طب عامطبي

العدوى الثانوية | أسبابها وطرق تجنبها وعلاجها

أتذكر مع دخول الشتاء المشروب المفضل الساخن، مع مشاهدة تساقط المطر وننعم بالدفء المنشود، و اعتدنا أدوار البرد بأعراضها المعروفة، لكن هذا الشتاء كان مختلفًا قد اشتدت الحمى، ومكثت في السرير أيامًا فوق المعتاد ولا أعلم سببًا، وازدادت أعراض السعال والتهاب الحلق، حتى أدركت أنه يجب زيارة الطبيب الذي أوصى بالتحاليل اللازمة للعلاج، فهذه هي العدوى الثانوية

 ما هي العدوى الثانوية؟

هي مضاعفات تحدث في أثناء أو بعد معالجة عدوى أو إصابة أولية، العدوى الثانوية لا تحدث إلا بوجود عدوى أولية.

كيف تحدث العدوى الثانوية؟

  • نتيجة إصابة أولية.
  • نتيجة معالجة إصابة أولية.

الإصابة الأولية

هى استقبال المريض لكمية من مسبب المرض من الميكروبات، وظهور أعراض نتيجة لتضاعف خلاياها وإخلالها بنظام النسيج المصاب.

تغير بعض الإصابات من استجابة الجهاز المناعي تجاه المؤثرات الخارجية المختلفة، نتيجة انهاكه في معركته مع الإصابة الأولية وآثارها عليه، فهو لم يعد قادرًا على محاربة البكتيريا والفيروسات بكفاءة.

وتُعد هذه الفرصة المناسبة التي تنتظرها البكتيريا والفيروسات القابعة انتظارًا لمثل هذا الضعف، وتنتهز الفرصة وتحدث صخبًا مهددًا للحياة أحيانًا في ظل هذه الحالة الضعيفة للجهاز المناعي، متمثلاً في العدوى الثانوية.

يتمثل ضعف الجهاز المناعي في الحالات الآتية

  • الإيدز.
  • السرطان.
  • جراحات نقل الأعضاء التي يتناول المرضى فيها مثبطات للجهاز المناعي.
  • مرضى السكري الذين لم ينضبط لديهم معدل السكر في الجسم معرضون لتثبيط المناعة.
  • تسبب بعض أدوية الكورتيكوستيرويدات تثبيط المناعة، التي بدورها تقلل  قدرة الجسم على محاربة بعض أنواع العدوى، مثل: ميكوفينولات، سيروليموس، سيكلوسبورين، تاكروليموس، إيتانيرسيبت، ريتوكسيماب.
  • نقص أحد الأجسام المضادة نتيجة لخلل وراثي، مثل: نقص الجسم المضاد IgA.

يتصدى الجهاز المناعي بخلاياه المناعية للمُمرضات المختلفة، ويساعده على هذه المهمة البكتيريا الموجودة طبيعيًا في الجسم، إذ تتعايش العديد من الكائنات الدقيقة طبيعيًا في أجزاء الجسم المختلفة وتوجد بشكل متوازن ومتناغم مع طبيعة كل جزء.

 لكن ماذا لو حدث خللًا مفاجئًا في نوع أو عدد البكتيريا الموجودة؟

عدوى ثانوية ناتجة من معالجة إصابة أولية

عند الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية ما وتتطلب استخدام المضادات الحيوية، تقضي المضادات الحيوية بدورها على مسبب المرض من البكتيريا. لكن أيضًا تقضي على أنواع البكتيريا النافعة، لذا يختل توازن أعداد البكتيريا وتفسح المجال لأنواع أخرى مثل الخميرة بالتكاثر بأعداد أكبر، مما يتسبب في ظهور أمراض أخرى.

وسائل حدوث عدوى ثانوية

  • الالتهاب المهبلي: الناتج عن نمو أنواع من خميرة المبيضات (Candida) بعد تعاطي المضادات الحيوية لعلاج عدوى بكتيرية
  • التهاب القولون: تسببه بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile)
  • التسًوس: (Caries) ينتج عن قلة كمية اللعاب في الفم، وبذلك تراكم بعض المكونات المسببة للتسًوس
  •  التهاب بطانة القلب (Endocarditis): تتسبب بعض البكتيريا في التهاب الغشاء المبطن للقلب، وذلك في الأشخاص الذين يعانون بالأساس مشكلات في القلب.

 البكتيريا والفيروسات

يحل علينا كل شتاء ضيوف مقيمين من الفيروسات تعرفنا عليهم خلال العقود الفائتة، ولكن يصبح الأمر لا يُنسى حينما تتعدى الإصابة بالفيروس إلى العدوى البكتيرية، كما لم أنساه أنا عند إصابتي.

البكتيريا والفيروسات عالمان مختلفان، ولكن لا يمنع أن يجتمعا معًا في ساحة جسد واحد في سياق العدوى، إذ يبدأ الفيروس الإصابة الأولية وتعتلي البكتيريا ذروتها حين تبدأ العدوى الثانوية.

من أشهر أنواع البكتيريا التي تحتل الصدارة  للتسبب بعدوى بكتيرية ثانوية تعقب الإصابة بالإنفلونزا الموسمية:

  • البكتيريا المكورة العنقودية البرتقالية S. aureus : تُسهل الإصابة الأولية بالفيروس من فرص زيادة شراسة هذه البكتيريا، تُكون هذه البكتيريا غشاءً تستطيع من خلاله الوصول إلى الرئة.
  • البكتيريا العقدية الرئوية S. pneumoniae: تزيد من حدة الالتهاب الرئوي، وقد ينتشر الالتهاب إلى الجزء السفلي من الجهاز التنفسي.
  • بكتيريا الأبراج العقدية Streptococcus pyogenes: تتسبب هذه البكتيريا بتسمم الدم، حدوث متلازمة الصدمة السامة لقدرتها على إفراز سموم.
  • بكتيريا الأنفلونزا المستديمة Hemophilus influenza: تتلف الخلايا الطلائية في نسيج العدوى مما تتسبب في زيادة المرض.

تتسبب العدوى الثانوية البكتيرية في المضاعفات، التي قد تصل إلى الوفاة عند وصولها الدم وحدوث تسمم فيما يعرف بتسمم الدم البكتيري (bacteraemia)

هل يمكن معرفة إذا كانت العدوى فيروسية أو بكتيرية؟

يمكن معرفة ذلك من الأعراض، العدوى البكتيرية تزيد من حدة الأعراض، مثل:

  •  حمى شديدة أكثر من المعتاد بالنسبة لما يسببه الفيروس.
  •  استمرار الأعراض لمدة تصل إلى 10-14 يومًا.

لعلنا إذا ذكرنا الفيروسات، تذكرنا الفيروس الذي صبغ العالم بصبغة وبائية ناعمة قد لا تقتل الكثير، ولكنها تنتشر كالهشيم، فما وضع العدوى الثانوية في حالة مرضى الكورونا (COVID-19)؟

وكيف تتولى العدوى البكتيرية دفة الفوضى التي بدأها الكوفيد 19؟

العدوى البكتيرية الثانوية لمرضى كورونا

انتشار العدوى بوباء الإنفلونزا يحفز الخلايا الدفاعية في الجسم على إفراز السيتوكين، مما ينتج عنه ما يعرف بعاصفة السيتوكين، فيؤدي إلى فشل في وظائف بعض أعضاء الجسم، مثل الكبد والكُلى.

 وأشارت بعض الدراسات إلى إمكانية حدوث الوفاة جراء عاصفة السيتوكين، كما حدث في حالات الإنفلونزا الوبائية عام 1918-1919.

تزيد العدوى الثانوية من حدة المرض الناتج عن الإصابة بالكوفيد، أنواع البكتيريا المتسببة في العدوى الثانوية في مرضى الكوفيد:

  • الالتهاب الرئوي كليبسيلا Klebsiella pneumonia.
  • الإشريكية القولونية Escherichia coli.

 فيروس الجدري (chicken pox) 

هو فيروس يتسبب في ظهور طفح جلدي مميز مسببًا للحكة على الظهر والصدر والوجه، ومن ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، و يتميز بالأعراض التالية:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • الإرهاق.

وتظهر المضاعفات في صورة عدوى ثانوية:

عوامل الخطورة

هى عوامل تُعرضك للإصابة بالعدوى البكتيرية مثل العدوى بالبكتريا المكورة العنقودية البرتقالية، يقع من ضمنها حالات ضعف الجهاز المناعي، بالإضافة لعدة عوامل أخرى.

  • الحروق والجروح.
  • عدوى تنفسية فيروسية.
  • جراحات نقل الأعضاء.

الأعراض التي تسببها بكتيريا المكورة العنقودية البرتقالية تعتمد على منطق وكيفية الإصابة:

  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • القيء.
  • قرح صديدية.
  • طفح جلدي على الراحتين والأقدام.
  • حمى شديدة.
  • ألم بالمعدة.

كما قد تؤدي هذه العدوى البكتيرية إلى مضاعفات مميتة حينما تقتحم مجرى الدم.

علاج العدوى الثانوية

تعالج العدوى الثانوية بعد تشخيص مُسبب العدوى عن طريق مزرعة معملية، ثم تحديد نوع المضاد الحيوي الذي يعالجه حتى نتجنب خطر الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية.

العلاج الضوئي

تستخدم هذه التقنية للقضاء على أنواع من مسببات الأمراض كالتالي:

  • الضوء الأزرق أو البنفسجي بطول موجي 400 / 470 نانومتر: أوضحت دراسة حديثة فاعلية هذا الطيف ضد الكوفيد 19، هذا الضوء كانت له فعالية ضد العديد من الفيروسات وذلك بتثبيط نشاطها.
  • الضوء فوق البنفسجي بطول موجي (200-290) نانومتر:  يتلف الضوء فوق البنفسجي (Ultraviolet) الحمض النووي للبكتيريا، وتستخدم هذه التقنية لعلاج حالات العدوى البكتيرية التي تستعمر القرح خاصةً في حالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

تزيد العدوى الثانوية من خطورة العدوى الأولية، تحدث مضاعفات لا يُحمد عقباها في حالة ضعف جهاز المناعة أو الإهمال في احتواء الإصابة، لذلك التشخيص الصحيح للعدوى الثانوية والمتابعة بالعلاج الصحيح أولى خطوات التعافي. 

اقرأ أيضًا

المضادات الحيوية… متى وكيف ؟!

كيف نتجنب التسمم بالجرعات الزائدة للأدوية؟

الديدان | ما يسكن أجسامنا ولا ندري عنه شيئا!

المصدر
mayoclinicsciencedirectChickenpox

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى