طب عامطبي

ارتشاح الأمعاء | طرق تحسين حركة الجهاز الهضمي

بقلم د/ إيمان مصطفى
اكتسب ارتشاح الأمعاء قدرًا كبيرًا من الاهتمام مؤخرًا بعد انتشار كثير من أمراض الجهاز الهضمي.

يُرجح أنها سبب كثير من الأمراض والبعض يرى أنها عرض وليست سبب، لكن لا توجد دراسات كافية حتى الآن للاعتراف بها  تشخيص مرضي.

ما ارتشاح الأمعاء؟ وما أسبابه وأعراضه والعلاجات المتوفرة؟ إليك أهم المعلومات التي تحتاج معرفتها عن هذه الحالة الغامضة.

ما هو ارتشاح الأمعاء؟

الجهاز الهضمي البشري مكان هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، تعمل جدران الأمعاء كحواجز تتحكم في ما يدخل مجرى الدم.

تسمح الفجوات الصغيرة في جدار الأمعاء بمرور الماء والمواد المغذية، بينما تمنع مرور المواد الضارة.

يؤدي توسع الفجوات الصغيرة إلى زيادة نفاذية الأمعاء، ما يسمح بمرور البكتيريا والسموم من الأمعاء إلى مجرى الدم، وتعرف هذه الظاهرة باسم متلازمة الأمعاء المتسربة (leaky gut syndrome).

قد يسبب مرور البكتيريا والسموم إلى الدم حدوث رد فعل مناعي قوي، وربما يسبب التهاب واسع الانتشار في الجسم.

لكن لا تعد متلازمة الأمعاء المتسربة تشخيصًا طبيًا معترفًا به، إذ ينكر بعض الأطباء والعلماء وجودها.

بينما يعتقد المؤيدون لوجودها أنها السبب الأساسي لكثير من الأمراض مثل: متلازمة التعب المزمن، والصداع النصفي، والألم العضلي الليفي، والحساسيات الغذائية، وتقلبات المزاج، وأمراض الجلد، والتوحد.

أعراض ارتشاح الأمعاء

تشترك متلازمة ارتشاح الأمعاء في عديد من أعراضها مع الحالات الصحية الأخرى، لذا يكون من الصعب على الأطباء تشخيصها.

قد يسبب ارتشاح الأمعاء في ظهور بعض الأعراض التالية:

  • الإسهال المزمن، أو الإمساك مع وجود انتفاخ وغازات كثيرة.
  • نقص غذائي.
  • حساسية غذائية.
  • الشعور بالتعب والإرهاق المفرط والمستمر.
  • الصداع وصعوبة التركيز.
  • مشكلات الجلد، مثل حب الشباب أو الطفح الجلدي.
  • التهاب المفاصل وألمها.
  • التهاب مزمن واسع الانتشار.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • الشعور بالتوتر والقلق وربما يزيد الأمر إلى الاكتئاب.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

مع تفاقم الحالة يمكن حدوث الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، أو الذئبة الحمراء، أو الداء البطني.

أعراض ارتشاح الأمعاء عند الأطفال

  • تتضمن الأعراض الشائعة لارتشاح الأمعاء عند الأطفال ما يلي:
  • اضطراب الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وآلام البطن والإمساك والإسهال.
  • عدم تحمل الطعام أو الحساسية الغذائية.
  • ضعف الجهاز المناعي مما يؤدي إلى كثرة الإصابة بنزلات البرد والتهابات الأذن المتكررة.
  • الإصابة بالأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية وطفح الحفاض وحب الشباب.
  •  الصداع وضعف الإدراك والتركيز.
  • القلق والاكتئاب.
  • أمراض المناعة الذاتية مثل الداء البطني ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

ما أسباب ارتشاح الأمعاء؟

تعد متلازمة الأمعاء المتسربة لغزًا طبيًا، ولا يزال الأطباء يحاولون تحديد سببها.

يعتقد أن عديد من العوامل تساهم في الإصابة بها مثل:

  • الإفراط في تناول السكر: النظام الغذائي غير الصحي المحتوي على نسبة عالية من السكر يضر بوظيفة الحاجز في جدار الأمعاء.
  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs): يمكن أن يزيد الاستخدام طويل الأمد لها نفاذية الأمعاء.
  • الإفراط في تناول الكحول.
  • نقص المغذيات: نقص فيتامين أ وفيتامين د والزنك يؤثر في نفاذية جدار الأمعاء.
  • الالتهاب: الالتهاب المزمن في جميع أنحاء الجسم له تأثير سلبي في البكتيريا المفيدة.
  • الضغط: يساهم الإجهاد المزمن في عديد من الاضطرابات المعدية المعوية، بما في ذلك متلازمة الأمعاء المتسربة.
  • ضعف صحة الأمعاء: توجد ملايين البكتيريا في الأمعاء، بعضها مفيد وبعضها ضار، اختلال التوازن بينهم يؤثر في وظيفة الحاجز لجدار الأمعاء.
  •  تناول المضادات الحيوية بإفراط.

من الأكثر عرضة للإصابة بارتشاح الأمعاء؟

لم يثبت العلم بعد أن ارتشاح الأمعاء هو سبب بعض المشكلات الصحية، لكن ربطت عديد من الدراسات زيادة النفاذية مع عديد من الأمراض المزمنة ومنها:

الداء البطني

مرض من أمراض المناعة الذاتية يتميز بحساسية شديدة للجلوتين.

وجدت العديد من الدراسات أن نفاذية الأمعاء تكون أعلى لدى مرضى الداء البطني.

مرض السكري

أثبتت بعض الأدلة أن زيادة نفاذية الأمعاء تلعب دورًا في تطور مرض السكري من النوع الأول.

يحدث داء السكري من النوع الأول بسبب تدمير المناعة الذاتية لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ووجد أن المسؤول عن تدمير هذه الخلايا قد يكون المواد المتسربة من الأمعاء.

إذ وجدت إحدى الدراسات أن 42% من المصابين بداء السكري من النوع الأول لديهم مستويات مرتفعة من الزونولين (بروتين مسؤول عن نفاذية الأمعاء).

مرض كرون

لاحظت عديد من الدراسات زيادة نفاذية الأمعاء لدى مرضى داء كرون.

متلازمة القولون العصبي

القولون العصبي اضطراب في الجهاز الهضمي يتميز بكل من الإسهال والإمساك.

وجدت الدراسات أن المصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS) لديهم زيادة في نفاذية الأمعاء.

حساسية الطعام

وجد أن المصابين بالحساسية الغذائية غالبًا ما يعانون ضعف في وظيفة الحاجز المعوي.

هل ارتشاح الأمعاء عرض أم سبب لبعض الأمراض؟

أظهرت دراسات أن زيادة نفاذية الأمعاء موجودة في عديد من الحالات المزمنة، ومع ذلك لا يوجد دليل قاطع على أن متلازمة الأمعاء المتسربة هي السبب الأساسي لها فمثلا:

  •  حددت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات المصابة بالداء البطني زيادة نفاذية الأمعاء قبل ظهور مرض الداء البطني لديها.
  • من ناحية أخرى وجدت دراسة أن نفاذية الأمعاء عند الأشخاص المصابين بالداء البطني عادت إلى طبيعتها لدى 87% من الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا خالٍ من الجلوتين أكثر من عام.

يدل هذا أن النفاذية المعوية غير الطبيعية قد تكون استجابة لتناول الغلوتين، وليست سببًا لمرض الداء البطني.

علميا لا توجد أدلة كافية حتى الآن لإثبات أن الأمعاء المتسربة هي السبب الأساسي للأمراض المزمنة.

طرق تحسين صحة الجهاز الهضمي

لا تعد متلازمة تسرب الأمعاء تشخيصًا رسميًا إلى الآن لذا لا يوجد علاج موصى به.

يعد اتباع نظام غذائي صحي مفتاح تحسين صحة الأمعاء، إلا أن هناك كثير من الطرق الأخرى مثل:

  • تناول مكملات البروبيوتيك: لاحتوائها على بكتيريا مفيدة.
  • تقليل التعرض إلى التوتر: ثبت أن الإجهاد المزمن يضر بكتيريا الأمعاء المفيدة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تجنب التدخين: تعد السجائر أحد عوامل الخطر، وقد تزيد الالتهاب في الجهاز الهضمي.
  • تقليل تناول الكحول: أظهرت دراسات أن  تناول الكحول بإفراط  قد يزيد نفاذية الأمعاء بالتفاعل مع بروتينات معينة.
  • تجنب الأطعمة السريعة المعالجة والمشروبات السكرية والزيوت المكررة والمحليات الاصطناعية، وقد يساعد أيضًا استبعاد الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.

أطعمة صحية يوصى بتناولها

تناول نظام غذائي غني بالأطعمة التي تساعد على نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة يساعد ذلك  على تحسين صحة الأمعاء.

تحسن الأطعمة التالية صحة الأمعاء:

الخضار: البروكلي، والملفوف، والجرجير، والجزر، واللفت.

الجذور والدرنات: البطاطس والبطاطا الحلوة والبطاطا والجزر.

الفاكهة: جوز الهند والعنب والموز والفراولة والكيوي.

الحبوب الخالية من الغلوتين: الأرز (البني والأبيض) والذرة الرفيعة والشوفان الخالي من الغلوتين.

الدهون الصحية: الأفوكادو وزيت جوز الهند وزيت الزيتون البكر.

الأسماك: الأسماك الغنية بأوميجا 3.

اللحوم والبيض: قطع الدجاج الخالية من الدهون ولحم البقر والضأن والبيض.

الأعشاب والبهارات: جميع الأعشاب والبهارات.

الحليب الرائب والزبادي والقشدة الحامضة.

المشروبات: مرق العظام والشاي وحليب جوز الهند وحليب البندق والماء.

المكسرات

 يركز النظام الغذائي الذي يعزز صحة الجهاز الهضمي على الخضروات الليفية والفواكه والخضروات المخمرة والدهون الصحية واللحوم غير المصنعة الخالية من الدهون.

في الختام يجب الاهتمام بصحة جهازنا الهضمي لتقليل فرص الإصابة بارتشاح الأمعاء عن طريق اتباع نظام غذائي وحياتي صحي.

أقرأ أيضًا

حساسية الجلد من الأكل

منتجات الألبان | أهم الأنواع وفوائدها

نظام غذائي للقولون العصبي

مراجع طبي/ د.أسماء يونس

المصدر
.medicalnewstodayhealthlineverywellhealthnhs.uk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى