هل سبق يومًا وأن شككت في إصابتك بمرض سلس البول؟
هل تشعر بالحرج وأنت خارج المنزل؟ وأنَّ الجميع يراك ويعرف علتك؟
قد ترغب في معرفة أسباب مرض سلس البول، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه؛ لذا تابع معنا هذا المقال.
تعريف سلس البول
هو تسرب البول اللاإرادي نتيجة ضعف صمامات المثانة أو ضمورها. يعرف سلس البول عند الأطفال بفقدان السيطرة على المثانة بعد سن التحكم -غالبًا ثلاث سنين أو أكثر- وقد يحدث بالنهار أو بالليل.
يعد سلس البول من الأمراض الشائعة؛ فقد نصت جمعية المسالك البولية الأمريكية على أنَّ من ربع إلى ثلُث الرجال والنساء في الولايات المتحدة يعانون سلس البول.
أسباب سلس البول
يعد سلس البول عرضًا وليس مرضًا ومن أسبابه:
(أ) أسباب مؤقتة
تحفِّز بعض المشروبات والأطعمة والأدوية المثانة لكونها مدِرات للبول، ومنها:
- الكحول.
- الكافيين.
- المشروبات الغازية.
- الفلفل الحار.
- أدوية القلب وضغط الدم.
- المهدئات ومُرخيات العضلات.
قد يحدث أيضًا نتيجة بعض الحالات المرضية التي يَسهُل علاجها، مثل:
- التهابات مجرى البول: نتيجة تهيج جدار المثانة.
- الإمساك: قد يضغط البراز الصلب بداخل المستقيم على المثانة ويزيد بدوره إدرار البول، كذلك لوجود المستقيم بجانب المثانة واشتراكهم ببعض الأعصاب.
(ب) أسباب دائمة
- الحمل: تؤدي التغيرات الهرمونية وضغط الجنين على المثانة إلى سلس البول الإجهادي.
- الولادة الطبيعية: قد تؤدي الولادة الطبيعية إلى إتلاف أعصاب المثانة، وضعف العضلات والأنسجة الداعمة؛ مما ينتُج عنه بروز في قاع الحوض وتدلي المثانة أو الرحم أو الأمعاء الدقيقة والمستقيم خارج الرحم، ويصاحبهم سلس البول.
- تغيرات تحدث مع تقدم العمر: انقباضات لا إرادية مع التقدم في العمر، وكذلك ضيق سعة المثانة.
- سن اليأس: تفرَز كميات أقل من هرمون الإستروجين المسؤول بدوره عن صحة بطانة المثانة؛ لذا يؤدي إلى ضعف حالة هذه الأنسجة وحدوث سلس البول.
- استئصال الرحم: قد تتلف عضلات الحوض الداعمة عند إزالة الرحم، فيحدث سلس البول.
- سرطان البروستاتا: يحدث سلس البول مصاحبًا له أو كعرض جانبي للعلاج.
- الاضطرابات العصبية: قد تؤثر على الإشارات العصبية المتحكمة في المثانة مما يؤدي إلى سلس البول، مثل أورام المخ والجلطات ومرض باركنسون.
الأعراض والأنواع
مرض سلس البول له أنواع عدة ويظهِر كل نوعٍ أعراضًا معينة.
السلس الإجهادي (stress incontinence)
يحدث نتيجة التعرض لمجهود بدني شديد؛ مما يؤدي إلى فقد القدرة على التحكم في عضلات المثانة واندفاع البول.
يأتي غالبًا مصاحبًا للضحك أو الكحة أو العطس أو ممارسة التمارين الرياضية.
يتميز هذا النوع بقلة كمية البول المندفعة، ويحدث بسبب ضعف عضلات الحوض.
سلس البول الإلحاحي (urge incontinence)
يحدث نتيجة انقباض مفاجئ، ولا إرادي للجدار العضلي للمثانة؛ مما يسبب رغبة في التبول لا يمكن إيقافها قد تصل لعدم القدرة على الوصول إلى المرحاض.
يعد سلس البول الإلحاحي ثاني أشهر أنواع مرض سلس البول بعد الإجهادي.
أسبابه:
- فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder).
- التهابات مجرى البول.
- مرض السُكري.
- خلل عصبي.
سلس البول الفيضي (Overflow incontinence)
يحدث عند امتلاء المثانة وعدم القدرة على تفريغها بصورةٍ كاملة، فيؤدي إلى تقطير مستمر للبول.
يعد أكثر شيوعًا مع الرجال الذين يعانون مشكلات في غدة البروستاتا.
سلس البول الوظيفي (Functional incontinence)
يشمل أمراضًا عضوية كالتهاب المفاصل أو التأخر العقلي الذي يفقد الشخص القدرة على التحكم بعضلات مثانته، وكذلك تعذر الوصول إلى المرحاض.
سلس البول المختلط (Mixed incontinence)
يجمع بين أعراض أكثر من نوع خاصةً سلس البول الإجهادي والإلحاحي.
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث مرض سلس البول
تشمل ما يلي
- الجنس: تعد النساء أكثر عُرضة للإصابة بسلس البول الإجهادي وذلك بسبب الحمل والولادة وانقطاع الطمث، وعلى الجانب الآخر فإن الرجال الذين يعانون مشكلات في غدة البروستاتا معرضون أكثر للإصابة بسلس البول الإلحاحي والفيضي.
- العمر: تفقد المثانة بعضًا من قوتها مع التقدم في العمر.
- السمنة: قد تشكل ضغطًا زائدًا على المثانة والعضلات المحيطة بها مما يتسبب في ضعفها وزيادة تسرب البول.
- التدخين: قد يسبب السُعال المزمن سلس البول.
- عوامل وراثية: يزداد خطر الإصابة بمرض سلس البول إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة به.
- أمراض أخرى: مثل مرض السكري وأمراض الكلى والأمراض العصبية.
كيفية الوقاية
“الوقاية خيرٌ من العلاج”.
لذا ننصحك باتباع ما يلي:
- تجنب زيادة الوزن.
- ممارسة تمارين قاع الحوض.
- تجنب مهيجات المثانة، مثل الكحول والكافيين والأطعمة الحمضية.
- البُعد عن التدخين.
- منع الإمساك بتناول المزيد من الألياف.
- ممارسة الرياضة.
التشخيص
يعتمد التشخيص على ماهية الأعراض المصاحبة لمرض سلس البول بصورة كبيرة، وبعدها قد يطلب منك:
تحليل البول (Urinalysis)
تفحص عينة من البول للتأكد من عدم وجود عدوى أو بعضًا من كريات الدم الحمراء.
مفكرة المثانة (bladder diary)
يسجل المريض كمية السوائل التي يتناولها يوميًا وعدد مرات التبول ليلًا ونهارًا، وكذلك عدد مرات سلس البول.
قياس البقايا بعد الإفراغ (Postvoid residual measurement)
يطلب من المريض التبول في وعاء ثم تقاس الكمية، وكذلك المتبقي في المثانة بواسطة القسطرة.
إذا كانت الكمية المتبقية كبيرة فهذا يعني وجود انسداد في المسالك البولية أو ضعف عضلات المثانة.
اختبار الإجهاد (Stress Test)
يطلب من المريض ممارسة ضغط مفاجئ بينما يبحث الطبيب عن تَسرُب للبول.
قد نلجأ إلى فحوصات أخرى عند إجراء جراحة معينة، مثل اختبار ديناميكا البول وفحص الحوض باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية.
المُضاعفات
تشمل مضاعفات مرض سلس البول المزمن ما يلي:
- التهابات المسالك البولية.
- مُشكلات جلدية مثل الطفح الجلدي والتهابات الجلد والتقرحات.
- تدلي المثانة لضعف عضلات قاع الحوض.
- التأثير على العلاقات الاجتماعية والحياة الشخصية وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب.
العلاج
يعتمد العلاج على عدة عوامل، مثل نوع مرض سلس البول وعمر المريض والصحة العامة والحالة العقلية.
علاجات سلوكية
1- تمارين لتقوية عضلات قاع الحوض: تساعد تمارين كيجل (Kegel exercises) على تقوية العضلة العاصرة، وكذلك عضلات الحوض.
2- تدريب المثانة:
- تأخير التبول: يتعلم المريض كيفية تأخير البول والسيطرة على التبول.
- التبول المزدوج: التبول ثم الانتظار لدقيقتين ثم التبول مرة أخرى.
- تحديد مواعيد لدخول المرحاض: يقوم المريض بجدولة الحمام في أوقات محددة خلال اليوم، فمثلًا كل ساعتين.
3- التحكم في النظام الغذائي:
كما ذكرنا سابقًا في كيفية الوقاية.
أدوية لعلاج سلس البول
1- مضادات المفعول الكوليني (Anticholinergics): تعمل على تهدئة فرط نشاط المثانة؛ لذا تستخدم في حالات سلس البول الإلحاحي.
2- الاستروجين الموضعي (Topical estrogen): قد يقوي الأنسجة في مجرى البول والمهبل ويقلل من بعض الأعراض، ويستخدم في صورة كريم أو لصقات مهبلية.
3- حاصرات مستقبلات ألفا (Alpha blockers): ترخي عضلات عنق المثانة والألياف العضلية في البروستاتا؛ لذا تستخدم في علاج سلس البول الإلحاحي والفيضي عند الرجال.
4- ميربيتريك (Myrpetriq): يساهم في استرخاء العضلات الملساء المحيطة ب المثانة، فيزيد قدرتها على الامتلاء وتخزين البول لمدةٍ أطول.
5- إيميبرامين (Imipramine): كمضاد للاكتئاب.
أجهزة علاجية
هذه الأجهزة مخصصة للنساء فقط وتشمل:
1- الغرزة الإحليلية (Urethral inserts): جهاز صغير يوضع في مجرى البول لمنع التسرب عند ممارسة أي نشاط بدني.
2- الفَرْزَجَة (Pessary): حلقة صلبة توضع في المهبل خلال اليوم لرفع المثانة ومنع تسرب البول.
3- محفِّز العصب العجزي (Sacral nerve stimulator): يزرع جهاز تحت الجلد بمنطقة الأرداف لتوصيل نبضات كهربائية إلى الأعصاب العجزية المسؤولة عن التحكم في المثانة.
العلاج التداخلي
1- حقن البوتوكس (Botox): يحقن البوتوكس في عضلة المثانة لعلاج فرط نشاط المثانة.
2- حَقن مواد حجمية (Bulking agents): تحقن مادة في الأنسجة المحيطة بقناة مجرى البول مما يساعد على بقائها مغلقة ويُقلل من تَسرُب البول.
الجراحة
1- تعليق عنق المثانة (Colposuspension):
يساعد هذا الإجراء في التخفيف من سلس البول الإجهادي.
2- إجراءات رافعة (Sling procedures): توضع شبكة أو شرائط من أنسجة الجسم تحت عنق المثانة لدعم مجرى البول ومنع تسربه.
3- العضلة البولية العاصرة الصناعية (Artificial urinary sphincter):
تستخدم للتحكم في تدفق البول من المثانة إلى مجرى البول.
القسطرة الماصة
قد يوصي طبيبك بتعلم إدخال قسطرة لينة في مجرى البول لتفريغ المثانة عدة مرات يوميًا.
كما يمكنك تنظيفها وتعقيمها لاستخدامها مرة أخرى بصورة آمنة.
وفي النهاية……
قد يصاب المعظم بسلس البول في وقتٍ معين من الحياة، فلا تقلق وتحمل للأمر همًا. واستشر طبيبك إذا صاحبتك أعراضًا أخرى -كما ذكرنا- وامضِ قدمًا ولا تلتفت، فعلاجُك سهلًا للغاية.
اقرأ أيضًا
كابوس التبول اللاإرادي | هل نستطيع التغلب عليه؟
التدخين: القاتل الصامت| أفضل ١٠ طرق للنجاة!
الكحول | ما بين المنافع والمخاطر