بعد عدة أيام من الألم والشكوى دون معرفة سبب ما أشعر به، ذهبتُ إلى الطبيب بعدة أعراض مختلفة، وبعد سردي لكل ما أشكو منه وأشعر به، أخبرني الطبيب بضرورة إجرائي عدة فحوص ومنها فحص نسبة فيتامين د، وبعد ظهور نتيجة الفحص تبين أني أعاني نقصًا فيه.
وهنا حدثني الطبيب عن أهمية فيتامين د، وأعراض نقصه، ومصادره، وطرق علاجه، ونصحني بقراءة هذا المقال لأعرف أكثر عن هذا الفيتامين، فدعونا نقرأه معًا…
ماهو فيتامين د “vitamin D”؟
هو أحد الفيتامينات الضرورية لصحة العظام وعادة نحصل على معظمه من أشعة الشمس ولذا يطلق عليه فيتامين “ضوء الشمس”
ينتجه الجسم بصورة طبيعية عند التعرض المباشر لأشعة الشمس، وهو من عائلة الفيتامينات الذائبة في الدهون.
كما يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة أو المكملات الغذائية لضبط مستواه في الدَّم.
أهمية فيتامين د
له عدة وظائف أهمها:
- تنظيم امتصاص الكالسيوم والفوسفور.
- تعزيز وظيفة الجهاز المناعي الطبيعية، وتحسين مقاومته للأمراض.
- يساعد الحصول على قدر كافي منه على تطور نمو العظام والأسنان.
كما له فوائد أخرى قد تدهشك معرفتها منها:
- يساعد على تقليل الاكتئاب.
أظهرت البحوث أنه قد يؤدّي دورًا هامًا في ضبط الحالة المزاجية ودرء الاكتئاب.
في إحدى الدراسات أعطى العلماء فريقًا من مصابي الاكتئاب مكملات فيتامين د وفريقًا آخرَ مكملًا وهميًا؛ فلاحظوا تحسنًا في الأعراض لدى الفريق الأول عن الثاني.
كما أظهرت دراسة أخرى لمصابي الفيبروميالجيا، وجد العلماء أن نقص هذا الفيتامين كان أكثر حدوثًا لدى أولئك الذين يعانون القلق والاكتئاب.
- يعزز فقدان الوزن.
في حالة محاولتك لخفض الوزن، فعليك بإضافة مكملات تحتوي على الفيتامين إلى نظامك الغذائي.
ثبُت أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات الكالسيوم وفيتامين د يوميًا قدرتهم على خفض الوزن أعلى من غيرهم.
كما أثبتت الدراسات أن زيادة الكالسيوم وفيتامين د لها تأثير على كبح الشهية.
- يحارب الأمراض.
تشير بعض البحوث إلى أن له دورًا في:
- تقليل خطر الإصابة بالتصلب المتعدد.
- الوقاية من أمراض القلب.
- كما له دور في تنظيم عمليات نمو الخلايا، وقمع نمو الخلايا السرطانية، وزيادة نشاط الجهاز المناعي.
مصادره
- أهم مصادره هي أشعة الشمس لذا يطلق عليه “الفيتامين الشمسي”.
يُنتجه الجلد ذاتيًا بمجرد التعرض لأشعة الشمس تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية إذ يتحول من المادة الخام 7-ديهيدروكوليستيرول إلى فيتامين د.
يوجد في المنتجات الحيوانية، وهو مطابق تماماً للذي ينتج في أجسامنا، كما يوجد في بعض المصادر النباتية، ومن أهم مصادره:
- الشوفان.
- كبد البقر واللحم الأحمر.
- مُحّ البيض.
- سمك السردين، والسالمون وسمك التونة.
- الفطر “المشروم”.
- الحليب المدعم بفيتامين د، وكذلك العصائر المدعمة.
كما يمكن الحصول عليه بالمكملات الغذائية وبعض المستحضرات الدوائية.
نقص فيتامين د وأعراضه
يساعد هذا الفيتامين على امتصاص الكالسيوم من الدَّم، وفي حالة نقصه يعمل الجسم على سحب الكالسيوم من العظام والأسنان؛ مما يؤدي إلى هشاشة العظام وضعف العضلات.
تعد أعراض نقصه محيرة، لأنها قد تحتمل أكثر من سبب ويصعب على الكثير تحديد السبب فيكون الفيصل هو الفحص.
ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى نقصه منها:
- آلام العظام، والمفاصل والعضلات.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
- الشعور بالقلق، والاكتئاب.
- الإرهاق الشديد، وفقدان الطاقة.
أكثر الفئات المعرضة لنقص فيتامين د
- الحوامل والمرضعات.
- مصابي التهاب الأمعاء.
- ذوي أمراض الكبد والكلى.
- من يتعرضون للشمس بشكل محدود.
- كبار السن الذين تجاوزوا سن الخمسين.
- مصابي السمنة المفرطة.
- ذوي البشرة الداكنة، لضعف القدرة على إنتاجه عن ذوي البشرة الفاتحة.
- الرضع الذين يعتمدون على حليب الأم بشكل أساسي؛ إذ لا يعدّ حليب الأم مصدر له.
طرق علاج نقصه
التعرض للشمس
يوجد في الجلد نوع من الكوليسترول يعمل كمحفز لإنتاج الفيتامين، وبتعرض هذا النوع لأشعة الشمس فوق البنفسجية؛ فإنه يتحول إلى فيتامين د.
الوقت المناسب للتعرض لأشعة الشمس من الساعة 8 إلى 10 صباحًا، ومن 3 إلى 4 عصرًا.
يحتاج الإنسان إلى ما يقارب 10 دقائق يوميًا، مع كشف 25 % من الجسم (اليدين والذراعين والساقين) دون حاجز ليتعرض الجلد لأكبر كمية من أشعة الشمس.
ويعتمد إنتاجه في الجسم نتيجة التعرض لأشعة الشمس على عدة عوامل مختلفة، فالأشخاص ذوى البشرة الداكنة وكبار السن يحتاجون لفترة أطول، كما يعتمد أيضًا على المساحة المعرضة لأشعة الشمس.
المكملات الغذائية
تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليه تحت إشراف الطبيب.
الأطعمة
الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية منه.
الجرعة الوقائية من فيتامين د
تقاس جرعة هذا الفيتامين بالوحدة الدولية، وتعتمد الجرعة اليومية منه على الفئة العمرية والحالة الصحية.
يحتاج الأطفال من عمر يوم إلى عمر السنة إلى 400 وحدة دولية أي ما يعادل 10 ميكروجرام.
كما تقدر الجرعة الأدنى التي يحتاج إليها البالغون بين 13 عامًا إلى 70 عامًا بـ600 وحدة دولية ما يعادل 15 ميكروجرام، وهي نفس الجرعة التي يحتاج إليها الأطفال من عمر 1 عامًا إلى 13 عامًا، وتزداد الجرعة لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن السبعين عامًا لتصل إلى 800 وحدة دولية أي ما يعادل 20 ميكروجرام.
التسمم بفيتامين د
يحدث التسمم نتيجة تناول كمية كبيرة من مكملات فيتامين د. ولا يمكن حدوث التسمم نتيجة الإكثار من التعرض للشمس لأن الجسم يتحكم في امتصاص قدر كاف منه من أشعة الشمس.
كذلك لا يمكن حدوث التسمم بالإكثار من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين نظرًا لكونها تحتوي على المستوى الآمن من هذا الفيتامين.
ولكن نسبته في المكملات الدوائية تكون عالية جًدا؛ مما يؤدي إلى وجود مقدار فائض يؤدي إلى التسمم.
لتجنب حدوث التسمم يفضل الحصول عليه من المصادر الطبيعية مثل: الشمس أو الأطعمة، وإذا كان منخفضا جدًا في الجسم يجب مراجعة الطبيب قبل تناول أي مكملات لضبط الجرعة.
أعراض التسمم به
- قئ ودوار.
- الإمساك الشديد، وتكرار الحاجة للتبول.
- تكون حصوات الكلى.
- اضطراب في ضربات القلب.
- الإرهاق والتعب والتشوش الذهني.
- انخفاض الشهية مع انخفاض الوزن.
وختامًا أكد الطبيب على أن نقص فيتامين د من المشكلات الصحية المنتشرة، وبتغيير بعض العادات، وقضاء وقت أطول تحت أشعة الشمس، وتناول الأغذية الغنية بهذا الفيتامين وأخذ الجرعات الوقائية سنتجنب حدوث أي مضاعفات نتيجة لنقصه.