الصحة النفسيةطبي

أعراض متلازمة الكوخ وطرق علاجها

هل طرق مسامعك من قبل مصطلح متلازمة الكوخ؟
منذ آخر مرة تقابلت مع صديقتي لم نتحدث، ولا أعرف ما سبب اختفائها فجأة، حاولت السؤال عنها كثيرًا.

اكتشفت صدفةً أنها مرت بأزمة نفسية بسبب تركها للعمل، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة.

بدأت بالبحث عن الأعراض التي ظهرت عليها بعد سؤال المقربين منها، واكتشفت ما يعرف بمتلازمة الكوخ. سنتحدث في السطور القادمة عن أهم أعراضها، وطرق العلاج.

ما المقصود بمتلازمة الكوخ؟

تردد هذا المصطلح كثيرًا على مسامعنا في الآونة الأخيرة، ويعرف كذلك بحمى الكوخ.

تظهر هذه المتلازمة الحالة النفسية التي يعانيها المرء عندما ينعزل في مكانٍ ما لمدة زمنية طويلة، ولا يوجد تشخيص محدد لهذه المتلازمة. ترجع نشأتها إلى بعض الظروف العصيبة التي مر بها أحد الأشخاص فتركت في نفسه شعور بالقلق، والوحدة طيلة الوقت.

أعراض متلازمة الكوخ

ليس بالضرورة أن تظهر تلك الأعراض بنفس الحدة على كل من يعانون متلازمة الكوخ.
10 أعراض لمتلازمة الكوخ:

1- القلق والتوتر.

2- عدم الشعور بالراحة.

3- انخفاض الحماس.

4- صعوبة بالمشي.

5- رغبة شديدة في الطعام.

6- الخمول والنسيان.

7- الحزن والاكتئاب.

8- قلة التركيز.

9- قيلولة متكررة.

10- قلة الصبر واليأس.

تشير هذه الأعراض إلى عدة اضطرابات. بالرغم من أن متلازمة الكوخ أو حمى الكوخ لا تعد مرضًا نفسيًا في حد ذاته، إلا أن لها أثرًا سلبيًا على عاطفة المرء، وبدنه، وسلوكه.

اضطرابات أخرى

يتضح أن تأثير متلازمة الكوخ يمتد حتى يشمل كل أنماط حياة الإنسان ويقلبها رأسًا على عقب ومنها:

  •  العجز عن ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
  • أرق شديد أحيانًا.
  • زيادة عدد ساعات النوم.
  • فقد القدرة على التركيز.
  • شرب الكثير من المواد الكحولية.

العزل المنزلي وحمى الكوخ

نندهش من تطور العقل البشري الذي أصبح كآلة، ويفتقر إلى المشاعر والعلاقات الاجتماعية.

أنشأ الإنسان لنفسه عالم افتراضي يتعايش بداخله مع التكنولوجيا، ولا يشعر بمن حوله حتى تحول إلى كائن هلامي وحيد. مما أدى إلى إصابته مع الوقت بأمراض نفسية وعصبية.

من الطبيعي أن يتعرض المرء يوميًا لعدة مواقف وأشخاص وتتشارك كل أعضاء الجسم في إنجاز مهامه اليومية. يكتسب الخبرات وتتطور قدراته العقلية، والجسدية بممارسة الأنشطة اليومية.

نلاحظ كبار السن عندما تنتهي بهم رحلة الشقاء والعمل يتشوقون إلى الراحة والاستمتاع بما مضى من العمر. لكن كما جرت العادة أن الإنسان لا يرضى بالأمر الواقع؛ لذا من اعتاد العمل دومًا لا يستطيع التقاعد فجأةً، فيتعرض البعض لحالة من الاكتئاب. 

أسباب متلازمة الكوخ

أحيانًا نضطر رغمًا عنا على المكوث في المنزل لفترات طويلة ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها:

  • وجود حالة مرضية معينة تحتاج للراحة.
  • عدم توفر فرص للعمل خارج المنزل.
  • كوارث طبيعية تمنع من الخروج.
  • صعوبة التنقل لأماكن العمل.
  • التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي كما يحدث هذه الأيام بسبب فيروس كورونا.

مما ينتج عنه ترسبات بالعقل الباطن وتؤثر في جريان الحياة بشكل طبيعي ومنها:

1- عدم رغبة المرء على التواصل الاجتماعي مع الآخرين حتى أسرته.

2- عدم رغبته في ممارسة الأنشطة التي كانت تمثل له متعة كبيرة.

3- أصبح شغوفًا بالبحث عن العمل بدرجة مخيفة.

4- الشعور بالقلق الدائم بسبب تراجع العائد المادي.

متلازمة الكوخ والاضطراب الموسمي العاطفي (SAD)

يصاب بعض الأشخاص باضطرابات عاطفية ونفسية نتيجة لتغير الفصول.

  • يشعر أحدهم ممن يعاني الاضطراب الموسمي بحالة من الاكتئاب؛ لأنه يلزم المنزل في كل عام بنفس التوقيت. 
  • نلاحظ أن هذا النوع من الاضطراب يزيد احتمالية حدوثه لدى من يعاني متلازمة الكوخ أو ما يعرف بالشتوية الزرقاء.
  • لم يقتصر هذا الاضطراب على عمرٍ معين فنجد أنه ينتشر بين جميع الفئات العمرية من الشاب الصغير حتى الرجل العجوز.

متلازمة الكوخ والكورونا

تأثرنا جميعًا بتلك الجائحة منذ شهور ولا زالت مستمرة حتى الآن.

  • تمر البشرية بأزمة اقتصادية كبيرة، تأثر بها العالم، كل هذا بسبب فيروس الكورونا اللعين.
  • يعد فيروس الكورونا أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تطبيق نظام العزل المنزلي.
  • إن كنت تعاني متلازمة الكوخ التي تصيبك بعدة اضطرابات نفسية يزداد الأمر سوءً.
  • يعاني المصاب بفيروس كورونا نزفًا نفسيًا، وبدنيًا لا تتحمله طاقة البشر الطبيعية.
  • تأتي تلك المتلازمة مع العزل المنزلي كاللهيب الذي يشعل الروح بالآهات والألم.

نتائج فيروس كورونا

من الطبيعي أن يلجأ الإنسان إلى نوع من البيات الشتوي؛ نظرًا لحالة الطقس التي تسوء في تلك المدة.

كذلك كنوع من الحماية أو الوقاية. لم يؤثر هذا الفيروس على الحالة الاقتصادية للبلاد فحسب، بل امتدت لعنته وتسببت في تفكك العلاقات الاجتماعية، والحالة النفسية السيئة التي أصبحت تسود أغلب الشعوب.

يمثل ضغطًا كبيرًا إذ أنه عزل الناس عن بعضهم البعض، وأودى بحياة الكثير التي انتهت بطريقة تثير الشفقة في قلوب الجميع.

في من تؤثر حمى الكوخ؟

هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة لحمى الكوخ ومنهم:

1- النوع الأول: هم مخلوقات اجتماعية بفطرتهم، تمثل لهم الروابط الأسرية والتجمعات جزءًا كبيرًا من حياتهم؛ لذلك هم أكثر تأثرًا بهذه الحُمى.

2- النوع الثاني: من يعانون مشكلات صحية عقلية مثل القلق، والتوتر، والاكتئاب.

يجد ذلك النوع صعوبة في التعامل مع تلك المتلازمة؛ نتيجة العزل والابتعاد عن وسائل التواصل التي أفادت كثيرًا في طريقة العلاج.

علاج متلازمة الكوخ

يعتمد العلاج في متلازمة الكوخ على مهارات التكيف والتأقلم.

10 خطوات لعلاج متلازمة الكوخ

تساعد هذه الخطوات في الحد من التأثير النفسي والبدني السيئ لهذه المتلازمة ويتضح ذلك في الخطوات التالية:

1- التغيير من الروتين اليومي والالتزام به

  •  يساعد التغيير والتطوير من تكرار الأحداث اليومية بشكلٍ كبير على مشاعرنا السلبية.
  • كذلك يُساعد على تجنب الشعور باليأس والاكتئاب وعديد من الاضطرابات.

2- تحقيق التوازن الجيد بين العمل والحياة

  • يمثل العمل من المنزل لبعض الأشخاص ضغطًا كبيرًا، وخاصةً إذا كانت المرة الأولى.
  • يُساعد تحقيق أهداف العمل وزيادة الإنتاجية على التخلص من الشعور بالرتابة والملل نظرًا لظروف العمل بالمنزل. 
  • يُمكنك تخصيص وقت محدد يومًيا للراحة والاستجمام بأنشطة الحياة بعيدًا عن العمل.

3- اتباع نظام غذائي صحي

  • الالتزام بنظام غذائي متوازن يُفيد الإنسان في تطور قدراته العقلية والبدنية بشكلٍ جيد.
  • تحديد مواعيد ثابتة للوجبات يُساعد على تنظيم المهام اليومية.

4- قضاء بعض الوقت في الطبيعة

الخروج إلى الطبيعة يُساعد كثيرًا على التخلص من الضغط، والتوتر، وتحسين الحالة النفسية.

في حالة عدم توفر مناظر طبيعية بالقرب منك تستطيع فعل ذلك بنفسك بعدة طرق منها:

  • العناية بالنباتات المنزلية.
  • زراعة الأعشاب.
  • مشاهدة شروق أو غروب الشمس من النافذة.
  • الاستماع إلى أصوات الطيور.
  • اللعب مع الحيوانات الأليفة.

5- الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم

أن تحصل على عدد مناسب من ساعات النوم يساعدك ذلك على الاستيقاظ بنشاط أكثر.

تختلف عدد ساعات النوم من شخصٍ إلى آخر، لا نستطيع تحديدها بشكلٍ مطلق.

6- النشاط البدني 

ممارسة الرياضة بشكل يومي في المنزل أو الحديقة يُساعدك على تحسين الحالة النفسية.

7- التواصل مع الآخرين بشكل افتراضي

حتى إن لم تستطع الخروج من المنزل يُمكنك التواصل مع أقاربك، وأصدقائك بالمكالمات الهاتفية أو وسائل التواصل الاجتماعي.

8- التركيز على الإيجابيات

  • حاول أن تُركز على المواقف الجيدة التي تُشعرك بالامتنان كل يوم.
  • قضاء وقت أكثر مع أسرتك.

9- متابعة الأحداث بشكل محدد

تابع الأخبار الخاصة بفيروس كورونا من وقتٍ لآخر حتى تتعرف إلى أحدث التطورات. لكن لا تجعلها جزء من يومك كي لا تتأثر سلبيًا. 

10- كُن رحيمًا بنفسك

حاول ألا تقس على نفسك؛ فمحاولة التأقلم والتكيف مع أوضاع الحياة الجديدة تختلف من شخصٍ لآخر.

لذا كن رحيمًا وصبورًا، وابحث عن أدوات وطرق تساعدك على تخطي هذه المرحلة بنجاح.

ختامًا يجب علينا أن نرى الحقائق كما هي، أيًا كانت الظروف التي نَمِر بها كما هو الحال في متلازمة الكوخ. لا ندع الوحدة والواقع المحيط بنا يفرض علينا قيود ويجعلنا نعيش في حالة نفسية سيئة.

بل نساعد أنفسنا على الخروج من الأزمات دون أي خسائر.

اقرأ أيضًا

الحجر الصحي | ضرورة لسلامة المجتمع

الطفل غير الاجتماعي | طفل خجول أم مشكلة حقيقية تحتاج إلى التدخل؟ 

بواسطة
verywellmind.comhealthline.com
المصدر
Medicalnewstoday

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى