طب النساء والولادةطبي

داء المشعرات المهبلية | أعراضه وكيفية علاجه

داء المشعرات المهبلية (Trichomoniasis) مرض شائع ينتقل من خلال الاتصال الجنسي، ويعد من أشهر أسباب التهابات المهبل، ويتسبب في نزول إفرازات مهبلية وحكة، ولا تظهر عادة أي أعراض لدى الرجال المصابين.

يُقدر عدد المصابين بداء المشعرات في الولايات المتحدة الأمريكية، بحوالي 3.7 مليون شخص، ومع ذلك لا تظهر أعراضه إلا في حوالي 30‎%‎ من المصابين فقط.

ما سبب عدوى المشعرات المهبلية؟

تحدث عدوى المشعرات بسبب كائن أولي أحادي الخلية، يسمى ترايكوموناس (Trichomonas Vaginalis)، ينتقل من شخص لآخر من خلال الاتصال الجنسي في أثناء ممارسة الجماع.

عند النساء: الجزء الأكثر إصابة هو الجهاز التناسلي الأنثوي السفلي، ويشمل (المهبل، وعنق الرحم، أو مجرى البول).

عند الرجال: تكون الإصابة أكثر شيوعًا داخل القضيب.

لا يصيب الطفيل أجزاء الجسم الأخرى، مثل: الفم أو اليدين، لذلك لا تنتقل العدوى خلال الاتصال الجسدي العادي، مثل: العناق أو التقبيل.

عوامل الخطر لداء المشعرات 

يعد داء المشعرات أكثر شيوعًا بين النساء، وتتراوح أعمار النساء الأكثر عرضة للإصابة بداء المشعرات المهبلية، بين 14 و 49 سنة، وهو أكثر شيوعًا بين كبار السن.

ويزداد خطر انتقال العدوى بسبب:

  • ممارسة الجنس دون استخدام واقي ذكري.
  • إصابة سابقة بداء المشعرات المهبلية.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بأنواع أخرى من العدوى المنقولة جنسيًا.

أعراض داء المشعرات المهبلية (الترايكوموناس)

غالبًا لا تظهر أي أعراض، وأثبتت الدراسات أن 85‎%‎ من النساء المصابات لم يكن لديهن أي أعراض.

وتظهر الأعراض خلال الفترة من خمسة إلى ثمانية وعشرين يومًا بعد الإصابة بهذه العدوى، وفي حالات أخرى قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لظهور الأعراض.

تشمل أعراض داء المشعرات المهبلية الآتي:

  • إفرازات مهبلية كثيرة، قد تكون بيضاء أو صفراء أو خضراء أو رمادية، وأحيانًا تظهر بقع من الدم.
  • حكة وحرقة، واحمرار وتورم في الأعضاء التناسلية.
  • رغبة متكررة في التبول (زيادة تكرار عملية التبول).
  • ألم في أثناء التبول أو الجماع.
  • تفاقم الأعراض في أثناء فترة الطمث.

غالبًا لا تظهر أعراض لدى الرجال المصابين، ولكن في بعض الحالات قد يحدث ما يلي:

  • حرقان أثناء التبول أو بعد القذف.
  • إفرازات من مجرى البول.
  • تهيج القضيب.

مضاعفات داء المشعرات المهبلية

تكمن خطورة هذه العدوى في عدم التشخيص الصحيح، ومن ثَم عدم تلقي العلاج المناسب.

تتمثل المضاعفات في الآتي:

  • زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، إلى جانب باقي الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • حدوث التهابات في أماكن متفرقة، مثل:التهابات المهبل المزمنة، وعنق الرحم، وعدوى الغدد الملحقة، وبطانة الرحم والحوض.
  • تكون الخراج الُبوقي المبيضي.

التهابات المهبل

تحدث هذه الالتهابات نتيجة تغيير في التوازن الطبيعي للبكتيريا المهبلية، أو نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية أو طفيلية (تريكوموناس).

قد يؤدي أيضًا نقص مستوى هرمون الإستروجين في أثناء فترة انقطاع الطمث إلى التهابات المهبل.

التهاب المشعرات المهبلية للحامل

إذا تُركت الحامل المصابة بداء المشعرات دون علاج، تصبح أكثر عرضةً للآتي:

  • ولادة مبكرة 

يعد التهاب المشعرات المهبلية للحامل أحد عوامل الخطر، التي قد تتسبب في ولادة مبكرة.

  • إنجاب طفل منخفض الوزن

قد تؤدي الإصابة بعدوى التريكوموناس في أثناء الحمل، إلى إنجاب طفل منخفض الوزن.

  • انتقال التريكوموناس إلى الطفل أثناء الولادة
  • قد تنتقل عدوى داء المشعرات المهبلية إلى الطفل أثناء الولادة المهبلية، ولكنه أمر نادر جدًا.
  • يمكن معالجتها على الفور بالمضادات الحيوية، ولا تشكل أي خطورة على الرضيع.
  • إذا كانت الحامل تعاني أي أعراض مزعجة، وشُخصت حالتها بداء المشعرات، يفضل أن تتناول جرعة من ميترونيدازول (فلاجيل) عن طريق الفم (بعد استشارة الطبيب المختص).
  • يجب أن يبدأ الزوج العلاج في نفس الوقت، سواء كان لديه أعراض أم لا.

كذلك يحذر الجماع إلى أن تنتهي فترة العلاج وتختفي الأعراض.

توصِي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بإيقاف الرضاعة الطبيعية خلال فترة العلاج بالميترونيدازول (Metronidazole) ولمدة 12 إلى 24 ساعة بعد آخر جرعة.

في حالة العلاج باستخدام تينيدازول، يجب التوقف عن الرضاعة الطبيعية في أثناء فترة العلاج، ولمدة ثلاثة أيام بعد آخر جرعة.

تشخيص داء المشعرات المهبلية

تتشابه أعراض الترايكوموناس مع بعض أعراض الأمراض الأخرى المنقولة بالاتصال الجنسي.

لذلك لا يمكن التشخيص بالأعراض وحدها، ويجب على أي شخص يشتبه في إصابته بداء المشعرات المهبلية أن يذهب إلى الطبيب المختص، لإجراء بعض الفحوصات والاختبارات.

تشمل الفحوصات فحصًا للمنطقة التناسلية للسيدات للكشف عن وجود بقع حمراء، فقد يتسبب داء المشعرات في ظهور بقع حمراء على جدار المهبل أو عنق الرحم.

أما بالنسبة للرجال، فقد يجري الطبيب فحصًا للقضيب بحثًا عن أي علامات للالتهاب أو الإفرازات.

 بالإضافة لبعض الاختبارات المعملية، مثل:

  • أخذ مسحة من المهبل أو القضيب، ثم فحصها.
  • فحص عينة بول. 
  • زراعة المسحة في وسط ملائم (حتى ينمو فيها الطفيل ويصبح العثور عليه تحت المجهر أسهل).
  • اختبار المستضدات.
  • اختبار تضخيم الحمض النووي (PCR).

إذا أظهر الاختبار أنك مصاب بداء المشعرات، فإنه من الضروري أن يُجرى اختبار لشريكك الجنسي الحالي، وعلاجه إذا ثبتت إصابته.

علاج المشعرات المهبلية

يطلق على هذا المرض بينج بونج، وذلك لأنه ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي عدة مرات.

لذلك فإنه من الضروري علاج كلا الزوجين في نفس الوقت، لتقليل حدوث انتقال العدوى مرة أخرى.

يمكن علاج المشعرات المهبلية بالمضادات الحيوية، مثل: ميترونيدازول (Metonidazole) ، أو تندازول (Tinidazole).

يتمثل العلاج في تناول جرعة واحدة كبيرة (megadose)، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتناول جرعة أقل مرتين في اليوم لمدة سبعة أيام.

يحتاج الزوج إلى تناول العلاج أيضًا، حتى لو لم يكن لديه أعراض.

عليك تجنب الجماع أنت وشريكك لمدة أسبوع.

تذكر أنه حتى بعد علاجك من التريكوموناس، فإنه لا يوجد لديك مناعة ضد الإصابة به مرة أخرى.

لذلك قد يطلب منك الطبيب إعادة الاختبار للتحقق من وجود داء المشعرات، بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أشهر من تناول العلاج، وذلك للتأكد من عدم إصابتك مرة أخرى.

 إذا تُركت المشعرات بدون علاج ربما تستمر الإصابة لعدة شهور أو سنوات، ولا يجب تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.

طرق الوقاية من الإصابة بداء المشعرات المهبلية

أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بداء المشعرات، أو أي مرض من الأمراض المنقولة جنسيًا هي عدم ممارسة الجنس.

ولكن إذا كنت تمارس الجنس، فيمكن أن تقلل من خطر الإصابة باتباع الخطوات الآتية:

  • استخدام الواقي الذكري.
  • الخضوع للفحص أنت وشريكك للتأكد من عدم وجود أي أمراض منقولة جنسيًا.
  • عند الإصابة بأي أعراض، يجب التوقف عن ممارسة الجماع والتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحص الطبي.
  • شرب كمية وفيرة من المياه.
  • اختيار ملابس قطنية مريحة.
  • عدم استخدام الدش المهبلي بكثرة، لأنه قد يزيل البكتيريا النافعة الموجودة بالمهبل التي تحميك من العدوى.

في النهاية أود أن تعلم عزيزي القارئ، أنه بالرغم من خطورة مضاعفات داء المشعرات المهبلية، إلا أنه سهل العلاج، لذلك عند شعورك بأحد الأعراض المذكورة سابقًا، يجب عليك مراجعة الطبيب فورًا والالتزام بالعلاج الموصوف لك، للقضاء على العدوى نهائيًا.

اقرأ أيضًا

الدليل الشامل لوسائل منع الحمل 

النزيف المهبلي | متى يجب عليك القلق؟

المصدر
healthlinemedicalnewstodaywebmdmy.clevelandclinic

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى