يستقبل الجهاز الهضمي أنواعًا مختلفة من الطعام والشراب على مدار الساعة، مما يجعله عرضة للإصابة بالفيروسات والطفيليات والبكتيريا التي قد يحملها الطعام، فيبدأ الجهاز الهضمي بالتعامل معها على أنها أجسام غريبة ويسعى جاهدًا للتخلص منها عن طريق البراز أو القيء وهذا ما يسمى بالنزلة المعوية. فما هي النزلة المعوية؟ وما هي أسبابها وأعراضها؟ وما هو علاجها؟ وكيف أحمي نفسي وعائلتي منها؟ سنقوم بالإجابة على كل هذه الأسئلة من خلال هذا المقال بإذن الله.
ما هي النزلة المعوية؟
هي عبارة عن التهابات تصيب بطانة الأمعاء، ويكون سببها الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية، وتكون أعراضها الأساسية عبارة عن إسهال أو قيء أو كلاهما بالإضافة لأعراض أخرى سنتعرف عليها لاحقا. جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة، ولكن الأطفال ما دون الخمس سنوات هم أكثر عرضة وغالبًا ما تكون أعراض إصابتهم أشد من الفئات العمرية الأخرى.
أسباب النزلة المعوية:
تعد العدوى الفيروسية من أهم وأشهر الأسباب، فعلى سبيل المثال يعد فيروس روتا (Rotavirus) هو المسبب الرئيسي لحالات الإسهال في الرضع والأطفال. ويأتي بعد ذلك البكتيريا، تعد بعض الأنواع من البكتيريا أيضاً من أشهر مسببات الإصابة، مثل الإشريكية القولونية (E.coli)، السالمونيلا (Salmonella)، والشيجيلا (Shigella). ومن الأسباب أيضاً الإصابة بالعدوى الطفيلية، وأشهرها طفيل الجيارديا (Giardia).
طرق انتقال العدوى:
- التلامس المباشر مع شخص مصاب.
- طعام أو شراب ملوث.
- عدم غسل الأيدي بعد التبرز أو تغيير الحفاضات للأطفال.
- تناول طعام غير ناضج أو غير مطبوخ بشكل جيد.
بعض الأسباب غير الشائعة للإصابة:
- تلوث مياه الشرب ببعض المعادن الثقيلة (الزرنيخ، الكادميوم، الرصاص، الزئبق).
- بعض الأدوية كالمضادات الحيوية، المسهلات، وأدوية العلاج الكيماوي.
- تناول الكثير من الأطعمة الحمضية والطعام الحار ومنتجات الألبان.
ما هي أعراض الإصابة بالنزلة المعوية؟
لا يوجد فرق كبير في أعراض النزلة المعوية عند الكبار وعند الأطفال، فالأعراض في جميع الفئات العمرية تكون متشابهة إلى حد كبير، وتختلف الأعراض باختلاف المسبب (بكتيريا، فيروس، طفيليات).
- إسهال (مائي أو دموي).
- قيء.
- آلام وتقلصات في البطن.
- حمى.
- صداع.
- فقدان الوزن.
- آلام في المفاصل والعضلات.
ما هو الفرق بين النزلة المعوية الفيروسية والنزلة المعوية البكتيرية؟
الفيروسية | البكتيرية | |
العمر | عادةً تصيب الأطفال ما دون السنتين. | عادةً تصيب الأعمار فوق السنتين. |
الإسهال | مائي. | دموي مصحوب ببعض المخاط. |
آلام وتقلصات في البطن | توجد ولكن بشكل خفيف أو حتى في بعض الأحيان لا يوجد أي تقلصات. | توجد ومن الممكن أن تكون شديدة. |
القيء | يوجد | في بعض الأحيان |
الأعراض العامة (حمى، فقدان الشهية، صداع، فقدان الوزن) | توجد ولكن تكون خفيفة | توجد ومن الممكن أن تكون شديدة. |
كم يوم تستمر النزلة المعوية عند الكبار؟
تختلف فترة الإصابة باختلاف المسبب، ولكن بشكل عام، تظهر أعراض النزلة المعوية خلال يوم أو ثلاثة أيام و تستمر لمدة يوم أو يومين. و لكن أحيانًا قد تستمر الأعراض لمدة عشرة أيام.
ماهي طرق تشخيص النزلة المعوية؟
- التاريخ المرضي والكشف الطبي: فمن الممكن الوصول للتشخيص المبدئي فقط من خلال الأعراض التي يشتكي منها المصاب.
- فحص البراز: لمعرفة سبب الإصابة وبالتالي تحديد طريقة العلاج بناءً عليه.
- فحص الدم: للتأكد من عدم وجود علامات للجفاف كارتفاع الصوديوم والكرياتينين.
مضاعفات النزلة المعوية:
- جفاف: يعد من أهم المضاعفات والتي قد تؤدي إلى تبعات خطيرة، ويحدث نتيجة لفقدان السوائل بكميات كبيرة بسبب الإسهال والقيء.
- إسهال مزمن.
- تعفن الدم: في حالة الإصابة ببعض أنواع البكتيريا مثل السالمونيلا.
- تشنجات: وذلك بسبب فقدان كمية كبيرة من البوتاسيوم بسبب الإسهال والقيء، مما يسبب اختلال في توازن العناصر الأساسية في الجسم.
- سوء في التغذية خصوصًا لدى الأطفال.
- حساسية مؤقتة من اللاكتوز.
الأعراض التي تدل على الجفاف:
- الشعور بالعطش الشديد.
- عدم التبول في آخر ثمانية ساعات أو التبول بكمية قليلة جدًا.
- تغير لون البول إلى اللون الغامق.
- جفاف في الفم والشفتين.
- برودة في اليدين والقدمين.
- تكون العينان غائرتين للداخل.
- الشعور بالدوخة والضعف العام.
ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف؟
- الأطفال الرضع.
- أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري.
- كبار السن.
ما هو الفرق بين النزلة المعوية والتسمم الغذائي؟
تشترك النزلة المعوية مع التسمم الغذائي في معظم الأعراض، لذلك قد يكون من الصعب التفريق بينهما من خلال الأعراض فقط. ولكن توجد بعض الاختلافات التي قد تساعد على التشخيص الصحيح، فأعراض التسمم الغذائي قد تظهر مباشرةً خلال أول ست ساعات بعد تناول الطعام الملوث على خلاف النزلة المعوية التي قد تظهر أعراضها بعد يوم أو ثلاثة أيام. معظم الإصابات بالنزلة المعوية تكون بسبب الفيروسات، أما في حالة التسمم الغذائي فغالبًا تكون الإصابة بسبب البكتيريا. تكون أعراض التسمم الغذائي أكثر حدة ولكن لفترة قصيرة، ففي حالة النزلة المعوية قد تستمر الأعراض لمدة عشرة أيام، بينما في حالة التسمم الغذائي قد تزول الأعراض بعد يومين من الإصابة.
النزلة المعوية وكورونا:
عندما نتحدث عن أعراض فيروس كورونا المستجد، فمن البديهي أن نذكر الكحة، والحمى، وفقدان حاستي التذوق والشم. ولكن هنالك بعض الأبحاث والدراسات أثبتت أنه من الممكن أن يعاني المصاب بفيروس كورونا المستجد فقط من أعراض في الجهاز الهضمي، كالإسهال والقيء وغيرها، مما يجعلها تشبه تماما الإصابة بالنزلة المعوية. ولكن تعد هذه الحالات نادرة وغير منتشرة، وتحدث في حال الإصابة الخفيفة بفيروس كورونا.
ما هي طرق العلاج؟
- علاج النزلة المعوية منزليًا:
- الإكثار من شرب السوائل.
- تناول الموز وعصير التفاح بالإضافة إلى الزنجبيل والنعناع.
- الحصول على الراحة الكافية.
- الابتعاد عن منتجات الألبان والكافيين والكحول بالإضافة إلى الابتعاد عن السكريات والدهون والأطعمة الحارة.
- في حال عدم التحسن أو زيادة شدة الأعراض، يجب التوجه لأقرب مستشفى.
- العلاج بالأدوية: يلجأ الأطباء للمضادات الحيوية في علاج النزلة المعوية البكتيرية بالإضافة إلى مضادات القيء ومضادات الإسهال. يمكن أيضًا استعمال الباراسيتامول لخفض الحرارة ولتخفيف آلام البطن ولكن بحرص شديد.
في حال كان السبب عدوى فيروسية، فإن العلاج يكون لكل عرض على حدة، فلا يتم استعمال المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية.
علاج الجفاف لدى الأطفال:
يتم تصنيف الجفاف سواء إلى خفيف، متوسط، أو حاد. ويكون ذلك بناءً على بعض الأعراض والعلامات التي قد تظهر عند الطفل، ليتم بعد ذلك العلاج بناءً على درجة الجفاف. ففي حالة الجفاف الخفيف، يمكن إعطاء الطفل أملاح لتعويض السوائل عن طريق الفم أو ما تسمى بأملاح الإماهة الفموية (ORT)، ومن الممكن أن يتم هذا العلاج في المنزل. وفي حالة الجفاف المتوسط يتم العلاج باستخدام أملاح الإماهة الفموية ولكن بجرعات أكبر وتحت إشراف الطبيب في الطوارئ، ويكون الطفل تحت الملاحظة خلال فترة العلاج. أما في حالة الجفاف الحاد، فيكون تعويض السوائل عن طريق المحاليل الوريدية، ويتم مراقبة العلامات الحيوية لدى الطفل باستمرار ويكون تحت الملاحظة الشديدة لحين استقرار الحالة.
الوقاية من النزلة المعوية:
- غسل اليدين باستمرار(خصوصًا بعد قضاء الحاجة وقبل تحضير الطعام).
- عدم مشاركة أدوات الطبخ والصحون والمناشف في حال وجود شخص مصاب في المنزل.
- الابتعاد عن الأكل النيء أو غير المطبوخ.
- غسل الخضراوات والفواكه جيدًا.
- في حال السفر، يجب أخذ كافة الاحتياطات اللازمة لتجنب الماء والطعام الملوث، ويستحسن استعمال الماء المعبأ المعالج وتجنب استعمال قوالب الثلج.
- تطعيم الأطفال الرضع ضد فيروس روتا.
- في حال الإصابة، تجنب التلامس المباشر قدر المستطاع.
- تنظيف وتعقيم أسطح المطبخ خصوصًا إذا تم تقطيع لحوم غير مطبوخة عليها.
اقرأ أيضًا:
النزلات المعوية عند الأطفال | أسبابها وطرق علاجها
التسمم الغذائي | أعراضه وعلاجه وكيفية الوقاية منه
تقلصات البطن | أسبابها وعلاجها
مراجعة طبية/ سمر البدري
التحرير: د.أحمد فوزي
ما شاء الله ، معلومات وافية و رائعة جدًا يا دكتور الحسين هاشم ،
ونتمنى لك المزيد من التقدم والنجاح .
شكراً لك أخ صالح بارك الله فيك