طبيكورونامكافحة العدوى

التباعد الاجتماعي | إذا اقتربت ستموت!

لم يكن لقاؤنا مخيفًا من قبل بل كان مصدر سعادتنا؛ تجمعاتنا وأحاديثنا التي لا تنتهي. لكن فجأة أصبح التباعد هو علامة الحب والخوف على سلامة بعضنا، بل عدم التلاقي هو الإثبات على صِدق هذا الحب. التباعد الاجتماعي سبيلنا الوحيد لحماية أنفسنا وأحبائنا من خطر العدوى بالكورونا.

سيضيف إليك المقال كل ما تحتاج معرفته عن التباعد الاجتماعي وأهميته والإرشادات الواجب اتباعها لتمر فترة الخطر بأمان.

التباعد الاجتماعي

هو البقاء في المنزل أو البقاء على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين حمايةً للجميع من خطر الإصابة بعدوى الكورونا، التباعد الاجتماعي كان المشجع الأساسي للتواصل من خلال محادثات الفيديو والتعليم عن بُعد، ولكن الأمر لم يستمر بهذا الشكل كان لا بد من إيجاد حل لتعود الحياة إلى أدراجها مع تطبيق التباعد الجسدي.

التباعد الجسدي

بدأت الحياة العملية في العودة مجددًا وإن كانت ببطء وبخطوات ملأها الخوف، مع الحفاظ على مسافة 1.8 متر بين الأشخاص وارتداء الماسك حمايةً للجميع من العدوى.

المسافة الآمنة

الحياة تعود مرة أخرى ولكن بحذر! أهم شروطها، مسافة بقدر 1.8 متر بين شخص وآخر لتجنب انتشار العدوى أثناء العطس أو السعال أو حتى الرذاذ أثناء الكلام، مع ارتداء الماسك بصفة أساسية خلال التواجد في الأماكن العامة. 

ارتداء الماسك أصبح عادة

في ظل الظروف المحيطة فيما يتعلق بفيروس كورونا أصبح الماسك عادة أساسية لا جدال فيها، وشرط أساسي لدخول الأماكن العامة يُعاقب مُخالفه.

كيف ترتدي الماسك بطريقة صحيحة؟

  • غسل اليدين جيدًا قبل وضع الماسك على الوجه وكذلك قبل إزالته، مع الحرص على عدم لمس العين طول مدّة ارتدائه.
  • يغطي الماسك كل من: الأنف والفم والذقن جيدًا، مع عدم وجود فراغ بين الماسك والوجه.
  • عند إزالة الماسك يُزال من الجزء المربوط أعلى الرأس أو الأذن دون لمس الوجه.
  • وضع الماسك في حافظ خاصةً إذا كان نوعه قماش، أما إذا كان من النوع الجراحي يُستخدم مرة واحدة ويُرمى في سلة القمامة فورًا.

أنواع الماسكات

  • ماسك جراحي

 يوفر حماية ضعيفة، يستطيع حجب الجسيمات الكبيرة فقط ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الماسك الجراحي للوقاية من فيروس كورونا.

  • ماسك قماشي 

يوفر حماية متوسطة تكمن في الحد من انتشار الرذاذ لمرتديها الذي قد يكون مصابًا دون ظهور أعراض.

  • ماسك N95

 يوفر حماية جيدة يمكنه حجب 95% من الجسيمات الكبيرة والصغيرة، لا يُنصح باستعمال كمامات N95 الحاملة للصمامات أحادية الاتجاه لعدم قدرتها على منع انتشار الفيروس.

  • ماسك N99 

يوفر حماية جيدة جدًا وهو الأكثر أمانًا.

لا يُنصح بارتداء الماسك لبعض الفئات:

  • الأطفال دون سن الثانية.
  • أشخاص يعانون مشكلات تنفسية.
  • أشخاص غير قادرين على إزالة الماسك بأنفسهم.
  • لا يُستخدم الماسك بديلًا للتباعد الاجتماعي كلاهما ضروري.

كيف نجعل البيئة المحيطة أكثر أمانًا؟

بتجنب الأماكن التالية:

  • المزدحمة:

تجنب التواجد في أماكن مزدحمة لصعوبة توفير مسافات آمنة بين الأشخاص، وبالتالي سهولة انتشار العدوى فيها.

  • المغلقة:

الأماكن المغلقة تزيد من انتشار العدوى لعدم تجدد الهواء فيها، وجود منفذ لتجديد الهواء مثل الأبواب والشبابيك لدخول أشعة الشمس، فهذا أمر مهم جدًا لتقليل انتشار العدوى.

  • أماكن ذات تواصل متقارب:

الحرص على المسافة الآمنة بين الأشخاص لمنع أي فرصة لانتشار العدوى عن طريق العطس أو السعال أو الرذاذ أثناء التحدث، وهو ما يصعب توفره بتجاهل المسافة الآمنة.

يُعد الحذر واتباع تعليمات البيئة الآمنة من أهم العوامل للحفاظ على صحتنا.

إرشادات النظافة خلال اليوم داخل المنزل وخارجه

اتباع إرشادات النظافة بصفة مستمرة من شأنه حماية الأشخاص من خطر العدوى.

  • غسيل اليدين بالماء والصابون، أو استخدام الكحول المعقم بشكل دوري.
  • تجنب لمس العين أو الأنف أو الفم خلال التواجد خارج المنزل.
  • تعقيم المشتريات قبل تخزينها في مكانِها.
  • وضع الكوع أمام الفم أثناء السعال أو العطس لتجنب انتشار الرذاذ في الهواء.
  • تعقيم الأسطح باستمرار خاصة الأسطح المعرضة لتكرار اللمس، مثل مقابض الأبواب وشاشات الهواتف. 

الطوابير

انخفضت فرص الخطر وزادت فرص العودة للحياة الطبيعية، ولكن اتباع التعليمات كان شرط عودتها، خاصة في المستشفيات والبنوك والأسواق التجارية والمطاعم وغيرها من أماكن التجمع وانتشار العدوى بنسبة عالية.

كان لابد من رسم ملامح لعودتها بفرض بعض القوانين:

  • عدم دخول الأماكن العامة تحت أي ظرف دون ارتداء الماسك.
  • عدم التزاحم على أي مكان، والوقوف في طوابير مع الحفاظ على مسافة 1.8 متر بين الأشخاص.
  • الحرص على نسبة إشغال محددة؛ تجنبًا للتزاحم داخل الأماكن المغلقة.
  • فرض غرامات على عدم الالتزام، سواء من الأشخاص أو الأماكن التي لا تتبع القوانين.

فوائد التباعد الاجتماعي

السر وراء التباعد الاجتماعي وتقليل انتشار العدوى؛ الوصول لمرحلة  تسطيح منحنى الإصابة (flattening the curve).

 بالبقاء في المنزل واتباع الإرشادات الوقائية، كذلك الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي خارج المنزل وارتداء الماسك، بهدف التقليل من انتشار العدوى ومحاولة السيطرة على المرض.

كيف ينتقل الفيروس؟

ينتقل الفيروس بواسطة الرذاذ في صورة:

  • العطس.
  • السعال.
  • رذاذ أثناء التحدث. 
  • لمس الأسطح الملوثة مثل مقبض الباب أو شاشات الهواتف.
  • الاتصال المباشر بشخص مصاب.
  • لمس الوجه دون غسل اليدين في أثناء التواجد خارج المنزل.

التغيرات الحياتية بعد الجائحة وتأثيرها على الأطفال

التغيرات التي فرضتها علينا جائحة كورونا أثارت الخوف في أنفسنا نحن البالغين، فكيف بما تركته في نفوس الأطفال؟

إليك بعض النصائح يمكنك تطبيقها مع أطفالك:

  • تحدث مع أطفالك عن ما يحدث، وحاول إيصال المعلومات عن طُرق الإصابة بطريقة عملية بسيطة، مثل استخدام أدوات لرش رذاذ الماء.
  • شاركهم أفكارهم ومخاوفهم وألعابهم، احتوي غضبهم فالعالم توقف من حولهم فجأة.
  • طبق إجراءات التعقيم لليدين، ولبس الماسك معهم عمليًا في المنزل.
  • مساعدتهم على التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم، دون انقطاع عن طريق محادثات الفيديو.

التصرف السليم إذا لاحظت أي أعراض

قد تظهر أعراض خفيفة مثل:

  • صداع.
  • ألم وإجهاد بالجسم.
  • ضبابية الرؤية.
  • فقدان حاستي الشم والتذوق.
  • غثيان وقيء.
  • إسهال.

قد تراها أعراض بسيطة، ولكنها دون شك تستدعي البقاء في المنزل، وعزل نفسك تمامًا عن الاختلاط بأفراد أسرتك لحمايتهم من العدوى.

أعراض أشد تستدعي استشارة طبية:

  • حمى.
  • احتقان الأنف.
  • ضيق التنفس وألم بالصدر.

أصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكر، والأمراض التنفسية والأمراض المناعية المُثبِطّة، يحتاجون المزيد من الحذر وسرعة طلب الاستشارة الطبية في حال ظهور أي أعراض لاتباع خطوات التشخيص اللازمة والعلاج.

كيف نقوي جهازنا المناعي ضد فيروس كورونا؟

  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالخضروات والفواكه.
  • شرب الماء بكميات كافية.
  • تناول الفيتامينات (ج، د) والمعادن مثل الزنك ضرورية لتقوية مناعة الجسم.
  • تساعد المشروبات الدافئة محلاة بالعسل على تقوية جهازنا المناعي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الالتزام بمجهود بدني بسيط لبقاء الجسد نشيط.
  • الحالة النفسية مهمة جدًا لبقاء جهازنا المناعي قوي، أخبر نفسك وعائلتك أن الدور الذي نبذله جميعًا في التباعد الاجتماعي؛ سبب قوي لنجاحنا في مواجهة الوباء.

كورونا الموجة الثانية

مع انتهاء 2020 اعتقد العالم أجمع أن الكابوس الذي لاحقنا جميعا في نومنا و يقظتنا سينتهي!

لكن 2021 نفت صحة ما اعتقدناه لتعود بضربة أقوى وموجة أشد انتشارًا، أقبلت وفي جعبتها موجة ثانية للـكورونا ليبقى الأمل في لقاح كورونا فهل ينقذ العالم من الفيروس القاتل؟

سيكون الغد أفضل، إذا تكاتفنا جميعا لضمان سلامتنا من العدوى، حتى تعود الحياة أدراجها من جديد.

المصدر
whohopkinsmedicinenhsmayoclinichealthychildrencdc

د.ياسمين حمدي

حب القراءة والكتابة شغف لم أبرحه منذ الصِغر، و كتابة المقالات الطبية توجت هذا الشغف بما يرفع الوعي المجتمعي و يعود بالنفع في تبسيط ما أمكن من المعلومات الطبية و إيصالها للباحثين عنهُا، وليبقى الأثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى