات هزازة مثل المطرقة تجعل الشخص أكثر عُرضة لهذه بالمتلازمة.

  • الأدوية.

تعد بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا (Beta blockers) والإرغوتامين (Ergotamine) والعلاج الكيميائي سببًا لحدوث ظاهرة رينود.

  • مواد مضرة.

التعرض إلى دخان السجائر أو مواد كيميائية مثل كلوريد الفاينيل (Vinyl chloride) قد يسبب ضيق الأوعية الدموية.

  • الجروح.

من الممكن أن تظهر الأعراض بعد الإصابة بلسعة صقيع أو كسر المعصم أو جراحة موضعية في الأطراف.

التشخيص

بعد معرفة الطبيب بالأعراض التي يعاني منها الشخص يستخدم عدسة مكبرة تسمي ديرموسكوب

(Dermoscope)؛ لفحص الأوعية الدموية حول الأظافر ليرى إن كانت متضخمة أو مشوهة.

يجري الطبيب فحصًا مجهريًا للشعيرات الدموية تحت الأظافر لكي يفرق بين متلازمة رينود الأولية والثانوية.

تبدو الشعيرات الدموية طبيعية في حالة متلازمة رينود الأولية، بينما لا تظهر طبيعية في حالة متلازمة رينود الثانوية.

و لمعرفة السبب خلف حدوث ظاهرة رينود الثانوية تؤخذ عينة دم من الشخص للكشف عن:

  • الأجسام المضادة للنواة.

وجود الأجسام المضادة في الدم قد يكون علامة لوجود مرض مناعي، كما هو الحال عند مرضى النسيج الضام.

  • معدل ترسب خلايا الدم الحمراء.

هو تحليل لقياس معدل ترسب كرات الدم الحمراء في القاع، فسرعة الترسب العالية قد تكون دليلًا على وجود التهابات أو أمراض مناعية.

ما علاج متلازمة رينود؟

يعمد الطبيب المختص إلى علاج الأعراض إذ أن هذه المتلازمة لا يمكن الشفاء منها،

غالبًا يمكن التغلب على الأعراض البسيطة بتجنب البرد وارتداء الجوارب والقفازات، ولكن في الحالات شديدة الخطورة قد نلجأ إلى أحد الحلول الآتية:

الأدوية الطبية

قد تساعدك الأدوية الطبية في مواجهة الأعراض اعتمادًا على سبب حدوثها، فالأدوية التالية تعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الأطراف:

مثبطات قناة الكالسيوم (Calcium channel blockers)

تعمل تلك المثبطات على انبساط الأوعية الدموية فتحسن الأعراض وتقلل معدل حدوثها، فهي تساعد على التئام القرح الموجودة على أصابع اليدين والرجلين، مثل النيفيدبين (Nifedipine) والأملودبين (Amlodipine).

موسعات الأوعية الدموية (Vasodilators)

تعمل على توسيع الأوعية الدموية ويمكن استعمالها موضعيًا على أطراف الأصابع مثل النيتروجلسرين (Nitroglycerin)، أو تناولها عن طريق الفم مثل لوزرتان (Losartan) والسيلدانافيل (Sildenfil) والفلوكسيتين (Flouxetine).

حاصر ألفا (Alpha blocker)

تعاكس تلك المادة تأثير الأدرينالين على الأوعية الدموية التي يسبب انقباضها، مثل البرازوسين (Prazocin) والدوكسازوسين (Doxazocin).

جراحة الأعصاب

تتحكم الأعصاب السمبتاوية المحيطة بالأوعية الدموية في اتساعها وضيقها، ومن خلال جراحة بسيطة ينزع فيها الطبيب تلك الأعصاب يقل ظهور الأعراض.

الحَقن الكيميائي

يمكن حقن مواد مثل المخدر الموضعي أو البوتكس لمنع تأثير العصب السمبثاوي على الأطراف، يستلزم تكرار ذلك الحَقن عند ظهور الأعراض.

5 نصائح للتعامل مع أصابعك الزرقاء

  • اجلس في مكان دافئ.
  • ضع يديك تحت إبطيك.
  • لوح بأذرعك في الهواء على هيئة دوائر.
  • ضع يديك تحت الماء الدافئ.
  • دلك يديك وقدميك.

متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

إن كنت تعاني أعراض مرض رينود كل شتاء، وقد لاحظت ظهور قرح أو عدوى على أحد أصابع قدميك أو رجليك فينبغي لك الإسراع ورؤية الطبيب.

متلازمة رينود عند الأطفال

من النادر إصابة الأطفال بتلك المتلازمة، ولكن إن كان طفلك يعانيها يمكنك اتباع النصائح التالية لكي تقي طفلك من أعراض المتلازمة:

  • شجعي طفلك على ممارسة التمارين فهذا يحسن الدورة الدموية.
  • ألبسي طفلك الملابس المناسبة التي تقيه من البرد عند الخروج مثل المعطف والقفازات.
  • ساعدي طفلك على تجنب ما يضره مثل الكافيين والحد من التوتر وتجنب ارتداء الأشياء الضيقة باستمرار كالخاتم والأحذية فهذا يعوق حركة الدم داخل الأوعية.
  • دربي طفلك على تمارين الاسترخاء إن كان يعاني أعراض المتلازمة عند التوتر.

وفي الختام

من السهل التعايش مع متلازمة رينود فخطوات بسيطة مثل تجنب البرد وارتداء ملابس ثقيلة تحميك من أعراضها.

أقرأ أيضًا

متلازمة رايتر | التهاب المفاصل التفاعلي

متلازمة خلل التنسج النقوي | التشخيص والعلاج

المصدر
kidshealthmedicalnewstodaymayoclinicwebmdmy.clevelandclinic.hopkinsmedicine

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى