طب النساء والولادةطبي

متلازمة تكيس المبايض | أعراضها وأسبابها وطرق علاجها

مما لا شك فيه أن الأمومة حلم جميل تسعى إليه كل امرأة بعد الزواج، ولكن قد يتأخر تحقيقه لسبب أو لآخر، ولذلك تبحث بشتى السبل عن سبب تأخير الحمل وعلاجه، وقد يكون السبب إصابتها بداء متلازمة تكيس المبايض، عندها تبدأ رحلة العلاج.

وصف الطبيب الإيطالي أنطونيو فاليستيري أعراض داء التكيس أول مرة عام 1721. وهو خلل هرموني شائع يصيب ما يقرب من 27% من النساء في عمر الإنجاب (14- 45 سنة).

يؤدي هذا الخلل إلى عدم انتظام الدورة الشهرية ويجعل الحمل صعبًا، كذلك يتسبب في نمو الشعر الزائد على الوجه والجسم، أو يؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد مثل: السكري، وأمراض القلب.

هيا بنا عزيزتي نتعرف في السطور القليلة القادمة إلى متلازمة تكيس المبايض، وعلاقتها بالحمل وأسبابها وكل ما تريدين معرفته عنها.

ما هي متلازمة تكيس المبايض؟

هي خلل هرموني له عدد من الأعراض، التي تؤثر على المبايض والإباضة وهي:

  • أكياس في المبايض.
  • مستويات عالية من هرمون الذكورة.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.

مما لا شك فيه أن مبيض المرأة هو العضو التناسلي المسؤول عن إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهي الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية. كما أنه ينتج كميات صغيرة من هرمون الاندروجين (هرمون الذكورة).

وكذلك يتحكم الهرمون المحفز (FSH) وهرمون (LH) في عملية الإباضة، إذ يحفز المبيض لتحرير بويضة ناضجة صالحة لعملية التخصيب.

في متلازمة تكيس المبايض تنمو العديد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل داخل المبايض، وهذه الأكياس هي في الواقع بصيلات تحتوي كل واحدة منها على بيضة غير ناضجة، أي لا تنضج البويضات بما يكفي لتحفيز التبويض.

يؤدي نقص الإباضة إلى نقص كلًا من هرمون الإستروجين، والبروجسترون إلى مستويات أقل من المعتاد، مع زيادة مستوى هرمون الاندروجين (هرمون الذكورة). وتؤدي هذه الزيادة إلى تعطيل الدورة الشهرية؛ لذلك فإن فترات الطمث الخاصة بالنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أقل من المعتاد.

أسباب متلازمة تكيس المبايض

لا يعرف الأطباء السبب الرئيسي لداء متلازمة تكيس المبايض. ولكن يعتقدون أن المستويات العالية من هرمونات الذكورة، تمنع المبايض من إنتاج الهرمونات وتكوين البويضات بشكل طبيعي. ويعتقد الأطباء أيضًا أن هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى تكيس المبايض، وهي:

  1. الجينات

تشير الدراسات إلى أن الجينات لها دور في ظهور متلازمة تكيس المبايض، ومن المحتمل أن العديد من الجينات وليس واحدًا فقط يساهم في هذه الحالة.

  1. مقاومة الإنسولين

وهي تصيب حوالي 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وذلك يعني أن الخلايا لديهن لا تستفيد من الإنسولين بشكل جيد.

الإنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس لمساعدة الجسم على تخزين الجلوكوز داخل الخلايا للحصول على الطاقة، وتنشأ مقاومة الإنسولين من إنتاج البنكرياس لكميات كبيرة من الإنسولين، كنتيجة لعدم استجابة الخلايا له.

يؤدي الإنسولين الزائد في الجسم إلى تحفيز المبايض على إنتاج المزيد من هرمونات الذكورة.

  1. السمنة

تعد السمنة سبب رئيسي لمقاومة الإنسولين، وتَزيد السمنة ومقاومة الإنسولين من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

  1. الالتهابات

غالبًا يكون لدى النساء المصابات مستويات عالية من الالتهابات في أجسامهن، وقد أشارت الدراسات إلى العِلاقة بين الالتهاب الزائد في الجسم، وزيادة هرمونات الذكورة (الأندروجين).

الأعراض الشائعة لتكيس المبايض

قد تبدأ بعض النساء في رؤية الأعراض مبكرًا، بينما يكتشف البعض أنهن مصابات بعد أن يكتسبن وزنًا كبيرًا، أو يواجهن صعوبة في الحمل.

أكثر أعراض تكيس المبايض شيوعًا هي:

  1. عدم انتظام الدورة الشهرية

تمنع قلة الإباضة بطانة الرحم من التساقط كل شهر، لذلك تحدث للنساء المصابات أقل من 8 دورات شهرية في السنة.

  1. نزيف شديد

تتراكم بطانة الرحم لفترة أطول من المعتاد، لذلك عندما تحدث الدورة الشهرية يصاحبها نزيف شديد على غير العادة.

  1. الشعر الزائد

ينمو الشعر الزائد على الوجه والجسم، وأيضًا البطن والصدر وهذه الحالة تسمى (الشعرانية)، وتصيب أكثر من 70% من النساء المصابات بالتكيس.

  1. حب الشباب

يمكن أن تتسبب هرمونات الذكورة الزائدة في دهنية الجلد أكثر من المعتاد، لذا قد تتسبب في ظهور الحبوب في بعض مناطق الجسم، مثل الوجه والصدر.

  1. زيادة الوزن

تعاني أكثر من 80% من النساء المصابات بالتكيس من زيادة الوزن، أو السمنة.

  1. تساقط الشعر

يحدث تساقط الشعر نتيجة زيادة هرمون الأندروجين (Androgen Hormone)، 

  1. تكون بقع داكنة على الجلد

تتكون بقع داكنة من الجلد في ثنايا بعض أجزاء الجسم، مثل الرقبة والفخذ وتحت الثديين.

  1. الصداع

يمكن أن تؤدي التغييرات الهرمونية إلى حدوث الصداع لدى بعض النساء.

ما هي أضرار متلازمة تكيس المبايض؟

يؤثر ارتفاع مستويات الإندروجين عن المعدل الطبيعي، على صحة المرأة وذلك من عدة جوانب، وهي:

  1. العقم

مما لا شك فيه أنه يجب التبويض حتى يحدث الحمل، لذلك فإن النساء اللاتي لا ينتجن بويضات بانتظام، لا يستطعن الحمل والحصول على بويضة مخصبة، لذا فإن التكيس هو أحد الأسباب الرئيسية في العقم عند النساء.

  1. متلازمة الأيض

تَزيد متلازمة الأيض من السمنة وتكيس المبايض من خطر الإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول النافع (HDL)، وارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، وهذه العوامل مجتمعة تسمى متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي، وهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، والسكتة الدماغية.

  1. توقف التنفس في أثناء النوم

يتسبب التكيس في زيادة فرص حدوث توقف التنفس خلال النوم؛ مما يقطع النوم وهو يصبح شائعًا عند النساء اللاتي يعانين زيادة الوزن، ويزيد الخطر من 5 إلى 10 مرات لدى النساء البدينات المصابات بالتكيس، عن النساء البدينات غير المصابات به.

  1. سرطان بطانة الرحم

تزيد بطانة الرحم السميكة التي تحدث خلال التكيس من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

  1. الاكتئاب

تؤثر التغيرات الهرمونية وأعراضها مثل: نمو الشعر، على مشاعر النساء المصابات بالتكيس مما يُسبب لهن الاكتئاب والقلق.

كيفية تشخيص داء متلازمة تكيس المبايض

يتعرف الأطباء إلى التكيس عند النساء اللواتي لديهن اثنان على الأقل من هذه الأعراض الثلاثة، وهي:

  • مستويات عالية من الاندروجين.
  • عدم انتظام في الدورة الشهرية.
  • وجود أكياس في المبيض.

وهناك أيضًا بعض الفحوصات والاختبارات الأخرى التي يوصي بها الطبيب، وهي:

  • اختبارات الدم

تحدد فحوصات الدم مدى مستويات هرمون الذكورة، وكذلك مستويات الكوليسترول، والإنسولين، والدهون الثلاثية وكلها تساعد الطبيب على تقييم الحالة.

  • الموجات فوق الصوتية

تُستخدم للبحث عن بصيلات غير طبيعية أو أي مشكلات أخرى في المبايض، والرحم.

الحمل ومتلازمة تكيس المبايض

يعاني حوالي 70-80% من النساء المصابات بالتكيس مشكلات في الحمل، وقد تزيد من خطر حدوث مضاعفات في أثناء الحمل أو الولادة المبكرة، كما أنهن أكثر عرضة للإجهاض وداء سكري الحمل.

ولكن يمكن للنساء المصابات الحمل باستخدام علاجات الخصوبة، (التي تعمل على تحسين الإباضة) وفقدان الوزن، وخفض مستويات السكر في الدم.

ما هو العلاج؟

هناك العديد من العلاجات الطبية الشائعة التي تعمل على تنظيم الدورة الشهرية، وعلاج تكيس المبايض، وهي:

  1. أدوية منع الحمل.

يمكن أن يؤدي تناول أدوية منع الحمل التي تحتوي على هرموني الإستروجين، والبروجستين يوميًا إلى استعادة التوازن الهرموني الطبيعي، وتنظيم التبويض وتخفيف الأعراض مثل: نمو الشعر الزائد، والحماية من سرطان بطانة الرحم وقد تكون هذه الأدوية إما حبوب أو رقعة أو حلقة مهبلية.

  1. ميتفورمين (Metformin)

هو دواء يُستخدم لعلاج مرض السكري، كما أنه يُعالج التكيس عن طريق تحسين مستويات الإنسولين.

أشارت الدراسات إلى أن تناول الميتفورمين مع تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة تساعد على فقدان الوزن ويخفض نسبة السكر في الدم، ويعيد الدورة الشهرية إلى طبيعتها.

  1. كلوميفين (Clomiphene)

عَقَار كلوميفين أو Clomid دواء للخصوبة، يساعد النساء المصابات على الحمل ولكنه قد يزيد من خطر ولادة التوائم.

  1. علاجات إزالة الشعر

تساعد بعض العلاجات والكريمات في التخلص من الشعر الزائد، أو منعه من النمو وأيضًا يمكن إزالة الشعر بالليزر أو التحليل الكهربائي.

  1. الجراحة (حفر المبيض)

يمكن أن تساعد الجراحة في تحسين الخصوبة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، وهو إجراء يُحدث ثقوبًا صغيرة في المبيض باستخدام الليزر، أو إبرة رفيعة لاستعادة التبويض الطبيعي.

كيف يؤثر النظام الغذائي في علاج متلازمة تكيس المبايض؟

يساعد تناول الأطعمة الصحية وتجنب بعض الأطعمة المصنعة على التحكم في أعراض التكيس، وتنظيم الهرمونات والدورة الشهرية، وإليكِ بعض النصائح لتحسين نظامك الغذائي، وهي:

  1. تناول الأطعمة الكاملة

هي الأطعمة الخالية من السكريات والمواد الحافظة، وتتمثل في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات.

  1. التوازن بين الكربوهيدرات والبروتين

يؤثر كل من الكربوهيدرات والبروتين على الهرمونات والطاقة، فمن الأفضل اتباع الأنظمة الغذائية التي تعتمد على التوازن بين البروتين والكربوهيدرات، إذ يحفز البروتين إنتاج الإنسولين وتحسن الأطعمة عالية الكربوهيدرات والألياف من حساسية الإنسولين.

ومن أفضل مصادر البروتين النباتي: المكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة.

  1. تناول الأطعمة المضادة للالتهابات

توصف متلازمة تكيس المبايض على أنها التهاب مزمن منخفض المستوى، لذا يمكن أن تساعد إضافة الأطعمة المضادة للالتهابات في تخفيف الأعراض.

كما تساعد حمية البحر الأبيض المتوسط التي تحتوي على الأسماك الدهنية، مثل: الماكريل والتونة، والمكسرات، والطماطم، والخيار، والزيتون على تقليل الالتهاب.

  1. زيادة تناول الحديد

يعمل تناول الحديد على علاج فقر الدم أو نقص الحديد، الناتج عن النزيف الحاد الذي يحدث للنساء المصابات بالتكيس، وقد يوصي الطبيب بإضافة الأطعمة الغنية بالحديد مثل: السبانخ، والبيض، والبروكلي إلى نظامك الغذائي.

  1. زيادة تناول الماغنسيوم.

يُعد اللوز والكاجو والسبانخ والموز أطعمة صديقة لمتلازمة تكيس المبايض، لأنها غنية بالماغنسيوم.

  1. إضافة الألياف إلى نظامك الغذائي

قد تساعد الألياف في تحسين عملية الهضم، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالألياف: العدس، والفاصولياء، والبروكلي، والكمثرى، والأفوكادو.

  1. تجنب شرب القهوة

قد يرتبط استهلاك الكافيين بالتغيرات في مستويات هرمون الإستروجين، لذلك حاول تعزيز طاقتك ببدائل خالية من الكافيين، مثل شاي الأعشاب وإذا كنت لا تستطع الاستغناء عن الكافيين فعليك تناول الشاي الأخضر؛ إذ ثبت أنه يُحسِّن من مقاومة الإنسولين وفقدان الوزن.

  1. تناول منتجات الصويا

يعمل فول الصويا عمل هرمون الإستروجين في الجسم، لذا قد يساعد في توازن الهرمونات ولكن يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطانات، المرتبطة بالإستروجين مثل بعض أنواع سرطان الثدي تجنب منتجات فول الصويا.

هل تساعد المكملات في العلاج؟

تساعد بعض المكملات في تنظيم الهرمونات ومقاومة الإنسولين، وكذلك في علاج الالتهابات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن تحدث مع طبيبك أولًا قبل تناول أي مكمل؛ إذ قد يتداخل مع علاجات وأدوية التكيس الأخرى، ومن هذه المكملات والبدائل الطبيعية:

  1. انيوزيتول (Inositol)

هو فيتامين ب يساعد في تحسين مقاومة الإنسولين وبعض حالات الخصوبة.

  1. الكروم

تعمل مكملات الكروم على تحسين مؤشر كتلة الجسم؛ مما قد يساعد في العلاج.

  1. القرفة

ثبت أن مستخلص القرفة له تأثير إيجابي على مقاومة الإنسولين، وتنظيم الدورة الشهرية للنساء المصابات.

  1. الكركم

يُقلل الكركم من مقاومة الإنسولين والالتهابات.

  1. الزنك

هو أحد العناصر التي تُعزز الخصوبة والجهاز المناعي، وتعمل على تحسين نمو الشعر الزائد ويمكن الحصول على الزنك من تناول اللحوم الحمراء، والفاصولياء، والمأكولات البحرية.

  1. زيت زهرة الربيع المسائية

تعمل على تخفيف آلام الدورة الشهرية وتحسين مستوى الكوليسترول.

  1. الجمع بين فيتامين د والكالسيوم

يُعد نقص فيتامين د شائعًا عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، لذا فإن تناول فيتامين د والكالسيوم قد يُحسن الدورة الشهرية غير المنتظمة، ويساعد على التبويض.

  1. زيت كبد الحوت

يحتوي زيت كبد الحوت على فيتامينات A,D، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي قد تساعد في تحسين الدورة الشهرية.

  1. بربرين

وهي أعشاب تستخدم في الطب الصيني للمساعدة في مقاومة الإنسولين، ويوازن استجابات الغدد الصماء في الجسم.

هناك أيضًا أعشاب تعالج تكيس المبايض وتعمل على تخفيف الأعراض، وتوازن الهرمونات في الجسم مثل: جذور الماكا.

ختاما عزيزتي عند إصابتك بمتلازمة تكيس المبايض، عليكِ بالتخفيف من وزنك وممارسة الرياضة والنوم جيدًا، وأيضًا التخفيف من التوتر حتى تستطيعين التغلب على هذا الداء، وهذا بالإضافة إلى استشارة الطبيب في العلاج المناسب لكِ.

اقرأ أيضًا

الانتباذ البطاني الرحمي | بطانة الرحم المهاجرة

متلازمة أشرمان (التصاقات الرحم) | الأسباب والعلاج

هرمون الإستروجين | هرمون الأنوثة والجمال

المصدر
healthlineinsulin-resistancewomens-healthpolycystic-ovary

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى