بقلم د.أسماء طارق
أصبحت أمراض العيون لدى الأطفال والمشكلات التي قد تصيب عيون الأطفال كثيرة، ولابد من توجيه الآباء للحلول المثلى.
إليك -عزيزي القارئ- بعضًا من أمراض العيون لدى الأطفال في هذا المقال.
التهاب الملتحمة (Conjunctivitis)
ملتحمة العين جزءٌ مهمٌ للعين، هي غشاء رقيق يحتوي على أوعية دموية دقيقة لتغذية العين، وتُكون المخاط المسؤول عن ترطيب وتغليف سطح العين.
أنواع التهاب ملتحمة العين:
عندما يحدث الالتهاب تنتفخ الأوعية الدموية وتكبر في الحجم وتصبح العين دموية اللون، وينقسم الالتهاب بسبب الإصابة إلى:
- التهاب الملتحمة المُعدي، العين الوردية (Infective conjunctivitis)
يرجع إلى الإصابة ببعض الميكروبات مثل:
1. العدوى الفيروسية: يصيب الفيروس إحدى العينين وقد ينتقل أو لا ينتقل إلى العين الأخرى مسببًا نزول سائلًا يشبه الماء.
2.العدوى البكتيرية: تصيب البكتيريا إحدى العينين أيضًا وقد تنتقل أو لا تنتقل إلى اللعين الأخرى مسببةً نزول إفرازات صديدية غالبًا ما تكون صفراء اللون.
- التهاب الملتحمة التحسسي (Allergic conjunctivitis)
يحدث سنويًا بسبب تغير المناخ خاصةً في فصل الربيع وتفتح الأزهار، أو نتيجة لتعرض الطفل للمواد الكيميائية مثل الكلورين في حمامات السباحة.
وغالبًا ما يكون المريض أو الأبوين على دراية بالمرض وبموعد حدوثه.
- التهاب الملتحمة الوليدي (Neonatal conjunctivitis)
يحدث لحديثي الولادة نتيجة الإصابة بجرثومة الكلاميديا أو المكورات البنية خلال عملية الولادة، ويستمر من 5 إلى 19 يومًا.
لذلك يلجأ الطبيب إلى استخدام قطرة تحتوي مضاد حيوي منذ مولد الطفل تجنبًا لحدوث المرض أو حدوث أي مضاعفات.
علاج التهاب ملتحمة العين:
إذا لاحظت أعراضًا مماثلة، قاصدًا الطبيب أو الصيدلي لتلقي العلاج كالتالي:
- البكتيري: قطرة مضاد حيوي أو مرهم مضاد حيوي مدة محددة.
- الفيروسي: غالبًا ما تختفي الأعراض بعد أسبوع من الإصابة، ولكن يمكن استخدام كمادات باردة لتخفيف الألم والحكة.
- التحسسي: تستخدم مضادات الهستامين لتخفيف أعراض الحساسية.
انسداد القناة الدمعية (Blocked tear duct)
من أمراض العيون لدى الأطفال الأكثر شيوعًا، ويحدث بسبب انسداد كلي أو جزئي للقناة الدمعية فيؤدي إلى عدم قدرة العين على تصريف الدموع بصورة طبيعية.
ومن أعراضه سيلان الدموع باستمرار من العين والالتهابات المتكررة الملتحمة.
وغالبًا ما يولد الطفل به ويزول من تلقاء نفسه بنمو الطفل وتطور القنوات الدمعية خلال سنته الأولى.
ولكن في بعض الأحيان لا يتحسن الطفل ولابد من علاجه ويعتمد ذلك على أسباب المرض، فما أسباب انسداد القناة الدمعية؟
ترجع أسباب انسداد القناة لعدد من العامل ومنها:
- يولد بعض الأطفال بعيب خلقي في الحمض النووي، يظهر في غشاء رقيق يسد القناة الدمعية.
- غياب فُتْحة القناة العلوية أو السفلية في جَفْن العين.
- ضيق نظام القناة الدمعية.
- الإصابة بعدوي.
- ألتواء العظمة التي تغلق القناة الدمعية من ناحية التجويف الأنفي أو وجودها في غير مكانها.
علاج انسداد القناة الدمعية
يلجأ الطبيب إلى عدة طرق مختلفة لعلاج انسداد القناة منها:
- التدليك: التدليك الخفيف للعين حسب تعليمات الطبيب.
- التوسيع بالقسطرة البالونية: يستخدم الطبيب قسطرة تحتوي في بدايتها مضخة وفي نهايتها بالون وبالكبس ع المضخة ينتفخ البالون ويزيل الانسداد.
- الأنبوبية: يدخل الطبيب أنبوب دقيق للعين محدثاً ثقبًا أو فُتْحة بالانسداد.
- الجراحة: تُعرف (بفغر كيس الدمع) حيث يحدث الطبيب مجرى جديداً تُصب منه الدموع، وغالبًا ما يجري الطبيب الجراحة للبالغين بعد فشل المحاولات السابقة.
كسل العين (Amblyopia)
يُعرف باستجابة الجسم لرؤية بإحدى العينين دون الأخرى، حدث بسبب وجود سبب يحجب الرؤية عن إحدى العينين مثل المياه البيضاء الخلقية وارتخاء الجَفْن والحول
ما أعراض المرض؟
تتمثل أعراض العين الكسولة كالتالي:
- الاصطدام بالأشياء من جانب واحد.
- الحركة الدائمة والمستمرة للعينين.
- ازدواجية الرؤية.
- الحَوَل.
علاج المرض
باتباع العلاج المناسب والسليم يمكن علاج الكسل البصري، ويكون العلاج كالتالي:
- لاصقات العين: تُستخدم على العين الأقوى لتمنح فرصة للعين الكسولة لاستقبال الصورة وإرسال إشارات للمخ والرؤية بشكل أوضح.
- قطرات العين: بديل للصقات العين تُستخدم لإضعاف العين الأقوى بشكل مؤقت لذا تشجع العين الأضعف لتعمل بشكل أفضل.
ارتخاء الجفون (Droopy eyelid – Ptosis)
حدوث ضعف في عضلات الجفون يؤدي إلى ارتخائها، ويرجع إلى عوامل جينية أدت إلى خلل وراثي في عضلات الجفون، ويُعد من الأسباب الشائعة لإصابة الأطفال بمرض العين الكسولة.
أعراض ارتخاء الجفون
من الأعراض التي تصيب مرضي ارتخاء الجفون التالي:
- ارتخاء الجَفْن العلوي أو وجوده في مستوى أقل من الطبيعي.
- عادة يعوق الارتخاء الرؤية إذا كان بدرجة كبيرة إذ أنه يغطى بؤبؤ العين جزئيا أو كليًا.
- إذا سبب الارتخاء الاستجماتيزم فإنه يؤدي للرؤية الضبابية.
- يعطى الطفل مظهر النعسان.
يُعد تدلي الجفون من أمراض العيون لدى الأطفال يسيرة العلاج، فكيف يُعَاِلج الطبيب المرض؟
غالبًا يعالج الطبيب ارتخاء الجفون كتالي:
1. النظارة الطبية: تستخدم نظارة خاصة ذات مسند مصنع خصيصًا لمرضى ارتخاء الجفون، يلتصق بالجَفْن ويمنع ارتخاؤه.
2.جراحات ارتخاء الجفون: لرفع عضلات الجفون لوضعها الصحيح، وتُعد هي الاختيار الأمثل لعلاج تدلي الجفون عند الأطفال؛ تجنبًا للإصابة بمضاعفات مرض ارتخاء الجفون وهو مرض العين الكسولة.
عمى الألوان (color blindness)
هو عدم القدرة على التمييز بين الألوان، ويُعد مرضًا وراثيًا في أغلب الأحيان.
نجد أشخاصًا لا يستطيعون التمييز بين اللونين الأخضر والأحمر.
أما الأفراد المصابون بعمى ألوان كلي لا يمكنهم التعرف على أي لون، ويرون الأشياء بتدرجات اللون الرمادي.
يُعد مرض عمى الألوان من الأمراض التي لا يمكن علاجها بشكل نهائي، ولكن يمكن استخدام نظارات طبية خاصة أو عدسات لاصقة بمواصفات معينة لإبراز الألوان.
الحول (squint)
يعد الحَوَل أمرًا مقبولًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى للطفل، بسبب عدم نضج مركز الإبصار في هذه المدة، ويعد مرضًا بعد ست أشهر من عمر الطفل ويختلف علاجه بناء لسبب.
أسباب الحَول
لا يوجد سبب معروف للمرض، فالبعض يولد به، وقد يصيب الإنسان مع تقدمه بالعمر، وأحيانًا يكون مرضًا وراثيًا.
لكن في الأطفال يحدث الحَول للتغلب على مشكلة في الرؤية مثل:
- طول النظر: يجد الطفل صعوبة في رؤية الأشياء القريبة.
- قصر النظر: يجد الطفل صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.
- الاستجماتيزم: تكون مقدمة العين غير منحنية بشكل متساوٍ، وتسبب رؤية ضبابية.
حالات مرضية نادرة يمكن أن تسبب الحَول:
- بعض الأمراض المعدية مثل مرض الحصبة.
- بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة داون.
- الشلل الدماغي (Cerebral palsy).
- مشكلات أخرى في المخ أو الأعصاب.
يمكن أن يحدث الحول كعرض لمرض الورم الأرومي الشبكي (Retinoblastoma)، وهو مرض نادر يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة.
يقيس الطبيب نظر الطفل و تحديدًا ما إذا كان الطفل يعانى قصر أو طول النظر أو الاستجماتيزم و كذلك يختبر عضلات العين ويفحص قاع العين.
وبالفحص السليم والموضوعي يتوصل الطبيب إلى تشخيص أمراض العيون لدى الأطفال واستخدام العلاج الأمثل.
علاج الحَول
يجب اللجوء إلى الطبيب لعلاج المرض إذا تخطى المدة الطبيعية المسموح بها، ويتمثل العلاج كالتالي:
- النظارات الطبية: التي تفيد الطفل في حالة وجود مشكلة في الرؤية مثل طول النظر.
- تمارين العيون: ممارسة التمارين على العضلات المتحكمة في حركة العين، يساعد العينين على العمل سويًا.
- الجراحة: يمكن اللجوء إليها في حالة عدم استجابة العين للنظارة الطبية، وتتم بتحريك العضلات المسؤولة عن حركة العين وتصطف العينين على نفس المستوى.
- الحقن: يمكن حقن عضلات العين مما يساعد على الاصطفاف بشكل أفضل، ولكن يستمر مفعول الحقن أقل من ثلاث أشهر فقط.
مضاعفات الحَول
يجب عدم إهمال الحَول والمبادرة بسرعة العلاج، إذا تعدى مدة ثلاثة شهور بعد الولادة؛ لتجنب مضاعفات المرض وهي:
- الرؤية الضبابية الدائمة أو ازدواجية الرؤية الدائمة.
- مرض كسل العين إذ يبدأ المخ بإهمال الصورة الواصلة من العين المصابة.
- حيرة الطفل والارتباك.
متى يجب استشارة الطبيب؟
لابد من المتابعة بصفة دورية مع الطبيب منذ ميلاد الطفل، ويجب اللجوء إلى الطبيب سريعًا بمجرد ملاحظة أي تغير ولو طفيف على الطفل.
لا ينصح أبدًا بإهمال العين فالأمراض خطيرة، ويجب التوجه سريعًا للطبيب من أجل التشخيص الدقيق والتوصل لحل فعلى وجزئي.
ختامًا…
عليكِ عزيزتي الأم الاهتمام بمعرفة أمراض العيون لدى الأطفال، وطرق علاجها والوقاية منها. حفظ الله أطفالنا من كل مكروه.
قد منحنا الله هِبَّة عظيمة وهي نعمة الإبصار، فالعين ترى كل ما هو جميل، وتمنح الإنسان السعادة، فحافظوا عليها وبادروا إلى تكريم نعمة الله علينا.
اقرأ أيضًا
عمليات تصحيح البصر | متى نحتاج إليها؟
تشوش الرؤية المفاجئ | أسبابه وطرق علاجه
القرنية المخروطية | هل تسبب العمى؟
مراجعة د. هند السيد
