طب عامطبي

مرض السل الرئوي | أسبابه وطرق علاجه

د. إسراء صبحي

كائنات دقيقة لا تراها بالعين المجردة لكنها مصدر لمخاطر كبيرة يمكن أن يتعرض لها الجسم إذا لم تكتشف مبكرًا! ليس هذا فقط بل أنها تنتقل بواسطة الهواء الذي لا تستطيع العيش بدونه. تخترق الرئة وتسبب مرض السل الرئوي، وإذا غفلت عنها تستبيح باقي أعضاء الجسم ويصعب السيطرة عليها.

ما هذه الكائنات الدقيقة؟ وكيفية تشخيص هذا المرض وطرق علاجه والوقاية منه كل هذا 

وأكثر سوف نتطرق إليه في هذا المقال. 

أسباب مرض السل الرئوي وكيفية انتشاره

السل أو الدرن هو عدوى يسببها نوع من البكتيريا تسمى المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis).

تخرج البكتيريا في الهواء من رزاز المصابين بالسل الرئوي النشط في أثناء التحدث أو العطس 

أو السعال وتحدث العدوى بعد استنشاق هذا الهواء الملوث بالبكتيريا.

يمكن أن تبقى البكتيريا في الهواء لعدة ساعات.

أنواع مرض السل 

  • السل النشط

يحدث نتيجة تكاثر البكتيريا المسببة لمرض السل، فيصبح الشخص المصاب معديًا لغيره.

حوالي ثلث سكان العالم مصابون بهذا النوع من البكتيريا. ومع ذلك، فإن حوالي 10-20%

فقط من المصابين بهذه العدوى يصابون “بالسل النشط”.

  • السل الكامن

يحمل الشخص البكتيريا لكن لا تظهر عليه الأعراض، وهذا ليس معديًا.

ولكن يمكن أن يتطور إلى السل النشط، خاصةً إذا أصبح جهاز المناعة ضعيفًا وغير قادر على منع البكتيريا من التكاثر.

  • السل المقاوم للأدوية المتعددة (MDR-TB)

يمكن أن تكون عدوى السل الكامنة أو النشطة مقاومة للأدوية؛ ما يعني أن المضادات الحيوية النموذجية لعلاج السل، وهي أيزونيازيد، وريفامبين لا تعمل ضد البكتيريا المسببة له.

  • السل المقاوم للأدوية على نطاق واسع (XDR-TB)

العوامل المساهمة في الإصابة بالسل المقاوم للأدوية:

  • وصف بعض الأطباء أدوية غير صحيحة لعلاج السل.
  • توقف المصابين عن أخذ العلاج فور شعورهم بتحسن، وعدم إكمال 

الدورة الكاملة للعلاج.

  • تناول أدوية ذات نوعية رديئة.

ومع ذلك، من الممكن أن يكون لدى الشخص الذي لم يتناول أبدًا أدوية السل سلالة مقاومة للأدوية.

أعراض مرض السل الرئوي

  • سعال مصحوب بالبلغم أو الدم. 
  • الحمى الليلية.
  • قشعريرة.
  • ألم في الصدر.
  • فقدان الوزن. 
  • فقدان الشهية.
  • دوخة وغثيان.
  • تعرق ليلي.

مضاعفات مرض السل

مرض السل قابل للشفاء من خلال العلاج، لكن إذا ترك دون علاج أو لم يعالج بشكل كامل، غالبًا ما يسبب مخاوف تهدد الحياة مثل: 

  • تلف المفاصل.
  • تليف الرئة.
  • إصابة أو تلف العظام.
  • إصابة النخاع الشوكي، المخ، العقد الليمفاوية.
  • مشاكل في الكبد والكلى.
  • التهاب الأنسجة حول القلب.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة

يكون خطر الإصابة بمرض السل الرئوي أعلى بالنسبة للأشخاص الذين هم على اتصال وثيق 

مع المصابين بهذا المرض وخصوصًا الذين يعانون نقص المناعة مثل:

أيضًا بعض الأدوية مثل: أدوية زراعة الأعضاء، وبعض أدوية علاج 

الصدفية والمفاصل الروماتويدي مثل الكورتيزون تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.

كيفية تشخيص مرض السل الرئوي

إذا كنت تعاني الأعراض السابق ذكرها، من الضروري زيارة الطبيب على الفور للاطمئنان؛ لأن 

هذا المرض قابل للعلاج بشكل كبير، خاصةً إذا تلقى المصاب تشخيصًا مبكرًا.

أما إذا أهمل المصاب فسوف يسيطر المرض على باقي الجسم.

  • الفحص تحت المجهر

 يطلب الطبيب منك ثلاث عينات للبلغم في الصباح الباكر في ثلاثة أيام منفصلة.

ثم يرسل الطبيب العينات إلى المختبر للفحص تحت المجهر؛ لتحديد نوع البكتيريا.

  • مزرعة بكتيرية

يأخذ اختصاصي التحاليل الطبية جزءًا من عينة البلغم ويضعها في مادة خاصة تجعل بكتيريا السل 

تنمو.

إذا نمت البكتيريا، تكون العينة إيجابية.

  • اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)

يُجرى هذا الاختبار لعينة البلغم لتحديد وجود جينات معينة من البكتيريا المسببة لمرض السل.

  • اختبارات أخرى

يصعب تشخيص مرض السل الرئوي عند الأطفال، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، أو السل المقاوم للأدوية المتعددة.

لذلك يلجأ الطبيب إلى الفحوصات التالية:

  1. التصوير المقطعي: تصوير الرئتين بحثًا عن علامات العدوى.
  1. المنظار: إدخال منظار من خلال الفم أو الأنف يسمح للطبيب رؤية الرئة والممرات الهوائية.
  1. خزعة الرئة: أخذ عينة من أنسجة الرئة للفحص.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض السل 

 يعتمد العلاج على ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السل النشط أو السل الكامن أو السل المقاوم للأدوية.

  •  السل الكامن

يوصي الطبيب بالعلاج الوقائي، الذي يتضمن عادةً تناول مضاد حيوي يسمى

أيزونيازيد (Isoniazid) يوميًا لمدة 6-9 أشهر.

  •  السل النشط 

يحتاج المصابون بالسل النشط عادةً إلى تناول مجموعة من المضادات الحيوية

لمدة 6-12 شهرًا.

 تشمل هذه المجموعة أيزونيازيد (Isoniazid)، ريفامبين (Rifampin)، 

إيثامبيوتول (ethambutol)، بيرازيناميد (Pyrazinamide). 

 ويحتاج بعضهم إلى إقامة قصيرة في المستشفى.

يشعر معظم المصابين بتحسن وتنعدم نسبة نقلهم للعدوى بعد بضعة أسابيع من العلاج.

ومع ذلك، من الضروري إكمال الدورة الكاملة للعلاج تبعًا لتوجيه الطبيب؛ لمنع المرض من التكرار، ومنع مقاومة البكتيريا للأدوية.

  •  السل المقاوم للأدوية المتعددة 

 هذا النوع من السل أكثر صعوبة في العلاج، وتكون خيارات العلاج أقل وباهظة الثمن،

 وتستغرق وقت أطول يصل إلى عامين. 

 ويكون شديد الخطورة إذا نقله المصاب للآخرين.

 يمكن أن يتطور إلى السل المقاوم للأدوية على نطاق واسع؛ لذلك من المهم 

الانتهاء من تناول جرعة الدواء كاملة حتى بعد الشعور بتحسن.

الآثار الجانبية لأدوية السل 

مثل أي دواء آخر، يمكن أن يكون لأدوية مرض السل آثار جانبية.

الآثار الشائعة لـ

  • أيزونيازيد (Isoniazid) :
  1. تنميل ووخز في اليدين والقدمين.
  2. اضطراب المعدة المصاحب بالغثيان والقيء.
  3. فقدان الشهية.
  • إيثامبيوتول(ethambutol):
  1. قشعريرة.
  2. آلام المفاصل وانتفاخها.
  3. آلام البطن والغثيان والقيء.
  4. فقدان الشهية.
  5. صداع الرأس.
  • بيرازيناميد (Pyrazinamide) :
  1. قيء وغثيان.
  2. آلام العضلات والمفاصل.
  3. فقدان الشهية.
  4. الضعف العام.
  • ريفامبين (Rifampin) :
  1. الطفح الجلدي.
  2. اضطراب المعدة والغثيان والقيء.
  3. إسهال.
  4. فقدان الشهية.
  5. التهاب البنكرياس.

التطعيمات المتوفرة لمرض السل 

لقاح (BCG)

على الرغم من وجود لقاح ضد مرض السل إلا أنه لا يزال ينتشر؛ لأن هذا اللقاح فعال

بشكل جزئي.

 يوفر هذا اللقاح بعض الحماية للأطفال ضد الأنواع الشديد من السل غير الرئوي.

 يوصي به الأطباء فقط للأطفال الذين يعيشون مع شخص مصاب بعدوى السل النشطة مع

سلالة شديدة المقاومة للأدوية أو لا يمكنهم تناول المضادات الحيوية.

يحظر إعطاء هذه التطعيمات للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية؛

لأنهم عرضة للإصابة بمرض شديد يتعلق باللقاح. 

لا يمكن الاعتماد عليه عند إصابة البالغين بمرض السل الرئوي.

الوقاية خيرٌ من العلاج

قد يكون من الصعب تجنب الإصابة بمرض السل الرئوي إذا كنت تعيش في بيئة يتردد عليها المصابون بالسل، لكن ليس مستحيلًا إذا تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل:

  • توفير التثقيف اللازم حول الوقاية من السل مثل: آداب السعال.
  • تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين.
  • تهوية الغرف المغلقة بانتظام. 
  • تغطية الوجه بقناع طبي للحماية.

في الختام، أُذكركم أن الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.فلا تبخل على صحتك واتبع دائمًا الإجراءات الوقائية، واعلم أن مثقال حبةٍ من وقاية خيرٌ من قنطار علاج.

اقرأ أيضًا

سكر الحمل | هل أصبحت مريضة لداء السكري؟

هرمون الحليب | بضع نانوجرامات تصنع المعجزات!

المضادات الحيوية… متى وكيف ؟!

المصدر
healthline.commedicalnewstodaywebmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى