طبيكورونامكافحة العدوى

العدوى المحملة بالهواء | كورونا وأمراض أخرى

هل تعلم أن العلماء قد أحصوا عدد الخلايا البكتيرية في متر مكعب واحد من الهواء، فوُجدت 5100 خلية في المتوسط، فنحن نسير في بحر من البكتيريا والفيروسات والكثير من الكائنات الحية الدقيقة، فماذا تعرف عن العدوى المحملة بالهواء؟

في هذا المقال سنتعرّف إلى طرق الإصابة بالعدوى، وما هي العدوى المحملة بالهواء، وبعض أنواعها وكيفية الوقاية منها. 

ما هي الأمراض المعدية؟

الأمراض المعدية هي أمراض تنشأ نتيجة دخول جسم غريب إلى جسم الإنسان قادر على مهاجمته، فهناك أعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة، مثل: البكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها، البعض منها فقط قادر على اختراق جسم الإنسان والتكاثر به وإصابته بالمرض. 

تلك الكائنات المسببة للأمراض المعدية يكون لها القدرة على التنقل بين عائل وآخر، من الفصيلة نفسها أو من فصيلة أخرى.

كيف تنتقل الأمراض المعدية؟

تنتقل الأمراض المعدية بعدة طرق، منها:

  • الاتصال المباشر مع شخص مصاب.
  • تلوث الغذاء أو الماء.
  • ملامسة الأسطح الملوثة بالجراثيم.
  • الاتصال بحيوانات ناقلة للمرض. 
  • العدوى المحملة بالهواء.

العدوى المحملة بالهواء

تنتقل بعض الأمراض عبر الهواء، إذ تملك بعض الجراثيم القدرة على التعلق في الهواء لفترات طويلة، وتنتقل من خلال تنفس أو عطس أو سعال شخص مصاب، أو أي نشاط يتسبب في انتشار رذاذ محمل بالجراثيم، وتحدث العدوى باستنشاق الهواء المحمل بالجراثيم عن طريق الجهاز التنفسي. 

قد تصاب أيضًا إذا لمست أسطحًا ملوثة، سقطت عليها الجراثيم وعَلقت بها، ثم لمست عينيك أو أنفك أو فمك. 

قد تصاب بمرض الحصبة مثلًا نتيجة استنشاق الهواء في غرفة خالية، غادر منها مريض بالحصبة منذ ساعة!

أمراض تسببها العدوى المحملة بالهواء

هناك العديد من الأمراض التي قد تسببها الجراثيم المنقولة جوًّا، لنتعرف على بعض منها ومسببات تلك الأمراض.

مرض كوفيد-19 (covid-19)

المسبب: فيروس كورونا 2019 (عائلة الفيروسات التاجية).

فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة المستجد، الذي غيَّر العالم في عام 2020 إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض كوفيد-19 جائحةً عالمية.

فيروس كورونا هو فيروس شديد العدوى، تسبَّبَ في وفاة أكثر من 2 مليون شخص، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، منذ اكتشافه نهاية عام 2019 وحتى يناير عام 2021.

في حين أن الفيروس الذي يسبب المرض، لا يعد عامةً محمولًا جوًا، إذ ينتشر الفيروس من خلال قطرات الجهاز التنفسي بعد أن يسعل الشخص أو يعطس.

 لكن في شهر أكتوبر من عام 2020، قال مركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية: “أن هناك أدلة متزايدة على أن كوفيد-19 يمكن أن يصيب الأفراد نتيجة التعرض للهواء المحمل بالفيروس في ظل ظروف معينة”.

 الأعراض الأكثر شيوعًا لـ كوفيد-19 

  • الحمى والسعال.
  •  الإرهاق وضيق التنفس.
  • الصداع.
  • فقدان حاستي الشم والتذوق.

 الأعراض الأكثر خطورة لـ كوفيد-19

  •  الألم أو ضغط في الصدر.
  • الالتهاب الرئوي.
  •  فقدان الكلام أو الحركة.

غالبًا ما يصبح مريض كورونا غير معدٍ بعد مرور 10 أيام من ظهور الأعراض عليه، وذلك في حالة تحسن الأعراض وانتهاء الحمى. 

الإنفلونزا Influenza

المسبب: فيروس الإنفلونزا.

أصيب معظمنا بفيروس الإنفلونزا ولو لمرة واحدة فهو فيروس سريع الانتشار، وهناك العديد من سلالات الإنفلونزا التي تتغير وتتحور باستمرار، مما يصعِّب الأمر على الجسم لتطوير مناعته تجاهه.

يعد الشخص الحامل للفيروس معديًا بدءًا من يوم ما قبل ظهور الأعراض وحتى 5-7 أيام أخرى.

أعراض الإنفلونزا

  • الإعياء الشديد.
  • آلام العضلات.
  • الحُمّى والتعرق والرعشة.
  • الصداع. 
  • السعال.
  • الرشح أو انسداد الأنف.
  • التهاب الحلق.
  • ضيق التنفس.
  • القيء أو الإسهال.

نزلات البرد The common cold

المسبب: فيروسات الأنف Rhinoviruses.

 يصاب معظم البالغين بنزلات البرد مرتين أو ثلاث مرات في العام، ويصاب بها الأطفال بشكل متكرر، وهي من الأسباب الرئيسة للتغيُّب عن الدراسة والعمل.

الجديري المائي Chickenpox

المسبب: فيروس الحماق النطاقي Varicella-zoster virus.

يصيب الجديري المائي الأطفالَ الصغار وينتشر بسهولة بينهم، إذ يسبب الجديري المائي طفحًا جلديًّا، يبدأ ببقع حمراء ويتحول إلى بثور مثيرة للحكة، وينتشر عن طريق الهواء أو بلمس هذا الطفح الجلدي.

يُعد الشخص الحامل للفيروس معديًا بدءًا من يومين قبل ظهور الطفح الجلدي، الذي قد يستغرق حتى 21 يومًا ليظهر بعد التعرض للعدوى.

لحسن الحظ، فإن الإنسان يُصاب بالجديري المائي مرة واحدة في العمر، إذ يكوِّن الجهاز المناعي أجسامًا مضادة للمرض، لكن بعض الأشخاص -خاصةً الذين يعانون نقص المناعة- إذا تلقوا عدوى الحماق النطاقي مرة أخرى، قد يصابون بالحزام الناري.

الخناق (الدفتيريا) Diphtheria 

المسبب: بكتيريا الخناق الوتدية Corynebacterium diphtheriae 

مرض شديد الخطورة ومميت خاصة للأطفال، فإن هذه البكتيريا تُنتج سُمًّا يتسبب في تكوين غشاء سميك رمادي أو أبيض اللون في مؤخرة الحلق، يمكن أن يسد مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع.

مضاعفات الخناق

قد يصل السُّم أيضًا إلى مجرى الدم فيسبب مضاعفات قد تشمل:

  • نزيف.
  • التهاب عضلة القلب وتلفها.
  • قصور في الكلى.
  • التهاب في الأعصاب قد يؤدي إلى الشلل.

قد يظل مُصاب الخناق معديًا لمدة أسبوعين إلى ستة أسابيع، وأثبت التلقيح الجماعي لمرض الخناق فاعلية هائلة في الحد من انتشار المرض.

التهاب الغدة النكافية Mumps

المسبب: فيروس النكاف (عائلة فيروسات النظائر المخاطية) Paramyxovirus 

فيروس شديد العدوى، يصيب الأطفال ويؤثر على الغدد النكافية الموجودة أسفل الأذنين، مُسببًا التهاب الغدة النكافية وتورمها وأحيانًا فقدان السمع.

يمكن أن ينقل المصاب بالمرض العدوى قبل ظهور الأعراض ولمدة تصل إلى 5 أيام بعد ذلك.

ينتشر فيروس النكاف بين الأطفال عن طريق القطرات التي تعلق في الهواء بعد العطس أو في أثناء التحدث أو عن طريق لمس إفرازات الأنف. 

و قد أثبت التلقيح الجماعي لمرض النكاف فاعلية هائلة في الحد من انتشار المرض.

الحصبة Measles

المسبب: فيروس الحصبة (عائلة فيروسات النظائر المخاطية).

الحصبة مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وسبب رئيس للوفاة بين الأطفال تحت سن 5 سنوات.

يُعد الشخص الحامل للفيروس، معديًا من 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي ولمدة 4 أيام تالية.

أنواع أخرى من العدوى المحملة بالهواء

  • السعال الديكي pertussis (whooping cough) 
  • الجمرة الخبيثة Anthrax.
  • داء الرشاشيات Aspergillosis.
  •  الفيروسات المعوية Enteroviruses.
  •  فيروس الروتا Rotavirus.
  •  النيسرية السحائية Neisseria meningitidis.
  • الالتهاب الرئوي بالمكورات العقدية Streptococcus pneumoniae.
  •  داء الفيلقيات (مرض المحاربين) Legionellosis.
  •  مرض السل Tuberculosis.
  •  المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) Severe acute respiratory syndrome (SARS).
  •  متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) Middle East Respiratory Syndrome (MERS).

أعراض العدوى المحملة بالهواء

عادةً ما تؤدي الأمراض المنقولة بالهواء إلى واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • السعال أو العطس.
  • التهاب الجيوب الأنفية أو الرئتين.
  •  التهاب الحلق أو تورم الغدد.
  •  آلام في الجسم أو الصداع.
  •  الحمى والإعياء.
  • فقدان الشهية.

الوقاية من العدوى المحملة بالهواء

كما ذكرنا فإن الأمراض المنقولة بالهواء، هي أمراض شديدة العدوى، ولا يمكن السيطرة عليها تمامًا.

توصيات يمكنك القيام بها لتقليل فرص الإصابة 

  • تجنَّب الاتصال المباشر بالأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض نشطة للمرض.
  • إذا كان لا بد من البقاء مع الشخص المصاب في المكان نفسه، ارتدِ الكمامة على وجهك بشكل صحيح، لتتجنب وصول الجراثيم لجهازك التنفسي.
  • إذا كنت مصابًا فيجب أن تتجنب الاتصال بالآخرين، وبخاصة الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة، وذوو الأمراض المزمنة وكبار السن.
  •  غطِّ فمك عند السعال أو العطس، حتى لا تنشر الرذاذ المحمل بالجراثيم، واستخدم منديلًا أو كوعك؛ لتقليل انتقال الجراثيم إلى يديك.
  •  اغسل يديك جيدًا وباستمرار متبعًا إجراءات غسل الأيدي الصحيحة، خاصة بعد العطس أو السعال.
  •  تجنب لمس وجهك أو أي شخص آخر بأيدٍ غير مغسولة.
  • تقلل بعض اللقاحات المطورة المتاحة فرص إصابتك ببعض أنواع العدوى المحملة بالهواء، وبالتبعية ومع التلقيح على نطاق واسع، تقل فرص انتقال العدوى بين شخص وآخر.

الأمراض المحملة بالهواء التي لها لقاحات فعالة 

  •  الجديري المائي.
  •  الدفتيريا.
  •  السعال الديكي.
  •  الإنفلونزا (لقاح يُخلق كل عام ليشمل السلالات المحتمل الإصابة بها).
  •  الحصبة (يُمزج عادةً بلقاح النكاف ولقاح الحصبة الألمانية “MMR vaccine”).
  •  النكاف (يُمزج عادةً بلقاح الحصبة ولقاح الحصبة الألمانية “MMR vaccine”).

علاج بعض الأمراض المحملة بالهواء

تعالج الأمراض المعدية وفقًا لمسبباتها الأمراض، سواء أكانت فيروسات أو بكتيريا أو فطريات أو غيرها، لكن عامةً، فإن علاجها يتطلب التزام الراحة وإعطاء فرصة للجهاز المناعي لمواجهة المرض. 

 الجديري المائي

 ليس هناك عقار محدد لعلاج الجديري المائي، لكن قد تساعد الراحة التامة وتناول السوائل الكافية على التعافي السريع.

 الإنفلونزا

 إلى جانب الراحة والأدوية المسكنة والخافضة للحرارة، يمكن تناول مضادات فيروسات الإنفلونزا.

العدوى البكتيرية

تتطلب بعض حالات العدوى البكتيرية تناوُل المضادات الحيوية المناسبة، مثل: الدفتيريا والسعال الديكي ومرض السل.

صحتك شيء نفيس للغاية، كُن حريصًا قدر استطاعتك، فالحفاظ عليها يتطلب الالتزام ببعض الإجراءات البسيطة التي قد تبعدك أميالًا عن خطر الإصابة بالعدوى.

اقرأ أيضًا

مكافحة العدوى | وأهميتها في تقليل انتشار الأمراض

الفقاعة الطبية | فقاعة الحجر الصحي لمكافحة العدوى

الحجر الصحي | ضرورة لسلامة المجتمع

بواسطة
www.mayoclinic.orgwww.healthline.comwww.medicalnewstoday.com/www.ncbi.nlm.nih.gov

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى