إنه الأول من ديسمبر، اليوم الذي يتضامن فيه الناس حول العالم مع مرضى الإيدز، ويشاركونهم معاناتهم في مقاومة المرض.
حيث يجتمع أطباء العالم على نشر التوعية بين الناس، وإقامة الندوات والفعاليات التي تزيد من ثقافتهم، وتحثهم على الوقاية من ذلك الفيروس اللعين.
وحرصاً منا على المشاركة في هذا اليوم العالمي، جمعنا أهم المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها عن هذا المرض في هذا المقال.
ما هو الإيدز؟
الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسبة، هو مرض خطير ناتج عن الإصابة بفيروس شرس يسمى فيروس نقص المناعة البشري HIV، يصيب هذا الفيروس الجهاز المناعي للإنسان ويتسبب في تدمير خلاياه، فيُحدث قصورًا في وظيفته الدفاعية ضد الأمراض.
كيف ينتقل مرض الإيدز؟
لا ينتقل فيروس الإيدز عن طريق لمس المريض أو مصافحته، ولا بملامسه العرق أو اللعاب، ولا ينتقل عن طريق الهواء.
يظهر فيروس الإيدز في سوائل الجسم المتعددة مثل: الدم، والسائل المنوي، والإفرازات المهبلية، ولبن الأم.
لذلك ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق:
- الاتصال الجنسي:
يعد من أهم الأسباب التي تسببت في انتشار المرض، لأنه بمجرد دخول السائل المنوي لجسم الأنثى أو ملامسة الإفرازات المهبلية تحدث العدوي.
- نقل الدم:
ينتقل الفيروس بواسطة نقل الدم من شخص مصاب لآخر سليم.
يتعرض الطاقم الطبي لخطر كبير، حيث يمكن أن يتعرض للإصابة بالفيروس أثناء العمليات الجراحية و التعامل مع جروح المرضى المصابين.
- الإبر الطبية:
يمكن للفيروس أن ينتقل باستخدام إبر طبية ملوثة، إذ ينتشر الفيروس بين مدمني المخدرات، نظرًا لتبادلهم الإبر الملوثة فيما بينهم.
- من الأم للجنين:
ينتقل الفيروس من الأم للجنين أثناء الحمل أو الولادة.
إذا تناولت الأم علاجًا لفيروس الإيدز قد يقل خطر إصابة الجنين أثناء الحمل.
يمكن أيضًا اللجوء لعمليات الولادة القيصرية لتجنب ملامسة الجنين للدم.
- لبن الأم:
يحتوي لبن الأم المصابة على الفيروس، لذلك يكون من ضمن الأسباب الأساسية في انتقال المرض للطفل أثناء الرضاعة.
- زراعة أو نقل الأعضاء:
إذا كان المتبرع مصابًا بهذا الفيروس، يمكن أن تنتقل الإصابة بسهولة إلى مستقبل العضو.
- سلوكيات غير صحية:
- تبادل أدوات الطعام مع المريض.
- مضغ الطعام قبل إعطاؤه للطفل.
- استخدام نفس أدوات التجميل دون تعقيم.
أعراض الإصابة:
- في المرحلة الأولي من الإصابة:
لا تظهر أي أعراض مميزة على المصاب، ويبدأ الفيروس في مهاجمة خلايا الجهاز المناعي وتدميرها ببطء شديد.
قد تظهر أعراض بسيطة تستمر لمدة أسبوعين، وهي مشابهة لأعراض الإنفلونزا مثل:
- الغثيان.
- الصداع.
- ألم بالحلق.
- وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- وطفح جلدي.
- في المرحلة الثانية من الإصابة:
قد يظل المريض حاملًا للمرض أعوامًا دون ظهور أي أعراض، وأثناء ذلك يستمر في القضاء على الجهاز المناعي.
ثم تبدأ الأعراض المزمنة في الظهور ومنها:
- خسارة الوزن الشديدة.
- ارتفاع شديد متكرر في درجة حرارة الجسم.
- التعب والإرهاق الشديد غير المبرر.
- صداع شديد.
- التعرق الشديد أثناء الليل.
- الالتهاب الرئوي.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية.
- الإسهال المزمن.
- في المرحلة المتأخرة من الإصابة:
يبدأ فيروس الإيدز في الظهور بشكل شرس، وفي ذلك التوقيت يكون جسم المريض أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة إلي جانب الأعراض السابقة مثل:
- العدوى الانتهازية، نتيجة ضعف المناعة الشديد.
- الإصابة بالالتهاب الكبدي C أوB أو A.
- أمراض سرطانية.
- يصاب المريض بأنواع متعددة من البكتيريا نتيجة نقص المناعة.
- يصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض السل، وتعد الإصابة الفجائية بالسل هي أحد الدلائل الأولية على الإصابة بالإيدز.
كيفية تشخيص الإيدز:
يعتمد الأطباء في تشخيص الإيدز على عدة اختبارات مثل:
- اختبار الحمض النووي NAT:
يُحدد هذا الاختبار كمية الفيروس في الدم، فيمكن الكشف عن الإصابة بعد 11- 33 يومًا من دخول الفيروس للجسم.
لذلك يعد اختبار الحمض النووي هو أول اختبار يمكن أن يكشف عن الفيروس بعد الإصابة مباشرةً.
- اختبارات الأجسام المضادة:
يكشف هذا الاختبار عن وجود الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسبة في الدم أو اللعاب.
حيث تبدأ الأجسام المضادة في الظهور بعد الإصابة في خلال 3-12 أسبوعاً وبذلك تظهر النتيجة إيجابية.
- اختبارات المستضد/ الأجسام المضادة:
يوجد المستضد على جسم الفيروس فيسهل اكتشافه، إذا يمكن الكشف عن المستضد بعد 2 – 6 أسابيع من التعرض للإصابة بالفيروس.
- الاختبارات السريعة:
مثل اختبار فيروس الإيدز المنزلي، ويظهر نتيجته في غضون دقائق، ويجرى هذا التحليل بعمل مسحة للفم، وتجميع عينة من السائل الفموي.
ولكن لا يمكن تأكيد الإصابة إلا بعد إجراء تحاليل تأكيدية أخري، لذلك لم يعد يستخدم.
علاج الإيدز:
بالرغم من التقدم الهائل في المجال الطبي، إلا أنه حتى الآن لا يوجد علاج فعال يقضي على هذا الفيروس نهائيًا.
تستطيع بعض مضادات الفيروسات السيطرة على الفيروس ومنع مضاعفاته.
تعد مضادات الفيروسات القهقرية (ARV) من أهم العلاجات التي تقاوم الفيروس وتمنع تكاثره، وتقلل نسبته في الدم.
متى يجب البدء في العلاج؟
- ينصح الأطباء المرضى بالإسراع في تناول مضادات الفيروسات القهقرية، حتى لا يتأذى الجهاز المناعي للمريض بسبب استمرار الفيروس في تدمير خلاياه.
- إذا كانت المريضة حامل أو تنوي الحمل فلابد من البدء فورََا في تناول العلاج، حتى يتم السيطرة على الفيروس ومنع انتقاله للجنين أثناء الحمل.
- في حالة إذا كان يعاني المريض أمراضًا أخرى، فلا بد من متابعة حالته عن قرب مع الطبيب المعالج، والبدء في تناول جرعات الدواء في المواعيد المحددة.
- ينصح بعدم التوقف عن الجرعات أو عدم الانتظام في تناولها لأن هذا سيسمح للفيروس بمقاومة العلاج ويعطيه فرصة كي يتكاثر سريعًا وبذلك يدمر مناعة الجسم.
العلاقة بين الإصابة بفيروس كورونا و مرضى الإيدز؟
لما كان فيروس الإيدز يهاجم الجهاز المناعي ويضعفه، لذلك من الممكن أن يستغل فيروس الكورونا ضعف مناعة المريض ويهاجم جسده.
لتجنب الإصابة بفيروس كورونا لا بد من الالتزام بتناول الدواء دون انقطاع، وكذلك الالتزام بجميع الاحتياطات الواجبة.
وإذا شعر المريض بأعراض فيروس كورونا، لا بد وأن يستشير الطبيب فورًا.
الوقاية من مرض الإيدز:
يمكن تجنب الإصابة بهذا المرض بإتباع الإرشادات والنصائح التالية:
1- عدم مشاركة الأدوات الشخصية خاصة أدوات الطعام.
2- استعمال الإبر الطبية لمرة واحدة فقط وعدم تبادلها مع الآخرين.
3- ينصح بإجراء تحاليل الفيروسات ومنها فيروس الإيدز لكل من يتبرع بالدم.
4- استخدام واقي ذكري أثناء العلاقة الجنسية.
5- تناول العلاج الوقائي لمن تعرضوا للإصابة؛ حتى نسيطر على الفيروس ونمنع تضاعفه.
6- لا بد من ختان الذكور، حيث توجد أدلة على أن ختان الذكور يساعد على تقليل فرص الإصابة بالفيروس.
في النهاية إذا كنت طبيب أو مريض أو شخص سليم، لا بد أن تشارك في هذا اليوم بشكل إيجابي لنشر الوعي ومساعدة المرضى في التغلب على مرضهم ومواجهة العام دون الشعور بالخوف.
