تقنيات طبيةطب العيونطبي

عملية الجسم الزجاجي

لا يخلو جسم الإنسان من المعجزات التي تدل على عظمة الخالق سبحانه في خلقه، فكلما تقدم العلم وتعمق العلماء في هذا الكيان المتقن، يكتشفون الكثير من خبايا جسم الإنسان التي يوظفونها في فهم الأمراض وعلاجها حتى وصل الأمر إلى عمليات زراعة الأعضاء واستئصال التالف منها،
ممَّا ساهم في خفض معدل الوفيات لبعض الأمراض والحد من مضاعفاتها،
فعلى سبيل المثال عملية الجسم الزجاجي للعين التي يُستئصل فيها الجسم الزجاجي أو مايسمى بالجسم الهلامي.

فما هو الجسم الزجاجي؟ وما هي الأمراض التي قد تصيبه؟ وكيف تُجرى عملية استئصال الجسم الزجاجي؟ وما هي أسباب اللجوء إليها؟

ممَّ تتكون العين؟

بدايةً، يجب علينا معرفة أجزاء العين ووظيفة كل واحد منها:

القرنية (Cornea)

 مهمتها الأساسية هي استقبال الضوء وإيصاله إلى الشبكية، إضافة إلى حماية الأجزاء الداخلية للعين.

الغرفة الأمامية (Anterior Chamber)

يقع هذا الجزء بين القرنية والقزحية، ويحتوي على الجسم المائي (Aqueous Humor)، وهو سائل مُكَوَّن من بلازما الدم، ووظيفته تعزيز مهمة القرنية في تركيز الضوء لتكوين صورة واضحة على العدسة.

الغرفة الخلفية (Posterior Chamber)

تقع بين القزحية والعدسة، وتحتوي أيضًا على سائل مائي يؤدي نفس وظيفة السائل الموجود في الغرفة الأمامية لإيصال صورة واضحة للعدسة.

القزحية (Iris)

هي الجزء الملون الذي يحيط بالبؤبؤ، وتتلخص مهمتها الأساسية في التحكم بمستوى الضوء الداخل للعين بتوسيع أو تضييق البؤبؤ.

العدسة (Lens)

تقع العدسة خلف البؤبؤ مباشرة، حيث ترتبط بها العضلات الهدبية (Ciliary muscles) التي تعمل على تغيير شكل العدسة بناءً على بُعد أو قُرب الجسم.

الجسم الزجاجي (Vitreous Body)

يحتوي على السائل الزجاجي، وهو سائل جيلاتيني يملأ هذه المساحة من العين ممَّا يعطي العين شكلها الدائري. ويعمل أيضًا على حماية الشبكية وتثبيتها، بالإضافة إلى تركيز الضوء وإيصاله إلى الشبكية.

الشبكية (Retina)

تقع الشبكية في مؤخرة العين، وتتكون من أنسجة وخلايا حساسة للضوء تسمى الخلايا النبوتية والمخروطية (Rods and Cons)، تعمل هذه الخلايا على ترجمة الألوان، وإرسالها من خلال رسائل عصبية إلى المخ.

ما هي الأمراض التي تصيب الجسم الزجاجي؟

قد يُصاب الجسم الزجاجي ببعض الأمراض التي قد تتطلب التدخل الجراحي لمعالجتها، ولكن لنسلط الضوء على أهم وأشهر هذه الأمراض:

التهاب السائل الزجاجي (Vitritis)

هو التهاب يُصيب السائل الزجاجي بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية، أو بسبب ضربة مباشرة على العين، وفي معظم الأحيان قد لا يشعر المصاب بأي ألم نتيجة للالتهاب. ولكن قد يشتكي من عدم وضوح الرؤية واحمرار العين، بالإضافة إلى عوائم العين أو ما تُسمى بالذبابة الطائرة، حيث يرى الشخص نقاط سوداء صغيرة تشبه الذباب في مجال رؤيته.

انفصال الجسم الزجاجي (Vitreous body detachment)

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انفصال الجسم الزجاجي عن شبكية العين، ومن أهم هذه الأسباب:

  • التقدم في العمر.
  • الإصابة المباشرة للعين.
  • بعض الأمراض الالتهابية مثل التهاب القزحية.

نزيف الجسم الزجاجي (Vitreous hemorrhage)

من الأسباب التي قد تؤدي إلى نزيف زجاجية العين هي انفصال الجسم الزجاجي، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى كالإصابة المباشرة للعين، واعتلال الشبكية نتيجة مرض السكري أو الخلايا المنجلية.

اللجوء لعملية الجسم الزجاجي من عدمه يعتمد على مدى خطورة المرض والأعراض المصاحبة له. فمن الممكن علاج هذه الأمراض دون اللجوء لعملية الجسم الزجاجي التي يُستئصل فيها الجسم الزجاجي بالكامل.

ما هي عملية الجسم الزجاجي؟

هي باختصار عملية جراحية يُزال فيها السائل الزجاجي ويُستبدل بمحلول ملحي، ولكن في بعض الحالات قد يلجأ الأطباء لإزالة الجسم الزجاجي لتسهيل الوصول إلى شبكية العين. فليس بالضرورة وجود مشكلة أو مرض معين في الجسم الزجاجي لإزالته. وتُجرى هذه العملية تحت التخدير الموضعي إلا في حال فَضّل المريض التخدير الكلي.

بعد التخدير، يبدأ الجرّاح بعمل قطع في الطبقة الأولى من أنسجة العين، ثمَّ قطعًا آخر في الصُّلبة (الجزء الأبيض من العين) ليُدخل الملقط والمقص من خلال إحدى هذه الفتحات، وإدخال مصدر ضوئي من خلال الفتحة الأخرى لإضاءة مجال رؤية الجرّاح.
إدخال الأدوات داخل العين، يزيل الجرّاح السائل الزجاجي ويستبدله بمحلول ملحي، وفي حال وجود أي مشاكل في شبكية العين، يعالجها ويزيل جميع الأنسجة المتضررة في العين.
بعد الإنتهاء، يُزيل الجرّاح الأدوات ويخيط الفتحات.

يوجد طريقة أخرى لعمل عملية الجسم الزجاجي بالليزر، ويلجأ الأطباء لهذه الطريقة لحل مشكلة العوائم وإزالتها، وذلك بتوجيه نوع مُعين من الليزر على العوائم مباشرة في الجسم الزجاجي ليحولها إلى غازات ليُعاد امتصاصها في العين.

ماذا بعد عملية الجسم الزجاجي؟

تعتمد مُدة التعافي بعد عملية الجسم الزجاجي على مدى الضرر الذي أصلحته العملية بالإضافة إلى نسبة المضاعفات التي قد تحدث بعد العملية مثل تمزق الشبكية، نزيف العين، ضعف الرؤية أو فقدانها، بالإضافة إلى العدوى التي من الممكن حدوثها نتيجة للجروح.

ولكن بشكل عام تُعد عملية الجسم الزجاجي من العمليات ذات الخطورة المنخفضة، حيث وصلت نسبة نجاح عملية الجسم الزجاجي إلى %90.

قد يحتاج المريض بعض المسكنات لتخفيف الألم وغطاء للعين لحين التئام الجروح.

يجب اتباع بعض الإرشادات المهمة في فترة ما بعد عملية الجسم الزجاجي، وذلك لتسريع التعافي والحد من المضاعفات، وتتلخص هذه الإرشادات في:

  • يجب الالتزام بالأدوية والعلاجات التي يصفها الطبيب وأخذها بانتظام.
  • تجنب سواقة السيارة لحين التأكد من عودة الرؤية لوضعها الطبيعي.
  • تجنب السفر والأماكن المرتفعة إلى أن يسمح لك الطبيب بذلك.
  • لا تمارس التمارين الرياضية العنيفة وتجنب رفع الأوزان الثقيلة.
  • من المتوقع عودتك لحياتك الطبيعية في خلال أيام أو في بعض الأحيان خلال أسابيع.

ختامًا، تُعد عملية الجسم الزجاجي من العمليات عالية نسبة النجاح، وتحتاج فقط إلى التخدير الموضعي فلا تقلق -عزيزي القارئ- فقط عليك اتباع تعليمات طبيبك بدقة، للمحافظة على عينيك فهي من أعظم نعم الله عليك. متعكم الله دائما بالصحة والعافية.

اقرأ أيضًا

متلازمة تولوزا هنت | شلل العين المؤلم

أمراض العين وطرق علاجها

المياه البيضاء في العين | أسبابها وكيفية علاجها

التنكس البقعي المرتبط بالسن | ثقب أسود أينما أنظر

مراجعة عامة / هند السيد 

المصدر
mayoclinicuveitis-enbiologydictionary.lecturiowebmdhealthlinebostoneyegroupvitrectomy

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى