طب النساء والولادةطبي

الحمل الغزلاني | هل يستمر حملي أم أفقده؟

كم حلمت بذلك اليوم الذي أحمل فيه صغيري بين أحشائي؟ طال انتظاري. كلما جاء موعد دورتي الشهرية أُصاب بالتوتر، الذي لا يلبث أن يتحول إلى خيبة أمل. أشعر هذه المرة بغثيان ودوار وعدم رغبة في تناول أي طعام. هل أنا حامل؟ كيف هذا ودورتي الشهرية مستمرة؟ عزيزتي المرأة، أحدثكِ في هذا المقال عن الحمل الغزلاني وأسبابه.

الحمل الغزلاني

ليس مصطلحًا طبيًا، ويُقصد به الحمل الذي لا يتوقف فيه الحيض، خاصةً خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، أي دورة شهرية مستمرة رغم الحمل. سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى أنثى الغزال التي يستمر حيضها خلال حملها.

الفرق بين الحمل الغزلاني ودم الدورة الشهرية

يطلق على النزيف المشابه للدورة الشهرية في الثلث الأول من الحمل اسم النزيف الساقطي (​Decidual bleeding)، إذ يستمر الرحم في التخلص من أجزاء من بطانته مثل الدورة الشهرية المعتادة، مما يجعل النساء المصابات بهذه الحالة يكتشفن حملهن متأخرًا.

على الرغم من تشابه الحيض مع النزيف الساقطي، إلا أنهما يختلفان؛ إذ تتوقف عملية التبويض في أثناء الحمل، وعملية التبويض هي سبب حدوث الدورة الشهرية، لذا فإن أي نزيف يصيب المرأة الحامل لا علاقة له بالدورة الشهرية.

نزيف الثلث الأول من الحمل

يمر جسمكِ في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ببعض التغيرات، منها نزيف الثلث الأول من الحمل الذي يُعد شائعًا.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2009، فإن 30 % من النساء الحوامل يعانين نزيفًا خفيفًا أو نزول قطرات دمٍ بسيطة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. 

هناك العديد من الأسباب التي تجعلكِ تجدين قطرات دم أو نزيفًا مهبليًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. تعالي نستعرض هذه الأسباب.

أسباب الحمل الغزلاني

لا يستدعي النزيف الخفيف أو نزول قطرات دم بسيطة في الثلث الأول من الحمل القلق، خاصةً إذا استمر مدة يوم أو اثنين. 

من ناحية أخرى، ربما يكون النزيف الشديد والأعراض الأخرى المصاحبة مؤشرات على مشكلات صحية أكثر خطورة.

من أسباب الحمل الغزلاني أو حدوث نزيف في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ما يلي:

دم التعشيش (Implantation bleeding)

 يحدث دم التعشيش أو الدم الناتج عن غرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من حدوث الحمل؛ إذ تنغرس البويضة الملقحة في بطانة الرحم للحصول على الأكسجين والتغذية.

يمكن أن يسبب هذا الانغراس نزول قطرات دم بسيطة أو حدوث نزيف.

يحدث نزيف الانغراس عادةً قبل موعد بدء الحيض الجديد. يختلط الأمر على بعض النساء فيعتقدن أن هذا النزيف حيض خفيف. 

يكون التمييز بين نزيف الانغراس والحيض صعبًا. ويزداد صعوبةً عندما يصاحب هذا النزيف أعراضًا مشابهة لمتلازمة ما قبل الحيض مثل:

  • تقلصات خفيفة.
  • آلام أسفل الظهر.
  • صداع.
  • غثيان.
  • آلام الثدي.

لكن هناك بعض الدلائل على أن ما ترينه ليس حيضًا طبيعيًا؛ إذ يكون نزيف الانغراس أفتح لونًا من دم الحيض – وردي فاتح إلى بني باهت. 

ويستمر من بضع ساعات إلى يومين غالبًا، ولا ينطوي على نزيف حاد.

ورم عنق الرحم (Cervivcal polyp)

تعاني 2 إلى 5 % من النساء الزوائد اللحمية، هي أورام صغيرة تشبه الأصابع تظهر على عنق الرحم، تسمى أيضًا سلائل عنق الرحم.

تكون سلائل عنق الرحم حميدةً عادةً. لكن يمكن أن تلتهب مسببةً نزيفًا أحمرًا فاتحًا، وتشخص خلال الفحص النسائي المعتاد.

الجماع أو الفحص الداخلي

ضعي في اعتباركِ -عزيزتي- أن أي شيء يلمس عنق الرحم أو يقترب منه يمكن أن يؤدي إلى تهيجه ويسبب النزيف، بما في ذلك الفحص الداخلي للحوض، وممارسة الجماع. 

يحدث هذا لأن هرمونات الحمل ربما تجعل عنق الرحم أكثر حساسية من المعتاد.

ربما ترين دمًا أحمر فاتحًا في ملابسك الداخلية بعد وقت قصير من ممارسة الجماع أو الفحص الداخلي للحوض.

لا تقلقي، يحدث النزيف مرةً واحدةً عادةً ثم يختفي من تلقاء نفسه.

الإجهاض

ربما تتطور قطرات الدم البسيطة أو النزيف الخفيف إلى نزيفٍ حادٍ، فإذا كان مصحوبًا بالألم أيضًا، قد يكون مرتبطًا بالإجهاض.

تحدث معظم حالات الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.

تتعرض 20 % من النساء للإجهاض. 

إذا كنتِ على وشك الإجهاض، ربما تعانين أعراضًا مثل:

  • نزيف مهبلي حاد.
  • نزيف لونه أحمر فاتح إلى بني.
  • ألم أسفل المعدة.
  • ألم خفيف أو حاد أسفل الظهر.
  • تقلصات شديدة.
  • خروج أنسجة وكتل غريبة متجمدة مع الدم.

إذا كان لديكِ أيًا من هذه الأعراض، اتصلي بطبيبكِ. 

يمكن أن يكون لديكِ نزيف وأعراض أخرى للإجهاض دون أن يحدث إجهاض، يسمى هذا بالإجهاض المنذر (Threatened miscarriage)

تشمل أسباب الإجهاض المنذر ما يلي:

  • سقوط أو ضربة قوية في منطقة المعدة.
  • عدوى.
  • التعرض لبعض الأدوية.

حمل التوائم

إذا كنتِ حاملًا بتوأم أو أكثر، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بنزيف في الثلث الأول من الحمل لعدة أسباب منها النزيف الناتج عن انغراس البويضة.

الحمل خارج الرحم

يحدث الحمل خارج الرحم عندما تعلق البويضة الملقحة بالخطأ في مكان خارج الرحم. 

تحدث معظم حالات الحمل خارج الرحم في قناة فالوب، التي تنقل البويضات بين المبيض والرحم.

يُعد الحمل خارج الرحم أقل شيوعًا من الإجهاض؛ إذ يحدث بنسبة تصل إلى 2.5 %. تشمل أعراضه ما يلي:

  • نزيف حاد أو خفيف.
  • موجات ألم حادة.
  • تقلصات شديدة.
  • ضغط المستقيم.

الحمل العنقودي

يُعد الحمل العنقودي أحد أسباب الحمل الغزلاني. يحدث بنسبة حالة واحدة تقريبًا من بين كل 1000 حالة حمل.

يحدث الحمل العنقودي عندما ينمو نسيج المشيمة نموًا غير طبيعي، لخطأ وراثي في أثناء الإخصاب. 

قد لا ينمو الجنين على الإطلاق. ربما يتسبب الحمل العنقودي في حدوث إجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى.

ربما تعانين ما يلي أيضًا:

  • نزيف يتدرج في لونه ما بين الأحمر الفاتح إلى البني الداكن.
  • آلام أو ضغط أسفل المعدة.
  • غثيان.
  • قيء.

نزيف تحت المشيمة

يحدث عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم. ربما يكون صغيرًا في الحجم أو كبيرًا. 

يسبب الكبير منه نزيفًا أكثر غزارة، وربما يؤدي إلى حدوث إجهاض في أول 20 أسبوعًا من الحمل.

تشمل أعراضه ما يلي:

  • نزيف خفيف إلى شديد.
  • يكون النزيف ورديًا إلى أحمر أو بني.
  • آلام أسفل المعدة.
  • تشنجات عضلية.

عدوى

يمكن أن تسبب العدوى (بكتيريا أو فيروسات أو فطريات) في منطقة الحوض أو في المثانة الحمل الغزلاني. 

ويكون النزيف إما خفيفًا أو شديدًا ورديًا إلى أحمر اللون. ربما تكون لديكِ أعراض أخرى مثل:

  • حكة.
  • آلام أسفل المعدة.
  • حرقان عند التبول.
  • إفرازات بيضاء.
  • تقرحات في الجزء الخارجي من المهبل.

أسباب نزيف الأشهر الأخيرة من الحمل

يُعد النزيف الذي يحدث في الأشهر الأخيرة من الحمل أمرًا مختلفًا عن الحمل الغزلاني، وربما يكون مؤشرًا إلى وجود مشكلة صحية أكثر خطورة من النزيف الخفيف في الثلث الأول من الحمل.

تشمل الأسباب ما يلي:

  • انفصال المشيمة (Abruptio placentae)

 تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل أو في أثناء المخاض في 1% من حالات الحمل.

 تكون المشيمة منخفضة جدًا في الرحم، وتغطي عنقه جزئيًا. ربما تحدث نزيفًا، ويكون عادةً دون ألم.

تمر بعض الأوعية الدموية للمشيمة عبر عنق الرحم.

  • المخاض المبكر.

 ربما يعني النزيف أنكِ بدأتِ المخاض مبكرًا.

  • تمزق الرحم.
  • السرطان.
  • جرح في المهبل أو عنق الرحم.
  • السلائل.

متى تطلبين استشارة الطبيب؟

أخبري طبيبكِ إذا عانيتِ أي نزيفٍ في أثناء الحمل. اطلبي المساعدة الطبية فورًا إذا كان لديكِ أيًا من هذه الأعراض:

  • نزيف شديد.
  • خروج أنسجة وكتل غريبة متجمدة مع الدم.
  • ألم حاد.
  • تقلصات شديدة.
  • غثيان شديد.
  • دوخة أو إغماء.
  • قشعريرة.
  • حمى تصل إلى (38 درجة مئوية) أو أعلى.

سيفحصكِ الطبيب سريعًا ليخبركِ عن سبب النزيف. قد تحتاجين إلى:

الحمل الغزلاني وتحليل الدم الهرموني

ربما يطلب طبيبكِ أيضًا فحص هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية في الدم (BHCG) -الهرمون الرئيس في أثناء الحمل الذي تنتجه المشيمة.

ارتفاع نسبة هذا الهرمون تعني:

  • حمل توائم.
  • حمل عنقودي.

ربما تعني المستويات المنخفضة من هذا الهرمون ما يلي:

  • الحمل خارج الرحم.
  • إجهاض محتمل.
  • نمو غير طبيعي للجنين.

عزيزتي المرأة، لا داعي للقلق إذا علمتِ أن حملكِ غزلاني، فهناك نساء كثيرات حملن وأنجبن أطفالًا طبيعيين بهذا النوع من الحمل. فقط التزمي الراحة خلال مدة حملكِ، وابتعدي عن ممارسة أي مجهود شاق، واهتمي بالتغذية السليمة، وتابعي مع طبيبكِ بانتظام.

اقرأ أيضًا

هرمون البروجستيرون | أسباب انخفاضه والطرق الطبيعية لزيادته

هل الوحم حقيقة أم وهم؟

مراحل نمو الجنين أثناء الحمل | كم أنتظرك يا صغيري!

المراجعة والتدقيق: د. بسمة عبد المنعم

مراجع طبي د. ناريمان مهران

تحرير: د. أحمد فوزي

المصدر
www.mayoclinic.orgwww.healthline.com/health/pregnancywww.nhs.uk/pregnancy/related-conditionswww.medicinenet.comwww.webmd.com/baby/guidewww.healthline.com/first-trimester-bleeding

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى