مرض غوشيه | الأسباب والأنواع والعلاج

الأمراض الوراثية التي تنتقل من جيل إلى آخر تعد بمثابة الجوائح التي تصيب العالم بالرغم من ندرة حدوثها، يُعد مرض غوشيه من الأمراض النادرة نسبيًا تتوارثه أفراد العائلة الواحدة.

 يُعرف مرض غوشيه بداء اليهود فهو شائع الحدوث بين يهود شرق آسيا وأوروبا (الأشكيناز). 

يسبب داء غوشيه كثير من الأعراض المميتة سواء للأطفال في سن صغير جدًا وحتى الكبار.

يمكن أن يصيب أشخاص آخرون غير اليهود، وأفراد العائلة المصابة الواحدة تخضع للفحص الجيني دومًا لتجنب إصابة الأجيال الجديدة بهذا المرض.

في هذا المقال سنسلط الضوء على مرض غوشيه ونعرف أسباب توارثه وأعراضه وأنواعه وطرق العلاج للتخلص منه.

ما هو مرض غوشيه؟

يُعرف مرض غوشيه بـ (داء غوشيه) أو(الشحام الجليكوزيل السيراميدي) فهو من الأمراض الوراثية نادرة الحدوث تعرف بأمراض التخزين الليزوزومية ( lysosomal storage disorder).

يرتبط المرض والإنزيمات ارتباطًا وثيقًا؛ إذ ينتج من انخفاض مستوى إنزيم يسمى الجلوكوسيربيروسيديزمما يسبب تراكم مادة ناتجة من تكسير الدهون في الجسم تعرف ب الجلوكوسيريبروسيد.

تتجمع خلايا غوشيه وهي خلايا بلعمية أحادية الخلية وتحتوي على الجلوكوسيربيروسيد غير نشط في الطحال والكبد ونخاع العظم مسببه اضطراب في وظيفة الأعضاء واختلال الهرمونات بداخلها مسببة زيادة ملحوظة في الوزن.

أسباب توارث مرض غوشيه

يحدث في حالة وجود جين مرض غوشيه الصبغي الجسدي المتنحي (Autosomal recessive)في كل من الأبوين ويسبب توريثه إلى الأبناء.

مما يسبب نقص في إنزيم الجلوكو سيريبروسيديز (Glucocerebrosidase) وتراكم خلايا غوشيه، ويؤدي إلى تضخم في الكبد والطحال وتراكم الدهون في نخاع العظم وكسر العظام.

لا يصاب الأشخاص بمرض غوشيه إلا إذا كان الأبوين يحملان نفس جين المرض. من ضمن مخاطر الإصابة أنه يؤدي إلى التعرض للكثير من الأمراض الخطيرة الأخرى مثل:

أنواع مرض غوشيه

يوجد في ثلاث صور كل منها  أعراض مختلفة وتسبب بكثير من الأمراض.

1- مرض غوشيه النوع الأول:(Non Neuronopathic Gaucher)

هو النوع الأكثر شيوعًا بين الأشخاص تظهر الأعراض بصورة طفيفة ويعرف النوع الأول باعتلال غوشيه غير العصبي. أحيانًا أخرى تظهر الأعراض بصورة واضحة. النوع الأول من مرض غوشيه تصيب الكبار وكذلك الأطفال.

من أعراض النوع الأول:

2- مرض غوشيه النوع الثاني (Acute Neuronopathic Gaucher)

يعد النوع الثاني الأكثر خطورة من النوع الأول لأنه يصيب الأطفال الصغار من عمر من ثلاثة إلى ستة أشهر.

يستهدف النوع الثاني الجهاز العصبي المركزي الأطفال المصابون بالنوع الثاني من المرض ربما يفارقوا الحياة عند عمر السنتين.

من أعراض مرض غوشيه النوع الثاني:

3- مرض غوشيه النوع الثالث (Sub acute Neuronopathic Gaucher)

يؤثر النوع الثالث على الجهاز العصبي المركزي أيضًا مثل النوع الثاني، ولكن أعراضه تكون أكثر إعتدالا في الأطفال الأكبر سنًا من الأطفال الرضع وحديثي الولادة.

من أعراض مرض غوشيه النوع الثالث

تتطلب رعاية الأطفال المصابون بمرض غوشيه من النوع الثاني والثالث عناية خاصة من الأبوين ودعم نفسي من الأسرة، وذلك لصعوبة الأمر والمراحل التي يصل إليها المرض. هناك أنواع أخرى متعلقة بمرض غوشيه مثل:

4- مرض غوشيه القلبي الوعائي (Cardiovascular Gaucher)

أكثر الأنواع نُدرة يصيب القلب شائع الحدوث في الأطفال يسبب تصلب شرايين القلب.

من أعراض هذا النوع:

5- مرض غوشيه القاتل قبل الولادة ( Perinatal lethal Gaucher disease)

أشد أنواع المرض خطورة ربما يعيش الطفل بعد الولادة بضع أيام فقط، ومن أعراض هذا النوع

تشخيص مرض غوشيه

يُشخص الطبيب عند فحص المريض الذي يعاني تضخم الكبد، والطحال، وانكسار العظام، وفقر الدَّم وأيضًا الكدمات البسيطة مسببة زرقان في الجسم.

ينصح الطبيب في مثل هذه الحالات بفحص المريض بعدة طرق للتأكد من صحة الإصابة من عدمها.

     بعد سحب العينة من المريض يحيذ إجراء فحص لوجود طفرات الحمض النووي DNA، قد يحتاج المريض أيضًا لسحب عينة من نخاع العظم للكشف عن وجود المرض من عدمه. 

1- قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA) وهي أشعة سينية منخفضة المستوى لقياس كثافة العظام.

2- التصوير بالرنين المغناطيسي يمكنه يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي ما إذا كان الطحال أو الكبد متضخمًا وما إذا كان النخاع العظمي قد تأثر.

في حالة التشخيص قبل الولادة للجنين الذي يحمل أبويه النوع الثاني من مرض غوشيه، ووجود طفرة جينية معروفة بالعائلة في جين GBA.

 في هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين أو أخذ عينة من أنسجة المشيمة من الزغابات المشيمية (amniocentesis or chorionic villus sampling (CVS للتأكد من إصابة الجنين من عدمه.

سُبل علاج مرض غوشيه

يُعالج بعدة طرائق وهي:

يستخدم العلاج ببدائل الإنزيم للتعويض عن الإنزيم المفقود الذي يساهم في تكسير الدهون طبيعيًا نتيجة الإصابة بمرض غوشيه؛ إذ يحقن المريض في الوريد كل أسبوعين سواءً من المنزل أو الذَّهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومن أمثلة الأدوية المستخدمة للحقن.

1- اميجلوسيراز(Imiglucerase).

2- فيلا جلوسيراز ألفا (Velaglucerase alfa).

3- تاليجلوسيراز ألفا (Taliglucerase alfa).

1- ميجلوستات (زافيسكا): يؤخذ عن طريق الفم إذ يتفاعل هذا الدواء مع المواد الدهنية التي تترسب على الأعضاء نتيجة الإصابة بالمرض. من الأعراض الجانبية الواضحة لهذا الدواء الإسهال المزمن وفقدان الوزن.

2- إليجلوستات (سيرديلجا): يعمل هذا الدواء على تثبيط المواد الدهنية التي تتراكم لدى الأشخاص المصابين. من الأعراض الجانبية الواضحة الإسهال، والغثيان، والتعب، والصداع.

3- أدوية هشاشة العظام : تعمل على بناء العظام وتقويتها التي تسبب مرض غوشيه في إضعافها.

1– زراعة نخاع العظام: تزال جميع الخلايا المتضررة نتيجة الإصابة بالمرض وتستبدل بخلايا جديدة بدلًا منها. وتعد هذه العملية أكثر خطورة، ولكن تتبع في حالات فشل استبدال الإنزيم.

 2- استئصال الطحال: يلجأ الأطباء إلى هذا الحل في النهاية إذا فشلت كل محاولات العلاج مع مريض داء غوشيه. ولكنه كان الشائع للأطباء دائمًا قبل معرفة استبدال الإنزيم.

في نهاية المقال إن الحياة لا تخلو من الأمراض سواء المعدية أو الوراثية، ولكن نستطيع أن نتغلب عليها جميعها. إذا كان في عائلتك أمراض وراثية تعرفها ينبغي لك الكشف المبكر لمعرفة إن كنت حامل للمرض وكيف يمكن تجنب مضاعفات تحدث بسببه في المستقبل؟! لحمايتك أنت ونسلك من بعدك.

اقرأ أيضًا

مريض السرطان والانتصار في المعركة

كيف تتخلص من مرض الكبد الدهني؟

مرض السرطان | الوحش الهائج!

المصدر
webmdmayoclinicmedscape
Exit mobile version