هل سمعت يومًا بعقار الريميكيد أو ريميكاد؟
أتعاني مرضًا مناعيًا، ووُصف ريميكاد لحالتك؟
هل تتساءل عن فاعلية الدواء مقابل محاذير استخدامه؟
هيا بنا -عزيزي القارئ- نسلط الضوء في هذا المقال على دواء ريميكاد؛ لنتعرف إلى دواعي وموانع استخدامه، وكذلك آثاره الجانبية.
ما دواء الريميكيد أو ريميكاد؟
الريميكيد هو الاسم التجاري الحامل للعلامة التجارية للمادة الفعالة إنفليكسيماب “Infliximab”، وهو عقار بيولوجي من إنتاج شركة جانسن بايوتيك.
أجازت هيئة الغذاء والدواء “FDA” تصنيع دواء ريميكاد في أغسطس عام 1998.
التأثير الدوائي لعقار ريميكاد
كما ذكرنا سابقًا، يحتوي الريميكيد على المادة الفعالة إنفليكسيماب، التي تنتمي إلى المجموعة الدوائية المعروفة باسم “حاصرات عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha blockers)”.
يعمل ريميكاد على تثبيط جهاز المناعة، وكبح نشاط عامل نخر الورم ألفا، الذي يُعد واحدًا من أهم مسببات الالتهاب.
دواعي الاستخدام
يُعزى استخدام دواء الريميكيد أو ريميكاد لعلاج الالتهابات الشديدة، والحد من تفاقم الأعراض المصاحبة للعديد من أمراض المناعة الذاتية الناجمة عن فرط نشاط الجهاز المناعي، مثل:
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- الصدفية القشرية.
- التهاب الفقرات التصلبي.
- التهاب المفاصل الصدفي.
الريميكيد لعلاج الروماتيزم
يستخدم دواء الريميكيد أو ريميكاد جنبًا إلى جنب مع دواء ميثوتريكسات “Methotrexate” لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي “Rheumatoid arthritis”، والحد من التدهور الهيكلي للمفاصل، وتحسين أدائها الوظيفي.
أُجريت العديد من الأبحاث لدراسة فاعلية دواء الريميكيد في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وجاءت النتائج مبشرة إذ تحسنت الأعراض بنسبة 50%.
الشكل الدوائي لعقار ريميكيد
يتوفر عقار الريميكيد أو ريميكاد على هيئة مسحوق معد للحقن بالتسريب الوريدي البطيء، تحتوي العبوة على تركيز 100 ملليجرام من المادة الفعالة إنفليكسيماب.
يُحل المسحوق أولًا، ثم يُضاف إلى المحلول الوريدي الذي يستغرق عادةً نحو ساعتين.
الجرعة المناسبة من دواء الريميكيد
يُحدد الطبيب المعالج الجرعة المناسبة اعتمادًا على التشخيص، وشدة الأعراض، وكذلك وزن الجسم، وتتراوح الجرعة بين 3 إلى 5 ملليجرامات/ كيلوجرام.
بعد الجرعة الأولى، يُعطى الدواء مرة أخرى بعد أسبوعين، ثم 6 أسابيع، بعد ذلك تكون الجرعة كل 8 أسابيع، أو حسب توجيهات الطبيب.
يمكن وصف عقار ريميكاد لكل من البالغين والأطفال من عمر 6 سنوات.
الآثار الجانبية لدواء ريميكيد
أصدرت هيئة الغذاء والدواء تحذيرًا من استخدام دواء ريميكاد “Black box warnings”؛ لأن استخدامه قد يفضي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، والأورام السرطانية.
تتراوح شدة الأعراض الجانبية بين أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة الخطورة تظهر على المدى الطويل، وتنقسم الآثار الجانبية إلى:
آثار جانبية شائعة
- صداع.
- غثيان، وإسهال يصاحبه ألمًا في المعدة.
- يتسبب ضعف المناعة في زيادة فرص الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، مثل: التهاب الجيوب الأنفية، واحتقان الحلق، والكحة.
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية، مثل: مرض السل، والالتهاب الكبدي الفيروسي ب.
آثار جانبية أقل شيوعًا لكن أكثر خطورة
- الإصابة بالقصور القلبي “HF”، أو تفاقم الحالة لدى المصابين به، ومن أعراضه:
- ضيق التنفس.
- تورم الكاحلين أو القدمين.
- زيادة مفاجئة في الوزن.
- الذبحة الصدرية، ومن أعراضها:
- ألم في الصدر والذراع الأيسر.
- ألم في الفك السفلي.
- زيادة التعرق.
- الدوار أو الإغماء.
- الغثيان والقيء.
- اضطرابات في الكبد، تؤدي إلى:
- الإجهاد المستمر، والإصابة بالحمى.
- فقدان الشهية.
- اضطراب إنزيمات الكبد.
- اليرقان، وتغير لون البول.
- ألم في الجانب الأيمن من البطن.
- انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، وتتسبب في:
- سهولة النزف وحدوث الكدمات.
- شحوب الجلد.
- حمى تستمر لمدة 48 ساعة.
- اضطرابات الجهاز العصبي، وتؤدي إلى:
- وخز أو خدر في أجزاء الجسم المختلفة.
- تغير في رؤية الألوان، أو فقدان البصر.
- زيادة خطر الإصابة بالأورام السرطانية، خاصةً سرطان الجلد وأورام الجهاز الليمفاوي، ومن أعراضه:
- تورم الغدد الليمفاوية.
- آلام العظام.
- الإجهاد المفرط.
- أعراض تصيب موضع التسريب الوريدي قد تشير إلى التحسس من الدواء، تشمل:
- طفح جلدي قد يصاحبه حكة.
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
- القشعريرة.
- صعوبة في التنفس.
الأعراض الجانبية للدواء عند الأطفال
قد تكون الأعراض أكثر حدة، وتشمل:
- الأنيميا، ونقص حاد في عدد خلايا الدم البيضاء.
- احمرار الجلد.
- زيادة احتمالية كسور العظام.
الأجسام المضادة لدواء الريميكيد
في بعض الحالات، يتمكن جهاز المناعة من تصنيع أجسام مضادة لمهاجمة دواء الريميكيد أو ريميكاد؛ ما يجعله أقل فاعلية.
قد يرجع السبب إلى تناول الدواء بجرعات عالية، أو استخدامه بجانب أدوية أخرى، هنا يضطر الطبيب إلى استبدال ريميكاد بدواء آخر.
أُثبتت فعالية دواء الميثوتريكسات في منع الجهاز المناعي من تطوير أجسام مضادة للريميكاد.
موانع استخدام ريميكاد
يُمنع استخدام دواء الريميكيد أو ريميكاد في بعض الحالات المرضية؛ لذلك عليك إخبار الطبيب إن كنت تعاني أحد الأمراض الآتية:
- مرض السل النشط وغير النشط.
- أمراض الكبد مثل: التهاب الكبد الفيروسي B، أو اليرقان.
- داء المبيضات الفطري.
- الالتهاب الرئوي.
- سرطان الدم أو الأورام الليمفاوية.
- ضعف الجهاز المناعي.
- مرض التصلب اللويحي.
- انخفاض مستوى خلايا الدم البيضاء، أو الصفائح الدموية
- القصور القلبي المزمن.
- التحسس من مادة إنفليكسيماب.
هل يستخدم ريميكاد في الحمل والرضاعة؟
مازال استخدام دواء ريميكاد في أثناء فترة الحمل يثير الشكوك والتساؤلات، لأن تأثيره على تكوين الجنين غير معروف، لذا لم تصدق الإدارة العامة للغذاء والدواء (FDA) على استخدامه للحامل حتى الآن.
لكن من المؤكد أن استخدامه في خلال فترة الحمل يُضعف مناعة الطفل بعد الولادة؛ لذلك يجب الامتناع عن إعطائه اللقاحات الحية في أول 6 أشهر من عمره، مثل:
- اللقاح المضاد لفيروس الروتا.
- تطعيم “MMR” ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
- لقاح السل “TB”.
كذلك لا يفضل استخدام الدواء خلال فترة الرضاعة الطبيعية؛ تجنبًا لآثاره الجانبية.
التداخلات الدوائية
يتفاعل الريميكاد مع عديد من الأدوية واللقاحات الحية؛ لذا يجب اطلاع الطبيب الطبيب على كافة الأدوية التي تتناولها؛ فقد تحتاج إلى تعديل الجرعة، أو تعديل خطة العلاج وإجراء بعض الفحوصات مثل: الأناكينرا، البيموماب، الناتاليزوماب.
نذكر من الأدوية ما يلي:
- الأدوية المثبطة للمناعة، مثل: السيكلوسبورين (Cyclosporine).
- الثيوفيلين.
- مضادات التخثر “وارفارين”.
- اللقاحات الحية، وغير الحية مثل: تطعيم “MMR” ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
- اللقاح ضد الدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس.
- لقاح التيفود، ولقاح فيروس الروتا، والأنفلونزا.
- لقاح شلل الأطفال.
شروط التخزين
يحفظ دواء الريميكيد أو ريميكاد في عبوته الأصلية بعيدًا عن الحرارة والرطوبة داخل الثلاجة في درجة حرارة (2-8 درجات سيليزية).
إرشادات الاستخدام
نقدم لك -عزيزي القارئ- بعض النصائح من أجل استخدام دواء ريميكاد بفاعلية وأمان:
- لا تستخدم الدواء إلا تحت إشراف الطبيب.
- تجنب الدواء إن كنت تعاني حساسية تجاه المادة الفعالة.
- إجراء فحص مرض السل الكامن، والالتهاب الكبدي الفيروسي ب قبل الاستخدام وخلاله.
- احرص على فحص نسبة إنزيمات الكبد، وتعداد الدم الكامل “CBC” بصورة دورية في خلال فترة العلاج.
- احرص على علاج أي عدوى قبل البدء في استخدام ريميكاد.
- في حال حدوث عدوى، أو ظهور أعراض جانبية خطرة عليك إخبار طبيبك فورًا.
- لا يفضل إجراء عمليات جراحة في أثناء فترة العلاج.
- لا تتناول لقاحات خلال فترة العلاج.
- احرص على تناول الدواء في المواعيد المحددة له، ولا توقف الدواء من تلقاء نفسك.
ختامًا
على الرغم من الآثار الجانبية ومحاذير استخدام دواء الريميكيد أو ريميكاد، لكن تأكد -عزيزي القارئ- أن الدواء قد وصف لك بعد التأكد أن فائدته أكبر من أضراره.
اقرأ أيضًا
مكافحة العدوى | وأهميتها في تقليل انتشار الأمراض
الأطعمة المقوية للمناعة | الجيش الأشهى
مرض الفطر الأسود (Mucormycosis) وعلاقته بفيروس كورونا
دققه وراجعه: د. نعمات مسعد
مراجع طبي د.أروى سمير