طب عامطبي

تضخم البروستاتا | أعراضها وعلاقتها بالضعف الجنسي

د.آيه حامد
في إحدى ليالي الشتاء، وأثناء زيارة جدي لاحَظتُ تردده على المرحاض كثيرًا، سألت أمي لما يحدث هذا؟ أهو بسبب البرودة، أم أن هناك سببًا آخر؟ أخبرتني أنه يعاني تضخم البروستاتا.

بحثتُ كثيرًا عن هذا المرض واطمأن قلبي عندما علمت أنه غير خطير إلا في حالات معينة.

هيا بنا نتعرف إلى هذا المرض، وأعراضه، وكذلك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة به.

ما هو تضخم البروستاتا؟

تُعرف البروستاتا بأنها غدة صغيرة تقع في الحوض بين القضيب والمثانة.

يُعد تضخم البروستاتا من المشكلات التي تثير القلق لبعض الرجال، ولكن لا تقلق عزيزي فهو أمر شائع في مرحلة ما من حياتك. 

يتغير الجسم مع التقدم في العمر، وبالنسبة لمعظم الرجال تتمثل إحدى هذه التغييرات في زيادة حجم البروستاتا.

تُسمى هذه الحالة بتضخم البروستاتا أي زيادة حجمها عن المعدل الطبيعي.

ويمكن أن يحدث ذلك عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا كجزء طبيعي من تغير الهرمونات في الجسم.

أسباب تضخم البروستاتا

لا يوجد هناك سبب واضح لتضخم البروستاتا، ولكنها أكثر شيوعًا لدى كبار السن، وتزداد حدوثها بحلول سن 85.

تضخم البروستاتا الحميد

يُعرف بأنه تضخم غير سرطاني في البروستاتا، ولا يمثل عادةً خطرًا على الصحة.

يتدفق البول من المثانة عبر الإحليل في الحالة الطبيعية، ولكن عندما تتضخم البروستاتا تمنع مرور البول عبر مجرى البول.

تتكاثر خلايا البروستاتا تدريجًيا، مما يُؤدي إلى تضخم يضغط على الإحليل، والذي يخرج من خلاله البول والسائل المنوي من الجسم. عندما يضيق الإحليل، تنقبض المثانة بشكل أكبر لدفع البول عبر الجسم.

ولكن مع مرور الوقت، قد تصبح عضلات المثانة أكثر سُمكًا وتبدأ في الانقباض، بالرغم من احتوائها على كميات قليلة من البول.

يسبب هذا كثرة الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، ولا تستطيع عضلة المثانة التغلب على تأثير مجرى البول الضيق.

عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا

يزداد خطر الإصابة بتضخم البروستاتا عندما لا تُفرغ المثانة تمامًا من البول، وتشمل العوامل التي قد تؤدي لهذه الحالة ما يلي:

  • الشيخوخة

تسبب الشيخوخة ظهور علامات التضخم لدى الرجال في السن الكبير، ونادرًا ما تحدث لمن هم أقل من 40 عامًا.

  • التاريخ العائلي

يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة عند وجود أي فرد من العائلة يعاني مشاكل في البروستاتا.

تُشير الدراسات إلى أن المصابين بهذه الأمراض هم أكثر عُرضة للإصابة بتضخم البروستاتا.

  • نمط الحياة

تُزيد السمنة، وكذلك اتباع نظام غذائي غير متوازن من خطر الإصابة.

أعراض تضخم البروستاتا

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر وفقًا لدرجة الإصابة وتشمل ما يلي:

  • الرغبة المُلّحة للتبول.
  • ضعف في مجرى البول.
  • صعوبة في بدء التبول.
  • كثرة الاستيقاظ ليلًا للتبول.
  • الشعور بعدم اكتمال إفراغ المثانة.
  • كثرة التبول.
  • العودة مرة أخرى للتبول بعد دقائق من الانتهاء.

مضاعفات تضخم البروستاتا

 قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة الإصابة بهذا المرض وتشمل الآتي:

  • التهاب المسالك البولية.
  • يمكن أن يزداد الأمر سوءًا بحدوث حصوات المثانة.
  • وجود دم في البول، وحدوث حالة تُعرف باسم سلس البول.

ينبغي استشارة الطبيب فور حدوث بعض المضاعفات مثل:

  • عدم القدرة على التبول، ويُعرف “باحتباس البول الحاد”.
  • تلف في المثانة أو الكلى.
  • آلام شديدة أسفل البطن.
  • انتفاخ المثانة الذي يمكن أن تشعر به بيديك.

التشخيص

يُجري الطبيب بعض الفحوصات لتشخيص تضخم البروستاتا مثل:

  • الفحص البدني، الذي يتمثل عادة في فحص المستقيم.
  • فحوصات الدم للتأكد من أن الكليتين تعملان بشكل صحيح.
  • اختبار دم خاص بمضاد البروستاتا (PSA) لاستبعاد سرطان البروستاتا.
  • واختبار البول للتحقق من نسبة السكر، وذلك لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني داء السكري أو العدوى. 
  • اختبار تدفق البول، وفيه يقيس الطبيب كمية البول المتبقية في المثانة بالقسطرة، وذلك باستخدام الموجات فوق الصوتية.

وإذا كانت الحالة أكثر تعقيدًا، فقد يحتاج الطبيب لمعرفة السبب الرئيس لذا يُوصي بالآتي:

  • خزعة البروستاتا، وفيها تُؤخذ عينة من الأنسجة، وذلك للتأكد من تشخيص الإصابة من عدمها.
  • يمكن إدخال قسطرة إلى المثانة، ثم تُحقن بالماء لقياس الضغط وتحديد كفاءة عضلاتها.
  • تنظير المثانة، باستخدام المنظار الذي يسمح برؤية مجرى البول بصورة أوضح.

التهاب البروستاتا والضعف الجنسي

يمكن أن يحدث التهاب البروستاتا في أي عمر، لكنه عادة ما يصيب الرجال بين عمر 30-50 عامًا،
وتزيد احتمالية الإصابة به عند وجود عدوى في المسالك البولية، كذلك عند الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.

تشمل الأعراض وجود ألم في أو حول القضيب أو الخصيتين مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب،
ويمكن أن يحدث ألم عند القذف أو الشعور بآلام الحوض بعد ممارسة الجنس.

 تُؤثر أيضًا الإصابة على العلاقة الجنسية، والذي يؤدي أحيانًا إلى الضعف الجنسي، مما قد يؤدي في النهاية إلى تأخر الإنجاب.

ويوجد نوعان رئيسان من التهاب البروستاتا وهما:

  • التهاب البروستاتا المزمن

تظهر فيه الأعراض وتختفي على مدى عدة أشهر، وهو النوع الأكثر شيوعًا.

  • التهاب البروستاتا الحاد

تكون فيه الأعراض شديدة وتحدث فجأة، وهو نوع نادر الحدوث ولكنه يحتاج إلى تدخل فوري.

علاج تضخم البروستاتا

يعتمد العلاج على شدة الحالة، فإذا كانت الأعراض خفيفة، قد لا تحتاج إلى علاج فوري.

يستخدم أطباء المسالك البولية مؤشرًا يُسمى (BPH impact index) وذلك لتحديد ما إذا كانت الحالة تتطلب علاجًا أم لا؟

 ولكن ينبغي مراعاة ما يلي:

  • الصحة العامة للمريض.
  • العمر.
  • حجم البروستاتا.
  • مقدار الألم الذي يشعر به المريض.

بينما يُوصي الأطباء ببعض الأدوية عندما تكون الأعراض متوسطة أو شديدة وتشمل ما يلي:

حاصرات ألفا

تعمل هذه الأدوية على ارتخاء عضلات المثانة وأنسجة البروستاتا، ممَّا يساعد على سهولة التبول وتشمل:

  • الفوزوسين (Alfuzosin) مثل أوروكساترال (Uroxatral).
  • دوكسازوسين (Doxazosin) مثل كاردورا (Cardura).
  • تامسلوسين (Tamsulosin) مثل فلوماكس (Flomax).
  • سيلودوسين (Silodosin) مثل رابافلو (Rapaflo).

يمكن أن تسبب بعضًا من الآثار الجانبية مثل: الدوخة، والصداع، وتهيج المعدة، واحتقان الأنف.

كما يمكن أن يعود السائل المنوي إلى المثانة بدلًا من أن يخرج من القضيب وتسمى هذه الحالة بالقذف الرجعي.

مثبطات اختزال 5- ألفا

يمكن لهذه الأدوية أن تقلل حجم البروستاتا  بمنع التغييرات التي تسبب تضخمها وتشمل الآتي:

  • فيناسترايد (Finasteride) مثل بروسكار (proscar).
  • دوتاستيريد (Dutasteride) مثل أفودارت (Avodart).

تحتاج هذه الأدوية حوالي ستة أشهر حتى تُظهر فعاليتها، ويمكن أن تسبب انخفاض الرغبة الجنسية، وتقليل كمية السائل المنوي.

تقل هذه الأعراض تدريجيًا وتختفي عند التوقف عن تناولها.

  • يمكنك المزج بين النوعين السابقين إذا كان كل منهما غير فعال بمفرده
  • تادالافيل (Tadalafil) 

يستخدم لعلاج ضعف الانتصاب، كما يمكنه علاج تضخم البروستاتا مثل سياليس (Cialis).

 العلاج بالتدخل الجراحي

إذا كانت الأدوية غير فعالة، قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي الذي يشمل ما يلي:

استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)

تُعد هذه الجراحة هي الأكثر شيوعًا لعلاج تضخم البروستاتا، ويتضمن هذا الإجراء حلقة كهربائية تقطع الأنسجة وتسد الأوعية الدموية.

يُزيل الجراح البروستاتا عدا الجزء الخارجي، الذي يخفف من حدة الأعراض بشكل أسرع، ويمكن أن يتدفق البول بعد العملية بفترة قليلة.

وتُعد هذه العملية أقل ألمًا من أي تدخل جراحي آخر، كما أنها تتطلب وقتًا أقصر للشفاء.

تشمل الآثار الجانبية المحتملة نادرة الحدوث ما يلي:

  • فقدان الدم.
  • التبول المؤلم.
  • تضييق عنق المثانة.
  • وجود دم في البول.
  • تتراوح احتمالات حدوث مشاكل في الانتصاب من 5-10%، ومع ذلك فإنها غالبًا ما تكون مؤقتة وتختفي بعد عدة أشهر.

شق البروستاتا عبر الإحليل (TUIP)

يعمل الجراح على شق البروستاتا مما يسهل مرور البول عبر الإحليل.

تُعد هذه العملية الخيار الأفضل إذا كان المريض يعاني مشاكل صحية تجعل الجراحة خطيرة.

العلاج الحراري عبر الإحليل بواسطة الطاقة الميكروية  (TUMT)

يقلل هذا العلاج الانسداد نتيجة تكرار التبول، ولكنه لا يصحح أي مشاكل في إفراغ المثانة.

وفيه يُدخل الطبيب قطبُا كهربائيًا عبر مجرى البول في منطقة البروستاتا، وتعمل هذه الطاقة الميكروية المنبعثة على تدمير الجزء الداخلي من الغدة.

يُؤدي ذلك إلى تقلص البروستاتا وتسهيل تدفق البول.

يحمي نظام التبريد جدار الإحليل أثناء العملية، ولا يتطلب سوى التخدير الموضعي ومسكنات الألم لإجراء هذا التدخل الجراحي.

يُعد التبول المؤلم لعدة أسابيع من الآثار الجانبية المحتملة لهذا الإجراء.

الاستئصال بترددات موجات الراديو عبر الإحليل (TUNA)

يستخدم الجراح المنظار لإدخال الإبرة في غدة البروستاتا، ثم تمر موجات معينة عبر الإبرة.

 يؤدي ذلك إلى تسخين وتدمير الأنسجة التي تمنع تدفق البول، ولكن يُعد هذا الإجراء نادرًا.

دعامات البروستاتا

يمكن إدخال ملف معدني صغير يسمى الدعامة في مجرى البول لتوسيعه وإبقائه مفتوحًا في بعض الحالات، وذلك تحت تأثير التخدير الموضعي.

يُستخدم هذا النوع من العلاجات فقط في الحالات التي لا ترغب أو لا تقدر على تناول الأدوية.

قد يتغير موضع الدعامة في بعض الأحيان مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وهذه هي أشهر آثارها الجانبية.

يعاني بعض الرجال ألمًا عند التبول أو الإصابة بعدوى متكررة في المسالك البولية.

العلاج بالليزر

يعمل الليزر على تدمير أنسجة البروستاتا المتضخمة، وبشكل عام فإن الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج أقل من العلاجات الأخرى.

جراحة البروستاتا المفتوحة

يمكن استخدام الجراحة المفتوحة عندما يتعذر استخدام إجراء عبر الإحليل، وذلك في الحالات الآتية:

  • عند تضخم البروستاتا بشكل كبير.
  • وجود تلف أو حصوات في المثانة.
  • تضيق الإحليل.

تُجرى هذه الجراحة تحت تأثير التخدير العام أو التخدير النخاعي، وقد يستغرق التعافي من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.

في بعض الحالات قد لا يكون العلاج الجراحي الخيار الأفضل وتشمل:

  • وجود تاريخ من العلاج الإشعاعي للبروستاتا أو جراحات المسالك البولية.
  • بعض الاضطرابات العصبية مثل: مرض باركنسون (Parkinson’s Disease) أو التصلب المتعدد.

العلاجات العشبية لتضخم البروستاتا

يعتقد بعض الناس أن الأعشاب يمكن أن تساهم في العلاج وتشمل الآتي:

  • شجرة البلميط المنشاري (saw palmetto) يأتي هذا المستخلص من التوت ويُعتقد أنه يمنع تكسير هرمون التستوستيرون.
  • بيتا سيتوستيرول، يستخلص من حبوب لقاح عشب الجاودار(rye grass).
  • مستخلص لحاء شجرة الخوخ الإفريقي ويؤدي إلى تدفق البول بنسبة 25% تقريبًا.

يتوخى الباحثون والأطباء الحذر في تقديم النصيحة للمرضى وذلك لأن هذه الأعشاب غير خاضعة للرقابة. كما أنها قد تؤثر على طريقة عمل الأدوية أو العلاجات الأخرى.

أفضل 7 طرق للوقاية من تضخم البروستاتا

يمكن اتباع الطرق الآتية للوقاية من الإصابة بتضخم البروستاتا وتقليل الأعراض وتشمل:

  • تقليل تناول الماء والسوائل في المساء، حيث يساعد ذلك على تقليل الرغبة في التبول في منتصف الليل.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وذلك لتجنب الإصابة بالسمنة التي تُعد عاملًا قويًا لتضخم البروستاتا.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم (30 دقيقة يوميًا تكفي للمساعدة على عدم احتباس البول).
  • اذهب لتفريغ المثانة عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك، حيث أن الانتظار لفترة طويلة يمكنه إرهاق عضلة المثانة.
  • تقليل تناول الكافيين والكحول اللذان يعملان على زيادة إنتاج البول كما يمكنهما زيادة الأعراض سوءًا.
  • تقليل تناول مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين التي تعمل على شد الرباط العضلي حول الإحليل مما يجعل التبول أكثر صعوبة.
  • ابق دافئًا، وذلك حيث تعمل درجات الحرارة المنخفضة على احتباس البول مما يُزيد الرغبة في التبول.

وفي النهاية، اعلم -عزيزي القارئ- أن تضخم البروستاتا قد يحدث بشكل طبيعي، كما أنها مشكلة صحية ليست خطرة إذا اتبعت تعليمات الطبيب المختص.

 كذلك يساهم الكشف الدوري والفحص المتكرر في اكتشاف أي تغيرات قد تطرأ عليك، مما يساعد على تلقي العلاج في الوقت المناسب.

 اقرأ أيضًا

 التهاب البروستاتا | أعراضه ومدى خطورته

الجهاز البولي | أعضاؤه وأهم الأمراض التي تصيبه

مراجعة عامة/ هند السيد

مراجعة طبية: سمر البدري

المصدر
webmd.mayoclinic

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى