د.إسراء تمراز
تحور فيروس كورونا خبر أثار الذعر مرة أخرى في جميع أنحاء العالم فما هي حقيقة هذا الخبر؟ دعونا نتعرف إلى حقيقة الخبر في المقال التالي.
مع كثرة انتشار لقاحات كورونا في الفترة الأخيرة وتراجع عدد الإصابات، ذاع الخبر بين الجميع أن جائحة كورونا أوشكت على الانتهاء، وها هي شهور قليلة تفصلنا عن العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى. لكن مع حلول يوم الرابع والعشرين من نوفمبر تبدلت الأحوال.
إذ أعلن الأطباء في جنوب أفريقيا عن ظهور متحور فيروس كورونا الجديد فيما يعرف باسم أوميكرون، مما اضطر الدول إلى فرض حالة من الحظر وغلق حدودها لمنع تفشي المرض.
فما سبب تحور كورونا؟ وهل ستبقى اللقاحات فعالة مع ظهور السلالة الجديدة؟ هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
ما سبب تحور فيروس كورونا؟
كل شيء يتغير في الكون بصفة دورية حتى يستطيع مواكبة الظروف المحيطة به، حتى الفيروسات تتغير بصفة مستمرة ويطلق على تلك التغيرات اسم طفرات.
قد يبدو مصطلح تحور فيروس كورونا مزعجًا للبعض، إلا إنه منذ انتشار كوفيد 19 بين سكان العالم بصورة مفزعة، فقد تنبأ العلماء أن حدوث طفرات بالفيروس ستكون كثيرة.
يحتوي فيروس كورونا على الحمض النووي الريبوزي RNA، وبمجرد دخوله الخلايا البشرية فإنه قادر على صنع آلاف النسخ منه.
لكن قد يحدث خطأ في أثناء هذه العملية يؤدي إلى حدوث طفرة بالفيروس.
بالإضافة إلى أن تلك الطفرات لا تؤثر في طريقة عمل فيروس كورونا، لكنها قد تغير من خصائصه فتجعله يدخل الخلايا البشرية سريعًا.
ما هو متحور أوميكرون (B.1.1.529)؟
تحور فيروس كورونا منذ ظهوره مرات عديدة، إلا أن سلالة أوميكرون الأخيرة سببت الذعر والقلق منذ ظهورها في جنوب أفريقيا في أوائل ديسمبر 2021.
يواصل العلماء في الوقت الحالي عمل العديد من الاختبارات للكشف عن حقيقة أوميكرون باستخدام تقنية ال pcr.
لكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان المتحور الجديد أكثر فتكًا من المتحورات الأخرى، فالدراسات الوبائية ما زالت قيد العمل، إلا إنه يبدو أسرع انتشارًا.
يحتوي متحور أوميكرون على تغيرات كثيرة في البروتين الشوكي، تصل إلى 60 طفرة.
وبالرغم من ذلك لم يستطع العلماء حتى الآن تحديد هل سيكون تحور فيروس كورونا الجديد أشد مرضًا من المتحورات الأخرى أم لا، وهل سيؤثر ذلك التحور على العلاجات وفعالية التطعيم أم لا، كل هذه الأسئلة في مرحلة البحث.
كل ما أعلنته منظمة الصحة حتى الآن أنه لم يُكتشف أي أعراض غير عادية مرتبطة بتحور فيروس كورونا الجديد.
كم عدد متحورات فيروس كورونا حتى الآن؟
تعد فيروسات كورونا عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب أعراضًا مرضية حادة بالجهاز التنفسي، ويعد كوفيد-19 أحد أفراد تلك العائلة الخطيرة.
وقد قررت منظمة الصحة إطلاق أحرف الأبجدية اليونانية عليهم لسهولة التمييز بينهم، إذ يوجد العديد من متحورات فيروس كورونا المختلفة حتى الآن التي تثير قلق منظمة الصحة، وهم: ألفا، وبيتا، وجاما، ودلتا.
- ألفا (ب.1.1.7)
ظهر ذلك المتحور في جنوب إنجلترا أواخر عام 2020، حدثت الطفرة في متحور ألفا في البروتين الشوكي (Spike Protein) المكون له، مما جعله ينتقل بصورة أسرع تصل إلى 70%.
- بيتا (ب 1.351)
ظهر في جنوب أفريقيا ونيجيريا، ويبدو أنه ينتقل أسرع من الفيروس الأصلي، ولكنه لا يسبب أعراضًا أكثر حدة من المرض الأصلي.
- جاما (ص 1)
ظهر في البرازيل في يناير 2021، وهو أشد فتكًا من الأنواع السابقة؛ إذ أن التغيرات الحادثة له تمكنه من مقاومة الأجسام المضادة التي يصنعها الجهاز المناعي للإنسان.
- دلتا (ب 1.617.2)
رُصد هذا المتحور الجديد من كورونا في الهند في ديسمبر 2020، وقد سبب تفشي العدوى في معظم بلدان العالم.
أطلقت منظمة الصحة العالمية على تحور فيروس كورونا في شكله الأخير دلتا أنه مثير للقلق؛
إذ يمكنه الانتشار أكثر من السلالات الأخرى بنسبة تصل إلى 60%.
- مو (ب 1.621)
اُكتشف هذا المتحور في كولومبيا لأول مرة في يناير 2021، وقد وُجدت بعض أوجه التشابه بينه وبين متحور بيتا،
إلا إن الأمر مازال بحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
هناك العديد من المتحورات الأخرى من فيروس كورونا، مثل: إبسيلون، وثيتا، وزيتا ولكنهم أقل أهمية من تلك المتحورات، ولا تزال الأبحاث قائمة للتعرف عليهم.
هل تبقى اللقاحات فعالة مع تحور فيروس كورونا؟
يتساءل الناس حول العالم عن فاعلية التطعيم ضد فيروس كورونا، وهل سيوفر الحماية ضد المتحورات الجديدة من الفيروس أم لا.
يقول مركز الوقاية والحماية من الأمراض (CDC) أن اللقاحات الحالية تقلل من حدة الإصابة وتحمي من تدهور الحالة الصحية عند الإصابة بفيروس كورونا، ولكن إذا حدثت عدوى اختراق بمتحور أوميكرون أو غيره من المتحورات؛ قد تكون بعض اللقاحات فعالة، والبعض الآخر سيكون أقل فعالية.
يقول الدكتور ردورس: «إن التطعيم هو الأداة الوحيدة الفعالة ضد فيروس كورونا، وهو أفضل خط دفاع للوقاية من الطفرات الناشئة».
إرشادات منظمة الصحة العالمية للوقاية من المتحور الجديد.
تشمل هذه الإرشادات مجموعة من الإجراءات اللازمة لمنع تفشي المرض وانتشاره، وأهمها:
- رصد الحالات بصفة مستمرة وفورية، وتبادل المعلومات على قواعد البيانات، مثل المبادرة العالمية لتبادل معلومات فيروس الانفلونزا (GISAID).
- إجراء العديد من الدراسات الميدانية والمختبرية لتحسين فهم طريقة انتقال أوميكرون، وخصائصه، وتأثيره على فعالية اللقاح والعلاجات المتاحة ووسائل التشخيص.
- تعزيز قدرة المنشآت الصحية في جميع البلدان استعداداً لمواجهة أي تفشي للمرض.
- ضمان حصول جميع فئات المجتمع على التطعيم ضد فيروس كورونا ولا سيما كبار السن والعاملين في المجال الصحي.
أما عن الإجراءات الموصى بها للأفراد:
- التباعد الجسدي عن الآخرين وترك مسافة متر واحد على الأقل.
- ارتداء كمامة مثبتة بإحكام.
- فتح النوافذ لضمان التهوية الجيدة.
- تجنب الأماكن المزدحمة.
- التزام الحجر الصحي في حالة الإصابة بالفيروس.
- نظافة اليدين بصفة مستمرة.
أخيرًا.
الوقاية خير من العلاج، لذا من واجب الجميع اتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية، وتكاتف الجهود لمواجهة هذا الفيروس اللعين.