بقلم الكاتبة أ/ منى مؤمن
يعد موضوع القدوة للمراهقين من الموضوعات التي تشغل بال الآباء وتدور دائمًا في خلدهم، ويعد الحصول على قدوة حقيقية لنا هو أمر طبيعي وصحي، بل مهم جدًّا في جميع مراحل الحياة.
لكن يعد تقديم القدوة للمراهقين عملا صعبًا، حيث تكون سنوات المراهقة خصوصًا هي المدة الأصعب بالنسبة للآباء، إذ تحوي الكثير والكثير من التغيرات الجسدية، والعاطفية، والفكرية، والاجتماعية، والشخصية؛ فهي مرحلة انتقالية بين الطفولة والشباب.
لكن مع توفر نموذجًا قدوة للمراهق، سنوفر على الأهل عناءً وجهدًا كبيرين، فتحديد القدوة للمراهقين تساعدهم على معرفة هويتهم، وتلهمهم لصنع التميز.
ما مفهوم القدوة؟
الشخص القدوة هو من يتبعه آخرون يساعدهم في تحديد سلوكياتهم، ومنهم من نقلده.
القدوة الحسنة والقدوة السيئة
لا يخفى علينا أن كلمة قدوة لا تحمل المعنى الإيجابي دائمًا، فهناك أشخاص قد يكونوا غير نافعين لأنفسهم، ولا لمجتمعهم بل مؤذيين، نعم هم قدوة أيضًا لكن قدوة سيئة، فعلينا الحذر وأبناءنا منهم.
القدوة الإيجابية والقدوة السلبية
ليس المقصود بالقائد الإيجابي، والقائد السلبي نوعين من القدوة إما الصالح، أو الطالح؛ لكن نوعين من القدوة الصالحة.
- القدوة الإيجابية للمراهق
وهي التي تُعزز من حماس الشباب لتحقيق مثالًا للنجاح.
بعض صفات القائد الإيجابي:
- القدرة على تحميس الآخرين.
- لديه مجموعة واضحة من القيم.
- لديه تقبل للآخرين.
- القدرة على تخطي الصعاب.
- القدوة السلبية للمراهق
هي أيضًا تُعزز من حماس الشباب، لكن بطريقة أخرى مختلفة عن القدوة الإيجابية وذلك يتم بإرشاد الشباب إلى استراتيجيات تمكنهم من تجنب الفشل.
غالبًا ما يكون لديهم خوف شخصي حقيقي من الفشل، لذا أصبح لديه العديد من آليات التكيف لتجنب الفشل.
القدوة الأولى للمراهقين
الأبوان غالبًا هما أول قدوة حقيقية لنا، يقوما برعايتنا، وحمايتنا، ومساعدتنا على اكتساب المهارات المختلفة.
لكن كلما تقدم بنا العمر، تتغير اختياراتنا وقد يصبح معلمينا، أو أحد أقاربنا، أو رفاقنا، أو حتى أحد المشاهير قدوة لنا.
أهمية القدوة للمراهقين، وتأثيرها عليهم
القدوة لها تأثير مذهل سواء بالإيجاب، أم بالسلب واختيار قدوة واحدة أو أكثر من قدوة يمكنه بنائك، أو تحطيمك؛ لذا اختيار قدوة لك ليس بالأمر الهين.
- للقدوة القدرة على تشكيل آراء الشباب، ومثلهم العليا، وأفعالهم.
- القدوة تساعد في اكتشاف ما ترغب في أن تصبح عليه في المستقبل.
من الضروري جدًّا أن يكون القدوة شخصًا إيجابيًّا ومسؤولًا عن غرس القيم الأخلاقية الحميدة، والممارسات الحياتية السليمة.
أهمية القدوة للنساء
القدوة ذات أهمية كبيرة لا سيما للمرأة، وذلك بسبب التحيز الجنسي، والتمييز، والقولبة، والعوائق المؤسسية التي تواجهها المرأة.
تبين أن للقدوة ثلاث فوائد أساسية للمرأة:
- القدوة تُمثل ما هو ممكن، وتُوسع الفكر لإدراك أكبر.
- وأن القدوة تلهم المرأة أن تُصبح أكثر طموحًا وتحصيلًا (أنتِ تستطيعين).
- القدوة تساعدنا للارتقاء عقليًّا، وسلوكيًّا.
عندما تتمكن الفتيات من رؤية النساء ينهضن بسهولة، وبشروطهن، يُصبحن أكثر قدرة على النجاح.
كيف نساعد المراهقين على اتخاذ قدوة صالحة؟
- متابعة الأشخاص الصالحين الناجحين، والاستماع لقصصهم، وإنجازاتهم، وكيف وصلوا إليها، قراءة كتب سيرهم الذاتية إن كانوا غير أحياء.
- علم ابنك، أو ابنتك أن الفشل، أو حتى مجرد الخطأ قد يكون ضروريًّا من أجل الوصول إلى النجاح فلا يجب علينا اليأس؛ لكن السعي.
- سلح عقل وفكر أبنائك بالمعلومات والقيم منذ وقت مبكر، حتي إذا ما أصبح مراهقًا يكن قادرًا على اختيار قدوته.
معايير اختيار القدوة الحسنة للمراهقين
لا بدّ أن تتوافر معايير القدوة للمراهقين في الشخص القدوة بعض الصفات، مثل:
- كالصدق.
- الاحترام.
- المثابرة.
- التواضع.
- مساعدة الغير.
من المنتشر حاليًّا، والمحزن أيضًا اتخاذ القدوة للمراهقين من المشاهير، مثل لاعبي الكرة، الممثلين، المغنيين وغيرهم دون النظر إلى خلفياتهم الدينية، والثقافية، والأخلاقية.
اليوم نقدم لكم بعض النصائح لمساعدتك على اختيار قدوة صالحة لك.
بعض النصائح عند اختيار قدوة صالحة
إليك بعض النصائح عند اختيار القدوة للمراهقين.
- اختر شخصًا حقيقيًا -وليس شخصًا مصطنعًا- شخص تعرف أنه سيساعدك لتصبح نسخة أفضل من نفسك، يمكنه إرشادك، ويمثل لك نموذجًا لما تحب أن تحققه.
- القدوة الجيد يعرف جيدًا من هو، ولا يتكلف مظاهر لا ينتمي لها.
- القدوة الجيد شخص لطيف، يتفاعل تفاعلًا صحيًّا مع الآخرين.
- اختر قدوة مختلف عنك في بعض الصفات، يملك صفة لا تملكها لكنك متأكد أنك بحاجة لتلك الصفة لتساعدك في النجاح.
قد يكون الأمر غير مريح بعض الشيء، لكنه بالتأكيد سيحفزك ويجعلك أكثر مرونة.
- كن على علم بنجاحات قدوتك، وإخفاقاته أيضًا فقد تكون معرفتك بمراحل ضعفهم تشجيعًا لك لتجاوزها، والاستفادة منها لتنجح فيها مثلما نجحوا.
- اختر شخصًا صاحب قيم، يعلمك بعض القيم الغير موجودة عندك، أو يقوي قيمًا موجودة فعلًا لديك.
- اختر شخصًا يجعلك تحب ذاتك، وتثق بها. أليس الهدف من القدوة الإلهام والتشجيع؟ من يجعلك تشعر بالإخفاق أو الإحباط لا يصلح قدوة.
- امزج ما بين القدوة الذكر، والقدوة الأنثى؛ لأن كلًا من الرجل، والمرأة يملكان قوى مختلفة، ويعد وجود نماذج صالحة للقدوة من الجنسين عاملًا مساعدًا في تكامل القوى في شخصية المراهق، وبناء الثقة، والتحقيق الكامل للذات.
- اختر قدوة لتتعلم منه – وليس لتقلده- لا تكن نسخة من الآخرين
اصنع لنفسك أسلوبًا، وشخصية خاصة من الجيد أن يلهمنا قدوة لنا، لكنه من الضروري أيضًا أن تبقى مميزً.
لا تخسر نفسك في أثناء اتباعك لقدوتك، وتبني خصائص تريد تحسينها في نفسك، لكن حافظ على ما تبقى كما هو.
محمد ﷺ نموذجًا للقدوة الحسنة
أعظم نماذج القدوة للمراهقين حيث قال تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ الآخر وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا”
اعلم أيها الأبُّ، وأيتها الأم أنه لا حاجة لنا، ولا أبنائنا في البحث عن القدوة للمراهقين أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدث أبنائك عنه، وعن سيرته، وشمائله، وأخلاقه، وازرع حبه -صلى الله عليه وسلم- داخلهم وهم صغار؛ ستجني الخير، والأثر العظيم بإذن الله، ويساعدك هذا على تخطي الكثير من المشكلات، والجدال خاصة مع ابنك المراهق.
محمد ﷺ قدوة في الشجاعة
القدوة للمراهقين في الشجاعة فكان صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يكون أحد أقرب إلى العدو منه وحضر حرب الفِجَار بين كنانة، وبين قيس عيلان، وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان مع أعمامه يجهز لهم النبال.
كذلك، حضر حلف الفضول، وهو حلف تعاهد فيه بعض قبائل قريش على نصرة المظلوم، والأخذ للضعيف من القوي.
محمد ﷺ عصاميًا
رعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغنم في شبابه بمكة، كما في صحيح البخاري قال: لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خيرٌ له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه.
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اليد العليا خير من اليد السفلى” متفق عليه.
فعلى الشباب والمراهقين أن يعملوا في كل الأعمال المباحة التي تعفهم عن ذل السؤال، والاتكال على الغير، وأن يتنزهوا عما يخل بالمروءة، فلا يحملهم الجشع على الأعمال المحرمة، ولا يقعد بهم التواكل عن بذل الأسباب والسعي.
محمد ﷺ قدوة في الصدق والأمانة
كان نبي الإسلام معروفًا بالأمانة، والصدق حتى لقبوه بالصادق الأمين. ولما بلغ خديجة (رضي الله عنها) صدقه وأمانته وكرم أخلاقه عرضت عليه المتاجرة بمالها مع غلامها ميسرة في رحلة إلى الشام، وكان عمره إذ ذاك خمسة وعشرين سنة.
محمد ﷺ تاجرًا قويًا
قبِل (صلى الله عليه وسلم) الذهاب بمال خديجة (رضي الله عن) إلى الشام، ولما رجع أخبرها غلامها ميسرة بما رأى من كمال أخلاقه ومن مظاهر تكريم الله له.
وربح في تجارته هذه ربحًا كبيرًا ثمّ إن خديجة (رضي الله عنها) هي من سعت في الزواج به فتزوجها.
وإذا قرأت عنه عليه الصلاة والسلام وعن سير الصحابة الأجلاء فستكتشف كنزًا هائلًا من نماذج القدوة للمراهقين.
هنا يأتي سؤال مهم، لماذا نبحث عن القدوة للمراهقين في شخصيات قد تصيب وقد تخطئ أو شخصيات خيالية ولنا في رسول الله أسوة حسنة في جميع نواحي الحياة.
كيف يمكن لنا وأبنائنا الاقتداء بالنبي ﷺ؟
قراءة كتب السيرة
اجلس مع ابنك خصوصًا المراهق ولو جِلسة واحدة أسبوعيًّا للتعرف على النبي صلى الله عليه وسلم نشأته، شبابه، حياته، أخلاقه، وصف شكلهِ الخ.
اجعل الجِلسة مليئة بالحب، والسكينة لترغب أبنائك بها.
اتباع السنة عمليًا
كن قدوة في ذلك فالأبناء يتبعوا ما يرونه بأعينهم، وليس مجرد ما يسمعون.
- أخبر أبنائك أننا نجتمع معًا على الطاولة لأن النبي أوصانا بذلك بقوله”كُلُوا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنَّ طَعَامَ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامَ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الثَّلَاثَةَ وَالْأَرْبَعَةَ، كُلُوا جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الْجَمَاعَةِ”.
- نمشط شعرنا ونهتم به لقوله “من كان له شعر فليكرمه”.
- لا نغضب؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال “إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.
- لا نجادل لقوله “أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وَسَط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”.
- نطيع والدينا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“الوالدُ أوسطُ أبواب الجنة، فإن شئتَ فحافظ ْعلى الباب أو ضيِّعْ.
وقال أيضًا لأحد الصحابة:”هل لك من أمٍّ، قال: نعم، قال: “فالزمها، فإن الجنة عند رِجلِها”.
وهكذا انتهز كل فرصة لتربط أفعالكم اليومية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
– مشاركة الأبناء قصص النبي مع الشباب
قدَّم النبي نموذجًا يُحتذى به في العِلاقة الرائعة بينه، وبين الشباب الأصغر سنّا، ولعل ما يدعو للدهشة كيف كان يثق بهم، ويحملهم المسؤولية؟
من نماذج ثقته في المراهقين أنه كلف أسامة بن زيد مسؤولية قيادة جيش المسلمين وهو أقل من سبعة عشر عامًا.
– شجع أبنائك على كتابة رسالة صادقة للنبي
إذا رأيت النبي ماذا ستقول له؟ ماذا سيكون حالك؟ كيف يكون شعورك؟ وإن شاء شاركها مع العائلة، والأصدقاء، أو على صفحات التواصل الاجتماعي.
أفكار عن القدوة الحسنة
تُثار الكثير من الأفكار حول القدوة الحسنة للمراهقين، لكن في الوقت ذاته يحتاج المراهقون لخوض بعض المعارك، والتحديات لتعلم المزيد عن أنفسهم، واختبار قدراتهم.
كمثال على هذا قد يحاولوا اختيار قدوتهم بأنفسهم فلا تحاول منع ابنك (ابنتك) من ذلك، لكن وجه هذه الطاقة بطريقة آمنة بناءة.
– التحدث عن القيم
معرفة المراهق بما هو مهم للعائلة من قيم سيساعده في تحمل المسئولية، وتطوير القيم الشخصية، كن قدوة في ذلك فيراك تحسن التصرف عند الإحباط، والغضب، ووقت القيادة، وعند التعامل مع الغير.
– أخبرهم عن عواقب السلوكيات والأفكار
حدثهم برفق، وكن حذرًا من تحويل الأمر إلى محاضرة؛ لأن هذا يمكن أن يشجع المراهق على التمرد.
مثلاً حدثه قائلًا “أنا أعلم أنه هناك أوقات قد يدعوك زملاؤك لتجربة بعض الأشياء المؤذية كشرب السجائر وغيرها، لكنك تعلم كم هي مؤذية لصحتك، وحياتك. أثق أنه إن حدث ذلك سوف تكون قويًّا لرفضها”.
– اتباع قواعد عائلية متفق عليها مسبقًا
الاتفاق على قواعد عائلية مسبقة، والاتفاق أيضًا في وضع عواقب لكسر تلك القواعد يساعد على الالتزام.
– ابق عينك على أبنائك
كن على علم من يصاحبون؟ و إلى أين يذهبوا؟ ذلك يمكن أن يساعد في حمايتهم. أخبرهم أن يتصلوا بك فورًا إذا شعروا بأي خطر.
– ابق على تواصل مع أبنائك
الحوار، والتفاوض، وبناء عِلاقة قوية بابنك -خصوصًا مع المراهق- سيحفزه على أداء الأفضل.
– شجع أولادك على إنشاء شبكة علاقات اجتماعية واسعة
ربما من الصعب منع أبنائك من مصاحبة رفيق ما، أو مجموعة بعينها؛ لكن يمكنك إتاحة فرص لهم لإنشاء صداقات أخرى من النادي، والمسجد، والأنشطة الاجتماعية العائلية.
– ساعد طفلك على التعامل مع تأثير الأقران السيئ
اجعله يتوقع دعوة بعض الأقران السيئين له لتجربة الدُّخَان، أو المخدرات، وغيرها من السلوكيات المؤذية وغير الأخلاقية. مرنه على الرفض، وتحدث معه حول خطورة مثل هذا الأمر.
من أكثر تأثيرًا في القدوة الذكور أم الإناث؟
“من الصعب أن نكون مالا نستطيع رؤيته” ما نراه فعلًا هو أصدق من أي حديث.
حول هذا الموضوع أُجريت دراسة داخل المدارس الإعدادية منذ 50 عامًا في أمريكا، وكندا على أكثر من 5000 طالب، وطالبة. طُلب منهم رسم (عالِم) فكانت النتائج أن فقط 28 طالبًا (نسبة 06. %) رسموا عالمة (بالشكل المؤنث)
وعندما أُعيدت التجربة عام 2018 ارتفعت النسبة إلى 24%.
من المرجح أن تختار الطالبات تخصصًا في العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات عندما تتعين أستاذة بدلًا من معلم ذكر.
نحن بحاجة لإبراز القدوة النسائية للفتيات، والنساء خاصة في المجالات التي طالما سيطر عليها الرجال.
القدوة الحسنة وبناء القيادات
القدوة الحسنة، وبناء القيادات هما عبارتان ذو ارتباط وثيق إذا كنت قائدًا فسوف تكون قدوة، ونموذج لمن تقودهم، هم ينتظرون منك الإلهام والتحفيز.
القائد المثالي يعلم جيدًا أن سلوكه هو ما يُكسبه احترام الآخرين، فالقائد دائمًا في اختبار حقيقي لإثبات أن أفعاله متسقة تمامًا مع أقواله.
وأنت ماذا عنك؟ كيف ستجيب عن توقعات من تديرهم؟ وما الانطباع الذي ستتركه عنك؟
من هو المدير القدوة؟
لا شك أن العمل مديرًا -وخصوصًا المدير القدوة- يتطلب العديد من المهام، والمهارات.
إدارة، وتمثيل المؤسسة التابع لها هو العمل الرئيس للمدير، وهو محط أنظار الجميع من عملاء، وموظفين، ومشرفين يراقبون سلوكياته، ويتعلمون منها؛ لكن المدير القدوة له مهام خاصة.
صفات المدير القدوة
لكي تكون قدوة حقيقية، وفعالة كمدير وقائد عليك التحلي ببعض الصفات منها:
- العمل الجاد
لا توجد مهمة ليست من مهامك، إذا كانت الأرض بحاجة للتنظيف -ولا يوجد من يؤدي هذا الدور- نظفها بنفسك واحرص على تأدية هذا الدور جيدًا فهذا يُظهر للموظفين أن مبدأ “هذا ليس عملي” مرفوض.
- الثقة
الثقة لا تُعطى؛ لكن تُكتسب، اظهر لفريقك أنك أهل للثقة، وكن دائمًا منصفًا وعادلًا وصادقًا ومتسقًا في سلوكياتك، ولا تشارك في القيل والقال، ولا تتسامح مع ذلك.
الموظفين لديك يجب أن يشعروا أن لهم ظهر حماية. انتهز كل فرصة لإثبات لهم أنك تستحق ذلك.
- المسؤولية
تحمل مسئولية أفعالك، وحفز الآخرين لذلك. إذا ارتكبت خطأ ما، اعترف به.
ضع مع فريقك خُطة لتصحيحه، أو حله. بدلًا من أن تلوم الآخرين، أو تقدم مبررات فقط.
- الاحترام
اظهر الاحترام للجميع. للاحترام أهمية قصوى في جميع المواقف. لا تنتقد موظفًا أبدًا في العلن.
- الإيجابية
تحتاج بكونك مدير قدوة أن تكون مُهيأً للتعامل مع مواقف تضطر فيها إلى العمل تحت ضغط عال. فريقك يشاهد عن قرب استخدم أسلوبًا إيجابيًّا تتوقع من أفراد فريقك القيام به في مثل هذه المواقف.
- المثابرة
لا تتخل عن المهام في الأوقات الصعبة. اقبل عليها بشعور، وسلوك من العزم.
- التواصل
على الأقل تواصل مع فريقك تواصلًا مباشرًا -ولو مرة بالأسبوع-. لا تجعل العمل متوقفًا على الأوامر، أو الرسائل الإلكترونية فقط. تخصيص وقت للمحادثة سيساعدنا على التأكد من سير العمل في الاتجاه الصحيح للهدف.
- التعاطف
اظهر التعاطف مع موظفيك. قدر دورهم، والجهد الذي يبذلون. يمكنك إعطاء لأحدهم وقت للراحة إن كان متعبًا، أو التجول معه قليلًا لا مشكلة.
في ختام موضوعنا القدوة للمراهقين إليك هذه الكلمات عزيزي المراهق قبل أن تجعل شخصًا ما قدوة لك، اعرف ذاتك، وحدد هُويتك، فمن المهم أن تعرف عن نفسك.
كذلك ماذا تريد أن تغير؟ وماذا تريده يبقى، وكذلك عليك معرفة ماذا تريد أن تصبح في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
القلق النفسي عند المراهقين | ابني المراهق لا تقلق!
احذر من النوموفوبيا إذا كان لديك مراهقًا في منزلك
8 وسائل للتعامل مع الغضب عند المراهقين
مقال ممتع