طب عامطبي

مرض باركنسون (الشلل الرعاش) | الأسباب والعلاج

هل تخيلت يومًا أن تُجبر على الحركة خلال السكون والراحة؟ أو عدم قدرتك على غلق أزرار قميصك؟ هكذا يعاني المصابون بمرض باركنسون صعوبة أداء أبسط المهام اليومية؛ إذ يواجهون مشكلات في المشي، والتحدث، وتعابير الوجه، كذلك غيرها من الأعراض التي تتفاقم بمرور الوقت.

سنتحدث في السطور القادمة عن مرض باركنسون(الشلل الرعاش)، وأسبابه، وأعراضه، وبعض طرق العلاج والوقاية. 

مرض باركنسون أو الشلل الرعاش

اضطراب دماغي يُسبب موت الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يُسمى المادة السوداء، ويزداد سوءً بمرور الوقت. 

يعد مرض باركنسون أو الشلل الرعاش أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا، وكذلك ثاني أكثر الأمراض العصبية شيوعًا. 

الأسباب

ارتبط مرض الباركنسون بنقص الدوبامين والنورابينفرين، ولكن الأسباب الدقيقة غير معروفة حتى الآن.

عُثر أيضًا على بروتينات غير طبيعية تُعرف بأجسام ليوي (Lewy bodies) في أدمغة المرضى، ولا يعرف العلماء دور هذه البروتينات في تطور المرض.

مجموعات أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون

الجنس:

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من السيدات. 

العرق: 

غالبًا ما يُصاب البيض أكثر من الأمريكيين الأفارقة والآسيويين. 

العمر:

يظهر المرض عادة في سن 50-60، وقبل سن 40 في 10% إلى 15% من الحالات. 

تاريخ العائلة:

الأشخاص ذوي أقارب مصابين بمرض باركنسون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

إصابة الرأس:

قد تؤدي إصابات الرأس إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض.

السموم:

يؤدي التعرض لبعض السموم إلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض.

أعراض مرض باركنسون

أظهرت بعض الأبحاث أن بظهور أعراض المرض يكون الأشخاص قد فقدوا من 60% إلى 80% أو أكثر من الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين. 

ترتبط الأعراض الأولية للمرض بالحركات الإرادية واللاإرادية، كذلك عادة ما تبدأ في جانب واحد من الجسم. 

تكون الأعراض خفيفة في البداية وتتطور بمرور الوقت.

بعض الأعراض الحركية:

الرعشة

ارتعاش الأصابع، أو اليدين، أو القدمين، أو الفك، أو الرأس خلال الراحة، ولا تظهر في أثناء الحركة. 

قد تتفاقم الرعشة عندما يكون الشخص متوترًا أو متعبًا، لذلك يسمى الشلل الرعاش

التصلب

تصلب الأطراف، أو الجذع في أثناء الحركة، مما يؤدي إلى صعوبة الحركة، وآلام في العضلات، كذلك قد يؤدي إلى فقدان حركات اليد الدقيقة، ويُصبح تناول الطعام صعبًا. 

بطء الحركة

يُصبح من الصعب بدء وإكمال الحركة، وتؤثر على عضلات الوجه؛ فيبدو بلا تعابير.

عدم استقرار وضع الجسم

يؤثر بطء الحركة وردود الأفعال الضعيفة في صعوبة حفظ واستعادة التوازن، مما قد يؤدي إلى السقوط.

مشية باركنسون 

الأشخاص المصابون في مرحلة متقدمة من المرض لهم طريقة مشي متقطع مميزة، فيكون الجسم منحنيًا مع عدم تأرجح الذراع. 

يصعب بداية المشي والانعطاف، وقد يتجمد الشخص في منتصف الخطوة. 

المضاعفات

يؤدي استمرار تلف الدماغ إلى مضاعفات تختلف في شدتها من شخص لآخر، ولا تُصيب جميع المرضى، ومنها:

  • القلق والتوتر.
  • فقدان الذاكرة.
  • الخرف وصعوبة التفكير. 
  • الاكتئاب. 
  • مشكلات النوم. 
  • تغيرات ضغط الدم.
  • مشكلات في الشم.
  • الإعياء والإرهاق. 
  • صعوبة البلع.
  • زيادة التعرق.
  • الضعف الجنسي.

مراحل تطور مرض باركنسون

يختلف تطور المرض ودرجة الضعف من شخص لآخر، فقد يعيش البعض حياة طويلة منتجة بالمرض، بينما يتطور المرض عند آخرين بسرعة كبيرة. 

توجد عدة أنظمة لتصنيف مراحل تطور المرض، تدعم منظمة مرض باركنسون خمس مراحل:

1-المرحلة الأولى

أخف أشكال المرض.

الأعراض ليست شديدة، ولا تتعارض مع المهام اليومية. 

كذلك ستلاحظ بعض التغيرات في المشي أو تعابير الوجه. 

من الأعراض المميزة لهذه المرحلة: صعوبات في الحركة تقتصر على جانب واحد فقط. 

يمكن أن تُقلل الأدوية من الأعراض. 

2-المرحلة الثانية 

تكون الأعراض أكثر وضوحًا من المرحلة الأولى. 

تكون الرعشة، واضطرابات الحركة، وكذلك تعابير الوجه أكثر وضوحًا من المرحلة الأولى. 

قد توجد صعوبات في المشي، وتستغرق المهام اليومية وقتًا أطول لتنفيذها. 

يمكن الإحساس بالأعراض في كلا جانبي الجسم، وأحيانًا توجد صعوبة في الكلام. 

يستغرق التقدم من المرحلة الأولى إلى الثانية شهورًا أو سنوات، ولا يمكن التنبؤ بتقدم المرض. 

3-المرحلة الثالثة 

تمثل مرحلة متوسطة من المرض، وتعد نقطة تحول رئيسية في تطور المرض. 

يتحرك المريض بصورة أبطأ، وقد يفقد توازنه لذلك السقوط شائع في هذه المرحلة. 

كذلك يؤثر المرض بشكل كبير على المهام اليومية. 

4-المرحلة الرابعة 

يمكن الوقوف دون مساعدة، ولكن قد يتطلب المشي أحد الأجهزة المساعدة. 

يعاني المرضى تأخر الحركة، وردود الأفعال؛ لذلك يعد العيش بمفردك أمرًا مستحيلًا، وفي غاية الخطورة.

5-المرحلة الخامسة 

أكثر مراحل المرض تقدمًا.

قد يكون الوقوف أو المشي أمرًا مستحيلًا، لذلك يحتاج الأشخاص إلى الكراسي المتحركة. 

يحتاج الشخص إلى رعاية كاملة في هذه المرحلة. 

يعاني الأشخاص في المراحل الرابعة والخامسة من الهلوسة، والأوهام، والخرف.

التشخيص

لا يوجد اختبارات محددة لتشخيص مرض باركنسون. 

يتم التشخيص بناء على التاريخ المرضي، والفحص البدني والعصبي. 

يمكن أيضًا استخدام اختبارات التصوير مثل: فحص الأشعة المقطعية (CAT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وفحص ناقل الدوبامين. 

هذه الاختبارات لا تؤكد الإصابة بالباركنسون، ولكنها تساعد على استبعاد الحالات الأخرى، كذلك تدعم تشخيص الطبيب. 

علاج مرض الباركنسون

يعتمد علاج مرض باركنسون على مجموعة من التغييرات في نمط الحياة والأدوية. 

تساعد ممارسة الرياضة، وكذلك اتباع نظام غذائي متوازن على العلاج. 

تساعد الأدوية على السيطرة على بعض الأعراض البدنية والعقلية المرتبطة بالمرض. 

أدوية تساعد على تخفيف أعراض مرض باركنسون:

ليفودوبا (levodopa)

أكثر الأدوية شيوعًا؛ إذ يعوض نقص الدوبامين في الدماغ.

يؤخذ الكاربيدوبا عادة مع الليفودوبا؛ لزيادة نسبة الدوبامين التي تعبر الحاجز الدموي الدماغي.

أدوية مشابهة للدوبامين (Dopamine agonists)

تأثيرها يشبه تأثير الدوبامين على الدماغ. 

فاعليتها أقل من الليفودوبا، ولكنها مفيدة عندما يقل تأثير الليفودوبا. 

مضادات الكولين (Anticholinergics)

تساعد على علاج التصلب، ومنها: بنزتروبين. 

مثبطات كاتيكول -و- ناقل الميثيل (COMT inhibitors) 

تُطيل تأثير الليفودوبا، ومنها: انتاكابون، وتولكابون. 

مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين ب (MAO-B inhibitors)

تمنع تكسير الدوبامين في الدماغ، ومنها: سيليجيلين، وراساجيلين.

يجب تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب.

تنخفض فاعلية الأدوية بمرور الوقت، وقد تكون الآثار الجانبية أكثر من الفوائد، ومع ذلك توفر الأدوية سيطرة كافية على الأعراض.

جراحات باركنسون 

تُخصَص التدخلات الجراحية للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية والعلاج. 

يوجد نوعان أساسيان من الجراحة:

التحفيز العميق للمخ

تُزرع أقطاب كهربائية في أجزاء معينة من الدماغ، وتُرسِل نبضات للمساعدة على تقليل الأعراض. 

العلاج بالضخ

توضع مضخة بالقرب من الأمعاء الدقيقة، وتوفر مزيجًا من الليفودوبا والكاربيدوبا. 

تمارين باركنسون

يسبب مرض باركنسون مشكلات في الحركة وأداء الأنشطة اليومية، وتساعد بعض التمارين على التحرك والمشي بأمان أكبر.

بعض خطوات لتحسين المشي:

  • المشي ببطء وحذر.
  • دع الكعب يضرب الأرض أولًا. 
  • تجنب المشي للخلف.
  • عدم حمل أشياء خلال المشي.
  • إزالة جميع مخاطر التعثر في المنزل كالسجاد. 

عند ارتداء الملابس :

  • عدم التسرع. 
  • اختيار ملابس يسهل ارتدائها. 
  • محاولة اختيار ملابس بلا أزرار. 

اليوجا: 

تعمل على تحسين حركة ومرونة العضلات، وتساعد على التحكم في الرعشة في بعض الأطراف.

الوقاية

لا توجد طريقة قاطعة تمنع الإصابة بمرض باركنسون في أي عمر، ولكن يمكن اتباع بعض خطوات لتقليل خطر الإصابة منها:

  • الكافيين.

أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الكافيين يصابون بنسبة أقل من الآخرين. 

لا يزال غير معروف إذا كان الكافيين يحمي بالفعل من الإصابة أم أنه مرتبط بطريقة أخرى، فلا توجد أدلة كافية تؤكد ذلك.

  • مضادات الالتهاب.
  • فيتامين د.
  • النشاط وممارسة الرياضة.

مما سبق نستخلص أن:

مرض باركنسون (الشلل الرعاش) من الأمراض المزمنة، ويتطلب برنامجًا واسع النطاق من العلاج الذي يختلف من شخص لآخر، وبالرغم من عدم وجود علاج فعلي حتى الآن لمرض باركنسون، ولكن توجد بعض الأدوية والوسائل لتخفيف أعراض المرض. 

اقرأ أيضًا

زيادة كهرباء المخ | رأسي يشتعل

التهاب الدماغ | هل هو خطير وهل يمكن الشفاء منه؟

المصدر
www.mayoclinic.orgwww.webmd.comwww.healthline.comwww.webmd.comwww.healthline.comwww.ncbi.nlm.nih.gov

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى