طب عامطبيكورونامكافحة العدوى

الكحول | ما بين المنافع والمخاطر

في الفترة الأخيرة انتشرت كثير من الأمراض الناتجة عن الإصابة بالفيروسات. لجأ الكثير من الناس إلى استخدام أدوات التعقيم، والمطهرات المختلفة؛ تفاديًا لانتقال العدوى؛ وكان الكحول من أكثر تلك المواد استهلاكًا، لكن البعض قد أساء استخدامه.

فقد لجأ البعض إلى استخدامه بكميات كبيرة وتركيزات عالية والبعض لجأ إلى تناوله؛ اعتقادًا منهم أنه سيقضي على الفيروس بتلك الطرق، لكنهم في الواقع أضروا بصحتهم. في هذا المقال سنتحدث عن الكحول، وأنواعه، واستخداماته، وأضراره. 

تعريف الكحولات

هي مركبات عضوية متعددة الأنواع، والاستخدام تتميز بوجود مجموعة الهيدروكسيل بها. لها درجة سُمية تختلف من نوع إلى آخر، تدخل في كثير من الصناعات مثل: المعقمات، والمطهرات، والمشروبات الكحولية المختلفة.

كل تلك المشروبات تعتمد في تصنيعها على الإيثانول ولكن بتركيزات مختلفة. كما أنه يمكن الحصول عليه من تخمر الحبوب أو بعض الفواكه أو من مشتقات البترول أو الخشب. 

تناول تلك المشروبات بكثرة وباستمرار يُحدث تغيرات في بُنية الدماغ، ويُفقد القدرة على التركيز، إلى جانب أضرار بالغة في جميع أجهزة الجسم خاصة الجهاز العصبي.

بالرغم من وجود بعض الفوائد الطبية للكحول إلا أنه ينصح بتوخي الحذر عند استخدامه.

أنواع الكحول

يختلف من نوع إلى آخر حسب موقع مجموعة الهيدروكسيل من ذرات الكربون المرتبطة بها،  وكذلك عدد مجموعات الهيدروكسيل المتواجدة.

من أهم أنواعه:

  • الكحولات الأولية:

فيها ترتبط ذرة الكربون مباشرة بمجموعة الهيدروكسيل.

  • الميثانول:

أكثر الأنواع سُمية؛ إذ يتحول داخل الجسم إلى فورمالدهيد، وحمض الفورميك وهي مركبات شديدة السُمية؛ لذا يجب توخي الحذر عند استخدامه. كذلك يدخل في كثير من الصناعات مثل: الدهانات، واللدائن، والمنظفات، والبويات، وماكينات التصوير.

  • الإيثانول:

أكثر الأنواع استخدامًا وأقلها سمية. يدخل في صناعة العطور، والمطهرات، والأصباغ، وكذلك تصنع منه المشروبات الكحولية.

  • البروبانول:

يدخل في تصنيع الأسيتون، والمنظفات.

  • الإيثانيديول:

يدخل في صنع بعض المواد الكيميائية.

الخصائص المميزة للكحوليات

يختلف تأثيرها من شخص لآخر حسب نوعها وكميتها المستخدمة؛ إذ أنها تؤثر على الحالة المزاجية، والعقلية ومن أهم خصائصها:

  • سائلة.
  • عديمة اللون.
  • قابلة للاشتعال.
  • رائحتها قوية.
  • سامة.

استخداماته:

يُعد الإيثانول من أكثر الأنواع استخدامًا ويطلق عليه الكحول الطبي أو (السبيرتو) وهو متعدد الأغراض؛ إذ يستخدم لأغراض صناعية ومنزلية وطبية. أفضل التركيزات المستخدمة له هو تركيز 70 %، من أشهر استخداماته:

  • التعقيم والتطهير قبل وبعد العمليات الجراحية؛ إذ يُطهر به سطح الجلد للتخلص من أي مسبب للعدوى.
  • يدخل في صناعة المنظفات الخاصة بالأسطح والخشب.
  • يساهم في علاج حب الشباب وتنظيف البشرة.
  • ُيزيل طلاء الأظافر. 
  • القضاء على الحشرات.
  • معطر جيد للجو.
  • علاج القدم الرياضي.
  • صناعة العطور والحبر الجاف.

لا يفضل الإكثار من استخدام أي نوع من أنواع الكحول، ويستخدم للضرورة فقط بتركيزات مخففة؛ لتجنب أضراره.

آلية عمله كمعقم؟

يؤثر الكحول على الجزء الدهني بالخلية إذ إنه يتسبب في إذابة الدهون الموجودة في أغشية الخلايا ويدمرها، لذا يستخدم في عمليات التعقيم والقضاء على الفيروسات.

أضرار الكحول

تناول أي جرعات منه حتى ولو قليلة تسبب الضرر للشخص على المدى البعيد. بينما الجرعات العالية تسبب المزيد من الأضرار مثل: عدم القدرة على التفكير وعدم الإحساس بالأشياء المحيطة والقيء المستمر وقد تصل إلى حد الإغماء وفقدان الوعي.

كيف يؤثر تناوله على الجسم؟

يُعد الكحول من المواد سهلة الامتصاص صعبة الإخراج، ولا يحتاج إلى هضم، ويُمتص حوالي 20 % من الجرعة المتناولة في المعدة فور وصوله إليها، وحوالي 80 % يُمتص في الأمعاء الدقيقة، ومن ثَمّ ينتقل إلى الكبد عبر الدَّم.

يُعد الكبد هو العضو المسؤول عن تكسير الكحول، وتفكيكه إلى مواد غير سامة، والتخلص منه عن طريق النّفس والبول والعرق.

كيف يؤثر على الكبد؟

عندما تتجاوز كمية الكحول في الجسم مستوىمعين يعجز الكبد في التخلص منه، وتظهر آثاره على الجهاز التنفسي مسبباً حساسية الصدر، وضيق في التنفس، ويقل الأوكسجين وقد يؤدي إلى الوفاة.

بالاستمرار في تناول الكحوليات يصاب الكبد بالالتهابات، ويتكون كبد محاط بالدهون يطلق عليه كبد دهني أو شمعي، ويظل الالتهاب في التزايد إلى أن يصل إلى تليف الكبدي.

كيف يؤثر على الجهاز المناعي؟

التناول المستمر له يضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأقل قدرة على مقاومة العدوى.

علاقته بالأمراض السرطانية

الإفراط في تناول الكحوليات يزيد من فرص الإصابة بالأمراض السرطانية خاصة سرطان الفم، المريء، والكبد، والثدي، والقولون.

تأثيره على الجلد

التركيزات العالية والاستخدام المتزايد للكحول يلحق الضرر بالجلد؛ لذا ينصح بعدم استخدام تركيز 95%. نتيجة لسرعة تطايره يفقد الجلد جزء من الماء، ويؤثر ذلك على رطوبة الجلد مسبباً الجفاف والتشققات، ويصبح الجلد عرضةً للإصابة بأي عدوى. يصاحب ذلك حكة شديدة وجروح وتقرحات.

لتجنب أضراره على الجلد ينصح:

  • بترطيب اليدين بعد الكحول.
  • عدم الإفراط في استخدامه.
  • استبداله بالماء والصابون.

تأثيره على العقل

من المعروف أن الأشخاص المعتادون على شرب الكحول يعانون عدم القدرة على التركيز، والتفكير بشكل سليم، ويظهر على أفعالهم الخلل والاضطراب. وقد أثبتت الدراسات أن تناوله يسبب انكماش وتتقلص خلايا المخ عن الطبيعي.

فتناوله يضر المخ مسببًا فقد الذاكرة، والإصابة بألزهايمر، والهلاوس، وقد يصل إلى حد الخلل بوظائف المخ. والجدير بالذكر أيضا أن تأثيراته الضارة تكون أكثر وضوحًا على المرأة من الرجل.

الكحول وصحة القلب

هناك بعض الادعاءات أن تناول المشروبات الكحولية يحسن من صحة القلب ويحمي الشرايين، لكن الحقيقة غير ذلك.

فقد أثبتت الدراسات حديثًا عدم مصداقية تلك المزاعم؛ إذ إن تناوله يؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم، ومن ثم ارتفاع ضغط الدَّم، وارتفاع نبض القلب كما أنه قد يتسبب في الموت المفاجئ نتيجة لفشل عضلة القلب.

علاقته بالسكر

يخفض مستوى السكر بالدم ويستمر في الانخفاض إلى أن يصبح أقل من الطبيعي مسببًا الشعور بالصداع المستمر.

علاقته بالاكتئاب

قد يتوهم البعض أن تناول الكحول يمنح الشخص الشعور بالراحة والمتعة. لكن علميا تناوله بكميات كبيرة يعرض الشخص لمزيد من الاكتئاب؛ إذ يؤثر على كيمياء المخ مسببًا إجهاد، وإعياء، وقلق، وعصبية.

بعد عدة ساعات من تناوله يشعر الشخص بالندم الشديد، وتتصدر فكرة الانتحار لديه.

تأثير الكحول على الحمل

تناوله في أثناء الحمل يؤثر بالسلب على الجنين محدثًا به تشوهات خاصةً خلال الثلاثة أشهر الأولى، قد يتسبب في حدوث الإجهاض.

يصل ضرره إلى الجنين عبر الأم وقد يتسبب ذلك في متلازمة الطفل الكحولي، إذ ينتج عنها مشكلات خطيرة في النمو العصبي والعضلي للطفل.

يؤثر كذلك على الطفل حتى بعد ولادته؛ إذ يُصاب بضعف الانتباه، ونشاط مفرط، وقلة في الذكاء، ومشاكل سلوكية.

أضراره على الشعر

كثرة تناول الكحول تَتسبب في نقص مستوى عنصر الزنك بالدم، وحدوث اضطرابات هرمونية مما يؤدي إلى تساقط الشعر وإصابته بالضعف والتلف.

كيف يمكن الإقلاع عن تناول الكحول؟

ليس من السهل الإقلاع عن تناوله بصورة مفاجئة، ولكن يلزم ذلك خطة ويفضل أن توضع من قبل متخصص. إلى جانب الإرادة القوية لدى الشخص ورغبته الشديدة في الإقلاع عنه.

هناك بعض الخطوات التي يُنصح بها الشخص المراد علاجه من الإدمان؛ لتفادي المشاكل الناتجة عن انسحابه من الجسد مثل: الرعشة والرجفة العصبية، من أهم تلك النصائح:

  • أن يحدد الشخص هدف ذو قيمة يسعى إليه ويضع كثير من المحفزات أمامه لكي تعينه على تحقيقه.
  • التقليل التدريجي للكحول المتناول حتى يصل إلى عدم الرغبة في تناوله.
  • تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات التي تحتوي على نسبة من الكحول.
  • البعد عن الأماكن التي توجد بها الكحوليات.
  • الديتوكس ليُخلص الجسم من السموم.
  • الدعم الدائم من المحيطين وخاصة العائلة، والأصدقاء وتشجيعه على الاستمرار.
  • ممارسة الرياضة.
  • إعادة التأهيل، والاستعانة بطبيب نفسي إن لزم الأمر.
  • الإكثار من شرب الماء.

ختامًا قد يكون هناك بعض الإيجابيات البسيطة للكحول ولكنها لا تقارن بالمخاطر الكبيرة التي يسببها. فلا تكثر من استخدامه ولا تتناوله حفاظا على صحتك.

المصدر
healthlinewebmdmedicalnewstodaychemicalsafetyfacts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى