كنت أجلس مع صديق لي نشاهد مسلسل ما وراء الطبيعة، المقتبس من روايات د/ أحمد خالد توفيق،
وشرد ذهني للحظات؛ ما هو علم ما وراء الطبيعة؟ وهل هو حقيقة أم خرافة؟ وهل يعتقد العلماء بهذا العلم؟
أم أنه لا يوجد إلا في خيال الأدباء، وبعد انتهاء المسلسل بدأت في عملية البحث عن أجوبة لهذه الأسئلة.
ما هو علم ما وراء الطبيعة؟
الميتافيزيقيا أو علم ما وراء الطبيعة، هو الفرع الأكثر تجريداً للفلسفة، الفرع الذي يتعامل مع المبادئ الأولية للوجود، ويسعى إلى تحديد المفاهيم الأساسية مثل: الجوهر، والوقت، والمكان، والسببية.
ما وراء الطبيعة مجال واسع يصعب تحديد متى بدأ، كلمة (ميتافيزيقيا) أطلقها أرسطو،
ولكنه بالتأكيد ليس الفيلسوف الأول الذي طرح أسئلة ميتافيزيقية،
لقد سبقه الفلاسفة اليونانيون الأوائل في طرح العديد من أنواع النظريات الميتافيزيقية.
ما وراء الطبيعة والعلوم
كان للثورة العلمية تأثير بعيد المدى على طريقة التفكير في الميتافيزيقيا، اكتشف العلماء الأوائل أنهم يستطيعون فهم العالم بشكل أكثر فاعلية عن طريق الإيمان بالأفكار التي يمكن اختبارها فقط، ومع ذلك آمن العديد من أعظم العلماء بالعالم الروحي مثل: اسحاق نيوتن، وألبرت أينشتاين.
منذ تطور فيزياء الكم في بداية القرن العشرين، حاول بعض العلماء تطوير ميتافيزيقيا جديدة؛ لأن الواقع المادي على مستوى الكم مختلف، قواعد فيزياء الكم تقدم تنبؤات دقيقة بشكل لا يصدق، حول ما يحدث في الطبيعة، لذا فإن أي ميتافيزيقيا لا تتوافق -على الأقل- مع فيزياء الكم ربما تكون خاطئة.
العِلاقة بين علم النفس وما وراء الطبيعة
هناك عِلاقة معقدة بين علم النفس والفلسفة، وكان الفلاسفة يأملون في الانتقال من التحليل النفسي للعقل البشرى إلى الأطروحات الميتافيزيقية حول الذات، والوجود، والوقت.
تُرجمت الأعمال الفلسفية لابن رشد أول مرة من العربية إلى اللاتينية في أوائل القرن الثالث عشر،
وكانت تُحترم في البداية لأنها تساعد على فهم الفلسفة الحقيقية لأرسطو.
ويميل رأي أطباء علم النفس إلى رفض الميتافيزيقيا، على الرغم من حقيقة أن الكثير من علم النفس يتأثر بهذه الميتافيزيقيا التقليدية.
أفلام الرعب
تخيل إذا غنت الورود التي في حديقتك أغنية غريبة، أو بدأت الحجارة في الطريق تنتفخ وتنمو أمام عينيك، فستصاب بالجنون حتمًا، وهذا ما تتناوله أفلام الرعب.
الرعب هو حالة ذهنية إنسانية تعتمد على القدرات المعرفية المتطورة من النوع الذي يمتلكه البشر فقط، ولا يزال من غير الواضح لماذا تبدو هذه الكيانات مخيفة للغاية، ولكن التفسير الوحيد لها أنها كيان غير طبيعي،
تتكون من اندماج نوعين غير متوافقين من الأشياء في كيان واحد، وهو الإنسان والنبات على سبيل المثال.
تعد مثل هذه الأشياء تهديدًا ميتافيزيقيًا، وهذا الرعب الميتافيزيقي يعرض مفهومنا الكامل لبنية الواقع للخطر، ويهدد التوقعات التي نعتمد عليها لتوفير قدر من الآمان في عالم غير مؤكد، فإنه إذا كان بإمكان الورود أن تغني، فلا يوجد مكان آمن.
الخوف الزائد عند الأطفال
وهو الخوف من الأحاسيس الطبيعية التي تعتري الإنسان، بِداية من الطفولة إلى آخر العمر،
وعليه فإن معظم مخاوف الطفولة طبيعية، لكن الدراسات أثبتت أن معظم اضطرابات القلق لدى البالغين،
ظهرت أول مرة في مرحلة الطفولة.
قد يخاف بعض الأطفال من الأماكن المغلقة، أو المزدحمة، أو يخاف من الاستحمام، وغيرها. وهذه بعض الأسباب للخوف المرضي الذي لابد له من علاج نفسي أو دوائي للتخلص منه.
وقد يكون الخوف لأسباب من نسج خيال الطفل فمثلًا يمكن أن يخاف الطفل من الأشباح، أو الأشرار، وغيرها. وهذا الخوف الناتج عن مشاهدة فيلم سينمائي فيه شخصيات خيالية مرعبة، أو سماع حكايات عن حوادث مؤلمة، لابد من علاجه، حتى لا يتسبب له بمشكلة نفسية فيما بعد.
ويمكن التغلب على هذا الخوف بعدة طرق:
- عدم مشاهدة أفلام سينمائية مرعبة.
- أن تجلس الأم مع الطفل قبل النوم، وتتحدث معه.
- يظل ضوء مصباح الغرفة خافتًا حتى يعتاد النوم بمفرده.
وختامًا، مثلما تتعامل الفيزياء مع القوانين التي تحكم العالم المادي، مثل (قوانين الجاذبية وغيرها). تصف الميتافيزيقيا ما هو أبعد من الفيزياء، وعليه فإن معظم الأسئلة الميتافيزيقية لا تزال بعيدة عن الإجابة النهائية كما كانت عندما سألها أفلاطون وأرسطو.