طب الأطفالطبي

الصفار عند المواليد | هل طفلي في خطر؟

يُصاب الكثير من الآباء الجدد بالذُعر حيال مولودهم الجديد، الذي قد يتحول لونه إلى اللون الأصفر -ولو قليلًا- بعد الولادة. لكن نلاحظ أنّ هذا أمرًا شائعًا بنسبة كبيرة بين المواليد الجدد، إذ تظهر درجة من الاصفرار في بَشَرَة الطفل وعينه بعد الولادة. وتُعرف هذه الظاهرة باليرقان (الصفار) الوَليدي أو الوِلادي (neonatal jaundice). والجدير بالذكر أنَّ الصفار عند المواليد لا يدعو للقلق في أغلب الأحيان، بل يكون جزءًا طبيعيًا من فترة ما بعد الولادة.

فيما يلي، سنتعرف إلى سبب حدوثه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه، والوقاية منه، وكذلك متى ينبغي علينا القلق حياله؟

نُبذة عن اليرقان (الصفار)

الصفار -بشكلٍ عام- هو تراكم مادة اليرقان أو البيليروبين (bilirubin) في الدَّم، وهي مادة ناتجة عن تكسير كريات الدَّم الحمراء (RBCs) بعد انتهاء دورة حياتها المقدّرة بحوالي 120 يومًا.

والعضو المسؤول عن التخلص من مادة اليرقان بشكلٍ مستمر هو الكبد، فيجعل تركيزها في الدّم ثابتًا، لا يتعدى 1 مليجرام لكل ديسيلتر.

فإذا تكسّرت كريات الدَّم الحمراء بمعدل أكثر من الطبيعي، أو حدث خلل في الكبد منعه من التخلص من هذه المادة، أدّى ذلك إلى تراكمها، ومن ثَّم حدوث الصفار.

ولأنّ تلك المادة لونها أصفر، ينتج عن تراكمها اصفرار البَشَرَة والعينين. ولا يكون الاصفرار ظاهرًا إلا إذا تعدّى مستوى البيليروبين في الدّم 2.5 أو 3 مليغرام لكل ديسيلتر.

سنتناول في الفقرات التالية كل ما يخصّ الصفار عند المواليد.

الصفار الوليدي الطبيعي

لماذا يتغير لون الطفل إلى اللون الأصفر؟ ومتى يكون الصفار عند المواليد طبيعي؟

بعد الولادة، تتراكم مادة البيليروبين في دَم المولود بشكلٍ طبيعي، فيحدث الصفار عند حديثي الولادة.

ولكن، ليس بالضرورة أن تظهر أعراض الصفار لدى جميع المواليد، فقد تتراكم مادة البيليروبين بنسبة قليلة، -لا تتعدى 2.5 أو 3 مليغرام لكل ديسيلتر- وهذه النسبة غير كافية لإحداث اصفرار البَشَرَة والعينين.

أمَّا إذا تراكمت تلك المادة بنسبةٍ تتعدى 2.5 أو 3 مليغرام لكل ديسيلتر، يؤدي ذلك إلى ظهور الأعراض، ولكن لا ينبغي أن يزيد تركيزها عن 17 أو 18 مليغرام لكل ديسيلتر.

وبصدد ذلك، نقول أنَّ جميع المواليد يُصابون بالصفار بعد الولادة، فإذا:

  • لم تظهر الأعراض، يُسمّى الصفار تحت السريري أو تحت الإكلينيكي (subclinical jaundice).
  • ظهرت الأعراض، يُسمّى الصفار السريري أو الإكلينيكي (clinical jaundice).

نسبة ظهور الأعراض في المواليد

تظهر أعراض الصفار في المواليد بنسبة:

  • 60% بين الأطفال مكتملي النمو (full-term infants).
  • 80% بين الأطفال الخُدَج أو غير مكتملي النمو (pre-term infants).

متى تظهر الأعراض؟

في حال حدوث الصفار السريري، من المتوقع ظهور الأعراض في اليوم الثاني أو الثالث، ومن الممكن كذلك أن تظهر في اليوم الرابع، ولكن لا تظهر أبدًا في اليوم الأول.

لماذا تتراكم مادة اليرقان بعد الولادة؟

تتراكم هذه المادة بعد الولادة بفعل عاملَين اثنين:

  • الأول قِصَر عمر كريات الدّم الحمراء الجنينية.
  • الثاني عدم اكتمال نمو الكبد عند الولادة. 

قصر عمر كريات الدّم الحمراء للجنين (fetal RBCs)

تختلف كريات الدّم الحمراء في الجنين عن تلك الموجودة لدى الأطفال والأشخاص البالغين، فالأولى تمتاز بقِصر عمرها، الذي يبلغ 70 – 90 يومًا، أمَّا الثانية فلها عمرٌ أطول، يبلغ تقريبًا 120 يومًا.

عند الولادة، لا يزال دَم المولود يحتوي على كريات الدّم الحمراء الجنينية، وتبقى معه مدة بعد الولادة، حتى يستبدلها تدريجيًّا بكريات الدّم الحمراء البالغة (adult RBCs).

حتى ذلك الحين، تُنتج مادة البيليروبين بمعدلات أكبر لدى المولود، وذلك لأن عمر كريات دمه الحمراء لا يزال قصيرًا، فتتكسر كل 70- 90 يومًا.

عدم اكتمال نمو الكبد عند الولادة

من الطبيعي أن تجد بعض الأعضاء غير مكتملة النمو في حديثي الولادة، حيث يكتمل نموّها في الحياة بعد الولادة، والكبد ضمن تلك الأعضاء.

وبسبب ذلك، لا يستطيع الكبد مواكبة سرعة تكوّن مادة البيليروبين في بداية الحياة بعد الولادة، والتخلص منها كلّها. لذلك، تتراكم تلك المادة في الدّم، ويحدث الصفار عند المواليد.

يحتاج الكبد إلى ما يقارب السنتَين ليكتمل نموّه، ولكنه ينمو بشكل كافٍ للتخلص من مادة البيليروبين بكفاءة بعد مرور أسبوع أو أسبوعين فقط من الولادة. فنجد أن الصفار عند حديثي الولادة يختفي بعد أسبوع أو أسبوعين من الولادة.

ملحوظة: لا يحدث الصفار في الجنين داخل الرحم لأن المسئول الأول عن التخلص من مادة البيليروبين من دَم الجنين هي المشيمة وليس الكبد.

الصفار الوليدي المرضي

كما سبق أن ذكرنا أنّ الصفار عند المواليد لا يدعو إلى القلق في غالب الأمر، ويكون جزءًا طبيعيًّا من الأيام الأولى في الحياة بعد الولادة. إلّا أنه في بعض الحالات النادرة، قد يكون ناتجًا عن مرضٍ وُلد به الطفل.

في هذه الحالة، تكون خصائص الصفار مختلفة تمامًا عن الصفار الطبيعي، كما سنوضح لاحقًا.

الأمراض المُسبِّبة للصفار المرضي

ومن الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى حدوث صفار المواليد المرضي -على سبيل المثال وليس الحصر-:

  • أرام الحمر الجنيني (Erythroblastosis Fetalis).
  • الحصبة الألمانية (German Measles/Rubella Disease).
  • داء كثرة الوحيدات المعدي (Infectious Mononucleosis/CMV Disease).
  • داء المُقوَّسات (Toxoplasmosis).
  • رتق القناة الصفراوية (Biliary Atresia).
  • عدوى المسالك البولية (Urinary Tract Infection/UTI).
  • متلازمة كريغلر-نجار (Crigler-Najjar syndrome).
  • إصابة الأم بسكر الحمل (Maternal Diabetes).

وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى الصفار المرضي لحديثي الولادة.

خصائص الصفار المرضي

يتميز الصفار المرضي ببعض الخصائص التي تميّزه عن الصفار الطبيعي، وهي كالآتي:

  1. يظهر الصفار المرضي في اليوم الأول بعد الولادة.
  2. يزيد تركيز البيليروبين بمعدل أكبر من 5 مليغرام لكل ديسيلتر في كل يوم.
  3. يتخطى تركيز البيليروبين 17 مليغرام لكل ديسيلتر.
  4. يصاحب حدوثه بعض الأعراض التي توحي بوجود مرض كامن وراء حدوثه.

تشخيص الصفار عند المواليد

عادةً ما يتبع الأطباء ثلاث خطواتٍ أساسية لتشخيص الصفار الطبيعي، وتوقّع احتمالية حدوث الصفار المرضي، وهم:

  1. التاريخ الطبي والعائلي (medical and family history).
  2. الفحص البدني (physical examination).
  3. الفحوصات المعملية (laboratory investigations).

التاريخ الطبي والعائلي

التاريخ العائلي

يحصل الطبيب على المعلومات الآتية من أهل الجنين قبل الولادة:

  1. السؤال عن ظهور أعراض صفار حديثي الولادة لدى أحد أقارب الجنين، وخاصة إن احتاج إلى علاج، ولم يختفِ من نفسه.
  2. الاستفسار عن إصابة أحد أفراد الأسرة بالصفار.
  3. السؤال عن وجود بعض الأمراض في العائلة، مثل فقر الدّم، وتضخم الطحال، واضطرابات الدّم الانحلالية المتوارثة، وأمراض الكبد.

تاريخ الحمل والولادة

يجب أن يتأكد الطبيب من الآتي قبل الولادة:

  1. وجود أي أمراض تزيد عُرضة الأم للعدوى الفيروسية أو غيرها.
  2. تناول الأم الحامل أي أدوية أو علاجات عُشبية.

كما يسأل عن الآتي بعد الولادة:

  1. وقت ربط الحبل السُرّي بعد الولادة، حيث يجب الانتظار على الأقل 30 إلى 60 ثانية.
  2. حدوث أي صدمات أو أذى للطفل عند الولادة، مثل الضغط على جمجمة الطفل.

تاريخ ما بعد الولادة

يجب السؤال عن الآتي:

  1. لون البراز.
  2. حال الأم والطفل مع الرضاعة.
  3. تناول الأم المرضع أي أدوية أو علاجات عُشبية.
  4. إذا كان وزن الطفل قد تناقص بعد الولادة.
  5. وجود أي أعراض أو علامات تدل على قصور الغدة الدرقية.
  6. وجود أي أعراض أو علامات تدل على أي أمراض أيضية.
  7. إذا كان الطفل قد تعرّض لأي نوعٍ من التغذية غير الرضاعة.

الفحص البدني

الكيفية

يُفحَص الطفل مدة 3 أو 4 أيام بعد الولادة، للتحقق من ظهور أعراض الصفار عند المواليد.

ولكن يُنصح أن يستمر الأهل في مراقبة وفحص الطفل في المنزل لمدة أسبوع على الأقل، لأنّ الأعراض أحيانًا تستغرق أكثر من الطبيعي لتظهر.

من المهم أن تكون الإضاءة جيدة في غرفة الفحص، ويكون الفحص بالضغط برفق على أي منطقة من جلد الطفل، مثل طرف الأنف أو الجبهة، لكشف لون الجلد والأنسجة تحته بشكلٍ أوضح.

ملحوظة: تظهر الأعراض أولًا في الوجه، ثم تنتشر تدريجيًا إلى الجذع والأطراف.

النتيجة

في حال لم تظهر أعراض، لا حاجة لأي إجراءات أو فحوصات إضافية، إذ أنّ تركيز مادة البيليروبين لم يرتفع بشكل كافٍ لظهور الأعراض.

وفي تلك الحالة، يقل إلى التركيز الطبيعي بعد مرور أسبوع أو أسبوعين مع استمرار نمو الكبد كما ذكرنا سابقًا.

أمّا في حال ظهرت الأعراض، يجب التحقق من وقت ظهور تلك الأعراض. 

فإذا ظهرت في موعدها الطبيعي، في الغالب لا يحتاج الطفل إلى أي إجراءات إضافية عدا المراقبة والمتابعة إلى أن تتحسن حالته من تلقاء نفسها بعد مرور أسبوع أو أسبوعين.

أمَّا إذا ظهرت في اليوم الأول، أو في موعدها الطبيعي ولكن دون تحسن حالة الطفل فيما بعد، يلزم إجراء بعض الفحوصات المعملية.

الفحوصات المعملية

ظهور الأعراض في اليوم الأول

تُجرى الفحوصات المعملية المتعلقة بالأمراض التي قد تؤدي لحدوث الصفار عند المواليد، ومنها فحوصات الدّم والعدوى الفيروسية.

وفي الوقت نفسه، نراقب مستوى مادة البيليروبين في الدّم باستمرار، إما باستخدام مقياس البيليروبين (bilirubinometer) أو بقياس مستوى البيليروبين في عيّنة الدّم.

وذلك يساعد على تحديد الخطوة التالية، فإن عُثر على أي مرضٍ كامن وراء الصفار، نتبع إجراءاته العلاجية، وإن وجدنا مستوى البيليروبين مرتفع بشكلٍ كبير -أكبر من 15 مليغرام لكل ديسيلتر- كان ذلك مقياسًا لحاجة الطفل إلى التدخلات العلاجية.

ظهور الأعراض في الموعد الطبيعي وعدم تحسّن حالة الطفل

في تلك الحالة، نكتفي بمراقبة مستوى مادة البيليروبين في الدّم باستمرار، واتّباع الخُطة العلاجية المناسبة، ما لم تظهر أي أعراض تدل على وجود أمراض أخرى.

ملحوظة: إن استمرّت الأعراض لأكثر من أسبوعين، قد يدل ذلك أيضًا على وجود أمراض مسبِّبة، وفي تلك الحالة، يطلب الطبيب الفحوصات اللازمة للتأكد من وجود تلك الأمراض.

علاج الصفار عند المواليد

متى لا يحتاج طفلي إلى تدخلاتٍ علاجية؟

في الغالب، لا يحتاج الطفل إلى التدخلات العلاجية إن لم يرتفع مستوى البيليروبين عن 15 مليجرام لكل ديسيلتر، ولم يكن هناك أعراض لأي أمراض أخرى.

ونرى ذلك في جميع حالات الصفار الطبيعي تحت السريري، ومعظم حالات الصفار الطبيعي السريري.

متى يحتاج طفلي إلى تدخلاتٍ علاجية؟

يحتاج الصفار عند المواليد إلى تدخلات علاجية في الحالات التالية:

  1. ارتفاع مستوى مادة البيليروبين عن 15 مليجرام لكل ديسيلتر.
  2. ظهور أعراض الصفار في اليوم الأول.
  3. استمرار أعراض الصفار لأكثر من أسبوعين.
  4. ظهور أعراض توحي بوجود أي أمراض أخرى.

ونرى ذلك في جميع حالات الصفار المرضي، وبعض حالات الصفار الطبيعي السريري.

الخُطة العلاجية

تشمل الخُطة العلاجية لصفار الأطفال:

  1. علاج ارتفاع مستوى البيليروبين.
  2. العلاج أي أمراض مصاحبة -إن وُجدت-.

علاج ارتفاع مستوى البيليروبين

يوجد 3 طرق علاجية متّبَعة لخفض مستوى مادة البيليروبين في الدّم، وهي:

  1. العلاج الضوئي (phototherapy)، وهي الطريقة الأساسية في معظم الحالات.
  2. الحقن الوريدي للجلوبيولين المناعي (intravenous immune globulin/IVIG).
  3. تبديل الدّم (exchange transfusion).

العلاج الضوئي

يشمل تعريض الطفل للضوء الأزرق الذي يستهدف مادة البيليروبين، ويحوّلها إلى مادة أقل سُميّة، وتذوب بسهولة في الماء، مما يجعل التخلص منها في البول أو العصارة الصفراوية أسرع.

الحقن الوريدي للجلوبيولين المناعي

يمكن استخدام هذه الطريقة في حالات أرام الحمر الجنيني، حيث تثبت فاعلية في إنقاذ الطفل الذي على وشك أن يُصاب بالتسمم الدماغي، نتيجة الارتفاع الهائل في مستويات البيليروبين. ولكنها لا تُبدي فاعلية في الوقاية من الصفار أو علاج الحالات غير الحرجة.

يعمل الجلوبيولين المناعي على الحد من تأثير الأجسام المضادة القادمة من الأم على كريات الدم الحمراء في الطفل، وبذلك يقل تكوين البيليروبين.

تبديل الدّم

تُستخدم تلك الطريقة في حال فشلت الطرق السابقة في علاج الطفل، وكذلك في الحالات الحرجة أو المهدّدة لحياة الطفل، وتُعد أسرع طريقة للخفض من مستوى البيليروبين في الدّم.

تشمل تلك الطريقة إزالة دَم الطفل ببطء، واستبداله بدَم المتبرع.

علاج أي أمراض أخرى -إن وجدت-

تعتمد الخُطة العلاجية على ماهية المرض، فبعض الأمراض تحتاج إلى المراقبة والأدوية العلاجية مثل العدوى الفيروسية، والبعض الآخر يحتاج إلى التدخلات الجراحية، مثل رتق القناة الصفراوية.

الوقاية من أعراض الصفار عند المواليد

لا يمكن منع حدوث الصفار عند المواليد تمامًا، وذلك بسبب العوامل الطبيعية التي ذكرناها سابقًا، ولكن هناك بعض الإجراءات التي تساعد على منع ظهور الأعراض.

تلك الإجراءات تشمل الحفاظ على صحّة الأم في أثناء فترة حملها، لينمو الجنين بشكلٍ سليم داخل الرحم، وكذلك الحفاظ على صحّة المولود الجديد، وأهم عامل لذلك هو الرضاعة الطبيعية.

يمكننا أيضًا الوقاية من تفاقم حالة الأطفال التي تظهر عليهم أعراض الصفار، وذلك بإمداد الآباء بكافة التعليمات اللازمة للتعامل مع طفلهم حتى تتحسن حالته، وكذلك مراقبة مستوى البيليروبين في الدّم بشكلٍ مستمر، واتباع الإجراءات العلاجية في حال استلزم الأمر.

اقرأ أيضًا

مراحل نمو الجنين أثناء الحمل | كم أنتظرك يا صغيري!

الكبد | بوابة التخلص من السموم

أدوية محظورة في الرضاعة | دليلك الشامل للعلاج بأمان

مراجعة عامة د.هند السيد
مراجعة طبية د.أسماء يونس

المصدر
/caringforkidsemedicineaafp.orgmedscapenhs.uk.aafp.org.sciencedirect.harvard.edu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى