طب النساء والولادةطبي

متلازمة أشرمان (التصاقات الرحم) | الأسباب والعلاج

متلازمة أشرمان موضوع مثير للجدل في مجال أمراض النساء، ولا يوجد إجماع واضح حول التشخيص والعلاج.

أعاني منذ إجهاضي الأول آلام الرحم وعدم القدرة على الحمل، أخبرني الطبيب أنني مصابة بالتصاقات الرحم نتيجة عملية التوسيع والكحت بعد الإجهاض، ونصحني بإجراء عملية منظار الرحم لكي أتمكن من الحمل مجددًا.

سنتعرف في هذا المقال على متلازمة أشرمان (التصاقات الرحم)، وأسبابها، وكيفية تشخيصها وعلاجها.

ما المقصود بمتلازمة أشرمان (التصاقات الرحم)؟

هي حالة مكتسبة ونادرة تشير إلى وجود أنسجة ندبية في الرحم أو عنق الرحم تسبب التصاقات الرحم وقلة حجمه. 

يندمج الجدار الأمامي والجدار الخلفي للرحم معًا في الحالات الخطرة، بينما في الحالات البسيطة والمتوسطة تكون الالتصاقات في مناطق صغيرة من الرحم.

تكون الالتصاقات سميكة أو رفيعة، وتكون في مناطق متفرقة أو مدمجة.

سُميت متلازمة أشرمان بهذا الاسم نسبة إلى دكتور أشرمان طبيب النساء الذي وصف الحالة أول مرة في منتصف القرن العشرين.

مراحل تطورها

تُصنف الحالة إلى ثلاث مراحل تبعًا لحدة الالتصاقات:

المرحلة الأولى:

 

التصاقات غشائية قليلة تنطوي على أقل من ثلث تجويف الرحم، وحيض طبيعي أو نقص الحيض. 

المرحلة الثانية:

التصاقات غشائية كثيفة في أكثر من ثلث تجويف الرحم، ونقص الطمث. 

المرحلة الثالثة:

التصاقات كثيفة تصيب أكثر من ثلثي تجويف الرحم، وانقطاع الطمث. 

أعراض متلازمة أشرمان

بعض النساء لا تظهر عليهن أي أعراض ولا تتأثر دورتهم الشهرية، ولكن الأعراض الشائعة:

  • قلة أو انقطاع الدورة الشهرية.
  • تقلصات وآلام شديدة في الرحم.
  • عدم القدرة على الحمل.
  • صعوبة استمرار الحمل. 

حالات أخرى تسبب عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية:

  • الحمل. 
  • الضغط العصبي. 
  • فقدان الوزن المفاجئ. 
  • تناول حبوب منع الحمل. 
  • تكيس المبيض
  • سن اليأس. 

أسباب مرض أشرمان

تحدث متلازمة أشرمان عند إصابة الطبقة الداخلية للرحم مما يؤدي إلى حدوث التهاب، وتكون أنسجة تمتد من أحد جانبي الرحم إلى الجانب الآخر محدثة التصاقات، كما في:

  • جراحات الرحم مثل: عملية التوسيع والكحت (D and C):

تمثل 90% من أسباب التصاقات الرحم، وتُجرى لإنهاء الحمل والتخلص من بقايا الإجهاض غير الكامل، أو علاج المشيمة المحتبسة بعد الولادة. 

  • العمليات الجراحية في الحوض. 
  • الولادة القيصرية
  • إزالة الأورام. 
  • التهابات الجهاز التناسلي. 
  • عدوى البلهارسيا أو السل.

اضطرابات مشابهة لمتلازمة أشرمان:

تتشابه أعراض اضطرابات أخرى مع أعراض متلازمة أشرمان، ومن هذه الاضطرابات:

  • انقطاع الطمث الأولي (Primary amenorrhea)

هو غياب أو تباطؤ الطمث لمدة ثلاث أشهر على الأقل، وينتج عادةً من خلل في إفراز هرمونات الغدد التناسلية.

  • التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease)

هى عدوى تصيب قناة فالوب، أو عنق الرحم، أو الرحم، أو المبايض.

تحدث عادة في النساء الناشطات جنسيًا، وتنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أو الولادة، أو الإجهاض.

  • متلازمة شتاين ليفينثال (Stein-Leventhal Syndrome)

اضطراب تناسلي نادر يصيب الشابات، ويتميز بعدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها، والعقم، وبعض الخصائص الجنسية الذكرية الثانوية، والسمنة في بعض الأحيان.

الأسباب الدقيقة للمتلازمة غير معروفة، ولكنها تنطوي على خلل في إفراز الهرمونات الجنسية.

تشخيص متلازمة أشرمان

  • عند الاشتباه:

تؤخذ عينات دم، ويفحص سمك بطانة الرحم والبصيلات باستخدام الموجات فوق الصوتية؛ لاستبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تتسبب في نفس الأعراض. 

  • اختبارات هرمونية:

يطلبها الطبيب لاستبعاد مشاكل الغدد الصماء.

  • منظار الرحم (Hysteroscopy):

يعد أفضل طريقة لتشخيص متلازمة أشرمان.

يوسع عنق الرحم لإدخال منظار، للنظر داخل الرحم ومعرفة إذا كان هناك أي ندوب. 

  • مخطط الرحم (HSG):

قد يطلب الطبيب إجراء مخطط الرحم لرؤية حالة الرحم وقناة فالوب.

تُحقن صبغة خاصة داخل الرحم للمساعدة في تحديد مشاكل الرحم، أو انسداد قناة فالوب، أو الأورام على الأشعة السينية.

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (SIS):

يُسمى أيضًا تخطيط الصدى.

يتدفق محلول ملحي إلى الرحم لجعل التصوير أكثر سهولة.

يُنصح باستشارة الطبيب إذا كنت:

  • خضعت لعملية جراحية في الرحم.
  • أصبحت دورتك الشهرية غير منتظمة.
  • تواجهين صعوبة في الحمل.
  • تعانين الإجهاض المتكرر.

علاج متلازمة أشرمان

يهدف العلاج إلى إعادة الرحم إلى شكله وحجمه الطبيعيين، وعادةً ما يتم بواسطة التدخل الجراحي.

  • منظار الرحم (Hysteroscopy):

تُربط أدوات جراحية صغيرة في نهاية منظار الرحم لإزالة الالتصاقات، وتجرى العملية تحت التخدير الكلي. 

يصعب علاج الالتصاقات الكثيفة إذ يكون تجويف الرحم مسدودًا تمامًا أو ضيقًا جدًا للسماح بإدخال المنظار في عنق الرحم.

النساء المصابات بمتلازمة أشرمان ولا يعانين مشكلات ولا يرغبن بالحمل لا يحتجن لإجراء عملية جراحية.

  • استئصال الرحم:

يحدث في حالات قليلة عندما تكون عملية منظار الرحم غير ممكنة، ويجب إخبار المريضة بمخاطر هذا الإجراء. 

  • بعد الجراحة:

تؤخذ المضادات الحيوية لمنع العدوى، وأقراص الإستروجين لتعزيز تجديد بطانة الرحم.

إجراء منظار رحم متكرر للتأكد من عدم وجود أي التصاقات، إذ يمكن أن تتكرر الالتصاقات بعد الجراحة.

  • مضاعفات الجراحة:

مضاعفات جراحة منظار الرحم غير شائعة، ومنها:

  • النزيف. 
  • التهابات الحوض. 
  • انثقاب الرحم. 

التصاقات الرحم وتأثيرها على الخصوبة والحمل:

تؤثر الالتصاقات والندبات على التبويض وفرص الحمل، ويكون الحمل مستحيلًا إذا كانت الالتصاقات كثيرة.

يجب أن يكون تجويف الرحم وبطانة الرحم فعالة من أجل حدوث واستمرار الحمل.

تؤثر التصاقات الرحم على نمو الطفل وتزيد من خطر الإجهاض، ويزداد احتمال نقص وزن الطفل ومضاعفات الولادة مقارنة بالنساء ذوات تجويف رحم طبيعي.

تزيد التصاقات الرحم من نسب الإصابة بـ:

  • المشيمة المنزاحة (Placenta previa). 
  • نزيف شديد. 
  • المشيمة الملتصقة (Placenta increta).

يمكن علاج متلازمة أشرمان بالجراحة، وتزيد عادة من فرص الحمل وإكماله بنجاح، ويوصي دائمًا بالانتظار لمدة لا تقل عن عام بعد الجراحة للبدء في محاولة الحمل، ويجب مراقبة الحمل باستمرار.

متلازمة أشرمان وسرطان الرحم:

يقل احتمال الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء المصابة بمتلازمة أشرمان.

تصاب النساء المصابة بمتلازمة أشرمان بسرطان بطانة الرحم قبل انقطاع الطمث أو بعده، ولكن تُفقد الأعراض التي تظهر عادةً على باقية النساء مثل نزيف غير طبيعي وبطانة الرحم السميكة، بسبب الندوب أو انسداد عنق الرحم.

ينصح الأطباء بإجراء فحص روتيني لبطانة الرحم بالموجات فوق الصوتية لمراقبة التغيرات.

الوقاية 

يعد تجنب عمليات توسيع وكشط الرحم أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بمتلازمة أشرمان.

يمكن استبدال عمليات التوسيع والكحت المستخدمة للتخلص من بقايا الحمل أو الإجهاض المحتجزة بمنظار الرحم الذي يوفر ميزة التصوير المباشر لتجويف الرحم، والتسبب بأقل ضرر ممكن لبطانة الرحم.

يجب التوعية باستخدام وسائل منع الحمل المتاحة؛ لتقليل معدلات الإجهاض وتقليل عمليات التوسيع الكحت.

متلازمة أشرمان مرض خطير يؤثر في الصحة الإنجابية للنساء، ويصعب تشخيصه وعلاجه، ويتطلب فريق متعدد التخصصات، يضم طبيب نساء وتوليد واختصاصي أشعة.

ويجب أن تُجرى الجراحة بواسطة اختصاصي متمرس في استخدام منظار الرحم، وكذلك يجب إجراء فحص روتيني لمراقبة التغيرات وعلاج المضاعفات التي قد تظهر نتيجة الجراحة.

اقرأ أيضًا

الجهاز التناسلي الأنثوي | معًا لتعزيز الثقافة الجنسية

النزيف المهبلي | متى يجب عليك القلق؟

سن اليأس | وكيفية التعامل معه!

المصدر
webmdmayoclinicclevelandclinicncbi.nlmhealthline

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى