التغذية الصحيةطبي

أسباب السمنة وطرق علاجها

تُعد السمنة مرضًا خطرًا، زادت نسبة الإصابة به مؤخرًا نظرًا لتوافر مطاعم الأكل غير الصحي، والانشغال بالعمل وقلة الوقت المتوافر للاهتمام بالطعام الصحي.

لا تؤثر فقط في الشكل الخارجي للجسم، ولكن لها أضرار عديدة، فهي تزيد من فرص إصابتك بأمراض خطرة، لذا ينبغي عليك السعي لتحرير جسمك من هذا الوزن الزائد.

فلنتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال إلى السمنة، وأسبابها، وكيفية تشخيصها، ومضاعفاتها، وعلاجها، وإلى مؤشر كتلة الجسم.

مؤشر كتلة الجسم

مؤشر كتلة الجسم هو عملية حسابية تقديرية تهدف إلى معرفة وزن الشخص مقارنةً بطوله ووزنه.

 يساعد مؤشر كتلة الجسم على معرفة إذا كان الجسم صحيًا أم يعاني الوزن الزائد.

دلالة قيم مؤشر كتلة الجسم

يمكن أن يدل مؤشر كتلة الجسم المرتفع على زيادة نسبة الدهون في الجسم، ومن ثم زيادة فرص الإصابة ببعض الأمراض، مثل: أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.

بينما يدل مؤشر كتلة الجسم المنخفض على انخفاض نسبة الدهون في الجسم، قد يكون ذلك دليل على الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: الأنيميا، وانخفاض وظائف المناعة.

كيفية حساب مؤشر كتلة الجسم

ينتج مؤشر كتلة الجسم عن قسمة مربع طول الشخص على وزنه.

دلالة قيمة مؤشر كتلة الجسم للبالغين

يمكن تفسير مؤشر كتلة الجسم للأشخاص البالغين 20 عامًا كالآتي:

مؤشر كتلة الجسمحالة الوزن
أقل من 18.5نقص الوزن
18.5: 24.9وزن طبيعي
25 : 29.9زيادة الوزن
أكثر من 30السمنة

طريقة حساب معدل السمنة لدى الأطفال

تختلف دلالة قيمة مؤشر كتلة الجسم للبالغين عن الأطفال، نتيجةً لاختلاف كمية الدهون تبعًا للعمر والجنس، إذ تكتسب الفتيات كمية أكبر من الدهون في سن مبكرة عن الأولاد.

ما هي السمنة؟

تُعرف السمنة بأنها امتلاك مؤشر كتلة جسم 30 أو أكثر، طبقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

 ما أسباب السمنة؟

تنتج السمنة عن تناول الكثير من السعرات الحرارية خلال يومك أكثر من احتياج جسمك على المدى البعيد.

لا يقتصر السبب على السعرات الحرارية ومعدل حرق جسمك واحتياجه فقط، إنما هناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى زيادة وزنك ولا يمكن السيطرة عليها، مثل:

  • الجينات

تؤثر الجينات في طريقة تعامل جسمك مع الطعام وتحويله إلى طاقة، وطريقة تخزين الدهون.

  • التقدم في العمر

تقل الكتلة العضلية نتيجة التقدم في العمر، كذلك ينخفض معدل التمثيل الغذائي، مما يجعلك أكثر عرضة لزيادة الوزن.

  • عدم الحصول على كفايتك من النوم

تتغير بعض الهرمونات نتيجة قلة النوم، ويؤدي ذلك إلى شعورك بالجوع، والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.

  • الحمل

يزداد وزنكِ خلال الحمل ازديادًا ملحوظًا، ومن الصعب خسارة هذا الوزن.

  • قلة البكتيريا النافعة بالأمعاء (microbiome )

تتأثر بكتيريا المعدة بالطعام الذي تتناوله، فقد يؤثر في زيادة وزنك أو صعوبة فقدانه.

  • محاولاتك السابقة لإنقاص وزنك

تبطئ محاولاتك السابقة لخسارة وزنك من عملية التمثيل الغذائي، وتُعرف هذه الظاهرة باسم حمية اليويو (yo yo diet).

  • أسباب أخرى

تؤدي بعض الحالات الصحية إلى السمنة، ومنها:

  1. متلازمة تكيس المبايض.
  2. قصور الغدة الدرقية (خمول الغدة الدرقية).
  3. هشاشة العظام.
  4. متلازمة برادر ويلي (prader willi syndrome ).
  5. ارتفاع مستوى الكورتيزول (متلازمة كوشينغ).

عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة

يزداد خطر الإصابة بالسمنة في حال توافر هذه العوامل:

  1. الجينات

يمتلك بعض الأشخاص جينات تجعل من الصعب خسارة الوزن، ومن ثم يزداد وزنهم بسهولة.

  1. البيئة والمجتمع

تؤثر البيئة المحيطة بك في منزلك أو عملك في نوع الطعام الذي تتناوله والنشاط الذي تؤديه.

فيزداد تناولك للطعام إذا كنت:

  • تعيش في حي ملئ بمطاعم الطعام السريع.
  • لم تتعلم بعد طريقة طبخ الوجبات الصحية.
  • تعتقد أن الطعام الصحي مكلف ولا تستطيع الحصول عليه.
  • لا تتوفر أماكن لممارسة الأنشطة قريبة منك.
  1. عوامل نفسية

يؤدي الاكتئاب في كثير من الأحيان إلى زيادة الوزن بسبب الأكل العاطفي.

  1. الإقلاع عن التدخين

يتسبب الإقلاع عن التدخين في زيادة الوزن، لذا من الضروري الاهتمام بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة إذا قررت الإقلاع عن التدخين.

  1. الأدوية

تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة وزنك، مثل: الستيرويد (steroid)، وأدوية منع الحمل.

تشخيص الإصابة بالسمنة

يشخص الطبيب إصابتك بالسمنة غالبًا باستخدام مؤشر كتلة الجسم. وهو حساب وزن الشخص مقارنةً بطوله، بينما توجد بعض الطرق الأخرى الأكثر دقة لقياس دهون الجسم وتوزيعها، ومنها:

  1. اختبار سماكة الجلد.
  2. مقارنة الخصر بالورك.
  3. الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  4. اختبارات الدم لقياس مستوى الكوليسترول والجلوكوز.
  5. قياس الدهون حول الخصر.
  6. فحوص وظائف الكبد.
  7. مخطط كهربية القلب (electrocardiogram).

مضاعفات الإصابة بالسمنة

يؤثر امتلاكك نسبة عالية من الدهون في عظامك وأعضائك الداخلية؛ ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات التي يُعتقد أنها من عوامل الإصابة بالسرطان.

مضاعفات السمنة عديدة، وبعضها قد يهدد بحياتك، ومنها:

  1. مرض السكري النوع الثاني.
  2. أمراض القلب.
  3. ارتفاع ضغط الدم.
  4. سرطان الثدي والقولون.
  5. السكتة الدماغية.
  6. الكبد الدهني.
  7. توقف التنفس خلال النوم.
  8. التهاب المفاصل.
  9. العقم.

ما طرق الوقاية من الإصابة بالسمنة؟

يمكنك اتخاذ بعض القرارات لمساعدتك على منع زيادة الوزن واتباع نمط حياة صحية، إذ يمكنك أن:

  • تمارس الرياضة يوميًا لمدة 20-30 دقيقة مثل المشي أو السباحة.
  • تتناول الطعام الصحي، مثل: الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.

علاج السمنة

تبدأ أولى خطواتك لإنقاص الوزن الزائد والتخلص من السمنة باتباع نظام غذائي، ولكن في بعض الأحيان ليس ذلك كافيًا، لذا قد تلجأ إلى العلاج الدوائي للسمنة، أو العلاج بالأعشاب أو العمليات الجراحية لإنقاص وزنك.

علاج السمنة الدوائي

يصف الطبيب الأدوية لعلاج زيادة الوزن في حالة فشل التمارين الرياضية والأكل الصحي في تقليل الوزن، وإذا كان مؤشر كتلة الجسم 27 أو أكثر.

تمنع هذه الأدوية امتصاص الدهون أو تقلل الشهية، إليك بعض الأدوية التي وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدامها:

  1. فينترمين (phentermine) / توبيراميت (topiramate).
  2. نالتريكسون (naltrexone) / بوبربيون (bupropion).
  3. أورليستات (orlistat).

لابد من استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية.

قد يتضاءل تأثير هذه الأدوية بمرور الوقت، ومن الممكن أن تستعيد كثيرًا من وزنك المفقود بعد إيقافها، لذا لابد من المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

ينتج عن هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، مثل: حركات الأمعاء المتكررة والطارئة، والغازات الناتجة عن استعمال أورليستات.

استخدام المكملات الغذائية لإنقاص الوزن

تزعم عديد من المكملات الغذائية أنها قادرة على إنقاص وزنك، لكن في أغلب الأحيان تكون هذه الادعاءات كاذبة، بل قد يكون لها آثارًا جانبية خطيرة.

لا تستخدم أي من هذه المكملات إلا بعد استشارة الطبيب.

الجراحة لإنقاص الوزن

تُعد جراحة إنقاص الوزن من العمليات الجراحية الكبرى، وقد تتضمن بعض المخاطر.

تعمل جراحات إنقاص الوزن عن طريق تقليل كمية الطعام التي تتناولها أو منع امتصاص الطعام والسعرات الحرارية أو كلا الوسيلتين معًا.

هناك العديد من جراحات إنقاص الوزن، يحدد الطبيب نوع الجراحة المناسب لك، ومنها:

  • جراحة المجازة المعدية (gastric bypass surgery)

يلجأ الطبيب إلى إجراء المجازة المعدية إذا كانت ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي لم يساعدوا على إنقاص الوزن.

يضع الجراح كيسًا صغيرًا في بداية المعدة، ويتصل مباشرةً بالأمعاء الدقيقة، مما يجعل الطعام والسوائل تمر من أول المعدة حتى الأمعاء الدقيقة متجاوزةً جزءًا كبيرًا من المعدة.

  • ربط المعدة بالتنظيم البطني (laparoscopic adjustable gastric banding )

تُجرى هذه الجراحة باستخدام المنظار، وتُعرف باسم جراحة إنقاص الوزن.

تُصنع شقوقًا صغيرةً في الجزء العلوي من البطن، ومن ثم يُوضع رابطًا حول هذا الجزء من المعدة يمكن تعديله، فيقل حجم المعدة وتشعر بالشبع سريعًا.

  • تكميم المعدة (gastric sleeve surgery )

يُزيل الجراح جزءًا من المعدة، ثم يعيد ربط الأجزاء المتبقية معًا، حتى يصبح حجم معدتك حوالي 1/10 حجم معدتك الأصلي.

  • تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثنى عشر (biliopancreatic diversion with duodenal switch)

تفقد في هذه الجراحة جزءًا كبيرًا من معدتك.

من المرشحون لعمليات إنقاص الوزن؟

أقرت الجمعية الأمريكية لجراحة الأيض وجراحة السمنة أن من يمتلك مؤشر كتلة الجسم 30:35 فهو مناسب لإجراء عمليات إنقاص الوزن، وهو:

  • يعاني أمراضًا ناتجة عن الوزن الزائد، مثل: مرض السكري النوع الثاني.
  • لم تظهر لديه نتائج مَرضية بعد تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

تناسب العمليات الجراحية لإنقاص الوزن الأشخاص في الفئة العمرية من ١٨ حتى ٦٥ عام.

ينبغي على هؤلاء الأشخاص خسارة القليل من الوزن قبل الخضوع للجراحة.

هل يوجد أجهزة لإنقاص الوزن؟

قد ينصحك الطبيب باستخدام أجهزة إنقاص الوزن في حالة عدم قدرتك على خسارة الوزن بالطرق الأخرى أو لحمايتك من اكتساب الوزن المفقود.

  1. جهاز التحفيز الكهربائي (electrical stimulation system)

يضع الطبيب جهازًا صغيرًا في بطنك باستخدام المنظار، ويمنع هذا الجهاز النشاط العصبي بين معدتك ودماغك.

  1. بالون المعدة (gastric balloon system)

الطبيب بالونًا أو اثنين مملوءين بالماء المالح حتى يشغل البالون مساحة من معدتك، مما يزيد شعورك بالشبع فتقل رغبتك في تناول الطعام.

  1. جهاز تفريغ المعدة (gastric emptying system)

يتكون هذا الجهاز من أنبوبة تمتد من داخل معدتك حتى خارج بطنك، يصرف هذا الجهاز الطعام من معدتك بعد تناول الطعام بحوالي 20-30 دقيقة.

وأخيرا عزيزي القارئ إن السمنة مرضًا خطرًا، لذا لابد من استمرار محاولاتك للتخلص من هذا الوزن الزائد، وعدم الاستسلام، واستشارة الطبيب لتحديد الطريقة المناسبة للتحرر من هذا الوزن.

اقرأ أيضًا

الكيتو | هل هو النظام الأمثل لإنقاص وزنك؟

فوائد الصيام المتقطع وأنواعه

حمية البحر المتوسط | فوائدها وكيف نتبعها

المصدر
www.healthline.comhopkinsmedicine.orgwww.webmd.comhttps://www.healthline.com/health/obesity

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى