د. أحلام رجب
المتأمل في صمامات القلب وتكوينها وطريقة عملها يعرف مدى قدرته سبحانه وتعالى في خلقه.
فهيا عزيزي القارئ معًا في رحلة سريعة للتعرف على أنواعها، وطرق عملها، وبعض المشكلات التي تصيبها وتؤثر عليها.
ما هي صمامات القلب؟
يوجد أربعة صمامات للقلب -واحد في كل حجرة من حجرات القلب- تعمل على الحفاظ على مسار الدم في الاتجاه الصحيح.
الصمام ثلاثي الشرفات
يفصل هذا الصمام بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن، ويسمح للدم بالتدفق من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن عند فتحه.
يمنع التدفق العكسي للدم (من البطين الأيمن إلى الأذين الأيمن).
الصمام الرئوي:
يسمى (الصمام الهلالي).
يفصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوي يُفتح حتى يسمح بضخ الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي.
يمنع تدفق الدم من الشريان الرئوي إلى البطين الأيمن.
الصمام المترالي:
يسمى بالصمام التاجي للقلب.
يفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر من القلب، يمنع التدفق العكسي للدم.
الصمام الأبهري:
يفصل بين البطين الأيسر والشريان الأورطي، ويسمح بخروج الدم المحمل بالأكسجين إلى الشريان الأورطي ومنه إلى باقي الجسم.
يمنع عودة الدم إلى البطين الأيسر.
ما المشكلات التي تصيب صمامات القلب؟
يتكون كل صمام من صمامات القلب من وريقات، أو شرفات تفتح وتغلق في أثناء انقباض وانبساط القلب لتضخ الدم بشكل صحيح وتمنع المرور العكسي له.
تحدث هذه الأمراض عندما لا يفتح الصمام أو يغلق بشكل صحيح، فيعطل تدفق الدم من القلب إلى الجسم بطريقة سليمة.
وإليك عزيزي القارئ بعض المشكلات التى تصيبها وتؤثر على وظيفتها:
- الرتق
تشوه في صمام القلب يمنع تدفق الدم بين الحجرات بسبب صلابة الأنسجة.
- ضيق الصمامات
يحدث ضيق في فتحة الصمام بسبب سمك أو تيبس أو التحام شرفاته، يؤدي ذلك إلى قلة كمية الدم المتدفقة.
- ضيق الصمام ثلاثي الشرفات
يؤدي ذلك إلى عدم انتقال الدم بشكل كامل من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن.
يتسبب ذلك في تضخم الأذين، ويؤثر على ضغط الدم، وضخ الدم وتدفقه في الغرف والأوردة المحيطة.
يتسبب أيضًا في صغر حجم البطين الأيمن، ويقلل تدفق الدم إلى الرئتين لالتقاط الأكسجين.
- ضيق الصمام الرئوي
يقل الدم المتدفق إلى الرئتين الذي يحتوي على الأكسجين، يؤثر ذلك على توصيل الدم الغني بالأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم.
يتعين على البطين الأيمن في هذه الحالة العمل بجهد أكبر مما يؤدي إلى زيادة ضغط القلب.
- ضيق الصمام التاجي
إذ ينخفض تدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، فيؤدي ذلك إلى تضخم الأذين الأيسر، وتراكم السوائل في الرئتين.
يتسبب ذلك في ضيق التنفس والتعب المستمر.
4. ضيق الصمام الأبهري
ينخفض تدفق الدم من القلب إلى الشريان الأورطي ومنه إلى باقي الجسم، يؤدي ذلك إلى تضخم البطين الأيسر وزيادة سماكته، مما يجعل القلب أقل كثافة.
- التدلي
فشل في غلق الصمام بشكل كامل.
- تدلي الصمام التاجي
يطلق عليه أيضًا (متلازمة الصمام المرن).
عندما يفشل الصمام في الإغلاق بشكل متساوٍ، ينتفخ جزء منه ناحية الأذين عند انقباض البطين.
يتسرب الدم بعد ذلك للخلف ويسمي (قلس).
- تدلي الصمام الرئوي، والأبهر، والصمام ثلاثي الشرفات
أقل شيوعًا من تدلي الصمام التاجي، ويحدث تسرب للدم أيضًا عند فشلها عن الإغلاق.
- القلس(التسرب)
يحدث القلس عندما لا يغلق الصمام بشكل جيد، فيسمح بتدفق الدم إلى الخلف.
هذا الاضطراب في تدفق الدم يقلل من كفاءة القلب ويحد من إمداد الجسم بالدم الغني بالأكسجين.
- ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات
عند تسرب الدم الذي يتم ضخه من البطين الأيمن إلى الرئتين للخلف إلى الأذين فيحدث تضخم للأذين.
- ارتجاع الصمام الرئوي
عندما لا يغلق الصمام الرئوي ويتسرب الدم إلى القلب مرة أخرى، يمتزج حينها الدم المؤكسج بالدم الغير مؤكسج.
يقلل ذلك من توافر الدم الغني بالأكسجين لباقي أجزاء الجسم.
- ارتجاع الصمام الميترالي
يؤدي تسرب الدم إلى زيادة حجم الدم وضغطه.
في الحالات الشديدة قد يؤدي إلى تضخم الأذين الأيسر، وتراكم السوائل (احتقان السوائل) في الرئتين.
- ارتجاع الصمام الأبهري
يحدث عند تسرب الدم الغني بالأكسجين للخلف.
لا يحصل الجسم في هذه الحالة على الكمية الكافية من الدم، يؤدي ذلك إلى عمل القلب بجهد أكبر مما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب.
ما هي عوامل الخطورة؟
تتمثل عوامل الخطورة لأمراض صمامات القلب فيما يلي:
- التقدم في العمر.
- ارتفاع ضغط الدم، أو كوليسترول الدم.
- مرض السكري.
- تاريخ مرضي لأمراض القلب الأخرى.
- العيوب الخلقية للقلب.
- السمنة المفرطة، وعدم اتباع نمط حياة صحي.
ما هي الأعراض المحتملة لأمراض صمامات القلب؟
لا يعاني بعض المرضى ظهور أي أعراض.
بينما يعاني البعض الآخر مجموعة من الأعراض التي تتطور بشكل ملحوظ وسريع في الحالات الشديدة.
بعض الأشخاص يتطور لديهم المرض ببطء شديد وأعراض طفيفة جدًا.
ومن أهم الأعراض التي يعانيها المرضى:
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب.
- ضيق التنفس.
- إرهاق، ضعف، وتعب عام.
- دوار، أو إغماء.
- تورم الكاحلين، أو القدمين أو انتفاخ البطن.
- عدم انتظام ضربات القلب.
مضاعفات الإصابة بأمراض صمامات القلب
تتسبب أمراض الصمامات في الكثير من المضاعفات الخطيرة التي تتمثل في الآتي:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- جلطات دموية.
- فشل في القلب.
- سكتات دماغية.
- الوفاة.
كيف تُشخص أمراض صمامات القلب؟
تُشخص أمراض صمامات القلب عن طريق:
- سماع صوت القلب حيث يوجد صوت مختلف يسمى النفخة القلبية، هي أول مؤشر لهذه الأمراض.
- وسماع صوت الرئة للبحث عن وجود ارتشاح للسوائل.
- كذلك اختبارات الإجهاد.
- مخطط صدى القلب: تُستخدم فيه الموجات الصوتية لتقييم تركيبات القلب والصمامات وكذلك كفاءة ضخ الدم.
- مخطط كهربية القلب (ECG): يمكنه رصد الاضطرابات في نظم القلب، وكذلك أمراض القلب المختلفة، وتضخم حجراته ايضا.
- التصوير بالأشعة السينية على الصدر: لرصد أي تضخم في القلب، وكذلك تقييم الرئتين.
- القسطرة القلبية: يجرى هذا الاختبار عن طريق إدخال أنبوب صغير جدًا بوعاء دموي في الذراع أو المنطقة الأربية، يوجه هذا الأنبوب إلى القلب وتحقن صبغة فيه ليعطي صورة مرئية لشرايين القلب.
يساعد على تشخيص أمراض القلب والصمامات، وقياس ضغط حجرات القلب.
علاج أمراض صمامات القلب
يعتمد العلاج على شدة الحالة المرضية.
إذا كانت المشكلة بسيطة ولا تؤثر على صحة الشخص بشكل عام، فلا يستخدم أي علاجات، لكن يُفحص بصفة دورية حتى لا تزدد الحالة سوءًا.
توصف بعض الأدوية إلى الأشخاص الذين يعانون بعض الأعراض للتخفيف منها، لكن هذه الأدوية لا تعالج الحالة المرضية للصمام مثل:
- مدرات البول: لتقليل التورم، ومنع تراكم السوائل في الجسم.
- مميعات الدم: لمنع تجلط الدم، وتقليل مخاطر مشكلات القلب الأخرى.
- أدوية تنظيم ضربات القلب.
الحالات الأشد خطورة قد تحتاج إلى علاجات مكثفة أو إجراءات جراحية، وهذه بعض العمليات الجراحية التي يمكن إجرائها:
1.إصلاح الصمام
عن طريق ترقيع الثقوب، أو التمزق، أو إعادة تشكيل الصمام أو فصل الوريقات حتى يمكن فتحها وإغلاقها.
- رأب الصمام بالبالون: يُفتح الصمام في هذه الحالة عن طريق إدخال قسطرة رفيعة تحتوي على بالون في طرفها عبر وعاء دموي إلي الصمام.
ثم يُنفخ البالون لتوسيع فتحة الصمام الضيقة.
- عملية تجميل حلقة الصمام: هي تقنية تستخدم لإصلاح حلقة الصمام المتضخمة (حلقة ليفية في قاعدة صمام القلب).
تُخيط غرز حول الحلقة لتضييق فتحة صمامات القلب الواسعة، أو يوصل جهاز يشبه الحلقة من الخارج يمكن إغلاقه بإحكام.
2. استبدال صمام القلب
عند تعذر إصلاح صمام القلب يُستبدل بصمام آخر مصنع.
يعد استبدال الصمام الأبهري المعطل إحدى بدائل جراحة القلب المفتوح وذلك عن طريق زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة القلبية (TAVR أو TAVI).
أسلوب الحياة لمرضي صمامات القلب يمكنه تقليل خطر الإصابة أو تطور الحالة الصحية لذا يجب اتباع الآتي:
- منع التدخين، والكحوليات.
- وممارسة الرياضة.
- كذلك اتباع نظام غذائي صحي.
- التحكم والسيطرة على ضغط الدم، كذلك الكوليسترول، والسكري.
- السيطرة على القلق والتوتر.
أنواع صمامات القلب الصناعية
يوجد نوعين مختلفين من الصمامات المصنعة هما:
- الصمام الميكانيكي المصنع
يصنع من مواد قوية ومتينة، لذلك يدوم طويلًا، يستمر أغلبها طوال حياة المريض.
- صمام بيولوجي
- نسيجي: مصدر هذا الصمام من صمامات الحيوانات، أو الأنسجة الحيوانية القوية والمرنة.
يستمر هذا النوع (10-20) عامًا.
- صمام من متبرع: حيث يتبرع شخصٌ لشخصٍ آخر، ويستمر(10-20)عامًا.
ختامًا عزيزي القارئ أتمنى أن يكون هذا المقال أضاف إلى معلوماتك بعض الحقائق المبسطة حول صمامات القلب، وأنواعها، والأمراض المحتمل أن تصيبها، وطرق علاجها.
اقرأ أيضًا
الكوليسترول | القنبلة الموقوتة.
علاج احتشاء عضلة القلب وطرق الوقاية منه.
متلازمة سبينس | أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها.