الصحة النفسيةطب الأطفالطبي

الطفل غير الاجتماعي| طفل خجول أم مشكلة حقيقية تحتاج تدخل؟

يجلس طفلي بمُفرده دائمًا، لا يُخبرني الكثير عن أصدقائه في المدرسة، أحاول سؤاله طوال الوقت عن أسمائهم أو الألعاب التي يُفضلها فلا يجُود بالكثير، هل طفلي خجول فقط أم يعاني شيء ما؟ هل هناك طريقة للتعامل مع الطفل غير الاجتماعي؟

الطفل غير الاجتماعي

تظهر المشكلة لدى الطفل بعمر 4 إلى 5 سنوات في الشكل الآتي:

  • الطفل يرفض اللعب مع أقرانه.
  • تظهر لديه أحيانًا ميول عدوانية.
  • يمتد الأمر إلى التعدي على الآخرين.

 إذا لم يتحرك الوالدين لإيجاد علاج لهذه المشكلة، ربما يتدهور الأمر في فترة المراهقة ويخرج عن السيطرة.

 أعراض الطفل غير الاجتماعي

  • انعزال الطفل وانسحابه من التجمعات.
  • رفض اللعب مع أقرانه من نفس السن.
  • إظهار رد فعل عنيف في وجوده وَسَط مجموعة من الناس.
  • تخريب ممتلكات غيره.
  • رفض الانصياع لأي قوانين أو أوامر.
  • يعاني الطفل غير الاجتماعي أحيانًا فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  • السرقة والكذب.
  •  قد يمتد الأمر لضرب غيره.

أسباب عدم تفاعل الطفل مع الآخرين

الأطفال ورقة بيضاء يتعاملون مع المعطيات حولهم بالفطرة، بجانب ذلك إصدارهم للأحكام على أنفسهم طوال الوقت بناءً على رد فعل غيره! فمشاعرهم قوية بريئة، قد يحدث موقف نراه تافهًا لكنه نهاية العالم بأعينهم، كذلك يُخزن الطفل ما يدور حوله ويبني عليه حُكمه.

بعض أسباب عدم تفاعل الطفل مع الآخرين:

  • طبيعة لدى الطفل نتيجة ذكاؤه العالي يكون لديه عالم خاص به.
  • مشكلات أُسرية وحياة عائلية غير مستقرة، نتيجة إلى انفصال الوالدين وبقاؤه مشتتًا بينهما.
  • وجود تاريخ مرضي بميول انتحارية أو أمراض عقلية لدى أحد أفراد أسرته.
  • يفتقر الطفل مَلكة الذكاء العاطفي ويخشى الرفض.
  • وجود تشوه خلقي لدى الطفل، فيعرضه ذلك للتنمر.
  • إهمال الطفل وعدم شُعوره بالحب والاحتواء والأهمية.
  • تعنيف الطفل من قِبل والديه وانتقاده المستمر.
  • تنشئة الطفل في بيئة تعتمد الضرب والتعدي الجسدي كأسلوب تربوي.

يحتاج الأمر بعض الانتباه من قِبل الوالدين؛ وذلك لملاحظة سلوك الطفل وتحديد الأسباب، فالأسباب تحدد مسارًا للبدء في العلاج.

طفلي يرفض اللعب مع الأطفال ماذا أفعل؟

الأطفال لهم عالم خاص ونظرة مختلفة، أنقياء بدرجة عالية، يستطيعون التمييز بين من يحبهم ومن يكرههم؛ يختارون الاقتراب من البعض ويرفضون البعض الآخر!

  • يمكنكِ ملاحظة الأشخاص الأقرب لطفلك، والأماكن التي يُظهر فيها تفاعله أكثر.
  • شخصية الطفل تتشكل كلما زاد عمره ووعيُه، راقبي هواياته ونموه العقلي وشاركيه إياها.
  • وفري مكان يذهب إليه الطفل لممارسة نوع رياضة؛ لإفراغ طاقته وتواجده وَسَط أطفال بنفس الفئة العمرية والاهتمامات.
  • شجِعيه على التعرف بأقرانه دون ضغط منك.
  • شاركيه تعرفه إلى أطفال من نفس عمره لكسر الحاجز النفسي.
  • حاولي مرارًا دون ملل، وتذكري أن استجابة الأطفال مختلفة.
  • لا تنتقدي إذا أبدى رفضه؛ قد ينجح الأمر في المرة المقبلة.
  • استشيري أحد المُختصين في العلاج السلوكي إذا تأزم الأمر.
  • تجنب ترك الطفل ساعات طويلة أمام التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية.

كيف أجعل طفلي محبوب اجتماعيًا؟

نحن الأمهات يُؤلمنا وجود مشكلة لدى ملائكتنا الصغار؛ لذا غالبًا لا يزور عيناكِ النوم حتى تجدي حلًا، الطفل غير الاجتماعي مشكلة لها حل لا تقلقي.

 إليكِ بعض الخطوات:

  • التعرف على سبب المشكلة يعد أول خطوة لحلها.
  • خصصي له وقتًا من يومك، وأخبريه دائمًا أنكِ تحبينه دون سبب.
  • كرري على مسامعه أنه طفل يستحق الأفضل.
  • علميه أن يفهم مشاعره، وتفهمي حزنه غير المبرر أحيانًا.
  • علميه خطوات التحكم في غضبه.
  • نحن مرآة ملائكتنا الصغار، من غير المنطقي أن نطالبهم بسلوك لا نفعله.
  • حاولي تشجيعه على التحدث عن سبب تجنبه التعامل مع غيره، قد يكون الأمر أكبر من كونه خجل! ربما تعرض لتعدٍ لفظي أو جسدي ويخشى الحديث.
  • إذا كان طفلك يخشى رفض من حوله، فأخبريه أن خَوفه طبيعي؛ ثم شجِعيه على أخذ خطوات اجتماعية. 
  • تجنبي النقد والتعنيف، فالأطفال مختلفين، بعضهم اجتماعي والبعض الآخر ليس كذلك، وتقبلي طبيعة طفلك إذا تأكدتِ أنها مجرد طبيعة ليس إلا.
  • لا تأمريه طوال الوقت إذا كان عنيدًا لن يفيدك الأمر بل سيكون الرد هو الرفض والتمسك باختياره.

التعامل مع الطفل غير الاجتماعي

خطوات بسيطة قادرة على صناعة التغيير:

  • الأطفال يحتاجون كل حواسكِ معاهم، لذلك استمعي لطفلك جيدًا ولاحظي تطوراته.
  • إظهار رد فعل عنيف مع الطفل؛ يسبب عدم الإفصاح عن ما يحدث معه في المدرسة أو الحضانة.
  • أظهري احترامك لطفلك؛ لتصله رسالة واضحة أن له كيانه وتزيد ثقته بنفسه.
  • كافئي طفلكِ كلما تقدم خطوة في التعامل الاجتماعي.
  • اقتناء الألعاب التي تحتاج للمشاركة مع أطفال آخرين، ذلك لتعزيز معنى المشاركة.
  • أخبريه بقصص تحتوي مفاهيم المشاركة لزرعها بداخله.
  • نحن مرآة أطفالنا، لذلك تصرفي باجتماعية ليكتسب هذه المهارة منكِ بالتدريج.
  • علّمِيه التحكم في غضبه، والتعبير عن ما يزعجه بكلمات بسيطة، لا بالصراخ.
  • تجنب العنف في التربية تمامًا لبناء عِلاقة وُد واحترام بينك وبين طفلك.

ما العلاج المناسب مع الطفل غير الاجتماعي؟

بعد التأكد أن طفلكِ غير اجتماعي بصورة “مَرضية”، نرجو منك سرعة استشارة الطبيب المختص لإخباركِ بالخطوات المناسبة للشروع في العلاج فورًا، التأخر في العلاج يؤدي لتطور الأمر بخروجه عن السيطرة.

قد يحتاج منكِ الأمر تعلم بعض المهارات لنقلها لطفلك مثل:

  • مهارة حل المشكلات.
  • مهارة التحكم في الغضب.
  • فهم مشاعره والتعبير عنها وعدم الخوف من إظهارها.
  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج الأسري بتواجد جميع أفراد الأسرة.

الأطفال زرعتنا في الأرض كلما سُقيت اهتمام وحب ورعاية؛ كانت ثمارها شخصًا مؤثرًا في الأرض.

المصدر
bmcpsychologyresearchgatemayoclinicncbieverydayhealthhealthline

د.ياسمين حمدي

حب القراءة والكتابة شغف لم أبرحه منذ الصِغر، و كتابة المقالات الطبية توجت هذا الشغف بما يرفع الوعي المجتمعي و يعود بالنفع في تبسيط ما أمكن من المعلومات الطبية و إيصالها للباحثين عنهُا، وليبقى الأثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى