تُعد الفقاعة الطبية من الوسائل الطبية المتبعة لتقليل انتشار الأوبئة، مثل وباء فيروس كورونا المستجد، وقد حرصت مصر على تجرِبة هذه الطريقة في مونديال كرة اليد 2021 المقام على أرضها.
وفي هذا المقال-عزيزي القارئ-نستعرض أهم ما تريد معرفته عن الفقاعة الطبية، وعن مدى فاعليتها في تقليل العدوى، وأهم مميزاتها وعيوبها.
ما هي الفقاعة الطبية؟
الفقاعة الطبية أو ما تسمى أيضًا (Quarantine bubble or social bubble)، هي وسيلة للحد من انتشار الأمراض المعدية والمقترح استخدامها حديثًا في فيروس كورونا المستجد.
يمكن تكوين الفقاعة باتفاق الأشخاص فيما بينهم أو عن طريق فريق طبي، بالاتفاق على بعض الإجراءات التي يمكن إتباعها داخل الفقاعة والالتزام بالإجراءات المجتمعية المتبعة خارجها؛ لتجنب انتشار العدوى.
تلك الإجراءات المتبعة داخل الفقاعة، تكون حسب الغرض المراد منها وعلى حسب إمكانات الدولة المنفذة.
أما عن خارج الفقاعة فتكون طبقًا لقوانين التباعد الإجتماعي.
الإجراءات المتبعة داخل الفقاعة الطبية (Quarantine bubble)؟
حتى الآن لا يوجد بروتوكول طبي معين لتنفيذه بداخلها، ولكن يجب أن يتفق جميع المشاركين أو الطاقم الطبي المشرف عليها، على بعض الأطر العامة لتجنب أي أخطاء، وللحصول على أفضل النتائج
- في البداية يجب أن يتفق جميع المشاركين على بعض المعايير أهمها عدم خروج أو دخول أي شخص للفقاعة إلا تحت ظروف معينة، لتجنب حدوث أي إصابة.
- يجب أن تكون تلك المعايير واضحة بشكل كبير، ويفضل أن تكون مكتوبة.
- يفضل أن تكون محددة المدة، مثل أسبوع أو شهر.
- وجود غرف مخصصة للعزل، في حالة إصابة الأشخاص داخل المنطقة المخصصة لها.
- وفي حالة مخالفة المعايير المتفق عليها وإصابة أحد الأشخاص بالعدوى يجب عزل الشخص المصاب لمدة لا تقل عن 14 يومًا.
- في حالة الخروج من الفقاعة الطبية بشكل مؤقت، يجب الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، لتجنب الإصابة بالعدوى.
- يجب تحديث المعايير ومتطلبات الفقاعة الطبية؛ لأن ما قد يكون على ما يرام يومًا ما قد يكون خطرًا بنسبة كبيرة للبعض فيما بعد.
- إذا حدث وخالف أي شخص من المشاركين القواعد الموضوعة، ولا يريد إكمال الوجود بداخلها فيجب خروجه في الحال لتجنب تعريض الآخرين لخطر العدوى.
- تُؤخذ مسحات طبية (PCR) كل فترة زمنية محددة طبقًا للبروتوكول المتفق عليه للفقاعة، وذلك تحت إشراف طبي.
و ها قد تعرفنا إلى معظم الإجراءات المتبعة، فهل يوجد عدد سحري يجعلها تجرِبة ناجحة؟
هل يوجد عدد معين يلتزم به داخلها؟
حتى الآن لا يوجد عدد معين ينبغي تواجده بداخل الفقاعة الطبية، ولكن يقترح بعض الباحثون أن العدد الذي يمكن أن يوجد بداخلها عشرة أشخاص، ولكن يمكن أن يزيد العدد طبقًا للإجراءات المتبعة بداخلها.
هل يمكن توسيع عدد المشاركين داخلها؟
لا يمكن بَدْء فقاعة طبية أو توسيع مداها بعد بدأها؛ لتجنب المخاطر التي يمكن أن تولد بسبب هذا القرار مثل حدوث عدوى.
وها قد تحدثنا عن تكوين الفقاعة الطبية، دعنا نتكلم عن مميزات الفقاعة الطبية وعيوبها.
مميزات الفقاعة الطبية
يوجد بعض المميزات للفقاعة الطبية، إذا طُبقت بشكل سليم يمكن أن توفر بعض المميزات، من أهمها
- توفير الحماية ضد العدوى.
- تتيح لك عدم إتباع الإجراءات الاحترازية، أو على الأقل اتباع إجراءات مخففة.
- يمكن استخدامها لحماية الأشخاص، ذوي المناعة الضعيفة.
- تحسين الحالة المزاجية، ومقاومة الاكتئاب الناتج عن العزلة بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.
- تعدّ تلك الفقاعة وسيلة لمقاومة انتشار العدوى؛ للوصول لمرحلة تسطيح منحنى الإصابة.
لمعرفة المزيد عن تسطيح منحنى الإصابة، يمكن مراجعة الفيديو التالي (flattening the curve).
عيوب الفقاعة الطبية
في واقع الأمر يوجد بعض المخاطر يمكن أن تواجه الشخص المشارك في الفقاعة الطبية، ومن أمثلة تلك المخاطر، ما يلي
- الانتشار السريع غير المصاحب لوجود أعراض.
ويظهر هذا جليًا في فيروس كورونا (SARS-CoV-2) المنتشر حاليًا، وقد أظهرت الدراسات أن هناك (20-45%) من المصابين تكون إصابتهم غير مصحوبة بظهور أعراض.
- اختلاف الحالات المرضية داخل الفقاعة.
يجب أن تختلف الإجراءات المتبعة داخل الفقاعة الطبية باختلاف الأشخاص المشاركة بداخلها.
فإذا كان لديك بعض الأمراض المزمنة مثل: السكري، أو الضغط أو تعاني أزمة الربوية، فيجب تشديد المعايير بداخل المنطقة المخصصة للفقاعة، وذلك للحفاظ على الأشخاص المشاركة بها.
- احتمالية كبيرة لانتشار المرض.
وذلك بسبب وجود أشخاص كثر داخل الفقاعة دون إجراءات الاحترازية مما يزيد من احتمالية انتشاره ووجود حالات جديدة.
ولكن حتى الآن هذه الأخطاء تكون أخطاء بشرية بسبب العامل البشرى، على سبيل المثال
- عدم إتباع الإجراءات الاحترازية داخل الفقاعة.
- عدم الوضوح من المشارك بخصوص تحركاته خارج الفقاعة.
- إخفاء أعراض مرض عند ظهورها على المشارك.
ولكن من الممكن أن يأتي سؤال بداخلك، هل طبقت تلك الطريقة في دول مختلفة؟
الحقيقة نعم، فقد طبقت في العديد من الدول لأسباب مختلفة، ولكن على نطاق صغير جدًا من ناحية العدد والمساحة.
أمثلة على تطبيق تلك التقنية في مختلف دول العالم
- في انجلترا، يمكن للبالغين العازبين الذين يعيشون بمفردهم – أو الوالدين الوحيدين الذين تقل أعمار أطفالهم عن 18 عامًا – تشكيل فقاعة دعم مع أسرة أخرى.
- وطبقت أيضًا في ويلز خلال الإغلاق، قررت الحكومة أنه لا يجب ألا تزور أسرًا أخرى أو تقابل أشخاصًا آخرين لا تعيش معهم، إلا إذا كانوا في فقاعة الدعم الخاصة بك.
- وفي إسكتلندا، بموجب نظام الطبقات الخمس، يمكن للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم أو مع أطفال دون سن 18 عامًا فقط تكوين واحدة مع جار لهم.
- في الولايات المتحدة الأمريكية وفي انجلترا طبقت أيضًا في المدارس لتقليل الاتصال المباشر بين الطلاب.
- وفى أيرلندا الشِّمالية، يمكن لأسرتين من أي حجم تشكيل فقاعة دعم، ولكن حُدثت ليصبح الحد الأقصى 10 أشخاص، تشمل الأطفال.
التجربة المصرية للفقاعة الطبية
وحاولت مصر تقديم بعض التعديلات على هذا النظام؛ للحفاظ على سلامة الأفراد المشاركة في بطولة كرة اليد، على سبيل المثال:
- المنتخبات المشاركة سيُمنع اختلاطهم بدأ من وصولهم مطار القاهرة حتى الوصول لفندق الإقامة.
- استخدام وسائل نقل ومواصلات معقمة لتجنب أي احتكاك مع الأشخاص غير المشاركين بها.
- عزل المنتخبات والأشخاص المشاركين في الفقاعة قبل أسبوع من بدايتها، مع أخذ مسحات للتأكد من سلبيتها قبل البَدْء في تطبيق الإجراءات بداخلها.
- عدم خروج أي منتخب من فندق الإقامة سوى للذهاب لخوض التدريبات والمباريات.
- بالإضافة إلى عدم حضور الجماهير للمباريات لتقليل الإصابة.
وكذلك طبقت الفقاعة الطبية في بطولة كأس العالم للأندية 2021 بقطر، التي شارك فيها النادي الأهلي المصري.
وقد تختلف الإجراءات المتبعة لها من دولة لأخرى؛ طبقًا للحالة الاقتصادية ومعدل انتشار المرض.
وفى النهاية-عزيزي القارئ- نتمنى أن تكون علمت كل ما تريد معرفته عن الفقاعة الطبية وعن أهم مميزاتها وعيوبها، فنتمنى لك كامل الاستفادة، كما نتمنى لك دوام الصحة والعافية ونلقاك على خير.
اقرأ أيضًا
تحاليل الكورونا | رحلة البحث عن كورونا
التباعد الاجتماعي | إذا اقتربت ستموت!
رهاب كورونا | عندما يصير الخوف أكثر عدوى من الفيروس
مقال مفيد.. عن موضوع جديد
زادك الله من علمه