التمزق العضلي الصدري | الأسباب والأعراض والعلاج

د.الشيماء الحديدي
تُعد الإصابة بالإجهاد العضلي أو الشد العضلي أحد أكثر الإصابات التي تؤرق عديد من الناس خاصةً الرياضيين، سنتناول في السطور التالية أحد أنواعه وهو التمزق العضلي الصدري.

ما أسبابه وأعراضه ودرجاته؟ كيف يُشخص؟ وهل يمكن علاجه في المنزل؟ وما العلاج الدوائي له؟

هيا بنا نجيب عن جميع الأسئلة التي تراودك -عزيزي القارئ- حول هذا الموضوع في السطور التالية.

نظرة عامة

يسبب هذا التمزق ألم حاد في الصدر يعانيه المريض عند التمدد الشديد لعضلة الصدر أو تمزقها.

يعد ما يسمى بالعضلات بين الضلعية السبب الرئيسي لما يقرب من 49% من آلام الصدر، وهي تتكون من ثلاث طبقات.

تسمى هذه الطبقات بالترتيب من الخارج للداخل العضلات بين الضلعية الظاهرة، والعضلات بين الضلعية الغائرة، والعضلات بين الضلعية العمقية.

تعد هذه العضلات مسؤولة عن مساعدتك على التنفس، كما إنها تساعد على استقرار الجزء العلوي من الجسم، ويعاني المصابين بالتمزق العضلي الصدري ألمًا مفاجئًا وحادًا في الصدر.

أسباب آلام الصدر

تتعدد أسباب الشعور بألم في الصدر؛ مما يتطلب الإسراع لطلب الرعاية الطبية لدقة التشخيص، ومنها الآتي:

كسور في الضلوع.
مشكلات في الظَهر مثل إصابة الغضروف الضلعي.
مشكلات في القلب مثل النوبة القلبية.
ومشكلات في الجهاز الهضمي.
مشكلات في الرئة مثل فرط ضغط الدم الرئوي.
الهربس النطاقي.
نوبات الهلع.

أسباب التمزق العضلي الصدري

يوجد عديد من الأسباب التي تؤدي إلى التمزق العضلي الصدري، ومنها:

السقوط.
الإرهاق العضلي.
الإصابات الرياضية الناتجة عن التحمل المفرط.
عدم كفاية الإحماء قبل التمرين.
ضعف المرونة أو التكيف الرياضي.
الكحة الشديدة.
رفع الأثقال.
وضع الذراع فوق الرأس لفترات طويلة.
إصابات نتيجة تصادم مثل الحوادث.
إصابات بسبب عطل في الأجهزة.
حمل الأثقال أثناء لف الجسم.

أعراضه

يعاني المصابون بالتمزق العضلي الصدري عدة أعراض أهمها:

ألم حاد أو مزمن.
ألم يزداد مع حركة الصدر وحركة الجزء العلوي من العمود الفقري.
وألم يزداد سوءًا في أثناء الكحة والتنفس العميق والعطس.
ألم في الجزء العلوي من الظهر.
تيبس وألم في جدار الصدر.
تورم.
تشنجات عضلية.
شدّ عضليّ.
كدمات.

يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة في حالة مصاحبة تلك الأعراض أي من الأعراض الآتية التي تصاحب النوبة القلبية، مثل:

فقدان الوعي.
الدوار.
التعرق.
النوم.
الحمى.
صعوبة التنفس.

الأشخاص الأكثر عرضة للتمزق العضلي الصدري

يعد كبار السن الفئة الأكثر عرضة للتمزق العضلي الصدري بسبب السقوط.

يرجح كثرة تعرض البالغين لخطر التمزق العضلي الصدري بسبب الحوادث والأنشطة الرياضية.

يعد الأطفال المجموعة الأقل خطرًا للإصابة بتمزق عضلات الصدر.

درجات التمزق العضلي الصدري

ينقسم التمزق العضلي الصدري إلى درجات تبعًا لشدته إذا كان سببه الإجهاد العضلي، وهي:

الدرجة الأولى (ضرر بسيط): تكون الإصابة في أقل من 5% من ألياف العضلات، تعرقل الحركة بدرجة طفيفة، يستغرق المريض من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للتعافي.

والدرجة الثانية (ضرر أكثر شدة): تؤثر الإصابة على نسبة أكبر من ألياف العضلات ولكن لا تصل للتمزق الكامل، يحدث فقدان ملحوظ للقدرة على الحركة، ويستغرق المريض من شهرين إلى ثلاثة شهور للشفاء التام.

الدرجة الثالثة (تمزق كامل للعضلة): يمكن للطبيب ملاحظته خلال الفحص السريري، يحتاج إجراء جراحة أحيانًا لإعادة توصيل العضلات المتضررة.

تشخيص التمزق العضلي الصدري

قد يطلب الطبيب من المريض بعض الفحوص لاستبعاد النوبة القلبية بعد معرفة التاريخ المرضي للمريض والفحص السريري، ومنها:

الأشعة السينية (X-RAY).
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
تخطيط كهربية القلب (ECG).

المضاعفات

يجب أخذ نصائح الطبيب في الحسبان منعًا لحدوث المضاعفات الآتية:

صعوبة التنفس.
العدوى الرئوية.

العلاج المنزلي للتمزق العضلي الصدري

إذا اعتقدت أنك أصبت بتمزق عضلي صدري؛ يجب مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوص اللازمة، كما يمكنك تسكين الألم العضلي بأحد الطرق الآتية:

طريقة RICE

تستخدم هذه الطريقة لعلاج التمزق البسيط، وتعد اختصارًا يرمز إلى الآتي:

الراحة (Rest)، يجب التوقف عن أي نشاط بمجرد الشعور بالألم، مع إمكانية عمل أنشطة خفيفة خلال يومين والتوقف تمامًا عند الشعور بالألم.

الثلج (Ice)، وضع الثلج (ثلج داخل فوطة) على المنطقة المتضررة لمدة 20 دقيقة ثلاث مرات يوميًا.

الضغط (Compression)، ربط المنطقة المتضررة بالضمادات المرنة، ولكن عدم إحكام الربط لتفادي التأثير على سريان الدم (يجب الاستعانة بمتخصص لإجرائه؛ منعًا لحدوث مضاعفات).

الرفع (Elevation)، حافظ على ارتفاع الصدر، يمكن أن يساعد وضع النوم جالسًا على كرسي الحفاظ على الصدر بهذا الشكل.

العلاج بالتدفئة

يفضل استخدامه بعد 48 ساعة من الإصابة.

توضع فوطة مبللة بماء دافئ أو ضمادات دافئة على المنطقة المصابة لمدة 20 دقيقة في المرة الواحدة.

تؤدي الحرارة إلى استرخاء العضلات، وتستخدم بالتبادل مع الكمادات الباردة.

تمارين التنفس

يكون التنفس لمرضى تمزق عضلة الصدر مؤلمًا جدًا كما ذكرنا سابقًا، ولكن قد يؤدي التنفس البطيء الضحل إلى الالتهاب الرئوي.

تستخدم تمارين التنفس العميق أيضًا للاسترخاء، وتكون عدة دقائق لكل ساعة.

يكون التمرين بالشكل الآتي:

وضع وسادة ضد عضلات الصدر المصابة.
تنفس ببطء وبعمق قدر استطاعتك.
احبس نفسك لثوانٍ معدودة.
أخرج النفس ببطء.
كرر هذه العملية عشر مرات.

العلاج الدوائي لتمزق العضلي الصدري

تستخدم المسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية لتخفيف الألم مثل إيبوبروفين (Ibuprofen)، والباراسيتامول (Paracetamol)، والنابروكسين (Naproxin) بعد استشارة الطبيب والصيدلي في الجرعات المناسبة.

تخفف هذه الأدوية الألم والتورم المصاحب للإجهاد العضلي.

العلاج الجراحي للتمزق العضلي الصدري

يلجأ الأطباء إلى إجراء الجراحة إذا كانت العضلة ممزقة بالكامل.

تهدف الجراحة لإعادة ربط عضلات الصدر بالعظام.

يفترض عودة عضلات الصدر لقوتها وحركتها الطبيعية خلال 4 – 6 شهور من الجراحة.

إعادة التأهيل

يصف الطبيب خطة علاج طبيعي لإعادة التأهيل مخصصة للمريض تبعًا لحالته؛ مما يزيد من مرونتها وقوتها وسهولة استعادة وظائفها المعتادة.

يقلل العلاج الطبيعي فترة التعافي ويقلل الشعور بعدم الراحة المصاحب لآلام العضلات.

بعض النصائح بعد التعافي

تجنب التمارين الشاقة مثل رفع الأثقال في فترة التعافي.

العودة بالتدريج لممارسة الأنشطة السابقة.

تعتمد فترة الشفاء على شدة الإصابة؛ إذ تتراوح بين ثلاثة أسابيع في الإصابات البسيطة إلى شهور في حالة الجراحة.

ختامًا، تعد الإصابة بالتمزق العضلي الصدري شائعةً خاصةً لدى الرياضيين، كلما شُخصت وعولجت بسرعة كلما قلت فترة التعافي.

يجب مراجعة الطبيب عند الشعور بآلام الصدر؛ للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج السريع.

حفظكم الله!