طبي

الإمساك | أسبابه وعلاجه

أشعرتَ بثقل في أسفل البطن وكنت غير قادرٍِ على التحرك بسببه من قبل؟

هل أمضيت لياليك تتعرق متوسلًا لخروج الفضلات ؟

إن ما تعانيه يعرف الإمساك عزيزي القارئ وهو اضطراب كريه، تابع معي في هذه المقالة تعريفه وكيفية علاجه والوقاية منه.

ماهو الإمساك ؟ وكيف يحدث؟

يُعرَّف بأنه أحد اضطرابات الجهاز الهضمي. ويحدث نتيجة امتصاص الأمعاء الغليظة (القولون) المياه من الفضلات؛ مما يتسبب في صلابتها وصعوبة التخلص منها، كما يساهم انخفاض وتيرة حركة الأمعاء في تأخير عملية الإخراج.

يعد من أهم مؤشرات الإصابة به انخفاض عدد مرات التغوط لأقل من 3 مرات أسبوعيًا.

وهو ينقسم لنوعين :

الإمساك العرضي (المؤقت)

 يحدث بشكل عرضي نتيجة تَغَير عادات الشخص في الأكل أو وقوعه تحت ضغط نفسي وتوتر.

 تؤثر هذه التغيرات النفسية مباشرة على الحزمة العصبية المتصلة بجهازه الهضمي؛ فتؤدي إلى حدوث تقلصات شديدة في أمعائه وانقباض في عضلات المستقيم وفتحة الشرج، ليتوقف مرور الفضلات وخروجها من الجسم.

الإمساك المزمن

يتَّصف هذا النوع بديمومته ؛ إذ يترافق عادة مع وجود أمراض أخرى في الجهاز الهضمي، أو بسبب أخذ المريض علاجًا مستمرًا لحالة مرضية من الأمراض المزمنة.

يوصف الإمساك بالمزمن إذا ما تكرر حدوثه لمدة تزيد على الثلاثة أشهر، وإذا ما استعصى علاجه بالطرق التقليدية من تحسين جودة النظام الغذائي بالأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية.

أعراضه 

يشعر المصاب بأعراض متنوعة منها:

-أعراض الجهاز الهضمي

-أعراض قد تصل لعضلات الجسم المحيطة بالأمعاء.

تتمثل أعراض الإمساك في :

  • شعور بالانتفاخ وتراكم الغازات.
  • ألم في منطقة أسفل الظهر. 
  • شعور بالامتلاء وبضغطٍ في الأمعاء والمعدة.
  • شعور بعدم التفريغ الكامل عند محاولة الإخراج 
  • آلام في منطقة أسفل البطن وفتحة الشرج في أثناء محاولة الإخراج. 
  • غثيان.
  • صداع. 

أسباب الإمساك

يحدثُ نتيجة تداخل عدة عوامل وأسباب، يمكن أن يوجد سبب واحد منها أو أكثر من سبب في نفس الوقت، ومن هذه الأسباب :

1- الأكل غير الصحي و المفتقر للألياف.

2- قلة ممارسة التمارين الرياضية.

3- عدم الاستجابة لرغبة الإخراج في وقتها وإرجائه لوقتٍ لاحق.

4- قلة شرب المياه والسوائل بوجه عام.

5- الاستخدام المكثَّف للملينات، مما يترتب عليه ضعف عام في عضلات المستقيم والعضلات المحيطة بفتحة الشرج.

6-الحـَمـْل، بسبب قلة الحركة وتغير الهرمونات.

7- استخدام أدوية لعلاج حالات مزمنة مثل :

-الأدوية المحتوية على الكالسيوم والألمنيوم مثل مكملات نقص الكالسيوم ومضادات الحموضة.

-الأدوية المخدرة، في حالات آلام السرطانات و في العمليات الجراحية.

-مدرات البول و مخفضات ضغط الدم في مرضى ضغط الدم المرتفع. 

-المهدئات ومضادات الاكتئاب. 

-مضادات الحساسية كمضادات الهيستامين.

– أدوية علاج أنيميا عوز الحديد في الدم.

8- وجود أمراض مزمنة أخرى مثل :

الانسداد المعوي

-داء الميكسوديما (قلة نشاط الغدة الدرقية)

-داء الشلل الرعاش (Parkinson’s disease)

الاضطرابات الهضمية

هي أمراض تصيب الجهاز الهضمي وتختلف في منشأها وحدَّتها ومنها :

أمراض الأمعاء الالتهابية مثل

  • داء كرون ( Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي. 
  • مرض التهاب الردب.
  • سرطان القولون. 
  • الناسور (وصلة أو نفق غير طبيعي يصل القناة الشرجية بفتحة خارجية بجوار فتحة الشرج).
  • الخراج الشرجي. 
  • الالتهاب المعدي المعوي (النزلة المعوية).

كما قد يصاب الشخص باضطرابات أخرى في الجهاز الهضمي تتسبب بدورها في حدوث الإمساك أو تنتج عنه ومن هذه الاضطرابات ما يلي:

  • متلازمة القولون العصبي : يكون الشخص معرض بشكل دائم للإمساك.

إذ يتسبب كلًّا من التوتر والانفعال في استثارة الأعصاب المغذية للأمعاء الغليظة فتبطئ من حركتها وتؤخر تفريغ محتوياتها من الفضلات.

يتسبب تراكم الفضلات في انتفاخ البطن نتيجة تكون الغازات و آلام مبرحة من ضغط الفضلات التي تزداد صلابة بمرور الوقت.

  • البواسير: ينتج هذا النوع من الاضطرابات عن عدة مسببات ولعل من أبرزها هو الإمساك؛ إذ يساهم الحزق المصاحب لعملية تفريغ الفضلات الصلبة في التهاب الأوردة في أسفل القولون المستقيم فيما يعرف بالبواسير.

          تجدر الإشارة هنا إلى وجود أسباب أخرى تعمل على حدوثها مثل:

تناول الأكلات الحارة، والحَمْل، والجلوس لفترات طويلة، ورفع الأشياء الثقيلة وكذلك الإصابة بالإسهال المزمن.  

  • الشق في فتحة الشرج (Anal fissure) : يعد من النتائج المترتبة بشكل مباشر على الإمساك المزمن.
  • سلائل القولون (Colon polyps) : وهي زوائد في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة قد تسبب تغيرًا في حركة الأمعاء.

الإمساك في الحمل 

يعد الإمساك للحامل من المشكلات الشائعة، إذ يصيب بعض النساء في فترات الحمل الأولى بينما يصيب البعض الآخر في الفترات الأخيرة منه، ويزداد ألمه و تكرار حدوثه بتقدم الحمل.

أسباب حدوثه لدى الحوامل 

1- نجد أن الوزن الزائد الناتج من الجنين، والسوائل المحيطة به في كيس الحمل يفرض ضغطًا على الأمعاء وخاصةً الغليظة.

 2- كذلك يؤدي تغير الهرمونات المترتب على الحمل إلى تَغيُّر في حركة الجهاز الهضمي؛ فيصيب المرأة الحامل بالغثيان الصباحي وبإمساكٍ مزمنٍ مؤلم.

3- كمايعد أيضًا استخدام مكملات الحديد والكالسيوم من أهم مسبباته.

علاج الإمساك لدى الحوامل

ينقسم العلاج إلى نوعين :

  • علاج غير دوائي ويتمثل في :

1- التمشية المستمرة.

2- كذلك إدخال الألياف بشكل أكبر في النظام الغذائي.

3- وتقسيم عدد الوجبات على مدار اليوم إلى عدد 6 وجبات.

4- والإكثار من شرب الماء.

  • علاج دوائي 

قد يصف الطبيب لكِ أحد الأدوية التالية:

1-شراب اللاكتيولوز: هو أحد السكريات الطبيعية الآمنة في الحمل، ويعمل عن طرق زيادة امتصاص الماء من الأمعاء وتسهيل خروج الفضلات. 

2- ألياف السيليوم: تعمل على زيادة حجم البراز مما يسبب ضغطًا على المستقيم وتسهّل خروجه.

3-ملح الماغنيسيا: يعمل بنفس آلية اللاكتيولوز.

4- البولي كاربوفيل : لها نفس آلية عمل الألياف.

5- البولي ايثيلين جليكول: تعمل على احتباس المياه في الأمعاء وزيادة حركتها.

متى أذهب للطبيب ؟

قد يشكل الإمساك أمرًا عابرًا للبعض بينما يمثل حالة طوارئ للبعض الآخر من المصابين به؛ ولذلك إليك عزيزي القارئ أهم علامات التحذير، التي تدق جرس الإنذار وتُلزم الذهاب إلى الطبيب :

1- إن كنت تعاني فقدان الوزن، بالرغم من عدم محاولتك لفقده. 

2- إذا وجدتَ دمًا في البراز.

3- إذا استمرت هذه المشكلة لأكثر من أسبوعين. 

4- إذا كنت تعاني ألمًا لا يحتمل واحتباس شديد للغازات استمر فوق اليومين. 

5- إذا لاحظتَ تغيرًا كبيرًا في قوام وشكل البراز. 

كيفية الوقاية من الإمساك وعلاجه 

إن من أهم سُبل الوقاية والعلاج غير الدوائي لهذه الحالة ما يلي :

الإكثار من شرب الماء، وذلك للحفاظ على الترطيب اللازم للجسم وللجهاز الهضمي، ويكون ذلك بشرب اثنين لثماني أكواب من الماء يوميًا.

  • إدخال الأطعمة المحتوية على الألياف بشكل أكبر في النظام الغذائي، مثل الخضروات الورقية والجزر، والفواكه مثل الموز، والمكسرات مثل الجوز والفستق، وكذلك خبز القمح كامل الحبة (الغير مطحون).
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • تدريب الجسم على الاستجابة لحاجة التغوط، ويسمى بالعلاج التعودِيّ.

ينطوي هذا العلاج على محاولة تمرين الجسم على إخراج الفضلات بشكل منتظم وفي أوقات محددة من اليوم.

علاج الإمساك

يوجد العديد من الأدوية التي قد يصفها الطبيب للعلاج ومنها :

  • تحاميل الجلسرين تعد من الأدوية الآمنة التي يمكن استخدامها حتى للأطفال وهي علاج سريع يلجأ الأطباء والصيادلة لوصفه بكثرة.
  • شراب اللاكتيلوز(آمن للحوامل والمرضعات والأطفال).
  • دوكسات الصوديوم وهي مادة من مطرّيات البراز، وتوجد في صورة شراب أو حقن شرجية.
  • مادة البروكالوبرايد (Prucalopride) الموجودة في أقراص Prucasoft.
  • مادة البولي كاربوفيل (polycarbophil)، وتوجد في أقراص Evaculax.
  • السنّوسيدات :هي من الملينات المنشطة وتعمل على زيادة حركة الأمعاء.
  • الزيوت المعدنية مثل زيت البرافين السائل وهو من المزلِّقات، يؤخذ بالفم أو في صورة حقنة شرجية.

(يـَحظر استخدام الملينات المنشطة للحوامل، ومرضى القلب، ومرضى البواسير، كما يُنصح بعدم أخذ ملينات هذه المجموعة لأكثر من أسبوع)

ختامًا إن الاهتمام بصحة غذائك وممارستك للتمارين الرياضية وشربك الماء بقدرٍ كافٍ، قد يقيك الكثير من الأمراض والاضطرابات الهضمية وليس الإمساك فقط.

المصدر
webmedmedicalnewstodayhealth lineclevelandclinicconistipation in pregnancychronic &acute constipayion

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى