ربما تفكر في إجراء إحدى عمليات تصحيح البصر للتخلص من عَناء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.
يوجد العديد من التقنيات لإجراء عمليات تصحيح البصر، فما هو الإجراء الأنسب لحالتك؟
هل هناك مضاعفات لهذه العمليات؟
هل يمكن أن يرتد البصر مرة ثانية؟
كل هذه الأسئلة وغيرها، ستتعرف إلى إجاباتها بشكل علمي مبسط ودقيق عند مواصلتك لقراءة هذا المقال.
كيف نرى بالعين المجردة؟
حسب المادة التي تعترض مسار الشعاع الضوئي، فإنه إما ينكسر أو ينعكس أو يمتص، ينكسر الشعاع الضوئي في الأوساط الشفافة كالماء، أو العدسات.
تمتلك بعض الأجزاء التشريحية للعين -القرنية والعدسة والدموع- نفس القدرة الانكسارية للأوساط الشفافة، وتبلغ قوة انكسار القرنية عند البشر40 ديوبتر، وتمثل ثلثي القوة البصرية للعين.
القرنية هي السطح الأمامي الشفاف للعين.
حسب نظرية الغرفة المظلمة للعالم الحسن ابن الهيثم -مؤسس علم البصريات- تحدث الرؤية كالآتي:
- يسقط الضوء على الجسم.
- يعكس الجسم الضوء على العين.
- ينكسر الضوء عند وصوله إلى العين ويجمع في نقطة التركيز، تقع هذه النقطة في الشبكية.
- الشبكية هي النسيج المبطن للجزء الداخلي الخلفي من العين، وتحتوي على مستقبلات الضوء (الخلايا الحسية الضوئية) التي تعمل تمامًا كالكاميرات عند التقاط الصور.
- تنقل الصورة بعد ذلك إلى المخ حيث تترجم، عبر العصب البصري.
- يتحكم بؤبؤ العين في كَمّيَّة الضوء التي تصل إلى الشبكية، إذ إنه يتسع في حالة الضوء الخافت ليمرر أكبر قدر من الضوء، أو يضيق في حالة الضوء الساطع ليسمح بمرور كَمّيَّة أقل.
ربما يحدث قصور في شكل القرنية، ينتج عنه عيوب الإبصار الانكسارية، مثل: قصر النظر، أو طول النظر، أو انحراف الرؤية، ويستخدم الليزك لتصحيح هذه العيوب.
الحالات التي تحتاج إلى عمليات تصحيح البصر
- قصر النظر.
- طول النظر.
- الاستجماتيزم.
العيوب الانكسارية
تعد العيوب الانكسارية عالميًا السبب الرئيسي لضعف البصر بنسبة 43%، وهي تمثل 80% من مشكلات النظر لدى الأطفال، وتكون وراثية أو مكتسبة.
قصر النظر
يحدث عندما يكون حجم العين أكبر من المعتاد، أو عندما تكون القرنية أكثر تحدبًا من الطبيعي.
فتتركز الأشعة الضوئية المتوازية أمام الشبكية، وترى الأشياء البعيدة مشوشة، بينما الأشياء القريبة ترى بوضوح.
طول النظر
يحدث عندما تكون مقلة العين أقصر من الطبيعي، أو عندما تكون القرنية مسطحة للغاية.
عندئذ تتركز الأشعة الضوئية المتوازية خلف الشبكية بدلًا من أن تتركز عليها، فتُرى الأشياء القريبة مشوشة، وأحيانًا الأشياء البعيدة أيضًا.
اللابؤرية أو الاستجمانيزم
يحدث عندما تكون القرنية مسطحة أو محدبة بشكل غير متساوٍ، مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية عمومًا، سواء القريبة أو البعيدة.
عادةً، تصلح هذه العيوب بتصحيح انكسار الضوء، بالنظارة أو العدسة، ولكن ماذا لو صحح الأطباء شكل القرنية؟
هذا ما طوِرت من أجله عمليات تصحيح البصر.
أنواع عمليات تصحيح البصر
- الليزك (Lasik)
- الجراحة الانكسارية القرنية (PRK).
- تصحيح تحدب القرنية بالليزر بعد رفع الظهارة (Lasek)
- تقنية إبي ليزك (epi-LASIK).
- الفيمتو ليزك.
- تقنية الفيمتو سمايل.
- عمليات استبدال عدسة.
ما هو الليزك (LASIK)؟
هو اختصار لمصطلح تصحيح تحدب القرنية موضعيًا باستخدام الليزر (Laser-assisted In situ keratomileusis )
وهو أحد أنواع عمليات تصحيح البصر باستخدام الليزر وأشهرها، لذا يُستخدم للتعبير عن كل العمليات الأخرى.
أغلب الأشخاص الذين خضعوا لهذه الجراحة تحسن لديهم قوة الإبصار ليصل إلى 20/25 -وهذا مناسب لمعظم الأنشطة- أو أفضل.
ولكن مع تقدم العمر، ربما يحتاجون إلى نظارة عند القراءة أو القيادة الليلية.
تعتمد نتائج الجراحة بشكل كبير على نوع العيب الانكساري الذي تعانيه.
قبل إجراء عملية الليزك، سيُطلب منك إجراء التحاليل والفحوصات وقياسات النظر اللازمة،
وبعد تقييمها من قبل جراح العيون، يستخدم نوعًا من الليزر القاطع لإعادة تشكيل القرنية بدقة، مع كل نبضة من شعاع الليزر يزال جزء طفيف من نسيج القرنية، مما يسمح للجراح بتصحيح شكل القرنية على حسب الحالة.
قد يتخصص جراحو العيون في نوع واحد من عمليات تصحيح البصر بالليزر، التي تختلف بشكل طفيف عن بعضها البعض، ولا يمكن الجزم بأن واحدة أفضل من الأخرى.
الجراحة الانكسارية القرنية (PRK)
أحد عمليات تصحيح البصر ففيها يكشط جراح العيون الجزء العلوي (الظهارة) من القرنية، بدلًا من عمل سديلة.
يستغرق شفاء القرنية ثلاثة إلى أربعة أيام، وفي أثناء ذلك، تعاني ألم متوسط وتشوش الرؤية على المدى القصير.
ورغم هذه العيوب، كان يعتقد أن الجراحة الانكسارية القرنية هي الإجراء الأنسب للأشخاص المعرضين لتمزق مقلة العين، مثل ممارسي الرياضات العنيفة.
ولكن مع الليزك العادي يظل خطر الإصابة بتمزق مقلة العين منخفض للغاية، لذلك يُفضل إجراءه خاصة مع قصر النظر الشديد.
تصحيح تحدب القرنية بالليزر بعد رفع الظهارة (LASEK)
يشبه الليزك، ولكن يستخدم جهاز خاص لعمل السديلة (ميكروكيراتوم أو مبضع القرنية المجهري).
يُمكِّن هذا الجهاز الجراح من إزالة نسيج أقل من القرنية، مما يجعله الخَيَار الأنسب لأصحاب القرنية الرقيقة.
تقنية إبي ليزك (epi-LASIK)
يفصل الجراح الظهارة عن الجزء الأوسط من القرنية (السدي) باستخدام مبضع سطح القرنية -شفرة آلية غير حادة- ثم يصحح شكل القرنية.
يتشابه هذا الإجراء مع سابقه.
تقنية الفيمتو ليزك
تعد من أأمن وأحدث عمليات تصحيح البصر، إذ يستخدم فيها ليزر أدق (ليزر الفيمتو ثانية).
يستخدم هذا الليزر لرفع السديلة من القرنية بدلًا من الميكروكيراتوم مما يجعلها أكثر دقة وأمانًا.
يقل معها خطر مضاعفات مشكلات السديلة.
وهي الخيار الأمثل لأصحاب القرنية الرقيقة، أو القرنية شديدة التحدب.
لكي تخضع لها لابد أن يتراوح سنك من 18 إلى 60 عام، وتكون قياسات نظرك ثابتة لمدة عام على الأقل قبل العملية.
تقنية الفيمتو سمايل
تشبه تقنية الفيمتو ليزك ولكن دون عمل سديلة.
تستخدم في حالات قصر النظر الشديد أو الحالات التي يكون سمك القرنية فيها رقيق جدًا لا يسمح بإجراء الليزك أو الفيمتو ليزك.
عمليات استبدال عدسة
نوع من أنواع عمليات تصحيح البصر، تعتمد على استبدال العدسة الطبيعية المصابة بعدسة صناعية.
تُصنع العدسة البديلة من السيلكون أوالبلاستيك الشفاف ويبلغ حجمها ثُلث حجم قطعة نقود فضية.
تُعد خيارًا جيدًا في الحالات الشديدة والتي لا يُنصح فيها بالتدخل بالليزر.
في حالة القرنية المخروطية تُثبت حلقات بلاستيكية داخل القرنية تعمل على استعادة شكل القرنية الطبيعي أو التقليل من حدة الشكل الغير طبيعي للقرنية. ولا يُعد ذلك تصحيحاً للبصر ولكنه يمنع تطور شكل القرنية للأسوأ.
تُزرع عدسة بعد تثبيت الحلقات، ولكن زراعة العدسة في هذه الحالة تتطلب درجة سماكة معينة للقرنية، فإذا كانت القرنية رقيقة السُمك يُصبح زراعة القرنية هو الحل الوحيد في هذه الحالة.
يوجد عدة أنواع للعدسات المزروعة، كالتالي:
العدسات أحادية البؤرة
لا يمكنها التمدد أو الانحناء كالعدسات الطبيعية، تظل مركزة على مسافة ثابتة.
إذا كان التركيز على مسافة، ستتمكن من رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، ولكن ستحتاج إلى نظارة لرؤية الأشياء القريبة.
العدسات متعددة البؤر
تشبه النظارات ذات العدسات المتقدمة أو ثنائية البؤرة.
تحتوي على مناطق تساعدك على الرؤية لمسافات مختلفة، يستغرق معها الوقت عدة أشهر حتى يتكيف عقلك وتبدو الرؤية طبيعية.
تسبب أحيانًا هالات أو وهج حول الأضواء أكثر من العدسة الأحادية.
العدسات متغيرة التكيف
هي الخَيَار الأكثر مرونة، فهي كالعدسة الطبيعية فإنها تركز على أكثر من مسافة، ويقل معها الاحتياج إلى نظارة.
العدسات المصححة للانحراف
تُناسب مَن يعاني الاستجماتيزم، ولن يحتاج إلى نظارة بعد العملية.
وتُستخدم كذلك لأصحاب القرنية ذات الشكل الكروي بدلًا من الشكل الدائري.
مضاعفات عمليات تصحيح البصر
بعد إجراء عمليات تصحيح البصر، تعاني بعض الحالات جفاف العين أو تشوش الرؤية، ولكن ينتهي هذا بعد مدة أقصاها 6 أشهر.
تعاني حالات قليلة مضاعفات دائمة، مثل:
جفاف العين
بعد إجراء عمليات تصحيح البصر يقل إنتاج الدموع بصورة مؤقتة.
إذا استمر الجفاف بعد الشفاء فقد تحتاج إلى عملية أخرى في القنوات الدمعية حيث تُوضع سدادات لمنع تصريف الدموع بعيدًا عن سطح العين.
الوهج وازدواجية الرؤية
يحدث عادةً في أثناء الليل ويستمر لعدة أسابيع.
التصحيح الناقص
عند إزالة نسيج أقل من المطلوب، فلن تُصبح الرؤية بالمستوى الذي تأمل به، وقد تحتاج إلى عملية أخرى لإزالة المزيد من النسيج في غضون سنة.
التصحيح المفرط
عند إزالة نسيج أكثر من المطلوب، ويُعد إصلاح التصحيح المفرط أصعب من إصلاح التصحيح الناقص.
اللابؤرية
بسبب الإزالة غير الدقيقة للنسيج، قد تحتاج إلى نظارة أو عدسات لاصقة!
مشكلات السديلة
قد يؤدي طي السديلة في أثناء الجراحة إلى التهابات أو فرط إفراز الدموع، وقد ينمو نسيج الظهارة بشكل شاذ أسفل السديلة بعد التعافي.
فقد البصر أو تغيرات الرؤية
يحدث في حالات نادرة نتيجة مضاعفات جراحية.
عليك -عزيزي القارئ -إدراك أن عمليات تصحيح البصر ليست حلًا سحريًا للحصول على قوة الإبصار المثالية، أو التخلص بشكل نهائي من النظارة الطبية، فقد تحتاج إليها مرة أخرى.
إنها عملية جراحية لجزء حساس ومهم، فإذا قررت إجرائها، اختر طبيبًا ذو سمعة طيبة واتبع تعليماته بحرص قبل وبعد العملية.
اقرأ أيضًا
رعشة جفن العين | الأسباب وطرق العلاج
جحوظ العينين وعلاقته بالغدة الدرقية
حساسية العين | عندما تصبح الرؤية مؤلمة
الاستجماتيزم | ماذا بك يا عيني؟
