التغذية الصحيةالطب الشعبيطب عامطبي

حبة البركة أو الحبة السوداء | أسرار وفوائد لا تفوتك

د.بسمة عبد المنعم

اكتُشفت “حبة البركة” في مقبرة الملك “توت عنخ ءامون” منذ آلاف السنين؛ إذ استُخدمت في الطب الشعبي منذ القدم؛ نظرًا لفوائدها المتعددة في الصحة والتجميل.

كذلك تضيف رائحتها النفاذة، ومذاقها المميز نكهة رائعة للأطعمة والمخبوزات.

تعالوا نكتشف معًا عبر سطور هذا المقال المزيد من أسرار “حبة البركة“، وأضرارها، وكيفية تناولها؟

هيا بنا…

أهمية النباتات في حياة الإنسان؟

لطالما استُخدمت النباتات أساسًا للعلاجات التقليدية في تاريخ البشرية، وتدخل أيضًا في تركيبات عديد من الأدوية في الآونة الأخيرة؛ لتوفرها وانخفاض تكلفتها مقارنةً بالأدوية المصنعة.

يعتمد أكثر من ثلاث أرباع المجتمعات ذات الموارد المحدودة على النباتات لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الأولية، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

لذا سنتناول الحديث عن حبة البركة كأحد النباتات الفريدة، وذات القيمة الغذائية العالية.

ما هي حبة البركة؟

هي نبتة صغيرة ذات أزهار أرجوانية أو بيضاء أو زرقاء، تنمو في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وغرب آسيا.

تنتج هذه الشجرة ثمارًا تحوي بذورًا سوداء.

كما نُقل عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قوله: (الحبة السوداء شفاء لكل داء إلا السام).

وذكرها ابن سينا في كتابه “قانون الطب” معززًا لطاقة الجسم.

ما المسمّيات الأخرى؟

 تنتمي إلى عائلة “الحوذان” (Ranunculaceae)، واسمها العلمي “نيجيلا ساتيفا” (Nigella Sativa).

يُطلق عليها أيضًا الحبة السوداء (Black Seed)، أو الكمون الأسود (Black Cumin)، أو الكراوية السوداء (Black Caraway).

كذلك تُسمى الكالونجي (Kalonji)، وبذور البصل الأسود (Black Onion Seed)، أو كما

نعرفها باسم “حبة البركة”.

القيمة الغذائية لحبة البركة

تحتوي الحبة السوداء على مكونات فريدة من الأحماض الأمينية، والبروتينات، والكربوهيدرات، والزيوت الطيارة، وغيرها.  كذلك تعد مصدرًا غنيًّا لكلٍ من الكالسيوم، والحديد، والزنك، والفسفور، وحمض الفوليك، وغيرها من المعادن والفيتامينات.

تحتوي ملعقة صغيرة من زيتها على 45 سعرًا حراريًّا من الدهون، بنسبة 59% أوميغا 6، و22% أوميغا 3 الدهنية المضادة للالتهاب.

 يعمل الثيموكينون (Thymoquinone) المكون الرئيس لزيت الحبة السوداء كمضاد للأكسدة والالتهابات، ومقاوم للسرطان (تجارب على الفئران).

كذلك تحتوي أيضًا على مادة النيجيللون (Nigellone)، التي يُعتقد أن لها دورًا في تقليل تفاعلات الحساسية، عبر تثبيط إفراز الهيستامين.

فوائد زيت حبة البركة

يعدها خبراء الأعشاب الأوائل أنها معجزة، وأطلقوا عليها في بعض الأحيان “الدواء الشافي”.

إذ استُخدمت قديمًا لعلاج احتقان الأنف، والديدان المعوية، والعين الوردية، والخراج، وغيرها.

أما اليوم، أصبح لها فوائد أكثر شيوعًا، نذكر منها علاج: 

الربو

تظهر الأبحاث أن تناول الحبة السوداء قد يفيد في علاج الربو؛ إذ قد يقلل الالتهاب، ويحسن وظيفة الرئة، ويخفف حدة بعض الأعراض، مثل: السعال والصفير.

داء السكري

يمكن أن يخفض مستوى السكر في الدَّم.

ارتفاع ضغط الدَّم

 يمكن أن يخفض ضغط الدَّم على نحو طفيف، بعد شهرين من الاستخدام.

الكوليسترول والدهون الثلاثية 

ربما يسهم في الحد من ارتفاع من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية؛ لاحتوائه عديد من الأحماض الدهنية الصحية، مثل: حمض اللينوليك والأوليك.

الحد من اضطراب المعدة

  • تسكين آلام المعدة، والحد من التقلصات، والانتفاخ.
  • ربما يمنع قرحة المعدة.

الجنس

يزيد زيت الحبة السوداء من عدد الحيوانات المنوية وسرعتها؛ مما قد يفيد في علاج العقم لدى الرجال.

ألم الثدي

تقلل من ألم الثدي الناتج عن الدورة الشهرية؛ وذلك بوضع جل يحتوي على زيت الحبة السوداء على الثدي.

الحد من اضطرابات الدورة الشهرية

لا يُفضل بعض النساء تناول الأدوية في تسكين آلام الدورة الشهرية، أو يبحثن عن وسيلة أكثر أمانًا.

لذا ربما يستخدمن بعض النباتات مثل: الحبة السوداء؛ لتخفيف الأعراض. 

التأثيرات الوقائية العصبية 

  • مضاد للاكتئاب والقلق؛ إذ يزيد نسبة السيروتونين (Serotonin) (المادة الكيميائية التي تعزز الحالة المزاجية في المخ).
  • تحسين مهارات الذاكرة والانتباه.
  • تخفيف حدة نوبات الصرع لدى الأطفال.

مضاد للالتهاب ومسكن للألم

  •  تخفيف الآلام الناجمة عن بعض الاعتلالات، مثل: الصداع، وحالات التليف الكيسي، وهشاشة العظام، والسرطان.
  • تحسين أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الحد من الألم الناجم عن التهاب اللوزتين والبلعوم.
  • التهاب الجيوب الأنفية؛ إذ يقلل من احتقان الأنف، والحكة، والرشح بعد أسبوعين من الاستخدام.

تحسين وظائف الكلى والكبد في المرضى المصابين باعتلالات الكبد والكلى المزمنة.

خصائص مضادة للسرطان 

  • قد يسهم في الحد من بعض أنواع الخلايا السرطانية.
  • تقليل الأضرار التي لحقت بالجهاز المناعي في أثناء علاج السرطان بالعقاقير.
  • تقليل تورم الوريد الناجم عن حقن أدوية السرطان.

فوائد أخرى للحبة السوداء

تتضمن الاستخدامات الأخرى للحبة السوداء ما يلي:

  • يمكن أن تسهم في علاج داء هاشيموتو، هو مرض يسبب خمول الغدة الدرقية.
  •  قد تستخدم مضادًا للأكسدة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ومرض الإيدز (AIDS).
  • تخفيف الأعراض المتعلقة بسحب الأدوية المخدرة (الانسحاب الأفيوني).
  • يمكن أن تسهم في الحد من الأمراض المعدية المختلفة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية، والفطرية، والطفيلية، والفيروسية.
  • تحسين أعراض حمى القش (التهاب الأنف التحسسي)، وذلك باستخدامه مع البيتاكاروتين وفيتامين E.

أظهرت إحدى الدراسات أنه يمكن استخدام مستحضر من العسل، وزيت بذور الحبة السوداء في علاج عسر الهضم الوظيفي.

الفوائد التجميلية 

 كثيرًا ما تهوى النساء استخدام الأعشاب الطبية لأغراض تجميلية.

تعالي معي -عزيزتي القارئة- أطلعك على فوائد الحبة السوداء للبشرة والشعر، وغيرها، ومنها:

  • إنقاص الوزن

ربما يساعد على تقليل مؤشر كتلة الجسم لمن يعانون السمنة، أو داء السكري من النوع الثاني، أو لمصابي متلازمة الأيض.

  •  للبشرة 

يمكن استخدامه قناعًا وخلطه مع مكونات أخرى لتوحيد لون البشرة، وتحسين نسيج الجلد، وتنعيم البشرة، أو علاجًا لكلٍ من:

  • للشعر

ربما يفيد في علاج مرضى الثعلبة (Alopecia)، عند تخفيف الزيت بخلطه مع زيت جوز الهند أو الزيتون؛ إذ يعمل على:

  • تحفيز نمو الشعر، وتقليل التقشر، والحساسية.
  • ترطيب الشعر.

استخدامات حبة البركة في الطعام

عزيزي القارئ، إذا كنت تطلع لتذوق أطعمة ذات نكهة مميزة، ورائحة جميلة، فعليك بإضافة تلك الحبة السحرية إلى طبقك. 

تُستخدم كتوابل ونكهة في مجموعة من المستحضرات الغذائية، مثل : الخبز، واللبن، والمخللات، والصلصات، والسلطات.

كيف تتناول حبة البركة؟

  • يمكن تناول الزيت في صورة كبسولات أو سائل.
  • يأكل بعض الأشخاص البذور نيئة، أو يخلطونها بالعسل أو الماء. 
  • يمكن طحن البذور وخلطها مع توابل أخرى، مثل: بذور الخردل (Mustard)، والشمر (Fennel)، والكمون (Cumin).
  • يمكن أيضًا إضافتها إلى دقيق الشوفان أو العصائر أو الزبادي.
  • قد تفضل خلط الزيت بعصير الليمون أو العسل؛ نظرًا لنكهته القوية.
  • كذلك يمكن استخدام الزيت موضعيًّا على الشعر، أو تدليكه على الجلد.
  • قد يفضل بعض الأشخاص تحميص البذور وطحنها قبل تناولها؛ ليصبح مذاقها أفضل.
  • يمكن أيضًا شراء زيت الحبة السوداء من معظم المتاجر الصحية، والصيدليات.

مغلي حبة البركة

اغلِ كمية قليلة من الماء مع البذور، واتركه ينضج لخمس دقائق، ثم اتركها تبرد قليلًا بدرجة مناسبة لتناولها.

كما أنه لا توجد أدلة علمية قاطعة حول تلك الفوائد؛ لذا لا يمكن التداوي بها بدلًا عن الأدوية الموصوفة، أو دون استشارة الطبيب.

أضرار زيت حبة البركة

تعد حبة البركة آمنةً عند تناولها بكميات صغيرة عن طريق الفم، مثلما تُضاف كنكهة للأطعمة.

يعد زيت الحبة السوداء ومسحوقها آمنين عند الاستخدام بكميات كبيرة في الأدوية، لمدة 3 أشهر أو أقل، ويُعتقد أن يكون الميلانثين (Melanthin) أحد مكونات زيت الحبة السوداء سامًّا، عند الاستخدام بكميات كبيرة.

يمكن أن تتسبب في بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • الطفح الجلدي التحسسي.
  • اضطراب المعدة، أو القيء، أو الإمساك.
  • قد تزيد من خطر الإصابة بالصرع عند بعض الأشخاص.
  • الحمل والرضاعة

 قد تعرقل انقباض الرحم عند تناولها بكميات كبيرة.

يُفضل عدم استخدامها بكميات كبيرة في أثناء الرضاعة؛ إذ لا توجد أدلة حول سلامة استخدامها.

  • الأطفال

يُعد استخدام كمية صغيرة لفترة قصيرة آمنًا.

  • الأدوية

يمكن أن تحدث بعض التفاعلات؛ من جراء تناول الحبة السوداء مع بعض الأدوية، مثل:

  • الأدوية الخافضة لضغط الدم حاصرات بيتا (Beta blockers)

 قد يزيد من خفض ضغط الدم لدى مصابي ضغط الدم المنخفض.

  • الأدوية المضادة للسكري

قد تخفض نسبة السكر في الدم بشكل كبير في مرضى السكر.

  • أدوية مثبطات المناعة

يمكن أن تقل فاعليتها.

  • الأدوية المهدئة

قد تسبب النعاس والخمول عند تناولها مع الحبة السوداء.

  • الأموكسيسيللين (Amoxicillin)

ربما تزيد فاعليته.

  • أدوية تخثر الدم

 قد تؤدي إلى اضطرابات النزيف، وعرقلة تخثر الدم؛ لذا يجب التوقف عن تناولها قبل أسبوعين من الجراحة. 

التوصيات

بالرغْم من الفوائد العدة لهذا الزيت، بيد أنه لا يحل محل الأدوية التي تتناولها.

لا تراقب هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأعشاب والمكملات الغذائية من ناحية الجودة والنقاء؛ لذا يجب اتباع بعض التوصيات، مثل:

  • تجنب وضع الزيت على العين أو الأنف. 
  • تجنب ابتلاع الزيت؛ إذ يؤدي إلى مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • اختر زيت الحبة السوداء العضوي النقي بنسبة 100% والمعتمد من وزارة الزراعة الأمريكية.

الجرعة

لا توجد أدلة علمية كافية حول الجرعة الموصى بها؛ إذ تختلف وفق العمر والحالة الصحية لكل شخص، ولكن الجرعة المعتادة تتراوح ما بين 200 إلى 2000 ملليجرام يوميًّا.

الحبة السوداء والبذور الأخرى

غالبا ما تُقارن بالكمون أو الأوريجانو، لكنها مختلفة عن بعضها البعض في الشكل والنكهة.

كذلك قد يختلط الأمر بينها وبين بذور السمسم الأسود (Black Sesame Seed)، لكن الأخيرة مسطحة الشكل، ويتخذ جانبيها شكل دمع العين.

في النهاية، بعد أن تعرفنا إلى حبة البركة وفوائدها والتحذيرات الخاصة، لكنه يظل واجبًا استشارة المختص قبل استخدامها، أو قبل تناولها مع أية مكونات موصوفة أو غير موصوفة.

اقرأ أيضًا

أعشاب اليانسون | كل ما تريد أن تعرفه عنها

فوائد ماء الورد للبشرة والشعر

مشروبات لإذابة الدهون | 13مشروب سحري لإنقاص الوزن

المصدر
www.webmd.comwebmdtimesofindiawww.healthline.comwww.ncbi.nlm.nih.govwww.livestrong.comwww.rxlist.comwww.purewow.comwww.healthline.comwebmd black seedncbi.nlm.nih.gov/www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/pubmed

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة اللة
    أستعمل زيت الحبة السوداء بكمية لا تتعدى 3 ملاعق صغيرة في اليوم كأحد الادوية الطبيعية لمرض الصرع لكنني اتفاجأ بما تكتبونه في الأعراض الجانبية انها قد لا تصلح لبعض مرضى الصرع

  2. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
    ليس كل الأشخاص مشمولين كما ذكر بتلك النقطة التي وردت في أبحاث علمية موثوقة، وللتأكد من تفاعل الجسم مع الأطعمة المختلفة خاصة لمرضى الصرع، يمكن اجراء Food Intolerance Test فهو مفيد جدًا لارشاد الأشخاص للأطعمة المسببة للأمراض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى