جلس أحمد ومنى في شرفة المنزل كعادتهم كل ليلة ودار النقاش بينهما حول جواب الاستدعاء الذي احضره ابنهما يزيد معه، ولم يجل بخاطريهما أنهما على أعتاب التعامل مع مريض متلازمة توريت.
لم يكن يزيد أبدًا بالطفل المشاغب الذي يثير المشكلات أو يشكو منه الآخرين بل كان محبوبًا جميل اللسان، ويتعامل برفق مع أخته.
قالت منى «ربما هو سن المراهقة فيزيد أتم عامه الثاني عشر منذ عدة أيام أو ربما يكون صديق سوء».
لم يجبها أحمد وشرد بذهنه في التفاصيل التي ذُكِرَت في خطاب الاستدعاء.
أعراض متلازمة توريت
الرجاء من سيادتكم التكرم بالحضور غدًا إلى المدرسة للمناقشة حول التغيرات التي ظهرت على سلوك يزيد خلال الفترة الماضية.
لم يعد يزيد كسابق عهده في الفصل أو مع زملائه بل أصبح يستخدم كلمات مبتذلة، ويكرر كلمات معلميه وزملائه بالفصل دون داعٍ.
لم تخلُ حركاته أيضًا من التطاول، فأصبح يستخدم إشارات بذيئة، ويلمس أصدقاءه بطريقة غير لائقة.
بداية ظهور المرض
قاطعت منى شرود أحمد قائلة “لا تقلق، فهي انتكاسة صغيرة سيعود بعدها أفضل مما كان.
“لا تنس أنه مرَ بفترة مماثلة عندما كان عمره ثمانِ سنوات فقط، ويمكنه بدعمنا أن يتخطى هذه المرحلة أيضًا”.
لم تطمئنه كلماتها ففي الماضي كان طفلًا صغيرًا ولم تكن التغيرات الملمة به بهذه الشدة، كما أنها لم تؤثر أيضًا على تحصيله الدراسي فحافظ على مستواه على الرغْم من كل شيء ولم يصل الأمر إلى ملاحظة المعلمين تغيراته.
غادر أحمد الشرفة متجهًا إلى غرفة يزيد فوجده متوترًا للغاية، وزاد توتره غرابة سلوكه.
طمأنه أحمد قائلًا “لا تنزعج يا ولدي فأنا أعرفك جيدًا ومدرك تمامًا أن كل ما يحدث خارج عن إرادتك.
سأكون أنا ووالدتك معك غدًا وسنعبر هذه الأزمة معًا”
تشخيص المرض
في صباح اليوم التالي اتجهت العائلة معًا إلى مدرسة يزيد وكانت الطبيبة النفسية ممن حضروا الاجتماع للوصول إلى حل ومعالجة سلوك يزيد.
شرحت منى خلال الاجتماع أن هذه التغيرات كانت تحدث في السابق ثم خلال هذه السنة بدأت تظهر وتختفي يوميًا وأنها تكون خارجة عن إرادته.
لمعت عيني الطبيبة النفسية وسألت إذا كان هناك أحد من العائلة يعانى أعراضًا مماثلة؟
وحدثت نفسها قائلة “هل يمكن أن يكون مصابًا بمتلازمة توريت، لا أستطيع أن أجزم فأعراضها ربما تتشابه مع حالات أخرى”.
طمأنت الطبيبة الحضور بأن هذه التغيرات مرضية وخصوصًا بعد ملاحظة سلوك يزيد الذي حاول أن يكبته ولكنه لم ينجح في ذلك.
ثم طلبت إجراء بعض اختبارات الدَّم وأشعة مقطعية.
التعامل مع مريض متلازمة توريت
بعد اطلاع الطبيبة على نتائج الفحوصات تيقنت من شكوكها وطلبت أن تجتمع بوالدي يزيد ومعلميه لتخبرهم بحالته.
بدأت الطبيبة حديثها قائلة “يزيد مصاب بمتلازمة توريت وما ظهر عليه من تغيرات في سلوكه ما هو إلا أعراض هذا المرض.
لقد جمعتكم اليوم لأخبركم بتفاصيل المرض لتعرفوا كيفية التعامل مع يزيد فلا توبخوه أو تسمحوا لأحد من زملائه أن يسخر من سلوكه”.
علاج مريض متلازمة توريت
بعد انتهاء الطبيبة من شرح تفاصيل المرض تحدثت مع والدي يزيد عن علاجه وأخبرتهما أن حالته ليست بالسيئة.
وأنه لن يضطر إلى استخدام مضادات الذهان أو أدوية الصرع أو المثبطات الأدرينالية، وكذلك لن يحتاج إلى البوتوكس أو التدخل الجراحي.
وأخبرتهم بأنها ستعتمد في علاجه على
- أدوية علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
- العلاج السلوكي المعرفي.
اطمأن الوالدان لحديث الطبيبة التي أكدت لهما أن يزيد يمكنه أن يحيا سعيدًا ويكمل حياته بشكل طبيعي إذا التزموا بتعليماتها.
وكذلك طمأنهم الدعم الذي وعد المعلمون تقديمه ليزيد خلال الفترة القادمة.
لمزيد من المعلومات اقرأ
أعراض متلازمة توريت وطرق علاجها
اقرأ أيضًا في القسم القصصي
اضطراب الوسواس القهري | شكوك تؤدي إلى الجنون!
تمارين اليقظة الذهنية التي غيرت حياتي