“أشعر بألم شديد في حلقي لا أستطيع أن أبتلع الماء، وأشعر ببرودة شديدة، إن جسمي يرتجف يا أمي”
عَبرّت ابنتي بتلكِ الكلمات عن آلامها، وحين ذهبنا للطبيب أخبرني أن ابنتي تعاني احتقان اللوز! في هذا المقال سوف نتعرف إلى احتقان اللوز عند الأطفال؟
ما احتقان اللوز عند الأطفال؟
التهاب يصيب اللوزتين، وهما وسادتين بيضاويتان من الأنسجة في مؤخرة الحلق، توجد لوزة واحدة على كل جانب.
تشمل علامات التهاب اللوزتين تورم اللوزتين والتهاب الحلق وصعوبة البلع وتضخم الغدد الليمفاوية على جانبي الرقبة.
تحدث معظم حالات التهاب اللوزتين نتيجة عدوى فيروسية، ومن الممكن أيضًا حدوث الالتهاب نتيجة العدوى البكتيرية.
لذلك من المهم الحصول على تشخيص دقيق نظرًا لأن العلاج المناسب لالتهاب اللوزتين يعتمد على السبب.
عادةً تُجرى جراحة استئصال اللوزتين فقط عندما يتكرر التهابهما بشكل متكرر، ولا يستجيب للعلاجات الأخرى أو تُحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على مناعة الطفل.
أنواع التهاب اللوزتين
التهاب اللوزتين الحاد(Acute tonsillitis )
يُعد التهاب اللوزتين الحاد شائعًا عند الأطفال، إذ يصاب كل طفل بالتهاب اللوزتين مرة واحدة على الأقل.
يُعد الالتهاب حادًا استمرت الأعراض حوالي 10 أيام أو أقل.
لذلك قد يؤدي استمرار الأعراض لفترة أطول مع تكرار التهاب اللوزتين عدة مرات خلال العام إلى التهاب اللوزتين المزمن.
يتحسن التهاب اللوزتين الحاد مع العلاجات المنزلية، ولكن في بعض الحالات قد يتطلب الأمر علاجات أخرى، مثل المضادات الحيوية.
التهاب اللوزتين المزمن(chronic tonsolitis)
تستمر أعراض التهاب اللوزتين المزمن لفترة أطول من الأعراض الحادة، وتشمل:
- التهاب الحلق.
- رائحة الفم الكريهة.
- تورم الغدد الليمفاوية.
يسبب التهاب اللوزتين المزمن حصوات اللوزتين،إذ تتراكم الخلايا الميتة واللعاب والمواد الغذائية في شقوق اللوزتين.
وتتصلب الخلايا الميتة وتتحول إلى حصوات صغيرة والتي قد تتفكك من تلقاء نفسها، أو قد تحتاج إلى إزالتها من قِبَل الطبيب.
يوصي طبيبك باستئصال اللوزتين جراحيًا إذا كان الطفل مصابًا بالتهاب اللوزتين المزمن.
التهاب اللوزتين المتكرر(Recurrent tonsillitis)
يحدث التهاب الحلق أو التهاب اللوزتين المتكرر من 5 إلى 7 مرات في سنة واحدة.
أوعند حدوثه 5 مرات على الأقل في كل عام من السنتين السابقتين.
أو 3 مرات على الأقل في كل من السنوات الثلاث السابقة.
تشير الأبحاث أن التهاب اللوزتين المزمن والمتكرر قد ينتج عن الأغشية الحيوية في ثنايا اللوزتين.
تُعد الأغشية الحيوية تجمعات من الكائنات الحية الدقيقة ذات مقاومة متزايدة للمضادات الحيوية، يمكن أن تسبب عدوى متكررة.
قد تكون الوراثة سببًا لالتهاب اللوزتين المتكرر، إذ أثبتت دراسة لالتهاب اللوزتين لدى الأطفال أن الجينات قد تسبب استجابة مناعية ضعيفة ضد البكتيريا العقدية، والتي تسبب احتقان اللوز عندالأطفال.
يعد استئصال اللوزتين الحل الأمثل لعلاج التهابهما المتكرر كما هو الحال مع التهاب اللوزتين المزمن.
أسباب احتقان اللوز عند الأطفال
يُعد دور اللوز في الجهاز المناعي مُهمًا، فهما خط الدفاع الأول ضد المرض، إذ تنتج أجسامًا مضادة تساعد الجسم على محاربة العدوى.
تحارب اللوزتان البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم من خلال الفم والأنف، ومع ذلك فإن اللوزتين أيضًا عرضة للعدوى من هؤلاء الغزاة
يحدث التهاب اللوز عند الأطفال وارتفاع الحرارة بسبب عدوى فيروسية مثل، نزلات البرد أو عدوى بكتيرية مثل، التهاب الحلق.
يمكن أن يؤدي احتقان اللوز عند الأطفال الناتج عن عدوى بكتيرية إلى مضاعفات خطيرة إذا تركت دون علاج.
التهاب اللوزتين الفيروسي
تُعد الفيروسات السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللوزتين، غالبًا ما تكون الفيروسات التي تسبب نزلات البرد مصدرًا لالتهاب اللوزتين، ولكن يمكن أن تسببه فيروسات أخرى أيضًا. وتشمل هذه:
- فيروس ابشتاين بار (Epstein-Barr).
- التهاب الكبد الوبائي A.
- فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)(AIDS).
تشمل أعراض الالتهاب الفيروسي السعال أو انسداد الأنف، وفي هذه الحالة لن يفيد العلاج بالمضادات الحيوية.
لكن يمكن علاج الأعراض بتناول المشروبات الدافئة، وتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، والراحة لمساعدة الجسم على الشفاء.
التهاب اللوزتين البكتيري
يُمثل التهاب اللوزتين البكتيري حوالي من 15 إلى 30 ٪ من حالات احتقان اللوز عند الأطفال.
يحدث التهاب اللوزتين البكتيري غالبًا نتيجة العدوى بالبكتيريا العقدية، التي تسبب التهاب الحلق العقدي، ويُمكن لأنواع أخرى من البكتيريا أن تسبب أيضًا التهاب اللوزتين.
يُعد التهاب اللوزتين البكتيري أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 15 عامًا.
يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج التهاب اللوزتين البكتيري، على الرغم من أنها قد لا تكون ضرورية.
إلى جانب المضادات الحيوية، فإنه لابد من شرب السوائل الدافئة والراحة التامة للجسم.
أعراض احتقان اللوز عند الأطفال
يوجد ثلاثة أنواع من التهاب اللوزتين: حاد، ومزمن، ومتكرر.
تتمثل أعراض التهاب اللوزتين في الآتي:
- التهاب الحلق الشديد.(sever pharyngitis)
- صعوبة أو ألم في أثناء البلع.
- صوت مشوش أو مكتوم.
- فقدان الشهية.
- رائحة الفم الكريهة.
- آلام الأذن.
- حمى وقشعريرة.
- آلام المعدة.
- الصداع وتصلب الرقبة.
- ألم الفك والرقبة بسبب تضخم الغدد الليمفاوية.
- انتفاخ واحمرار اللوزتين.
- زيادة حجم اللوزتين الطبيعي عن المألوف.
- ظهور بقع بيضاء أوصفراء على اللوزتين عند الأطفال الصغار جدًا.
- ضعف الشهية وسيلان اللعاب المفرط
مضاعفات احتقان اللوز عند الأطفال
تحدث المضاعفات عادةً إذا تسببت البكتيريا في العدوى وتشمل:
- تجمع القيح حول اللوزتين (خراج حول اللوزتين).
- عدوى الأذن الوسطى.
- مشكلات التنفس في أثناء النوم (انقطاع النفس وانسداده في أثناء النوم).
- التهاب النسيج الخلوي اللوزي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض الآتية:
- ارتفاع درجة حرارة الطفل (أكثر من 39.5 درجة مئوية)
- ضعف عضلات الرقبة وتصلبها.
- استمرار التهاب الحلق أكثر من يومين.
- صعوبة التنفس بسبب تضخم الحلق.
تشخيص احتقان اللوز عند الأطفال
سيُجري الطبيب فحصًا جسديًا مع فحص اللوزتين، لمعرفة ما إذا كانت حمراء أو متورمة أو بها صديد.
سيتحقق أيضًا من الحمى ويفحص الأذن والأنف بحثًا عن علامات العدوى، ويتحسس جانبي الرقبة بحثًا عن التورم والألم.
قد تحتاج إلى اختبارات لمعرفة سبب التهاب اللوزتين، وتشمل:
مسحة من الحلق
يختبر الطبيب اللعاب وخلايا الحلق بحثًا عن البكتيريا العقدية.
إذ يُمرر الطبيب قطعة قطن على طول مؤخرة الحلق، وعادةً ما تكون النتائج جاهزة في غضون 10 أو 15 دقيقة في بعض الأحيان.
قد يرغب الطبيب أيضًا في إجراء اختبار معملي يستغرق يومين، وإذا كانت هذه الاختبارات سلبية، فإنه يشخص الالتهاب بالتهاب اللوزتين الفيروسي.
اختبار الدم
فحص تعداد خلايا الدم الكامل (CBC)، إذ يبحث عن أعداد عالية ومنخفضة من خلايا الدم لمعرفة سبب الالتهاب: فيروسي أم بكتيري.
فحص الجلد
سيفحص الطبيب القرمزية، وهو طفح جلدي مرتبط بعدوى التهاب الحلق.
سُبل علاج التهاب اللوزتين
هناك عدة طرق متدرجة في علاج التهاب اللوزتين:
علاجات طبيعية لاحتقان اللوزتين بالمنزل
توفير العلاجات الطبيعية بالمنزل سواء كان التهاب اللوزتين ناتجًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، يمكن أن تجعل طفلك أكثر راحة وتعزز الشفاء سريعًا.
إذا كانت العدوى نتاجًا للفيروس، فلن يصف الطبيب لطفلك مضادًا حيويًا وسوف تعتمدي على العلاجات المنزلية، سيتحسن طفلك في غضون7 إلى 10 أيام
تتضمن خطوات العلاج المنزلي التي يجب استخدامها في أثناء فترة التعافي ما يلي:
- تشجيع الطفل على أخذ قسط وافر من النوم.
- توفير السوائل الدافئة للطفل، مثل المرق، و الشاي الخالي من الكافيين بالليمون والعسل.
- تناول الحلويات الباردة مثل مصاصات الثلج يمكن أن تهدئ التهاب الحلق.
- استخدام الغرغرة إذا كان طفلك يستطيع ذلك، فإن الغرغرة بالمياه المالحة بمقدار 1/2 ملعقة صغيرة (2.5 مليلتر) من ملح الطعام إلى 4أونصات (237 مليلتر) من الماء الدافئ يمكن أن تساعد على تهدئة التهاب الحلق.
- استخدامك مرطب الهواء البارد للتخلص من الهواء الجاف الذي قد يزيد تهيج التهاب الحلق، أوضعي الطفل لعدة دقائق في حمام مُشبَع بالبخار.
- تقديم المستحلبات: يمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 4 سنوات امتصاص أقراص الاستحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
- تجنب المهيجات: حافظي على منزلكِ خاليًا من الروائح المزعجة، مثل دخان السجائر والمنظفات التي يمكن أن تهيج الحلق.
- تناول بعض المسكنات لتقليل آلام الحلق، و خافض الحرارة السيطرة على الحمى، مثل باراسيتمول وايبوبروفين أو اسيتامينوفين، وذلك بعد استشارة الطبيب.
المضادات الحيوية
يستخدم الأطباء المضادات الحيوية في حالة التهاب اللوزتين البكتيري. يُعد البنسلين أفضل مضاد حيوي في علاج احتقان اللوز عند الأطفال،الناتج عن المكورات العقدية.
إذا كان الطفل يعاني حساسية تجاه البنسلين، فسيصف له الطبيب مضادًا حيويًا بديلاً.
ويجب أن يتناول الطفل المضاد الحيوي كاملًا كما وصفه الطبيب حتى إذا تحسنت الأعراض.
يرجى عدم تناول المضاد الحيوي إلا بتعليمات من الطبيب،إذ ربما يؤدي إلى تفاقم العدوى أو انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يمكن أن يؤدي عدم إكمال الدورة الكاملة للمضادات الحيوية إلى زيادة خطر إصابة طفلك بالحمى الروماتيزمية والتهاب الكلى الخطير.
الجراحة
يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين لعلاج التهابهما المتكرر، أو المزمن، أو الالتهاب البكتيري غير المستجيب للمضادات الحيوية.
يمكن أيضًا إجراء استئصال اللوزتين، إذا نتج عن التهابهما مضاعفات شديدة، مثل:
- صعوبة التنفس أثناء النوم
- صعوبة البلع خاصةً اللحوم والأطعمة الأخرى
- خراج لا يتحسن بالمضادات الحيوية.
تستغرق عملية الشفاء من الجراحة من 7 إلى 10 أيام.
الوقاية من احتقان اللوز
يمكن الوقاية من احتقان اللوز عند الأطفال باتباع النصائح التالية:
- النظافة الجيدة وغسل اليدين كثيرًا.
- عدم مشاركة الطعام أو الشراب أو الأواني أو الأشياء الشخصية، مثل فرش الأسنان مع أي شخص.
- الابتعاد عن الشخص المصاب بالتهاب الحلق أواللوزتين.
أخيرًا – عزيزي القارئ- لا يخلق الله جزءًا في جسدنا إلا لفائدة عظيمة، فاللوزتان خط الدفاع الأول ضد المرض فعلينا جميعًا توخي الحذر من مسببات احتقان اللوز عند الأطفال.
أقرأ أيضًا
رائحة الفم الكريهة | أسبابها وعلاجها
التهاب الأذن الوسطى | لماذا يشد صغيري أذنه؟
مراجع عام د.خلود زكريا
مراجع طبي د.أسماء يونس