استيقظَ صباحًا من النوم فإذا هو يلاحظ أنه لا يستطيع تحريك النصف الأيمن من الوجه، ولم يعد باستطاعته حتى إغلاق عينيه، بالإضافة إلى زيادة إفراز اللعاب، فتوجه على الفور إلى المستشفى وشُخّصت حالته بالتهاب العصب السابع، المعروف ب شلل بيل (Bells Palsy).
يُعرف العصب السابع أو العصب الوجهي، على أنه أحد الأعصاب القحَفية الإثني عشر، والمسئولة عن التحكم بعضلات جانبي الوجه، وإظهار التعابير الوجهية مثل الابتسام أو التقطيب، وغيرها من التعابير الوجهية.
التهاب العصب السابع
يُعد من المشكلات الصحية التي قد تصيب الأفراد من مختلف الفئات العمرية، ويتسبب في حدوث تغيير جذري في شكل الوجه، يبدأ بالضعف العضلي المفاجئ في أحد جانبي الوجه، ويزداد سوءًا حتى يصل لمرحلة الشلل.
يفقد المصاب القدرة على التحكم في عضلات الوجه، مما يجعل شكله غريبًا وغير محبب، وبالطبع يؤثر هذا بالسلب على حالته النفسية.
أعراض العصب السابع
تظهر أعراض التهاب العصب السابع بشكل مفاجئ، وقد تشمل الآتي:
- شعور بضعف مفاجئ يتطور إلى شلل كامل في أحد جانبي الوجه.
- تدلًي الجانب المصاب من الوجه، وصعوبة في إظهار تعبيرات الوجه، مثل غلق العينين أو التبسم.
- تغير في حاسة التذوق.
- فقدان القدرة على الكلام.
- شعور بالألم حول الفك أو وراء الأذن في الجانب المصاب.
- تحسس متزايد للصوت في الجانب المصاب.
- تهيج في العين في الجانب المصاب، مع زيادة إفراز الدموع مما يتسبب في جفاف العين.
- اعوجاج الفم، وزيادة إفراز اللعاب.
- ألم في الرأس (صداع).
أسباب التهاب العصب السابع
يحدث بسبب تورم العصب السابع أو وجود ضغط عليه بأحد جانبي الوجه، مما يتسبب في ضعف عضلات الوجه أو الشلل.
لم يُعرف السبب الرئيسي له حتى الآن، لكن تشير معظم البحوث الطبية إلى أن إعادة تنشيط عدوى فيروسية (خاملة) مثل الهربس الفموي أو الهربس التناسلي، وغيره من الفيروسات قد تكون هي السبب الرئيسي.
يرجع سبب تنشيط العدوى إلى أحد الأسباب الأتية:
- ضعف المناعة بسبب الإجهاد أو النوم غير المنتظم.
- وقوع حوادث جسدية تتسبب في حدوث شرخ في قاع الجمجمة.
- أمراض المناعة الذاتية.
- مرض السكري من النوع الثاني، وعدم تنظيم مستوى السكر بالدم.
- التعرُّض لتغيّرات شديدة في درجة حرارة البيئة المحيطة، مثل تيار هواء موجه مباشرة من المروحة إلى الوجه، ويتميز هذا النوع بسرعة حدوث الأعراض (خلال ساعات).
أسباب أخرى
- وجود كيس دهني داخل الحجرات الخلفية للمخ أو الأورام الحميدة، ويتميز هذا النوع بظهور الأعراض ببطء شديد.
- حدوث شرخ في قاع الجمجمة بسبب تلقي صدمة شديدة في الرأس.
ما هو الفرق بين التهاب العصب السابع والسكتة الدماغية؟
يعتقد كثيٌر من الناس عند الإصابة بشلل الوجه أنها بسبب سكتة دماغية، وذلك لتشابه بعض أعراضه مع أعراض السكتة الدماغية، ولكن إذا أصاب الشلل جانبًا واحدًا من الوجه، فغالبًا يكون بسبب التهاب العصب السابع.
تكون الإصابة طرفية أي محيطية في حالة التهاب العصب السابع، ولا يستطيع المريض إغلاق عينيه في الجهة المصابة ولا يمكنه حتى رفع جفنه أو حاجبه.
أما في حالة السكتة الدماغية تكون الإصابة مركزية (من الدماغ)، ويستطيع المريض إغلاق عينيه ورفع جفنه وحاجبه أي أنهما لا يتأثران، تتأثر فقط عضلات الوجه السفلية.
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالتهاب العصب السابع
يؤثر على كل من الرجال والنساء بنفس النسبة، ويشمل الفئة العمرية من 15 إلى 60 سنة، ولكن الفئات التالية أكثر عرضة للإصابة به:
- مرضى السكري.
- المصابون بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، كالإنفلونزا والبرد.
- السيدات في أثناء الحمل، خاصة في الثلث الأخير من الحمل.
- السيدات اللاتي مر أقل من أسبوع على وضعهن.
التشخيص
لا يوجد اختبار محدد، ولكن سيطلب الطبيب من المريض بعض الحركات التي تتضمن تحريك عضلات الوجه مثل:
– الابتسام، والعبوس
– إغلاق العين ورفع الحاجب.
بعض الفحوص السريرية التي يمكن أن تساعد على التشخيص
يمكن أن يوصي الطبيب ببعض الفحوص مثل:
- تخطيط كهربية العضل (EMG)
لتحديد موقع خلل العصب ومداه، إذ يقيس مخطط كهربية العضل النشاط الكهربي للعضلة، ومدى استجابتها للعوامل المثيرة، وطبيعة سير النبضات الكهربائية في طول العصب وسرعته.
- تصوير الأشعة
يشمل: التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) في بعض الحالات، لاستبعاد أي أسباب ممكنة أخرى للضغط على العصب الوجهي مثل وجود ورم أو كسر في الجمجمة.
طرق العلاج
يتعافى معظم المصابين بالتهاب العصب السابع تمامًا مع استخدام العلاج أو حتى دونه، كما أنه لا يوجد علاج واحد يناسب جميع الحالات.
قد يقترح الطبيب بعض الأدوية أو جلسات العلاج طبيعي؛ للمساعدة على التعجيل بالشفاء.
1. الأدوية المستخدمة في علاج التهاب العصب السابع
تشمل هذه الأدوية:
- الكورتيكوستيرويدات: مثل بريدنيزون، ويُعد من العوامل القوية المضادة للالتهاب، وهذا يٌعجَل بشفاء العصب المصاب، إذ إنَ البريدنيزون يمنع إفراز المواد التي تسبب الالتهاب مثل البروستاجلاندين.
يوجد بعض الأعراض الجانبية المحتملة للكورتيكوستيرويدات مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة في الوزن.
- تقلبات في المزاج والنوم.
- نمو متزايد للشعر.
- احتباس السوائل.
- حب الشباب.
عادًة ما يقلل الأطباء الجرعة تدريجيًا في نهاية العلاج بالكورتيزون، وهذا يساعد على منع أعراض الانسحاب مثل القيء والتعب.
- مرطبات العين: إذا لم يتمكن المصاب من إغلاق عينيه بشكل كامل، فإن الجزء الأمامي من العين يكون معرضًا لخطر التلف.
قد لا تعمل الغدد المسيلة للدموع أيضًا بشكل صحيح لبعض الوقت، مما يسبب جفاف العين وبالتالي تلفها، لذلك هناك حاجة للحفاظ على ترطيب العين باستخدام:
1-قطرات لترطيب العين خلال النهار.
2-مرهم لترطيب العين خلال الليل.
- الأدوية المضادة للفيروسات: توصف مضادات الفيروسات مثل أسيكلوفير جنبًا إلى جنب مع مضادات الالتهاب، في حالة شلل الوجه النصفي الشديد.
2. العلاج الطبيعي
يدرب اختصاصي العلاج الطبيعي المصاب على كيفية تدليك عضلات الوجه بطريقة سليمة، لمساعدته على منع تقلصها.
3. الجراحة
لا يُوصى بالجراحة إذ إن إصابة العصب السمعي وفقدان السمع الدائم، هما خطران محتملان يترافقان مع هذا الخيار.
4. العلاج المنزلي
- قطعة قماشية على العين للتقليل من جفافها.
- فوطة مبللة دافئة على الوجه لتخفيف الألم.
- تدليك الوجه.
- تمارين العلاج الطبيعي لتحفيز عضلات الوجه.
وفي النهاية عزيزي القارئ أودُّ أن تعلمَ أن معظم الحالات المصابة بالتهاب العصب السابع، تتماثل للشفاء تمامًا خلال ستة أشهر، ومن النادر أن يعود الشلل مرة أخرى.
تعليق واحد