د/آية حامد
يتساءل كثير من الناس عن أفضل وسائل علاج الإسهال، ولا يعرفون كيفية التعامل مع أعراضه بطريقة صحيحة.
في هذه المقالة سنتعرف إلى أسباب الإسهال، وأعراضه، وعلاقته بالكورونا، وكذلك أفضل وسائل الوقاية من الإصابة به.
ما هو الإسهال؟
يعرف الإسهال بأنه زيادة حركات الأمعاء وزيادة ليونة البراز.
يحدث بسبب زيادة إفراز السوائل في الأمعاء أو قلة امتصاصها، أو سرعة مرور البراز عبر الأمعاء.
ويمكن تعريف الإسهال بشكل مطلق أو نسبي.
فالإسهال المطلق، يعرف بأنه أكثر من 5 حركات للأمعاء يوميًا ويكون البراز سائلًا.
أما الإسهال النسبي، فهو زيادة في عدد حركات الأمعاء يوميًا مقارنة بحركة الأمعاء المعتادة، أو زيادة رخاوة البراز.
أسباب حدوث الإسهال
لا يوجد سبب واضح لحدوث الإسهال الذاتي عامة، لكن السبب الأكثر شيوعًا هو فيروس يصيب الأمعاء ويحدث ما يسمى ” التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي“.
تستمر هذه العدوى من يومين إلى ثلاثة أيام، ويطلق عليها أحيانًا اسم الأنفلونزا المعوية.
يمكن أن تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لحدوث الإسهال:
- العدوى الفيروسية، خاصة فيروس الروتا (Rotavirus)، والنوروفيروس (Norovirus).
- الالتهابات البكتيرية، بما في ذلك السالمونيلا والبكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.
- الالتهابات الطفيلية.
- بعض الأمراض المعوية.
- تناول الأطعمة التي تؤثر في وظيفة الجهاز الهضمي.
- الحساسية وعدم تحمل الطعام، مثل: عدم تحمل اللاكتوز بعد تناول منتجات الألبان، والأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
- جراحة المرارة أو المعدة.
- رد فعل تحسسي من بعض الأدوية، مثل: المسكنات، والأدوية المضادة للسرطان.
- سوء امتصاص الطعام.
أنواع الإسهال
يوجد نوعان من الإسهال:
- الإسهال الحاد
يحدث عندما تستمر الحالة من يوم إلى يومين بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية بعد تناول الأطعمة الملوثة، وسببه فيروس الروتا.
يصيب 40% من الأطفال دون سن الخامسة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
- الإسهال المزمن
تستمر الإصابة بالإسهال المزمن مدة تزيد على 3 إلى 4 أسابيع، ومن الأسباب الشائعة له:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD).
- بعض الحالات المرضية، مثل: مرض الاضطرابات الهضمية الذي يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.
أعراض الإسهال
تختلف الأعراض التي قد يعانيها المريض اعتمادًا شِدة الحالة، وسبب حدوث الإسهال.
- تتمثل الأعراض الرئيسة في:
١. تكرار البراز المائي الرخو.
٢. الحاجة الملحة إلى التبرز.
- يوجد العديد من أعراض الإسهال الخفيف التي يمكن أن تحدث جميعها أو بعض منها، وتشمل:
١. انتفاخ البطن أو تقلصاتها.
٢. غثيان.
٣. اضطرابات المعدة.
- أما إذا كنت تعاني إسهالًا شديدًا فقد تواجِه أعراضًا مثل:
١. حمى (38.9 درجة مئوية).
٢. فقدان الوزن.
٣. جفاف.
٤. ألم حاد.
٥. قيء.
٦. وجود دم في البراز.
خطورة الإسهال ومضاعفاته
يمكن للإسهال أن يتسبب في فقد السوائل من الجسم بسرعة، فيعرضك ذلك لخطر الإصابة بأعراض الجفاف، مثل:
- التعب الشديد.
- جفاف الأغشية المخاطية.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الدوار.
- زيادة العطش.
- جفاف الفم.
- قلة عدد مرات التبول.
- تهيج فتحة الشرج.
ومن مضاعفات الإسهال أيضًا حدوث متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS)، وهي اختلاط نادر لعدوى الإشريكية القولونية (E- Coli)، تصيب الأطفال غالبًا، لكن البالغين وكبار السن قد يصابون بها أيضًا.
يمكن أن تسبب فشلًا كلويًا إذا لم تعالج فورًا، ولكن مع العلاج يتعافى معظم المرضى تمامًا.
أعراض متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS):
١. الإسهال الشديد، والبراز الدموي.
٢. حمى.
٣. ألم في البطن.
٤. كدمات.
٥. القيء.
الإسهال والكورونا
يشيع حدوث الإسهال للأشخاص المصابين بفيروس الكورونا، وذلك لأنه يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.
ينتقل فيروس الكورونا عبر الطريق البرازي الفموي في المناطق التي تعاني سوء الصرف الصحي، ولن يفلح التطهير بالكلور في هذه الحالة.
أظهرت دراسة حديثة أن نحو 20-30% من المصابين بفيروس كورونا يعانون الإسهال.
تشخيص الإسهال
- يُشخص الإسهال طبيب مختص، فيجري للمريض الفحص البدني، والتاريخ الطبي لتحديد سبب الإسهال.
- إجراء بعض الاختبارات المعملية لفحص عينات البول والدم.
- تشمل الاختبارات الإضافية الأخرى:
١. اختبارات لمعرفة النظام الغذائي، وذلك لتحديد إذا ما كانت نوعية الطعام هي السبب.
٢. اختبارات التصوير، للتحقق من وجود التهاب في المعدة.
٣. تحليل البراز، للتحقق من وجود البكتيريا أو الطفيليات أو علامات المرض.
٤. فحص القولون بالمنظار.
٥. التنظير السيني، للتحقق من المستقيم والقولون بحثًا عن علامات تدل على وجود مرض معوي.
أسرع علاج للإسهال
- تُظهر الدراسات الحديثة أن أفضل علاج للإسهال هو تعويض السوائل المفقودة بشرب المزيد من الماء، خاصة أن بعض النوبات تستمر أقل من 24 ساعة.
- أما إذا كانت العدوى شديدة فقد تحتاج إلى سوائل من خلال العلاج الوريدي إذا كانت العدوى البكتيرية هي سبب الإسهال.
- الأدوية المضادة للإسهال
تشمل:
- Pepto-Bismol
- Imodium
- Kaopectate
تؤدي هذه الأدوية إلى تقليل البراز الرخو أو التخلص منه تمامًا بعد الجرعة الأولى، إذ إنها تحتوي على مكونات loperamide ،bismuth subalicylate.
- ماء الأرز، يُعد ماء الأرز علاجًا سريعًا للإسهال، إذ إنه يمد الجسم بالسوائل لمنع الجفاف، ويمكنه أيضًا تقليل مدة الإسهال.
الطريقة: اغلِ كوبًا واحدًا من الأرز وكوبين من الماء مدة 10 دقائق تقريبًا، يصفى الأرز ويحفظ الماء للاستهلاك.
- البروبيوتيك، يؤدي تناول مكمل البروبيوتيك أو الأطعمة التي تحتوي عليه -مثل الزبادي- إلى إيقاف الإسهال الذي ينتج أحيانًا بسبب خلل في البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
تساعد هذه المادة على استعادة التوازن من خلال تحفيز البكتيريا الجيدة التي تعزز وظيفة الأمعاء.
يُعالج الإسهال الناتج عن البكتيريا أو الطفيليات باستخدام المضادات الحيوية، والذي يحدث غالبًا في أثناء السفر بسبب تناول طعام أو شراب ملوث، ولكن هذا العلاج غير فعال في حالة العدوى الفيروسية.
- حمية BRAT
قد يخفف هذا النظام الغذائي الإسهال بسرعة، ويتكون من: الموز، والأرز، وعصير التفاح، والخبز المحمص.
تحتوي هذه الأطعمة على ألياف قليلة تساعد في العلاج، ويمكن تناول البسكويت المملح والبطاطس إلى جانب هذه العناصر.
علاج الإسهال بالأعشاب
يمكن علاج بعض حالات الإسهال الخفيفة باستخدام الأعشاب، مثل:
- الزنجبيل
يعمل الزنجبيل على تدفئة المعدة وتعويض السوائل التي تم فقدها، كذلك يقوي الجهاز الهضمي لأن له خصائص مضادة للالتهابات والبكتيريا.
لا يسبب الزنجبيل عادة أي آثار جانبية عند معظم الناس، ولكنه قد يسبب حرقة في المعدة.
لا تتناوله إذا كنت تعاني داء السكري، أو أي أمراض قلبية، ولا تعطه للأطفال أقل من سنتين.
قد يتفاعل الزنجبيل مع:
- الفينبروكرومون.
- الوارفارين أو مميعات الدم الأخرى.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- الأدوية التي تبطئ تخثر الدم.
- الخروب
يعد الخروب مفيدًا في علاج الإسهال عند البالغين والأطفال وكذلك الرضع، فهو غني بمادة العفص التي لها تأثير قابض على أغشية الأمعاء.
يوصي بعض المتخصصين بتناول 15 جرامًا من مسحوق الخروب مع عصير التفاح.
- بذور السيليوم
تعد بذور السيليوم مصدرًا جيدًا للألياف التي تجعل البراز أكثر صلابة، وتساعد على علاج أعراض الإسهال إذ إنه يحتوي على حمض الألجينيك.
تناول من 30-90 جرامًا يوميًا قد يسهم في العلاج.
- التوت
يستخدم التوت -خاصة الأحمر- لعلاج البالغين والأطفال المصابين بالإسهال، ويمكن أكله كما هو أو شربه عصيرًا مجففًا فقط.
- البلاك بيري
وهو عشب استخدمه العديد من القبائل في أمريكا الشمالية لعلاج الإسهال.
- البابونج
يمكن تناوله على شكل شاي، يعمل على تقليل التقلصات المعوية ويخفف التهيج والالتهاب المرتبط بالإسهال.
يوصي العديد من الأطباء بإذابة 2-3 جرام من مسحوق البابونج في في ماء ساخن أو إضافة 3-5 مل من مستخلص البابونج السائل إلى الماء الساخن وشربه 3 مرات يوميًا أو أكثر بين الوجبات.
- المارشميللو
قد تساعد الأعشاب التي تحتوي على الصمغ -مثل المارشميللو- على تقليل تهيج جدران الأمعاء الذي يحدث مع الإسهال.
تناول منه 5-15 مل ثلاث مرات يوميًا.
- البلوط
ثبت أن التانين الموجود في البلوط يساعد على علاج الإسهال الخفيف والحاد عند الأطفال.
- النعناع
تناول النعناع مفيد في علاج الغثيان واضطراب المعدة، إذ إن المنثول الموجود في أوراقه مسكن طبيعي للألم.
طرق الوقاية من الإسهال
يمكنك اتباع هذه الخطوات لتجنب الإصابة بالإسهال:
- اغسل الأواني جيدًا قبل الطهي، وذلك لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي.
- يمكن منع إسهال المسافرين عن طريق تناول المضادات الحيوية قبل السفر تحت إشراف طبيبك المختص.
- منع انتشار الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، عن طريق تكرار غسل اليدين بالماء والصابون.
ختامًا، احرص على تناول طعام صحي لكي تحمي نفسك وأطفالك، واتبع تعليمات الطبيب المختص للحصول على أفضل نتيجة لعلاج الإسهال وتجنب مخاطره.
اقرأ أيضًا:
النزلة المعوية | أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها والوقاية منها
التسمم الغذائي | أعراضه وعلاجه وكيفية الوقاية منه