قديمًا قال الطبيب اليوناني أبقراط: ليكن طعامك دواءك ودواؤك طعامك، كما قال أبقراط أن المرض ناجم عن عدة عوامل منها النظام الغذائي ونمط الحياة، وعليه ينصح أن يكون العلاج بتغيير هذه العوامل، وإضافة بعض العناصر الغذائية التي تحافظ على صحتك وصحة قلبك، ومنها ما يسمى توابل صديقة للقلب.
هيا بنا عزيزي القارئ نتعرف معًا إلى العناصر الغذائية التي يطلق عليها توابل صديقة للقلب، وبعض أطعمة مفيدة للشرايين.
5 توابل صديقة للقلب لا غنى عنها
لا يوجد شيء في بيتك مليء بالعناصر الغذائية التي تساعد على الشفاء من الأمراض مثل خزانة التوابل. إذ توضع التوابل في المأكولات لتحسين مذاق الطعام، وأيضًا لتقديم العديد من الفوائد التي تعزز صحتك وصحة قلبك، ومنها:
1. الفلفل الحار
هو نوع من التوابل الشعبية في المأكولات المكسيكية، والآسيوية تستخدمه تلك الشعوب أحيانًا طازجًا، وأحيانًا أخرى في صورة مسحوق أو رقائق مجففة.
يعد الفلفل الحار (متوسط الحرارة) أكثر حرارة قليلًا من فلفل “الهاليبينو”، ولكنه أكثر برودة من فلفل “هابانيرو”. ويحتوي على فيتامين سي، ومكونات أخرى مثل: الكابسيسين وهو العنصر المسؤول عن حرارته والعديد من فوائده الصحية.
دور الفلفل الحار في تحسين الدورة الدموية للقلب
أظهرت الأبحاث أنه يعمل بعدة طرق على تحسين صحة القلب، وهي:
- يُخفض من مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، والدهون الثلاثية ويزيد من مستوى الكوليسترول النافع (HDL).
- تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية عن طريق زيادة أكسيد النيتريك؛ لذلك يساعد الشرايين على الاسترخاء، والتوسع مما يحسن الدورة الدموية لذلك هو توابل صديقة للقلب.
- له خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات التي تفيد جهاز القلب والأوعية الدموية بشكل كبير.
يُستخدم الفلفل الحار في إنقاص الوزن إذ أن السمنة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد أشارت بعض الدراسات أن المكونات الموجودة في الفلفل الحار، وأنواع أخرى من عائلة الفليفلة تساعد في إنقاص وزن الجسم، وكتلة الدهون وتزيد من درجة حرارة الجسم، وبالتالي من معدل حرق الدهون، وأن الكميات التي تتراوح من 0.1 جم إلى 3 جرامات تُقلل من الانشغال بالطعام، وتساعد على تقليل الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية، والمالحة، وأيضًا الحلوة.
ملحوظة
ينصح خبراء التغذية بعدم الإكثار منه عند الإحساس بآلام في المعدة وإسهالًا عند بعض الأشخاص، أو من يعانون متلازمة القولون العصبي. قد يكون تناول الفلفل الحار على صورته الطبيعية أفضل من تناوله في صورة كبسولات، وأكثر فاعلية في إدارة الوزن.
2. القرفة
هي أحد التوابل التي تأتي من اللحاء الداخلي لعدة أنواع من الأشجار، تستخدم عادةً في صورة مسحوق تدخل في العديد من الأطعمة الحلوة، والمالحة.
للقرفة تاريخ طويل بدأ منذ عام 2000 قبل الميلاد، إذ كانت توابل صديقة للقلب نادر وجودها تناسب الملوك فقط، والآن فهي موجودة في كل بيت تقريبًا.
هناك نوعان رئيسيان من القرفة، هما:
- كاسيا (CASSIA) وهي القرفة العادية الأكثر استعمالًا.
- سيلان (CEYLON) المعروفة بأنها القرفة الحقيقية، تتمتع بطعم أخف وأقل مرارة.
قرفة كاسيا هي الأكثر شيوعًا في محال السوبر ماركت، نظرًا لأنها أرخص بكثير من سيلان.
تحتوي القرفة على مركب زيتي يسمى سينامالدهيد (Cinnamaldehyde)، هو المسؤول عن رائحتها ونكهتها المميزة، بالإضافة إلى العديد من فوائدها الصحية.
فوائد القرفة
- تحتوي على خصائص قوية مضادة للأكسدة وللالتهابات.
- تشتهر بقدرتها على خفض نسبة السكر في الدم، وتحسين مستوى الكوليسترول، وتساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، لذا فهي توابل صديقة للقلب.
- تساهم في علاج بعض الأمراض منها:
- مرض ألزهايمر.
- مرض نقص المناعة.
- السرطان.
- تسوس الأسنان.
- الحساسية.
أضرار القرفة
قرفة كاسيا آمنة عند تناولها بكميات صغيرة إلى معتدلة، ولكن تناول كثير منها يسبب عديد من المشكلات الصحية، لأنها تحتوي على كميات عالية من مركب الكومارين (Cumarin).
هناك بعض الآثار الجانبية المترتبة على تناول كميات كبيرة من القرفة، وهي:
- قد تسبب بعض مشكلات في التنفس.
قد يؤدي تناول الكثير من القرفة المطحونة إلى مشكلات في التنفس، لأن التوابل لها قوام ناعم يجعل من السهل استنشاقها، ويؤدي هذا الاستنشاق إلى:
- السعال.
- صعوبة التقاط أنفاسك.
- قد تتفاعل مع بعض الأدوية.
الكميات الصغيرة من القرفة آمنة مع معظم الأدوية، ولكن احذر من الإكثار منها خاصةً إذا كنت تتناول أدوية السكري أو القلب.
- قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
أظهرت الدراسات أن تناول الكثير من الكومارين، يتسبب في ظهور أورام سرطانية إذ يعتقد بعض العلماء، أن زيادة الكومارين تتسبب في تلف الحمض النووي بمرور الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان ولكن ما زالت الأبحاث على الإنسان مستمرة لإثبات هذا الاعتقاد أو نفيه.
- قد تسبب تقرحات في الفم.
نظرًا لاحتواء القرفة على سينامالدهيد (Cinnamaldehyde)، وهو مركب يؤدي إلى رد فعل تحسسي عند تناوله بكميات كبيرة، قد يعاني بعض الأشخاص تقرحات الفم عند تناول المنتجات التي تحتوي على القرفة كنوع من المنكهات.
لا تتسبب الكميات الصغيرة في هذا النوع من التحسس لأن اللعاب يمنع المواد الكيميائية من البقاء في الفم لمدة طويلة، بالإضافة إلى تقرحات الفم هناك أعراض أخرى لحساسية السينامالدهيد (Cinnamaldehyde)، وهي:
- تورم اللسان أو اللثة.
- حرقان أو حكة.
- بقع بيضاء في الفم.
- الانخفاض الشديد في نسبة السكر في الدم.
تساعد القرفة على خفض نسبة السكر في الدم، ولكن تناول الكثير منها قد يؤدي إلى الانخفاض الزائد، الذي بدوره يتسبب في الشعور بالدوخة والتعب وربما الإغماء، وخاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية لعلاج داء السكري.
- قد تسبب تسمم الكبد وتلفه.
وهذا يحدث عند تناول المكملات لأنها تعد جرعة أكبر مما قد يحصل عليه الشخص من النظام الغذائي.
3. الثوم
هو نبات يُزرع في جميع أنحاء العالم ويُعتقد أنه نشأ في سيبريا، يُستخدم في صورة فصوص كاملة، أو مفرومة أو معجون أو مسحوق أو عصير.
- هو أكثر توابل الطهي شيوعًا وأكثرها بحثًا، إذ يحدد العلماء أكثر من 100 مادة كيميائية نباتية في الثوم.
- المركب الرئيسي للثوم هو الألبسين وهو الأكثر شهرة، توجد العديد من مركبات الكبريت الأخرى في أشباه الثوم، مثل البصل والكراث، وهي المسؤولة عن الطعم اللاذع للثوم والعديد من فوائده الصحية.
فوائد الثوم هي:
- يُخفض ضغط الدم ويحارب الجذور الحرة، خاصةً للأفراد الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم.
- يُخفض من مستوى الدهون في الدم.
- تقليل الكوليسترول الكلي والضار، لذا فهو توابل صديقة للقلب.
4. الزنجبيل
زرع أول مرة في جنوب شرق آسيا، وشق طريقه إلى الغرب خلال تجارة التوابل، وزنجبيل التوابل الشائع يختلف عن الزنجبيل البري، الذي يحتوي على بعض مكونات قد تكون سامة.
يستخدم بعض الأشخاص جذر الزنجبيل في الأطعمة الحلوة والمالحة، وعلى صورة شرائح أو مكعبات أو عصير أو حلوى، ولكن المعظم يستخدمه كمسحوق.
الفوائد الصحية للزنجبيل هي:
- له خصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهابات.
- له بعض الآثار المضادة للغثيان.
- يعمل على تقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.
- تقليل مستوى الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية.
- يُخفض نسبة السكر في الدم في أثناء الصيام، وأيضًا الهيموجلوبين السكري HA1C.
ملحوظة
قد يؤدي تناول الزنجبيل بكثرة إلى الإسهال، وحرقة المعدة، والانتفاخ، لذا ينصح الأطباء بعدم تناوله بكثرة لدى المصابين بالتهاب الأمعاء.
5. الكركم
هو من نفس عائلة الزنجبيل وموطنه الأصلي الهند الاستوائية وجنوب شرق آسيا، يُستخدم بشكل شائع في الأطباق الهندية، مثل الكاري ودجاج التندوري، يُستخدم جذر الكركم في الطهي وغالبًا يكون في صورة مسحوق، إما بمفرده أو مع توابل أخرى موجودة في مسحوق الكاري.
يتميز الكركم بلونه الأصفر الذهبي والمسؤول عنها هي مادة الكركمينات، التي توفر له العديد من الفوائد الصحية التي تتمثل في آثارها المضادة للالتهابات، بالإضافة إلى الكركمين يحتوي الكركم على العديد من المكونات المضادة للأكسدة، التي لا تتأثر بالطهي.
أثبتت بعض الدراسات تأثيره القوي في خفض مستوى الكوليسترول الكلي، والضار لذا فهو يعد توابل صديقة للقلب.
بعض النصائح لعلاج قصور الشرايين التاجية
انتشرت أمراض القلب والأوعية الدموية في هذه الأيام، وخاصةً مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease)، ويؤدي النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض القلب، كما يساعد في علاج تصلب الشرايين وهو السبب الرئيسي لمعظم أمراض القلب، إذ يتسبب تصلب الشرايين في تراكم الترسبات في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب، ويسبب نوبة قلبية أو الموت في بعض الأحيان.
وأيضًا قد تساعد الفلافونات Flavonoids وهي بعض المركبات الموجودة في الشاي، والقهوة، وفول الصويا على تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
ويمكن علاج قصور الشرايين التاجية بالأعشاب، مثل: الثوم، وعشبه الزعرور (crataegus)، وكايين (Capsicum annum).
وإليك بعض النصائح التي تساعدك على الحفاظ على صحة قلبك وهي:
1. درِب قلبك
القلب عضلة مثل أي عضلة أخرى تحتاج إلى التدريب بالنشاط البدني، إذ يساعد القلب على العمل بكفاءة أكبر، ويتطلب مجهود أقل للقلب لتوزيع الدم في الجسم.
تؤكد جمعية القلب الأمريكية على فائدة التمارين المنظمة لمرضى CAD، ولكن عليك بمراجعة طبيبك لإجراء اختبار التمرين، وتحديد البرنامج التدريبي المناسب.
2. تناول المكملات الغذائية
تساعد بعض المكملات الغذائية بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ولكن تحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها لا تنظم تناولها مثل الأدوية المعتادة، إذ يمكن أن تتسبب بعض المكملات في تفاعلات خطيرة مع بعض الأدوية.
ملحوظة: إذا كنت تعاني من أمراض القلب التاجية أو أي مشكلة أخرى في القلب قد تم علاجها، عليك مراجعة طبيبك أولا قبل تناول أي من المكملات.
3. الأحماض الدهنية Omega 3
أشارت العديد من الأبحاث إلى أن الأحماض الدهنية أوميغا 3، تقلل من الالتهابات في الجسم والدهون الثلاثية، وتخفض ضغط الدم، وتعزز الجهاز المناعي.
توجد الأحماض الدهنية أوميغا 3 في:
- الأسماك وخاصةً (السلمون والرنجة والماكريل).
- بذر الكتان وزيت بذر الكتان.
- عين الجمل أو الجوز.
- زيت الكانولا.
- فول الصويا وزيت فول الصويا.
ملحوظة: يمكن تناول أوميغا 3 كنوع من المكملات ولكن تحدث إلى طبيبك أولًا، قبل تناول أي جرعة إذ تتسبب الزيادة في الجرعات في النزيف.
4. فيتوسترولات phytosterols
تساعد فيتوسترولات في الحفاظ على صحة القلب، وتوجد هذه المركبات في أنواع عدة من الأطعمة مثل:
- الحبوب الكاملة.
- المكسرات.
- البقوليات.
من فوائدها أنها تُقلل من مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، وتظهر فائدتها عند تناولها مع نظام غذائي صحي (منخفض الدهون المشبعة مع وفرة من الخضروات والفواكه والألياف).
5. فيتامين د
تشير الأبحاث إلى أن فيتامين د يُقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، والمصدر الرئيسي له هو التعرض لأشعة الشمس، وإليك أيضًا بعض الأطعمة الغنية بفيتامين د، وهي:
- الجمبري.
- سمك السلمون.
- حليب الصويا المدعم.
- الحليب.
- البيض.
- التونة المعلبة.
- حبوب الإفطار المدعمة.
ملحوظة
تحدث إلى طبيبك أولا قبل تناول مكملات فيتامين د، إذ يؤدي تناول كثير منها إلى امتصاص كثير من الكالسيوم، مما يؤدي إلى حصوات الكُلى أو تلف الكُلى.
ختامًا أمراض القلب من الأمراض الخطرة، ولكن يمكن علاجها والوقاية منها عن طريق تقليل الكوليسترول الضار في الدم. والحفاظ على ضغط الدم وتناول الطعام الصحي، الذي يحتوي على توابل صديقة للقلب لمساعدة القلب على الحياة بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا
مريض السرطان والانتصار في المعركة
مشروبات لإذابة الدهون | 13مشروب سحري لإنقاص الوزن