لا يمكن أن يجول بخاطرك مرض خلل القراءة عند رؤيتك فاطمة، فهي طبيبة في مرحلة النيابة ذيع تفوقها.
لاحظ الجميع مدى انضباطها منذ أول يوم، فلم تحضر فقط في موعدها بل سبقت الموعد ببضع ساعات، وباشرت مهامها فور وصولها.
بدأت مرورها مع التمريض قبل موعد وصول الأطباء، ودونت كل معلومة سمعتها ولم تترك تفصيلة صغيرة إلا سألت عنها ودونتها.
عند مرور الأطباء، لاحظ الجميع إلمامها بكل تفاصيل المرضى وتعجبوا من كيفية إبداعها بهذا الشكل في أول يوم لها.
مرت مدة على وجود فاطمة بالمستشفى كسبت خلالها ثقة جميع من حولها وحافظت على أدائها وحضورها المبكر وانصرافها بعد الموعد.
نظرًا لثقة الطبيب المشرف بها طلب منها أن تستعد لتشاركه في الجراحة التي سيقوم بها خلال ساعة.
شعرت فاطمة بالاضطراب الممزوج بالسعادة فهذه فرصة قليلًا ما تُتَاح لمن في عمرها، ولكن لماذا يقلق من يملك مهارتها؟
أعراض عسر القراءة عند الكبار
طلب الطبيب منها قراءة بعض التعليمات للحاضرين قبل بَدْء الجراحة، وأثار دهشته تلعثمها وبطؤها في القراءة.
قضت فاطمة وقتًا طويلًا في قراءة سطور معدودة، ولكن برر من حولها ذلك بأنه توتر فهي أول مرة تشهد جراحة مثل هذه.
في أثناء سير الجراحة، طلب الطبيب منها إجراء معين، ولكنها واجهت صعوبة في التركيز مما دفعه إلى توبيخها وإخراجها من غرفة العمليات.
خرجت فاطمة تبكي وازداد بكاؤها عند خروج الطبيب فقد وبخها واتهمها بالتخاذل قائلًا “كيف انخدعت فيكِ طيلة هذه المدة”.
أسباب خلل القراءة
أجابته فاطمة وهي تبكي قائلة “أنا أعاني عسر القراءة (Dyslexia) منذ الصغر وأبذل مجهودًا مضاعفًا حتى أتمكن من تحقيق حلمي بأن أصبح جراحة ناجحة.
وما حدث بغرفة العمليات كان بسبب عدم إجرائي هذه الجراحة من قبل، فأنا لست خارقة ولا متميزة فقط أحاول أن أكون عادية”.
تساءل الطبيب عن سبب هذا المرض، فأجابته بأن طبيبها رجح أن هناك مجموعة من الجينات ساهمت في ظهور المرض.
وكان ذلك بعد استبعاده عدة أسباب أخرى منها:
- تناول الأم الكحوليات في أثناء الحمل.
- انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة.
- ضعف قدرة الدماغ على معالجة الصوتيات.
تشخيص مرض خلل القراءة
سألها الطبيب قائلًا “أعرف أن تشخيص عسر القراءة أمر صعب وربما يغفله الكثيرون، فكيف حصلت على التشخيص في سن مبكرة؟”
أعراض عسر القراءة عند الأطفال
أجابته فاطمة قائلة “استشار والداي الطبيب حتى يطمئنهما عندما لاحظا التالي:
- حديثي المتأخر.
- تأخري في تعلم الزحف والمشي مقارنة بأقراني.
- الصعوبة في حفظ أغاني الحضانة.
- عدم قدرتي على تذكر الحروف والأرقام.
تشخيص خلل القراءة (الديسليكسيا)
واستكملت فاطمة حديثها بأن الطبيب طلب منهم بعض الإجراءات ومنها:
- فحوصات الرؤية والسمع.
- الفحص النفسي.
- اختبار القدرة على القراءة.
دور الوالدين مع مريض خلل القراءة
قال الطبيب “حسنًا فعل والداك بعرضك على الطبيب، لابد أن تكوني ممتنة لهما”.
ردت فاطمة قائلة “لم يقتصر تعبهما معي فقط على مرحلة الاكتشاف المبكر للمرض بل دائما ما يقرآن لي بصوتٍ عالٍ.
وكم تعاونا مع المدرسة ليساعداني على تخطي الصعاب، كما كانت أمي دائمًا ما تستغل وقت فراغي لتشجعني على القراءة”.
علاج خلل القراءة
رد الطبيب “ما فعله والداك هو الطريق الصحيح للعلاج، فما أعرفه أن في مثل هذه الحالات يكون الاكتشاف المبكر والدعم هما كل العلاج”.
هزت فاطمة رأسها موافقةً على كلامه.
سكت الطبيب قليلًا ثم اعتذر لها قائلًا “أعرف أن ما فعلته كان خاطئًا ولم يكن ذنبك أبدًا ما اعتقدته بأنك متمرسة.
كان هذا بسبب اجتهادك وليس تقصيرًا منك أبدًا عدم معرفتك ببعض الإجراءات، ستتدربين معي كثيرًا حتى تصبح أمورًا بسيطة.
أكرر اعتذاري لكِ وأطلب منكِ ألا تترددي أبدًا إذا احتجتِ أي استشارة أو سؤال أن ترجعي إلي”.
لمزيد من المعلومات اقرأ أيضًا
اقرأ أيضًا في القسم القصصي
المشروبات الغازية | ضيف غير صحي على طاولة الإفطار
ذوو الهمم والإرادة | قصة وصول إلى العالمية
متلازمة الجثة المتحركة (Cotard delusion) | أين اختفت أعضائي؟!
