الجلدية والتجميلطبي

وصفات فعالة لعلاج الحروق | درجات الحروق الجلدية

د. بسمة عبد المنعم

كيف نحمي أنفسنا من الحروق؟

ما هي إرشادات السلامة الواجب اتباعها في حالة الإصابات؟”

هكذا بدأ الطبيب محاضرته في أثناء حضوري دورة الإسعافات الأولية، ثم شرع الحديث عن تلك الإصابات ودرجاتها وكيفية العلاج.

لذا سأخبركم عبر سطور هذا المقال عمّا حدثنا عنه الطبيب، فتابعوا معي.

ما الحروق (Burns)؟

يحدث الحرق عندما تتلف الأنسجة بعد التعرض للحرارة أو اللهب، أو غيرها من مسببات الحرق. ربما يؤدي هذا التلف إلى موت الخلايا المُصابة، لكن يتعافى معظم الأشخاص دون عواقب وخيمة وفقًا لسبب الإصابة ودرجتها.

أما الإصابات الأشد ضررًا فتتطلب رعاية طبية طارئة وفورية؛ لمنع المضاعفات والوفاة.

الأسباب الشائعة للحروق

تتضمن الأسباب ما يلي:

الحرق الحراري (Thermal burn)

يٌعد أكثر الأنواع شيوعًا، وذلك عند ملامسة اللهب أو المعادن الساخنة أو السوائل الحارقة أو البخار.

الحرق الإشعاعي (Radiation burn)

يتضمن ما يلي:

  • حروق الشمس.
  • التعرض للأشعة السينية.
  • العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان.
  • حروق الليزر.

حروق الاحتكاك (Friction burns)

تحدث عندما يحتك جسم صلب ببعض من جلدك مؤديًا إلى كشطه، مثل: حوادث الدراجات.

الحروق الباردة (Cold burns)

تسمى أيضًا “قضمة الصقيع” (frostbite)، وتحدث عند التعرض لدرجات حرارة شديدة البرودة مدة طويلة.

ربما تنجم أيضًا من ملامسة شيء شديد البرودة للجلد، مثل: وضع كمادة باردة على الجلد مباشرةً.

تشبه في أعراضها تلك الناجمة عن حروق الشمس مصحوبةً بالخدر، والوخز، والحكة.

الحرق الكهربائي (Electrical burn)

يحدث عند ملامسة التيار الكهربائي.

الحروق الكيميائية (Chemical burns)

تسمى أيضًا “الحروق الكاوية” (Caustic burns).

ربما تنجم عن استنشاق أو ابتلاع أو ملامسة الجلد للأحماض، أو المذيبات، أو المنظفات القوية، مثل:

  • حمض بطارية السيارة.
  • الفسفور الأبيض.
  • الأمونيا.
  • البنزين.
  • مزيل الصدأ.

ربما ينجم فقدان الرؤية أو تغيرات بها، إذا لامست المواد الكيميائية العين.

في حال ابتلاع المواد الكيميائية؛ يتطلب الأمر التوجه لغرفة الطوارئ فورًا، أو الاتصال بمركز مكافحة السموم.

 درجات الحروق والأعراض

تختلف الأعراض، ودرجة الإصابة وفق شدة الضرر الذي لحق بالجلد، ونذكرها فيما يلي:

حروق الدرجة الأولى

تسمى أيضًا “الحروق السطحية” (Superfacial burns)، وفيها يحدث ضرر بسيط للطبقة الخارجية من البشرة.

يُصاحب تلك الإصابة احمرار الجلد وتقشره، مع ألم خفيف إلى متوسط لا سيّما عند اللمس.

 لكنها عادةً لا تتقرح، وتلتئم من تلقاء نفسها في غضون 7 إلى 10 أيام دون تندب، مثل: حروق الشمس.

حروق الدرجة الثانية (Second degree burns)

تُعد حروقًا جزئية العمق (Partial thickness burns)، وتشمل الإصابة طبقة الجلد العلوية والسفلية (الأدمة).

تُعد أكثر خطورة إذ ربما تتكون فقاعات ويصبح الجلد شديد الحمرة والحساسية، مع التورم، وربما تترك ندبة.

تُشفى معظم هذه الإصابات في غضون 2 إلى 3 أسابيع. 

حروق الدرجة الثالثة (Third degree burns)

يُطلق عليها أيضًا “حروق كاملة العمق” (Full thickness burns)؛ إذ أنها تؤثر على الأنسجة العميقة عبر الأدمة.

يتضمن ذلك بصيلات الشعر والغدد العرقية، ويتكون جلد أبيض أو أسود اللون أو ربما متفحمًا؛ لذا تترك تندبات.

من المحتمل عدم الشعور بألم في منطقة الحرق؛ نظرًا للضرر الذي يلحق بالنهايات العصبية.

حروق الدرجة الرابعة

يتضمن هذا النوع جميع أعراض حروق الدرجة الثالثة، وتمتد لتشمل ما تحت الجلد من دهون وربما الأوتار، والعظام، والعضلات كذلك.

تتميز أيضًا تلك الإصابة بفقدان الإحساس.

المضاعفات

استنادًا لمدى سوء الحرق ربما تحدث بعض المضاعفات، ومنها:

  • فقدان الدم.
  • العدوى البكتيرية، ومنها: الكزاز (يؤثر على الجهاز العصبي مسببًا مشكلات تقلص العضلات).
  • انخفاض حرارة الجسم (نادرة الحدوث).
  • الالتهاب الرئوي.
  • تسمم الدم أو الانتنان (نادر الحدوث).
  • الصدمة (غالبًا تؤدي إلى الوفاة).

 أعراض الصدمة

تشمل الآتي:

  • شحوب الجلد ورطوبته. 
  • الضعف.
  • زرقة الشفاة والأظافر.
  • فقدان الوعي.
  • سرعة التنفس والنبض.

والآن عزيزي القارئ، نظرًا لشعبية استخدام تقنية الليزر في إزالة الشعر؛ سنتحدث عنها بشيء من التفصيل.

الحروق بعد الليزر

يمنع الليزر بصيلات الشعر من إنبات شعر جديد، لكن ربما يصحب هذا بعض الأضرار النادرة، منها الحرق والفقاعات.

 إذ تعتمد التقنية على أشعة عالية الحرارة، ومن ثمّ يضع الممارس جهاز التبريد قبل تطبيق الليزر مباشرةً؛ منعًا لحدوث الحرق.

لذا في حالة ارتكاب أية خطأ أو إهمال العناية بالمنطقة بعد الإجراء، ربما تحدث بعض الآثار الجانبية الأخرى، مثل:

  • التندُّب.
  • عدوى الجلد.
  • تغير لون البشرة.
  • التقشر والاحمرار.

يُعالج الجلد المصاب مثلما تعالج حروق الشمس، وذلك بالحفاظ على ترطيبه وحمايته من الضوء وفحصه بانتظام. 

آثار الحروق (Burn scars)

ينتج الجسم الكولاجين (Collagen) لإصلاح الجلد التالف؛ مما يؤدي إلى ظهور الندبات.

لكن إذا عولجت الإصابات سريعًا وبصورة صحيحة، فربما تتلاشى الندوب، أما إذا ظلت مرئية فيمكن تصنيفها على النحو الآتي:

الندبات الضخامية (Hypertrophic scars) 

تظهر حمراء أو أرجوانية، وترتفع فوق مستوى الجلد.

الندبات المتقلصة (Contracture scars)

تقيد حركة الجلد الطبيعية.

ندوب الجدرة (Keloid scars)

يظهر على الجلد نتوءًا لامعًا خالٍ من الشعر.

علاج الحروق ذات الفقاعة

يعتمد العلاج على نوع الحرق؛ إذ إن بعض الإصابات يمكن علاجها منزليًّا، بينما يتطلب بعضها الآخر التوجه للرعاية الفورية.

7 علاجات منزلية فعالة للحروق

يمكن هذا في حالة الإصابات الخفيفة في حرق الدرجة الأولى والثانية، وذلك بتطبيق الآتي:

  1. الكمادات الباردة

نضع ضمادة باردة أو قطعة قماش نظيفة مبللة على المكان؛ لتخفيف الألم والتورم.

لا تستخدم كرات الثلج حتى لا يتفاقم الضرر.

  1. المضاد الحيوي

يُستخدم المضاد الحيوي مع تغطية الجرح برفق باستخدام شاش الفازلين المعقم.

لكن لا تستخدم القطن؛ حتى لا يلتصق بالجرح.

  1. هلام الصبار

يُستخدم مرهم من هلام الصبار (Aloe vera gel) للمساهمة في التئام الإصابات، وتعزيز الدورة الدموية وتقليل الالتهاب.

  1. العسل

يعمل مضادًا للالتهاب، والبكتيريا، والفطريات.

  1. زيت جوز الهند

لا يعالج الحرق فحسب بل يشفي الجلد كذلك؛ لغناه بفيتامين ه (Vitamine E)، بالإضافة لكونه مضادًا للفطريات.

  1. الخل

يحتوي الخل الأبيض على حمض الأسيتيك (Acetic acid) الذي يخفف الألم والحكة، ويمنع العدوى.

  1. مسكنات الألم

يمكن تناول بعض المسكنات لتخفيف الألم، مثل:

  • نابروكسين (Naproxen).
  • إيبوبروفين (Ibuprofen).
  • الأسيتامينوفين (Acetaminophen).

تذكر ألا تعرض الجلد المصاب لأشعة الشمس المباشرة، وألا تعبث بالفقاعات؛ حتى لا تُصاب بالعدوى.

كريم للحروق من الصيدلية

تعمل تلك الأدوية مضادةً للميكروبات، وتوجد منفردة أو مع بعضها البعض أحيانًا أخرى، مثل:

  • الباسيتراسين (Bacitracin).
  • بوليمكسن (polymixin B sulfa).
  • سلفاديازين الفضة (Silver sulfadiazine).

الإسعافات الأولية للحروق

بدايةً، ينبغي تطبيق إجراءات السلامة الشخصية، ثم إجراء تلك الإسعافات، ومنها:

  • حماية المُصاب من تفاقم الضرر، مثل:
  • إزالة الملابس أو المجوهرات الملوثة بالمادة الكيميائية.
  • إغلاق مصدر الكهرباء.
  • مساعدة المُصاب على التدحرج لإخماد النيران، مع إزالة المواد المشتعلة منه.
  • رش الحرق بالماء الجاري، والصابون المعتدل (في حالة الحرق الكيميائي، يمكن شطف العين تحت الماء الجاري مدة 10 إلى 20 دقيقة).
  • لا تغمر الإصابات الشديدة بالماء.
  •  رفع منطقة الحرق فوق مستوى القلب إن أمكن، وذلك باستخدام وضعية الجلوس للشخص المُصاب مع رفع الرأس على وسادة، إلا إذا كان الحرق في منطقة الوجه أو الرقبة.
  • افحص النبض والتنفس لمراقبة الصدمة، حتى وصول المساعدة الطارئة.
  • تغطية المُصاب، ولا تضع وسادة تحت رأسه في حالة حرق مجرى الهواء.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

ينبغي طلب المساعدة الطبية في حالة:

  • ظهور علامات العدوى، مثل زيادة الألم مع النزف أو الحمى، أو ظهور رائحة كريهة من الجرح.
  • إصابة القدمين، أو الوجه، أو الأعضاء التناسلية.
  • قطر المنطقة المصابة أكثر من 3 بوصات.
  •  الحرق من الدرجة الثالثة.

يفحص الطبيب الحرق لتحديد درجته من خلال تقدير نسبة الجسم المتأثرة بالحرق، وعمقها.

إذ ربما يعطي الطبيب الأوكسجين والسوائل، أو يزيل الأنسجة التالفة، مع ترقيع المكان المُصاب بطُعْم جلدي.

كذلك ربما تتطلب بعض الحالات إعادة التأهيل النفسي، أو الرعاية مدى الحياة.

حقائق حول علاج الحروق

كثيرًا ما يطبق بعض الأشخاص بعض الوصفات، ظنًّا منهم بفاعليتها في علاج الحرق، ومنها: 

جل السليكون الموضعي للوقاية من الندبات وعلاجها

في إحدى الدراسات قُسّمت الندبة إلى جزأين، مع تطبيق ورقة هلام السليكون على أحدهما وعد تطبيقه على الآخر.

أظهر السليكون فاعلية لندبات الإصابات الشديدة؛ إذ تضاءل حجمها وبدا الجلد أكثر مرونة.

شاش الفازلين والحروق

يمكن استخدام ضمادة من الفازلين (مرتين إلى ثلاث مرات يوميًّا) في حالة الإصابات الطفيفة، بعد تعقيم المنطقة المصابة.

لكن لا ينبغي تطبيقه على الجرح مباشرةً؛ إذ إنه يعزز تكاثر البكتيريا.

خرافات عن علاج الحرق

يشيع استخدام بعض الوصفات الأخرى أيضًا لعلاج الحروق أو لتخفيف الألم، لكنها في حقيقتها ربما تزيد الأمر سوءًا، ومنها:

خل التفاح

يُعد خل التفاح مادة كاوية قوية؛ إذ يتسبب في حروق المريء عند ابتلاعه.

 الدقيق

يُعد الدقيق أحد خرافات علاج الحروق؛ إذ ربما يسبب مزيدًا من الألم، والعدوى.

معجون الأسنان

لا يجب استخدام معجون الأسنان في الإسعافات الأولية للحروق؛ إذ يُفاقم الحالة؛ نتيجة الاحتفاظ بالحرارة تحت طبقات الجلد.

وصفات أخرى

تجدر الإشارة إلى أنه لا يصح تطبيق الكورتيزون، أو الزبد، أو البيض على الجرح.

الوقاية من الحروق

لتقليل مخاطر التعرض للحروق يمكن تطبيق إرشادات السلامة، ومنها:

  • عدم حمل الطفل في أثناء الطهي على الموقد الساخن.
  • احتفظ بالمواد القابلة للاشتعال بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال.
  • فصل الأجهزة الكهربائية في حالة عدم استخدامها، مع تغطية المنافذ الكهربائية بغطاء الأمان.
  • لا تشعل السيجارة في أثناء التواجد على الفراش.
  • تحقق من درجة حرارة الماء الساخن قبل الاستخدام.
  • ثبت جهاز إنذار الدخان في المنزل، مع صيانته بصفة دورية.
  • تعرف إلى طريقة استخدام مطفأة الحريق.

في النهاية، بعد أن تعرفنا إلى أسباب الحروق ودرجاته والعلاج، يجب عليك -عزيزي القارئ- اتباع إرشادات السلامة دومًا؛ لحمايتك وحماية من حولك أيضًا، لأن الوقاية خير من قنطار علاج.

حفظكم الله!

اقرأ أيضًا

إزالة آثار الجروح | الحل السحري

هل تعاني بقع الجلد؟

الحبوب تحت الجلد | أسبابها وكيفية القضاء عليها نهائيًا

التحرير: د.أحمد فوزي

المصدر
www.mayoclinic.org/diseases-conditions/burnswww.healthline.com/nutrition/apple-ciderpubmed.ncbi.nlm.nih.govwww.webmd.com/pain-managementwww.ncbi.nlm.nih.gov/pmc

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى