يشرح لي صديقي كيف أنه بعد تشخيصه بمرض السكر من النوع الثاني، يحتاج إلى استخدام أجهزة قياس السكر بانتظام.
إذ تساعده هذه الأجهزة على معرفة نسبة الجلوكوز بدمه على الدوام، فسألته عن ماهية هذه الأجهزة، وكيف يستخدمها؟ وكانت هذه إجاباته عن أسئلتي.
أهمية أجهزة قياس السكر
إذا كنت من مرضى السكر فأنت في حاجة ماسة إلى قياس نسبة السكر بدمك بانتظام وربما عدة مرات يوميًا، لتفادي الارتفاع أو الانخفاض الشديدين بنسبته بالدم، الذي قد يؤدي إلى أعراض خطرة مثل:
أعراض ارتفاع نسبة السكر بالدم
- أمراض القلب.
- أمراض الكلى.
- مشكلات بصرية.
- تدمير الخلايا العصبية.
أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم
- الشعور بالضعف.
- التعرق.
- التوتر.
- الارتباك والتشوش الذهني.
- الدوخة.
قد تسأل كيف تراقب نسبة السكر بدمك بانتظام؟ فنجيب أنت لا تحتاج إلَّا إلى جهاز قياس السكر الخاص بك ونقطة واحدة من دمك.
أنواع أجهزة قياس السكر
لأجهزة قياس السكر أنواع مختلفة مثل:
- أجهزة قياس السكر ذاتية المراقبة.
- أجهزة المراقبة المستمرة للسكر.
نشرح في السطور السابقة كل ما يتعلق بهم.
ما جهاز قياس السكر ذاتي المراقبة؟
هو جهاز يقيس نسبة السكر بدمك بدقة منزليًا، دون الحاجة إلى اللجوء إلى المستشفى، ويتكون من الآتي:
- الجهاز نفسه (Meter) وهو العقل الخاص بالجهاز ويكون في حجم كف يدك تقريبًا، وبه شاشة تظهر عليه نتيجة الاختبار.
- شرائط قياس السكر (Test strips) وهي شرائط بلاستيكية مرنة، تُستخدم مرة واحدة، يوضع عليها نقطة الدم، فتتفاعل معها لتحدد نسبة الجلوكوز بدمك.
- جهاز الوخز كالإبرة مثلًا (Lancet) وهو يصنع فتحة صغيرة بإصبعك لتخرج منه قطرة الدم التي تحتاج إليها لإجراء الاختبار.
شرائط قياس السكر
قد يتساءل البعض عن كيفية عمل هذه الشرائط، وهنا يكمن السحر، إذ تتكون الشرائط من مواد كيميائية تتفاعل مع الجلوكوز، لتُنتج تيارًا كهربائيًا.
تتكون شرائط السكر من عدة طبقات، من ضمنها طبقة رقيقة جدًا من الذهب، القادر على إيصال الكهرباء إلى الجهاز الذي يقيس بدوره مقدارها.
ثم يقيس الجهاز بواسطة مجموعة من المعادلات المعقدة نسبة الجلوكوز المطلوبة لإنتاج هذا القدر من التيار الكهربائي، ثم تظهر نسبة السكر على شاشة الجهاز.
احذر أن تستخدم شرائط منتهية الصلاحية، إذ تكون فاقدة لفاعليتها فلا تستطيع الاعتماد على نتيجة الاختبار.
احفظ الشرائط في درجة حرارة الغرفة بعيدًا عن الرطوبة وضوء الشمس، كذلك لا تعرضها للتجميد.
عند فتحك للعلبة لإخراج شريط للاستخدام، تأكد من إغلاقك للعلبة جيدًا حتى لا تفسد أو تتلوث بقية الشرائط.
لا تقف التكنولوجيا عند هذا الحد، فهناك بعض الأجهزة المزودة بإضافات للتسهيل على المريض إجراء الاختبار ومنها:
- إمكانات صوتية لقراءة النتيجة للمرضى الذين يعانون مشكلات بصرية.
- شاشات مزودة بإضاءة خفيفة لتُمكن المرضى من قراءة النتيجة في الإضاءة الخافتة.
- ذاكرة إضافية ليتمكن الجهاز من الاحتفاظ بالنتائج، إذا ما احتاج المريض في أثناء زيارته للطبيب إلى الرجوع إلى تلك النتائج.
- شرائط قياس سكر مركبة بالجهاز مسبقًا، خصيصًا للمرضى الذين يُعانون مشكلات بأيديهم.
- منافذ لأجهزة الفلاش (USB) إذا ما أراد المريض نقل المعلومات من الجهاز إلى الكمبيوتر.
كيفية استخدام جهاز قياس السكر بالمنزل
قد يظن البعض أن استخدام الجهاز صعب، ويحتاج إلى خبير أو الذهاب إلى العيادة، لكنه صُمم خصيصًا للاستخدام في المنزل فقط عليك اتباع الخطوات الآتية:
- اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون أو طهر يديك بالكحول.
- تأكد من جفاف يديك قبل إمساكك بالجهاز.
- ضع شريطًا بالجهاز ثم أوخز إصبعك بالإبرة لتحصل على قطرة الدم.
- ضع قطرة الدم على الشريط الذي سيتفاعل بدوره مع الجلوكوز بدمك لتحديد نسبته.
- تظهر النتيجة خلال دقيقة على شاشة الجهاز.
- قد تحتاج إلى ضمادة لتغطي بها إصبعك، إذا استمرت قطرات الدم في الخروج من جُرح إصبعك، لكن هذا شيء نادر الحدوث.
من أضرار استخدام أجهزة قياس السكر الإصابة بقرح في إصبعك، لكن هناك بعض النصائح التي قد تحميك من هذا الضرر وهي:
- لا تستخدم نفس الإبرة مرتين لأنها قد تكتسب بلادةً تتسبب في إيلامك عند استخدامها.
- خِز جانب إصبعك بدلًا عن طرفه لتقلل الشعور بالألم.
- لا تعصر إصبعك لإخراج الدم.
- لا توخز نفس الإصبع كل مرة.
فإذا كنت تعاني هذا الضرر على أي حال، فقد تحتاج إلى استخدام أحد أجهزة قياس السكر بدون وخز.
مميزات أجهزة قياس السكر ذاتية المراقبة:
هذه قائمة بأهم مميزات هذا النوع من الأجهزة:
- مساعدة المريض على متابعة نسبة السكر بالدم بانتظام، وتحديد أي انخفاض أو ارتفاع بنسبته مبكرًا قبل تفاقم الأمور.
- يتعرف المريض على أنواع الأطعمة التي قد تكون ساهمة في اختلال نسبة السكر بدمه ليتجنبه مستقبليًا.
- تجنب ممارسة أي أنشطة مثل قيادة السيارة أو استعمال الآلات الحادة عند اضطراب مستوى السكر بالدم.
عيوب أجهزة قياس السكر ذاتية المراقبة:
قد تكون هذه الأجهزة غير مناسبة للجميع للأسباب الآتية:
- إذا كان المريض غير متعلم ولم يتدرب ليتمكن من استخدام هذه الأجهزة بشكل سليم، ومن فهم قراءات الجهاز والتصرف وفقها.
- الألم الناتج عن وخز الإصبع.
- قرح الأصابع.
أسعار أجهزة قياس السكر المنزلية المتوفرة بالسوق المصري
تتوفر أنواع مختلفة من أجهزة قياس السكر بالسوق المصري مثل:
- أكيوتشيك (Accu-check) بسعر 550 جنيهًا مصريًا.
- وان تاتش سيليكت (One touch select) بسعر 600 جنيهًا مصريًا.
- فري ستايل (Freestyle) بسعر 270 جنيهًا مصريًا.
- جلوكو كارد (Glucocard) بسعر 500 جنيهًا مصريًا.
- كونتور (Contour) بسعر 550 جنيهًا مصريًا.
ما جهاز قياس السكر بدون وخز؟
هو جهاز لا يحتاج إلى الدم لإجراء الاختبار، فهو يقيس نسبة الجلوكوز بالسوائل الداخلية بجسمك.
يتكون من جهاز استشعار دقيق يُزرع تحت جلد بطنك أو ذراعك، ويتصل لاسلكيًا بجهاز يشبه الهاتف المحمول، الذي تظهر عليه نتيجة الاختبار.
من فوائد هذا الجهاز الآتي:
- يقيس نسبة الجلوكوز بالدم طوال اليوم وينبه المريض عند زيادة أو انخفاض نسبته عن المعدل الطبيعي.
- يُعد من أنسب أنواع الأجهزة للمرضى الذين لديهم فوبيا من الدم أو الإبر.
- يحمي المريض من الإصابة بقرح في إصبعه.
من عيوب هذا الجهاز الآتي:
- عدم دقته بالمقارنة بأجهزة قياس السكر ذاتية المراقبة، لأن هذه الأجهزة تقيس نسبة السكر بالسوائل الداخلية وليس بالدم.
- شعور المريض أحيانًا بعدم الراحة بسبب اضطراره إلى ارتداء الجهاز طوال الوقت.
متى تستخدم أجهزة قياس السكر؟
في الغالب إذا كنت مصابًا بمرض السكر من النوع الأول أو الثاني، سينصحك الطبيب بقياس نسبة السكر عدة مرات في اليوم خاصةً في الحالات الآتية:
- إذا كنت تشعر بالتعب.
- قبل وبعد تناول الوجبات لمعرفة تأثيرها على مستوى الجلوكوز بدمك.
- بعد ممارسة الرياضة.
ينصح الأطباء بالاحتفاظ بالنتائج في مفكرة خاصة، لإبلاغ الطبيب بالنتائج عند زيارته مع تسجيل المعلومات الآتية:
- تاريخ إجراء الاختبار.
- نوع وكمية الطعام الذي تناولته قبل إجراء الاختبار.
- ما إذا كنت مارست الرياضة قبل إجراء الاختبار أم لا.
- إذا كنت تتناول أدوية معينة أم لا.
إذ إن المعلومات السابقة تساعد الطبيب على تحديد العلاج المناسب لحالتك إذا كنت تعاني عدم ضبط نسبة السكر بدمك.
ننبه إلى أن استخدام أجهزة قياس السكر المنزلية لا تغني عن الاختبارات العملية، التي قد يطلب الطبيب منك إجرائها من وقت لآخر.
قد يطلب الطبيب أن تجري اختبار السكر التراكمي (A1C) من ثلاث إلى أربع مرات بالسنة.
تعطي نتائج اختبار السكر التراكمي فكرة عن نسبة السكر على مدار الثلاثة أشهر السابقة، مما يساعد الطبيب على تحديد ما إذا كنت تحتاج إلى ضبط جرعات الأدوية الموصوفة لك أم لا.
كما يساعده على تحديد عدد مرات استخدامك لجهاز قياس السكر بالدم التي تحتاج إليها.
اختبار السكر التراكمي (A1C)
يُعد بروتين الهيموجلوبين هو المسؤول عن نقل السكر إلى خلايا الجسم المختلفة، يقيس هذا الاختبار النسبة المئوية لبروتين الهيموجلوبين المحمَّل بجزيئات السكر.
نتائج الاختبار:
- إذا كانت النسبة أقل من 5.7% فيُعد الشخص طبيعيًا.
- إذا تراوحت النسبة بين 5.7 إلى 6.4% فهذا يعني أن المريض في مرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري.
- بينما إذا بلغت النسبة 6.5% أو أكثر، يُشخص المريض بالإصابة بداء السكري.
بماذا تخبرنا النتائج؟
تتراوح نسبة السكر بالدم المقبولة بين 80 و130 مليجرام/ ديسيلتر قبل تناول الوجبات، ولا ينبغي لها أن تزيد عن 180 مليجرام بعد تناول الوجبات.
لذا إذا لاحظت نتائج غير طبيعية فعليك باستشارة الطبيب فورًا، ليساعدك على فهم أسباب هذه النتائج، وعلى تلقي العلاج المناسب.
نُنوه إلى أن نسبة السكر بالدم تختلف إذا قيست لمريض صائم عن نسبتها بعد تناول الطعام بساعتين.
إذا قاس أي شخص السكر بالدم بعد صيامه مدة 8 إلى 9 ساعات، وكانت النسبة 99 مليجرام/ ديسيلتر، يعني هذا أنه شخص طبيعي.
إذا تراوحت النسبة بين 100 و 125 مليجرام/ ديسيلتر فهو فيمرحلة ما قبل الإصابة بداء السكر، بينما إذا بلغت 126 مليجرام/ ديسيلتر أو أكثر، يُشخص بداء السكري.
أما إذا قيست بعد تناول الطعام بساعتين وكانت 140 مليجرام/ ديسيلتر أو أقل فهو شخص طبيعي، وإذا تراوحت بين 140 و199 مليجرام/ ديسيلتر فهو في مرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري، وتشير 200 مليجرام/ ديسيلتر أو أكثر إلى الإصابة بداء السكري.
نصائح عامة
ينصح الأطباء بالآتي:
- لا تشارك استخدام الجهاز مع الآخرين حتى لا تتعرض إلى الإصابة بالآتي:
- عدوى التهاب الكبدي الوبائي B و C.
- متلازمة العوز المناعي المكتسب (AIDS).
- أن تصنع روتينًا يوميًا لنفسك، وتحدد مواعيدًا ثابتة لاستخدام الجهاز حتى لا تنسى قياس نسبة السكر بالدم.
- أن تسجل النتائج دائمًا في مفكرتك الخاصة لاحتمالية احتياج الطبيب إلى معرفتها في الزيارة القادمة.
- لا تذهب إلى أي مكان دون اصطحاب الجهاز حتى يسهل عليك استخدامه عند الحاجة.
وختامًا، تُعد أجهزة قياس نسبة السكر من أهم الأدوات التي لا غنى لمرضى السكر عنها، ويساهم العلماء دائمًا في تطويرها وتقديم كل ما هو جديد حتى يسهل على المرضى استخدامها والاستفادة منها.
اقرأ أيضًا
سكر الحمل | هل أصبحت مريضة لداء السكري؟