الماء هو أصل الحياة يؤدي وظائف لا حصر لها داخل أجسامنا، يزيل السموم، ويحافظ على أجسامنا رطبة، وغيرها، ويمثل أيضًا حوالي 71% من سطح كوكبنا، وهذا هو السبب في حرص العلماء على استخدامه في المعالجة المائية للعديد من الأمراض منذ عدة قرون.
استخدمت الثقافات المتعددة حول العالم الماء كعلاج لبعض الأمراض، حتى أصبحت المعالجة المائية جزءًا أساسيًا من طب العلاج الطبيعي؛ لذا هيا بنا نتعرف في هذا المقال على كيفية معالجة الماء؟ وما فائدتها؟ وما هي التقنيات المستخدمة في العلاج بالماء؟
ما هي المعالجة المائية أو العلاج المائي؟
المعالجة المائية (Hydrotherapy) هي إحدى الطرق الأساسية للعلاج في علم الطب الطبيعي، تعتمد على استخدام الخصائص الفسيولوجية للماء كعلاج، له عدة طرق وتقنيات منها على سبيل المثال: أحواض السباحة، ومنتجعات المعالجة المائية، وحمامات البخار، وأحواض المياه الساخنة.
وتستخدم المعالجة المائية الماء الساخن أو الماء البارد، مع اختلاف قوة تدفق الماء بغرض تخفيف الكثير من الآلام الجسدية والنفسية؛ لذا قد يكون علاج لبعض مشكلات الجلد المؤقتة مثل الحروق، والتقرحات، أو علاج للحالات الصحية المزمنة مثل التهاب المفاصل.
وتشمل المعالجة المائية أيضًا بعض الأنشطة التي يمكن القيام بها في المنزل، مثل: الجلوس في الماء الدافئ، أو الساونا.
فوائد المعالجة المائية
و هناك العديد من الفوائد منها:
- تقليل الألم
أثبتت الدراسات أن العلاج بالمياه الدافئة له تأثير كبير في تخفيف الآلام، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في العضلات، أو الأنسجة الضامة؛ إذ يُخفف الماء الدافئ إشارات الألم، ويرخي العضلات، ويزيد تدفق الدَّم فيُقلل الألم في المنطقة المصابة.
- تحسين الحالة النفسية
تعمل المعالجة المائية على تحسين الحالة النفسية لدى بعض الأشخاص، وتُقلل من القلق والاكتئاب، على سبيل المثال يجد الكثيرون أن السباحة تُحسن حالتهم المزاجية، وتساعدهم على التخلص من التوتر.
- تخفيف أعراض التهاب المفاصل
تخفف المعالجة المائية بعض أنواع التهاب المفاصل؛ إذ أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يُعانون هشاشة عظام الركبة، قد تحسنوا كثيرًا بعد 8 أسابيع من العلاج بالتمارين المائية.
- الاسترخاء
تساعد تقنيات العلاج المائي على الاسترخاء جسديًا وعقليًا؛ إذ يساعد على تخفيف التوتر على العضلات مع تعزيز حالة الاسترخاء النفسي.
- التعافي من إرهاق التمارين الرياضية الشاقة
يستخدم الرياضيون تقنيات مختلفة من العلاج بالماء الدافئ، والبارد؛ إذ يساعد على التعافي من التدريبات الشاقة وتجنب ظهور آلام العضلات بعد التمرين.
- تخفيف آلام الحمل
تساعد المعالجة المائية على علاج الأوجاع والآلام المصاحبة للحمل؛ إذ تختار بعض الأمهات العلاج المائي خلال الولادة لتقليل الألم، وتعزيز الاسترخاء.
ما هي أنواع وتقنيات المعالجة المائية؟
هناك عدة أنواع من تقنيات المعالجة المائية تستخدم في المراكز الصحية، والمنتجعات، وعيادات العلاج الطبيعي، وفي المنزل أيضًا.
الأنواع الشائعة للمعالجة المائية هي:
- التمارين المائية
يُقصد بها التمارين في بِركة من الماء الدافئ أو الماء البارد؛ وهذه التمارين مفيدة للأشخاص الذين يعانون آلام الظهر، أو التهاب المفاصل، أو السمنة، أو التقدم في السن.
- العلاج بالمياه المعدنية
يُعتقد أن المياه الغنية بالمعادن أو الينابيع الساخنة الطبيعية لها فوائد علاجية، مثل علاج التهاب المفاصل، وآلام أسفل الظهر.
- الكمادات
يعتمد هذا النوع من العلاج على لف المناشف المنقوعة في ماء دافئ، أو ماء بارد على الجزء المصاب من الجسم لزيادة الدورة الدموية، أو تقليل الالتهاب.
- العلاج المائي المتباين
وهو غمر الجسم في الماء البارد والدافئ بالتناوب، وذلك لعلاج الألم المزمن.
- خزانات الطفو
يتضمن هذا النوع من العلاج الطفو فوق بركة ضحلة من المياه المالحة في خزان مغلق؛ بهدف تخفيف التوتر، والقلق، وتحسين النوم.
- حمامات القدم
يُقلل غمر القدم في الماء من تورم وآلام القدمين.
- التحفيز الساخن
يٌخفف وضع الكمامات الدافئة على الصدر؛ من آلام نزلات البرد، وكذلك التهابات الشعب الهوائية.
- حمامات الجليد
يتضمن هذا النوع من العلاج المائي غمر الجسم في حوض من الماء درجة حرارته بين 7 درجة سليزيوس و18 درجة سليزيوس؛ وذلك لسرعة الاستشفاء من آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
- الساونا أو حمامات البخار
يساعد الهواء الجاف الدافئ على التعرق وذلك لإزالة السموم، وكذلك حرق السعرات الحرارية، وإرخاء العضلات، وتحسين جودة البشرة.
- حمامات الجلوس
يتضمن هذا النوع من العلاج الجلوس في حوض من الماء، لعلاج البواسير، وكذلك الشقوق الشرجية، ومتلازمة ما قبل الحيض.
- الحمامات العلاجية
تعتمد على النقع في حوض من الماء الدافئ لعلاج الأمراض الجلدية، أو آلام المفاصل، أو الإجهاد العاطفي.
وهناك أيضًا تقنية تعتمد على التدليك بينما يطفو الجسم في بركة من الماء الدافئ.
ما هي كيفية المعالجة المائية للقولون؟
تستخدم المعالجة المائية للقولون أو ما يعرف بتطهير القولون كإعداد لبعض العمليات الجراحية، مثل تنظير القولون، وقد يستخدم لأغراض أخرى مثل إزالة السموم، ولكن استخدام تطهير القولون لإزالة السموم ليس ضروريًا؛ لأن الجهاز الهضمي، والأمعاء يزيلان الفضلات من الجسم بشكل دوري منتظم.
يُضخ في هذا النوع من العلاج كميات كبيرة من الماء، وقد تُضاف مواد أخرى عبر القولون باستخدام أنبوب في المستقيم، وتُترك لفترة قصيرة قبل إزالتها.
تطهير القولون له بعض الآثار الجانبية مثل: التقلصات، والانتفاخ، والإسهال، والغثيان، والقئ، وقد يكون ضارًا في بعض الأحيان، فيسبب تمزق في المستقيم؛ لذا يجب توخي الحذر جيدًا قبل البدء في هذا النوع من العلاج المائي.
ما هي آلية عمل العلاج المائي؟
يؤدي الماء الساخن والبارد إلى حدوث تغيرات فسيولوجية مفيدة لصحة الإنسان:
- يسبب الماء الساخن تمدد الأوعية الدموية السطحية، وتنشيط الغدد العرقية وارتخاء المفاصل.
- يتسبب الماء البارد في انقباض الأوعية الدموية السطحية؛ إذ يجعل الدم يتدفق بعيدًا عن المنطقة المصابة لتخفيف الالتهاب.
- يخفف غمر الجسم بالماء من آلام المفاصل، وإرهاق العضلات عن طريق مقاومة الجاذبية.
ما هي فوائد العلاج المائي لالتهاب المفاصل؟
يتخلى الكثير من مرضى التهاب المفاصل عن ممارسة التمارين الرياضية تمامًا؛ بسبب اعتقادهم أن التدريبات ستؤدي إلى تفاقم الأعراض، وزيادة الآلام؛ لذا التمرين ليس ممتعًا.
العلاج بالماء الدافئ هو المنقذ لهؤلاء المرضى بسبب انعدام الجاذبية تحت الماء؛ إذ يقل الضغط على المفاصل، ويقل الألم، وله العديد من الفوائد مثل:
- أنه يهدئ الألم.
- يحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
- يمنع تطور المرض.
- يحسن المزاج.
تحذيرات أثناء استخدام المعالجة المائية
قد يكون تدفق الماء خطرًا في بعض الحالات، على كل من المرضى وطاقم العلاج الطبيعي، وهذه المخاطر مثل:
- الغرق.
- الإنهاك الحراري.
- العدوى.
- تهيج الجلد.
- التهابات الأذن.
ختامًا، الماء علاج سهل وفعال، يخفف الآلام ويحسن الحالة النفسية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل المعالجة المائية للمريض، ليحدد مدى فاعليتها لك.
معلومات جديدة ومفيدة