الجلدية والتجميلطبي

أسباب فرط التعرق وطرق علاجه

عزيزي القارئ، دعني أطرح عليك سؤالًا، هل سبق أن صافحت شخصًا ووجدت يده مبلولة؟ هل سبق وأن عانيت زيادة العرق بيديك مما جعلك خجلًا من مصافحة الآخرين؟ هل سبق وأن سمعت عن شخص رفض تطوعه بالجيش بسبب معاناته مع فرط التعرق؟

إليك -عزيزي القارئ- أهم الحقائق حول فرط التعرق، وأسبابه، ووسائل العلاج.

ما فرط التعرق؟

عزيزي القارئ، قبل أن نتعرف إلى هذا المرض، دعنا نعرف ما التعرق، وأهميته، وكيف يحدث؟

التعرق

إحدى الوظائف الحيوية للجسم، التي تساعد في تنظيم درجة حرارته. 

ربما يحدث نتيجة تغُيُر درجة حرارة الجسم أو درجة حرارة الوسط المحيط.

يحدث بالجلد وتعد الأماكن الأكثر شيوعًا الإبطين، والوجه، وراحتي اليدين، وأخمص القدمين.

كيف يُنتج العرق؟

ينتَج العرق من الغدد العرقية ذات الأنواع الآتية:

الغدد العرقية المفرزة

توجد في جميع أنحاء الجسم وتنتِج عرقًا خفيف الوزن وعديم الرائحة.

الغدد العرقية المفرِزة في بصيلات الشعر

توجد في مناطق محدودة بالجسم مثل فروة الرأس، والإبطين، والفخذ.

تفرِز هذه الغدد عرقًا كثيفًا مليئًا بالدهون يحمل رائحة مميزة التي تنتج عندما يتحلل العرق المُفرَز ويختلط مع البكتيريا الموجودة على الجلد.

يتحكم الجهاز العصبي اللاإرادي (Parasympathetic) في وظيفة التعرق.

عندما يكون الطقس حارًا أو ترتفع درجة حرارة الجسم، يفرز العرق لترطيب الجلد وخفض درجة حرارة الجسم.

يتكون العرق غالبًا من الماء، مع حوالي 1% مزيج من الملح والدهون.

زيادة التعرق (Hyperhidrosis)

يعني زيادة إفراز العرق بشكل غير طبيعي الذي لا يرتبط بالضرورة بالحرارة أو التمرين.

ربما تتعرق كثيرًا لدرجة أن يتسرب العرق من خلال ملابسك أو يتساقط من يديك.

يمكن أن يسبب هذا النوع من التعرق الشديد القلق الاجتماعي والإحراج بين من حولك.

إحصائيات تَهُمُك

يعاني حوالي 1-2% من الأشخاص فرط التعرق.

يبدأ عادةً في سن المراهقة أو الشباب، ويكون أسوأ في راحة اليد أو باطن الإبط.

أسباب العرق الشديد

الآن عزيزي القارئ، دعني أطرح عليك سؤالًا، لماذا يصاب بعض الأشخاص بهذا المرض؟

للإجابة عن هذا السؤال، لابد أن نعرف الأنواع التي ربما تكون:

فرط التعرق البؤري الأساسي

 يعد النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة فرط نشاط الأعصاب المسؤولة عن إرسال إشارات للغدد العرقية، رغم عدم تحفيزها بواسطة النشاط البدني أو ارتفاع درجة الحرارة.

لا يوجد سبب طبي لهذا النوع، وربما يكون السبب وراثيًا، لأنه يسري في بعض الأحيان في العائلات.

تزداد المشكلة سوءًا مع التوتر أو العصبية.

يؤثر هذا النوع عادةً على راحة يديك وباطنك وأحيانًا على وجهك.

فرط التعرق الثانوي

يحدث نتيجة حالة طبية، ويُعد النوع الأقل شيوعًا، ومن المرجح أن يسبب التعرق في جميع أنحاء الجسم. 

تشمل الحالات التي ربما تؤدي إلى التعرق الشديد الآتي:

  1. داء السكري.
  2. الهبات الساخنة لانقطاع الطمث.
  3. فرط نشاط الغدة الدرقية.
  4. انخفاض سكر الدم.
  5. بعض أنواع السرطان.
  6. اضطرابات الجهاز العصبي.
  7. مرض الشلل الرعاش.
  8. التهاب المفصل الروماتويدي.
  9. النوبة القلبية أو قصور القلب.
  10. توقف التنفس.
  11. تعاطي الكحول أو المخدرات

يمكن أن تسبب العديد من الأدوية أيضًا التعرق المفرط، مثل:

  1. أدوية داء ألزهايمر.
  2. مضادات الاكتئاب.
  3. أدوية السكري، بما في ذلك الأنسولين، والسلفونيل يوريا (Sulfonylurea).
  4. بيلوكاربين (Pilocarpine) للجلوكوما.

أعراض فرط التعرق

ربما يعاني المريض زيادة ملحوظة في إنتاج العرق خاصةً بمنطقة راحة اليد والإبط، بالإضافة إلى العرق الملحوظ الذي يمتص من خلال الملابس.

ربما يعاني المصابون مشكلات الجلد المهيجة والمؤلمة، مثل الالتهابات الفطرية أو البكتيرية.

فرط التعرق الليلي

 ربما يعاني المريض زيادة العرق ليلًا خاصةً في أثناء النوم نتيجة أحد الأسباب الآتية:

  • العدوى: يمكن أن يؤدي السُل أو الإنفلونزا أو الأمراض الأخرى التي تنطوي على الحمى إلى التعرق الليلي.
  • نقص السكر في الدم.
  • خلل الهرمونات: التي ربما تحدث بسبب انقطاع الطمث، والسكري، ومشكلات الغدة الدرقية، و البلوغ، والحمل.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): على الرغم من أنه يسبب عادةً حرقة المعدة، إلا أن التعرق الليلي سمة شائعة.
  • انقطاع النفس الانسدادي النومي: هذا يقيد التنفس في أثناء النوم، ويزيد فرص الإصابة ثلاث مرات عن الأشخاص العاديين.
  • التوتر والقلق: يمكن أن يتسبب ذلك في زيادة التعرق في أثناء النهار والليل، خاصةً ممن يعانون الذُعر الليلي أو اضطرابات الهلع.
  • أمراض المناعة الذاتية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة.
  • الجراحة التي تؤثر على مستويات الهرمون: مثل جراحة إزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل تسلُخ الأبهر والذبحة الصدرية الليلية.
  • الاضطرابات العصبية: مثل السكتات الدماغية والاعتلال العصبي اللاإرادي.
  • السرطان: يمكن أن يكون التعرق الليلي أيضًا مؤشرًا مبكرًا على الإصابة بالسرطان، وخاصةً سرطان الغدد الليمفاوية أو سرطان الدم.
  • انقطاع الطمث.
  • الأدوية: يمكن أن يكون التعرق الليلي من الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل:
  1. مضادات الاكتئاب.
  2. العلاجات الهرمونية.
  3. أدوية السكري.
  4. بعض الأدوية لخفض الحُمى، مثل الأسبرين والأسيتامينوفين.
  5. المنشطات.

المضاعفات

تشمل مضاعفات فرط التعرق ما يلي:

الالتهابات

يعاني المصابون انهيار الجلد نتيجة التعرق الشديد الذي يسمح بدخول البكتيريا والفيروسات التي تسبب التهابات الجلد.

التأثيرات الاجتماعية والعاطفية

ربما يسبب بلل اليدين باستمرار أو الملابس بالعرق أمرًا مُحرجًا.

النقع (Macerations)

يمكن أن يؤدي زيادة التعرق إلى الانهيار العام للجلد.

حكة اللعب (سعفة القدم)

 تنتشر هذه العدوى الفطرية في ثنايا الفخذ، إذ يؤدي التعرق الشديد إلى خلق بيئة رطبة مستمرة يمكن أن تزيد احتمالية حكة اللعب.

القدم الرياضي (سعفة القدم)

تعد القدم الرياضي عدوى فطرية في القدمين، إذ تنمو الفطريات في الظروف الرطبة، وغالبًا ما تبدأ العدوى بين أصابع القدم، إذ يصبح التعرق شديدًا.

التشخيص

يعتمد التشخيص على استبعاد أسباب التعرق الثانوي، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو انخفاض نسبة السكر في الدم من خلال طلب اختبارات الدم والبول.

يسأل المرضى عن أنماط التعرق، وأي أجزاء الجسم تتأثر، وعدد مرات حدوث نوبات التعرق، وما إذا كان التعرق يحدث في أثناء النوم.

اختبار العرق لتنظيم الحرارة.

يوضع مسحوق حساس للرطوبة على الجلد، عندما يحدث التعرق المفرط في درجة حرارة الغرفة، يتغير لون المسحوق.

يعرَض المريض للحرارة العالية والرطوبة في خزانة العرق، مما يؤدي إلى التعرق في جميع أنحاء الجسم.

يساعد هذا الاختبار الطبيب أيضًا على تحديد شدة الحالة.

علاج فرط التعرق

الآن -عزيزي القارئ- بعد أن عرفت الأسباب، والأعراض، وكيفية التشخيص، دعني أخبرك بوسائل العلاج المُتاحة.

يعتمد العلاج في المقام الأول على علاج الأسباب السابق ذكرها إن وجدت.

ربما تساعد بعض الأساليب الآتية على العلاج، مثل:

الأدوية

تشمل الأدوية المستخدمة في العلاج ما يلي:

مضاد للعرق

ربما يصف الطبيب مضادًا للتعرق يحتوي على كلوريد الألومنيوم (Drysol ، Xerac Ac).

عادةً ما يوضع على الجلد المصاب قبل النوم، ويغسل عند الاستيقاظ، مع الحرص على عدم ملامسة العين.

يمكن أن يسبب تهيج الجلد والعين الذي يُعالج باستخدام كريم الهيدروكورتيزون.

الكريمات

ربما يساعد الكريم الذي يحتوي على الجليكوبيرولات (Glycopyrrolate) على علاج فرط التعرق الذي يؤثر على الوجه والرأس.

أدوية منع توصيل الأعصاب

تمنع بعض الأدوية الفموية المواد الكيميائية التي تسمح لبعض الأعصاب بالتواصل مع بعضها البعض.

يمكن أن يُقلل التعرق لدى بعض الناس، لكن تشمل الآثار الجانبية المحتملة جفاف الفم، وعدم وضوح الرؤية، ومشكلات المثانة.

مضادات الاكتئاب

يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أن تقلل التعرق أيضًا، كذلك ربما تساعد في تقليل القلق الذي يؤدي إلى تفاقُم المرض.

يجب عدم تناول الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب.

حُقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس)

يؤدي العلاج باستخدام البوتوكس (Botox) إلى إعاقة الأعصاب التي تُسبب التعرق مؤقتًا.

تستمر التأثيرات من ستة إلى 12 شهرًا، ويُكرَر العلاج.

يمكن أن يكون هذا العلاج مؤلمًا، ويعاني بعض الأشخاص ضعفًا عضليًا مؤقتًا في المنطقة المُعالجَة.

العمليات الجراحية

تشمل العمليات ما يلي:

العلاج بالموجات الدقيقة (Microwave therapy)

يُستخدم جهاز يوفر طاقة الميكروويف لتدمير الغدد العرقية، وتشمل العلاجات جلستين مدة كل منهما 20 إلى 30 دقيقة، تفصل بينهما ثلاثة أشهر.

ربما تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل تغيُر الإحساس بالجلد وبعض الانزعاج.

ربما يكون هذا العلاج مكلفًا وغير متاحًا على نطاق واسع.

إزالة الغدد العرقية

إذا حدث التعرق المفرط في الإبط، فربما يساعد إزالة الغدد العرقية بالإبط على العلاج.

جراحة العصب (استئصال الودي)

يقوم الجراح بقطع أو حرق أو شد أعصاب العمود الفقري التي تتحكم في تعرق اليدين.

ربما يؤدي هذا الإجراء إلى التعرق المفرط في مناطق أخرى من الجسم (التعرق التعويضي).

لا تُعد الجراحة عامًة خيارًا لعزل تعرق الرأس والرقبة.

علاج فرط التعرق بالليزر

يُستخدم في تركيز شعاع ضيق من الحرارة لتدمير الغدد العرقية تحت الإبط ،ويمكن التعافي سريعًا.

العلاج المنزلي

تساعدك الاقتراحات الآتية في التغلب على التعرق ورائحة الجسم:

مضاد التعرق غير الموصوف طبيًا

تحتوي مضادات التعرق غير الموصوفة طبيًا على مركبات قائمة على الألمنيوم التي تسد مسام العرق مؤقتًا.

يقلل ذلك كمية العرق التي تصل إلى بشرتك، وربما يساعد ذلك الحالات الطفيفة.

الاستحمام المنتظم

يساعد الاستحمام المنتظم على الحفاظ على عدد البكتيريا الموجودة على بشرتك تحت السيطرة.

جفف نفسك جيدًا، خاصةً بين أصابع القدم وتحت الإبط.

تغيير الجوارب بانتظام

غيّر جواربك مرة أو مرتين يوميًا، وجفف قدميك جيدًا في كل مرة، واستخدم مساحيق القدم التي لا تستلزم وصفة طبية للمساعدة في امتصاص العرق.

تهوية قدميك

اذهب حافي القدمين عندما تستطيع، أو على الأقل اخلع حذائك بين الحين والآخر.

اختر الملابس التي تناسب نشاطك

ارتدِ أقمشة طبيعية مثل القطن والصوف والحرير، التي تسمح لبشرتك بالتنفس.

وختامًا…

عزيزي القارئ، عليك أن تحافظ جيدًا على صحة جلدك، وتجنب الأسباب التي ربما تُعرضك للإصابة بفرط التعرق.

اقرأ أيضًا

البهاق | أسبابه وأعراضه وهل هو معدي؟

الهربس | هل هو مرض مزمن أم يمكن العلاج منه؟

الثالول (عين السمكة) | كيف أتخلص منه؟

المصدر
www.medicalnewstoday.comwww.medicalnewstoday.comwww.mayoclinic.orgwww.webmd.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى