الجلدية والتجميلطب الأطفالطبي

الشفة المشقوقة والحنك المشقوق | أهم الأسباب والمضاعفات

د.هبة حزيمة

لم تكن الشفة المشقوقة ما توقعته سلمى ولكنها توقعت ما قد يكون أسوأ من ذلك، فهي لم تستطع إنزال وزنها حتى الأشهر الأخيرة من الحمل وعلى الرغم من ذلك تمنت حدوث معجزة.

رفضت سلمى إجراء الأشعة فوق الصوتية حتى لا تصطدم بالواقع وقد حذرها الأطباء من احتمالية وجود تشوهات في الجنين إذا لم تتخلص من السمنة المفرطة.

لم تحدث المعجزة التي تمنتها سلمى وانهارت عند رؤية جنينها أول مرة بعد الولادة فهو مصاب بالشفة المشقوقة.

تابع معنا هذا المقال لمعرفة التفاصيل.

ما الشفة المشقوقة؟

تتشكل الشفة بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحمل. 

عندما ينمو الطفل في أثناء الحمل، تنمو أنسجة الجسم والخلايا الخاصة من كل جانب من الرأس باتجاه مركز الوجه وتتحد معًا لتشكيل الوجه. 

يشكل هذا الالتحام بين الأنسجة ملامح الوجه، مثل الشفاه والفم. 

تحدث الشفة الأرنبية إذا لم يلتصق النسيج الذي يتكون منه الشِّفَة تمامًا قبل الولادة.

نتيجة لهذا تتكون فَتْحَة في الشِّفَة العليا، ويمكن أن تكون الفَتْحَة الموجودة في الشِّفَة شقًا صغيرًا أو فَتْحَة كبيرة تمر عبر الشِّفَة إلى الأنف. 

يمكن أن تكون الشِّفَة الأرنبية على أحد جانبي الشِّفَة أو كليهما وتسمى الشفة الأرنبية المزدوجة أو في منتصف الشِّفَة، وهو أمر نادر الحدوث. 

الأطفال الذين يعانون الشفة الأرنبية يمكن أن يكون لديهم حنك مشقوق.

ما الحنك المشقوق؟

  • يتكون سقف الفم (الحنك) بين الأسبوعين السادس والتاسع من الحمل.
  • يحدث إذا لم تلتحم الأنسجة التي يتكون منها سقف الفم معًا التحامًا كاملًا في أثناء الحمل. 
  • بالنسبة لبعض الأطفال، يكون كل من الجزء الأمامي والخلفي من الحنك مفتوحين. 
  • أما بالنسبة للأطفال الآخرين، يكون جزء فقط من الحنك مفتوحًا.
  • يمكن أن يعاني الطفل شِفَة مشقوقة أو حنك مشقوق أو كليهما.

أسباب وعوامل الخطر الإصابة بالشفة المشقوقة والحنك المشقوق

تحدث الشفة و الحنك المشقوقين عندما تفشل الهياكل التي تشكل الشِّفَة العليا أو الحنك في الالتحام معًا عند نمو الطفل في الرحم.

غالبًا ما يكون السبب الدقيق وراء حدوث ذلك لبعض الأطفال غير واضح. 

في حالات قليلة ترتبط الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق بما يلي:

  • الجينات التي يرثها الطفل من والديه.
  • التدخين أو شرب الكحول في أثناء الحمل.
  • السمنة في أثناء الحمل.
  • نقص حمض الفوليك في أثناء الحمل.
  • تناول بعض الأدوية في بداية الحمل، مثل: بعض الأدوية المضادة للتشنج وأقراص الستيرويد وأدوية حب الشباب التي تحتوي على أكوتان، والميثوتريكسات ( دواء يشيع استخدامه لعلاج السرطان والتهاب المفاصل والصدفية).
  • التعرض للفيروسات أو المواد الكيميائية في أثناء نمو الجنين في الرحم.
  • داء السكري: النساء المصابات بداء السكري اللواتي شخصن قبل الحمل لديهن مخاطر متزايدة لولادة طفل مصاب بشفة مشقوقة مع أو دون حنك مشقوق، مقارنة بالنساء غير المصابات بداء السكري.
  • في بعض الحالات، يمكن أن تحدث الشِّفَة الأرنبية أو الحنك المشقوق كجزء من حالة تسبب مجموعة واسعة من العيوب الخلقية، مثل: متلازمة حذف 22q11 (تسمى أحيانًا متلازمة دي جورج أو متلازمة الحنك والقلب والوجه) ومتلازمة بيير روبن.

 مضاعفات الشفة المشقوقة والحنك المشقوق

يمكن أن تسبب متلازمة الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق عددًا من المشكلات، خاصةً في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، قبل إجراء الجراحة.

يمكن أن تشمل المشكلات ما يلي:

صعوبة الرضاعة 

ربما لا يتمكن الطفل المصاب بشفة وحنك مشقوقين من الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة من زجاجة عادية لأنهم لا يستطيعون غلق فمهم جيدًا.

مشكلات السمع 

يكون بعض الأطفال المصابين بالحنك المشقوق أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأذن وتراكم السوائل في آذانهم (الأذن الصمغية)، مما يؤثر في سمعهم.

 مشكلات الأسنان 

وجود الشفة والحنك المشقوقين يعني أن أسنان الطفل لا تتطور التطور الصحيح، ويكونوا أكثر عرضةً للإصابة بتسوس الأسنان.

مشكلات الكلام

إذا لم يعالج الحنك المشقوق، فربما يؤدي ذلك إلى مشكلات في الكلام، مثل: الكلام غير الواضح أو الكلام الذي يشبه صوت الأنف عندما يكبر الطفل.

ستتحسن معظم هذه المشكلات بعد الجراحة ومع علاجات أخرى مثل علاج النطق واللغة.

تشخيص الشفة المشقوقة والحنك المشقوق

عادةً ما تلاحظ الشِّفَة المشقوقة في أثناء فحص شذوذ منتصف الحمل الذي يُجرى بين الأسبوعين 18 و21 من الحمل عبر الموجات فوق الصوتية. 

من الصعب جدًا اكتشاف الحنك المشقوق في الفحص بالموجات فوق الصوتية ولا يتم اكتشاف كل حالات الشفة المشقوقة كذلك.

إذا لم تلتقطها الموجات فوق الصوتية، فعادةً ما تُشَخَص فور الولادة أو في أثناء الفحص البدني لحديثي الولادة في غضون 72 ساعة من الولادة.

خُطَّة رعاية الطفل المصاب بالشفة المشقوقة والحنك المشوق 

الجدول الزمني لخطة الرعاية النموذجية للشفة والحنك المشقوقين هو:

  • منذ الولادة حتى 6 أسابيع: المساعدة على التغذية ودعم الوالدين واختبارات السمع.
  • من 3 إلى 6 أشهر: عملية إصلاح الشفة المشقوقة.
  • من 6 إلى 12 شهرًا: عملية جراحية لإصلاح الحنك المشقوق.
  • 18 شهر: تقييم الكلام.
  • 3 سنوات: تقييم الكلام.
  • 5 سنوات: تقييم الكلام.
  • من 8 إلى 12 عامًا: ترقيع العظام لإصلاح الشق في منطقة اللثَة.
  • من 12 إلى 15 عامًا: علاج تقويم الأسنان ومراقبة نمو الفك.

المساعدة على التغذية

يعاني الأطفال المصابون بالحنك المشقوق مشكلات في الرضاعة الطبيعية بسبب الفجوة الموجودة في سقف الفم.

يعاني هؤلاء الأطفال عند غلق أفواههم، وربما يمتصون كثير من الهواء ويخرج الحليب من أنوفهم، لذلك يكون من الصعب زيادة الوزن خلال الأشهر القليلة الأولى.

يمكن للممرضة المتخصصة أن تقدم المشورة بشأن وضعية الطفل وطرق التغذية البديلة والفطام إذا لزم الأمر.

إذا تعذرت الرضاعة الطبيعية، فهناك اقتراح بشفط حليب الثدي في زجاجة مرنة مصممة للأطفال المصابين بالحنك المشقوق.

في بعض الأحيان، يكون من الضروري إطعام الطفل بواسطة أنبوب يوضع في أنفه حتى إجراء الجراحة.

معالجة مشكلات السمع

الأطفال المصابون بالحنك المشقوق أكثر عرضةً للإصابة بحالة تسمى الأذن الصمغية (Glue ear)، إذ يتراكم السائل في الأذن.

يحدث ذلك لأن عضلات الحنك متصلة بالأذن الوسطى، فإذا كانت العضلات لا تعمل بشكل صحيح بسبب الشق، فتتراكم الإفرازات اللزجة داخل الأذن الوسطى وتقلل السمع.

يخضع الطفل أيضًا لاختبارات سمعية منتظمة للتحقق من أي مشكلات.

ربما تتحسن مشكلات السمع بعد إصلاح الحنك المشقوق، وإذا لزم الأمر، يمكن علاجها عن طريق إدخال أنابيب بلاستيكية صغيرة تسمى الحلَقات في طبلة الأذن إذ تسمح للسائل بالخروج من الأذن.

في بعض الأحيان، يوصى باستخدام المساعدات السمعية (سماعة الأذن).

العناية بالأسنان

إذا كان الشق يشمل منطقة اللثَة، فمن الشائع أن تكون الأسنان على جانبي الشق مائلة أو خارج موضعها، غالبًا يكون هناك سنًا مفقودًا، أو سنًا إضافيًا.

سيراقب طبيب أسنان الأطفال صحة أسنان الطفل ويوصي بالعلاج عند الضرورة.

ربما تكون هناك حاجة أيضًا إلى تقويم الأسنان، الذي يساعد على تحسين محاذاة الأسنان ومظهرها.

يبدأ علاج الدعامة عادةً بعد فقد جميع أسنان الطفل، ولكن يكون ضروريًا قبل زراعة العظام لإصلاح الشق في اللثَة.

الأطفال الذين يعانون الشق الحلقي أكثر عرضة لتسوس الأسنان، لذلك من المهم تشجيعهم على ممارسة نظافة الفم الجيدة وزيارة طبيب الأسنان بانتظام.

علاج النطق واللغة

سيقلل إصلاح الحنك من احتمال حدوث مشكلات في الكلام، ولكن في بعض الحالات، لا يزال الأطفال الذين يعانون شق الحنك بحاجة إلى علاج النطق.

يقيم معالج النطق واللغة (SLT) كلام طفلك عدة مرات مع تقدمه في السن.

إذا كانت هناك أي مشكلات، فهم يوصون بمزيد من التقييم لكيفية عمل الحنك والعمل مع الأم لمساعدة الطفل على تطوير كلام واضح. 

يستمر المعالج في مراقبة كلام الطفل حتى يكتمل نموه ويعمل معه مادام يحتاج إلى المساعدة.

ربما تكون هناك حاجة إلى مزيد من الجراحة التصحيحية في بعض الأحيان لعدد صغير من الأطفال الذين زاد تدفق الهواء عبر أنفهم في أثناء التحدث، مما أدى إلى ظهور كلام يشبه صوت الأنف.

الجراحة

عملية إصلاح الشفة المشقوقة

عادة ما تُجرى جراحة إصلاح الشفاه عندما يبلغ الطفل حوالي 3 أشهر من العمر.

سيخضع الطفل لتخدير عام (حتى يكون فاقدًا للوعي) وتُصلح الشفة المشقوقة وتُغلق بالغرز.

تستغرق العملية عادة من ساعة إلى ساعتين.

يبقى معظم الأطفال في المستشفى مدة يوم إلى يومين، ويسمح للأهل بالبقاء معهم خلال هذا الوقت.

تُزال الغرز بعد بضعة أيام، أو قد تذوب من تلقاء نفسها.

يكون للطفل نَدَبَة طفيفة، يحاول الجراح محاذاة الندبة مع الخطوط الطبيعية للشفة، لجعلها أقل وضوحًا.

جراحة إصلاح الحنك

عادة ما تُجرى جراحة إصلاح الحنك عندما يكون الطفل بعمر 6 إلى 12 شهرًا.

تُغلق الفجوة في سقف الفم ويُعاد ترتيب العضلات وبطانة الحلق، ويُغلق الجرح بغرز قابلة للذوبان.

تستغرق العملية عادة حوالي ساعتين باستخدام التخدير العام.

 يبقى معظم الأطفال في المستشفى مدة يوم إلى ثلاثة أيام، ومرة ​​أخرى، يسمح للأهل بالبقاء معهم خلال هذا الوقت.

تكون الندبة الناتجة عن إصلاح الحنك داخل الفم.

جراحة إضافية

في بعض الحالات، تكون هناك حاجة إلى عملية جراحية إضافية في مرحلة لاحقة من أجل:

  • إصلاح الشق في اللثَة باستخدام قطعة من العظم (طعم عظمي)، وتُجرى عادةً في عمر 8 إلى 12 عامًا تقريبًا.
  • تحسين مظهر الشفتين والحنك ووظيفتهما: يكون ذلك ضروريًا إذا لم تلتئم الجراحة الأصلية جيدًا أو كانت هناك مشكلات مستمرة في الكلام.
  • تجميل شكل الأنف.
  • تحسين مظهر الفك: يعاني بعض الأطفال المولودين بشفة مشقوقة أو حنك مشقوق من فك صغير أو “ارتداد”

في النهاية، الشفة والحنك المشقوقين من العيوب الخلقية المنتشرة كثيرًا بين الأطفال لذلك لا داعي للفزع عند إصابة مولودك بهما فالطب تطور كثيرًا وأصبح علاجهما أمرًا شائعًا.

اقرأ أيضًا

الطفل غير الاجتماعي| طفل خجول أم مشكلة حقيقية تحتاج تدخل؟

دور الأم في حياة أطفالها

مميزات الطفل الوحيد وأبرز تحديات تربيته

بواسطة
www.webmd.comkidshealth.orgmedlineplus.govwww.nhs.uk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى