تعد مصر من أهم الوجهات السياحية في العالم. فقد حباها الله بطبيعة ساحرة خلابة، وثروات طبيعية فريدة، وموقع جغرافي متميز، ومناخ معتدل، وسواحل واسعة، وشواطئ مرجانية إلى جانب ثرواتها التاريخية والفرعونية، ومعالمها الثقافية والتاريخية. كل هذه المقومات ساهمت في بناء حضارة عريقة لمصر، وجعلتها قبلة سياحية فريدة، وميزتها عن كثير من بلدان العالم. إذ يتهافت إليها الزوار من جميع أنحاء العالم لأغراض متعددة. في هذا المقال دعونا نتجول في واحدة من أهم الأماكن السياحية في مصر وهي عيون موسى لنتعرف إلى كل ما يتعلق بذلك الكنز الثمين.
أين تقع عيون موسى؟
تقع عيون موسى على بعد 35 كيلو متر من مدينة السويس، 60 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حَمدي بطريق سيناء، وتتوسط مدينتي رأس سدر والسويس. فهي تبعد عن القاهرة حوالي 250 كيلو متر، وتنتمي إداريًا إلى محافظة السويس.
وصفها وسبب تسميتها
عيون موسى في مصر واحة تضم حوالي 12 عينًا من الماء الصالح للشرب، كان قديمًا أهالي تلك الواحة يستخدمون ماء العيون العذبة في الشرب قبل بناء مرافق ماء خاصة بهم.
يبلغ متوسط عمق عيون موسى حوالي 40 قدم، وتتميز بجمال مناخها، ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تطل على ساحل خليج السويس. أيضًا بها كثير من الحشائش الكثيفة، وأشجار النخيل التي تنتج أفضل أنواع البلح والتمور في العالم.
نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام بتطوير تلك العيون؛ تراكمت الطحالب وأشجار البوص بها، فاندثرت حوالي سبع عيون بها. وجف الماء من باقي العيون ماعدا واحدة تسمى بئر الشيخ.
توضع لافتة على كل عين تشير إلى اسم العين، وعُمقها، وتعطي معلومات عنها. والآن يعمل الخبراء على تطويرها وتجميلها.
سميت عيون موسى بهذا الاسم نسبةً إلى عيون الماء التي تفجرت لسيدنا موسى عليه السلام.
الأهمية الطبية لعيون موسى
يأتي السياح إلى مصر لأهداف متعددة، فمنهم من يأتي بغرض السياحة الترفيهية أو للسياحة الثقافية أو للسياحة العلاجية بغرض العلاج والاستشفاء من كثير من الأمراض؛ إذ يفضل البعض العلاجات الطبيعية بموارد الطبيعة عن تناول الأدوية العلاجية.
تعد مصر من أهم البلاد التي حباها الله بمقومات طبيعية جعلتها رائدة في مجال السياحة الصحية والعلاجية. كذلك يتوافد إليها المئات يوميًا من جميع أنحاء العالم. من أهم هذه الأماكن السياحية عيون موسى، وحمام فرعون؛ إذ يتدفق منهما مجموعة من العيون الكبريتية التي تتراوح درجة حرارتها بين 35 إلى 39 درجة مئوية.
يُصب ماء تلك العيون الكبريتية في حمام كبير على شكل حوض محاط بمبنى على هيئة قبة. يستخدم ذلك الماء في علاج عديد من الأمراض الروماتيزمية، وأمراض العظام، والروماتويد، وكذلك الأمراض الجلدية.
ما هي عيون الماء الكبريتية؟
هى عيون ماء حارة تتدرج حرارتها من حار جدًا إلى حار إلى دافئ، يستخدمها البعض كمصدر سياحي والبعض الآخر كمصدر علاجي لكثير من الأمراض. يختلف المحتوى الكبريتي من عين إلى أخرى، لكن على الأقل لابد أن يحتوي الماء على مقدار 1 جرام لكل لتر ماء؛ حتى تكون تابعة لمسمى عين معدنية.
فوائد الماء الكبريتي
يلجأ بعض الأشخاص لتلك العيون بغرض العلاج بالمياه الكبريتية، إذ يستلقي الشخص تحت رذاذ أبخرة الكبريت المتصاعدة من داخل العيون والاستمتاع بالمياه الدافئة المتدفقة من باطن الأرض.
كذلك تحتوي تلك العيون على عناصر الكالسيوم، والبوتاسيوم، والسليكون، والأملاح المذابة. يستخدم الزائرون أيضًا الطمي الكبريتي في طلاء أجسادهم به لفترة من الوقت تختلف من شخص إلى آخر ثم الاغتسال منه.
كما أن الماء الكبريتي الدافئ يساعد على أن تصبح الأنسجة الرابطة في الجسم أكثر مرونة، فتَتسع الأوعية الدموية، وتزداد نبضات القلب، وكذلك عملية الأيض. يساعد أيضًا على تنشيط طبقة الكولاجين بالجلد لذا يساهم في شد البَشَرَة، وإزالة الترهلات.
لذا ينصح الأطباء بعض المرضى أصحاب الأمراض المزمنة في اللجوء إلى تلك العيون الكبريتية بغرض الاستشفاء.
ما هي الأمراض التي يمكن لعيون موسى علاجها؟
عديد من الأمراض يمكن أن تعالج بالماء الكبريتي من أهم هذه الأمراض:
¤ أمراض الجهاز التنفسي
الجيوب الأنفية، والربو، والنزلات الشعبية.
¤ الأمراض الجلدية
التينيا، والصدفية، وحب الشباب، والإكزيما.
¤ أمراض العظام والروماتويد
التهاب العظام، والنقرس المزمن، والالتهابات العصبية، والتهاب العظام المفصلي المزمن، والالتهابات الروماتيزمية، واسترخاء العضلات
الطريقة المثلى للاستفادة من عيون موسى
للحصول على الاستفادة القصوى من تلك العيون الكبريتية يفضل أن تستخدم قبل شروق الشمس أو قبل غروبها بقليل. لا يفضل التعرض للشمس في أثناء استخدام الماء الكبريتي.
يبدأ الشخص المراد علاجه في النزول إلى الماء الدافئ ثم التحرك إلى اتجاه مصدر الماء، كلما اتجه ناحية المصدر ازدادت درجة حرارة الماء، فتزداد الاستفادة.
يظل الشخص في الماء مدة لا تقل عن 20 دقيقة، بعدها يخرج من الماء؛ ليبدأ في عمل حمام طين كبريتي، ويغطي به سطح الجسم أو جزء منه حسب الرغبة. يظل الطمي على الجسد إلى أن يجف، ويصبح الجلد مشدودًا.
حينها يبدأ الشخص في النزول إلى الماء الساخن مرة أخرى؛ للاغتسال من الطّمي الكبريتي، ويكون النزول بنفس طريقة النزول الأولى. قد تتكرر تلك العملية أكثر من مرة حسب الحالة والظروف.
يُؤخذ حمام ماء ساخن بعد حمام الماء الكبريتي؛ للتخلص من رائحة الكبريت. يشعر الشخص بعد تلك العملية العلاجية بالإرهاق الشديد؛ نتيجة لثقلها على القلب والأوعية الدموية. يُنصح بأخذ قسط من الراحة بعد تلك العملية؛ إذ تتسع الأوعية الدموية، وتزداد نبضات القلب.
فوائد أخرى لعيون موسى
يكثر بتلك المنطقة أشجار النخيل التي تُنتج أفضل أنواع التمور. كذلك الأعشاب الطبية الموجودة في سيناء التي يقبل عليها الكثير مثل:
- الزعتر الذي يُستخدم في علاج الكُحة.
- الحنظل مفيد في علاج الروماتيزم.
- السموة يستخدم لعلاج السكر، وبعض الأمراض الجلدية.
- السكران يمكن استخدامه كمخدر طبيعي، كذلك مفيد للقلب، وتقلص العضلات.
كذلك أثبتت الدراسات أن تلك العيون الكبريتية مفيدة لمرضى الضغط المرتفع، ولا تفضل لمرضى الضغط المنخفض. كذلك قد تؤثر درجة حرارة الماء بها على معدلات الخصوبة وإنتاج الحيوانات المنوية.
أهم العناصر الموجودة في عيون موسى
تحتوي تلك العيون على عديد من العناصر الهامة من أهمها:
¤ المنجنيز
يساعد على تخفيف مستوى سكر الدَّم لدى مرضى السكري، كذلك مفيد لعلاج حالات هشاشة العظام.
¤ الفسفور
مهم في علاج حالات الكسور العظمية، وحالات نقص فيتامين د، وكذلك في علاج التشنجات العضلية.
¤ الكالسيوم
يعالج هشاشة العظام، ويمنع نخور الأسنان، ويساهم في خفض ضغط الدم المرتفع، وينظم ضربات القلب، كذلك مقاومة بعض الأورام خاصة أورام القولون.
¤ الماغنيسيوم
يساعد على علاج تصلب الشرايين، والنوبات القلبية، وكذلك الربو.
¤ الزنك
يعزز مناعة الجسم.
¤ النحاس
مفيد لعلاج حالات فقر الدم، والتهاب المفاصل.
ختامًا مصر مليئة بكنوز طبيعية لا تُقدر بثمن، عيون موسى واحدة من تلك الكنوز. لذلك لا بد من العناية بها والعمل على تطويرها بصفة مستمرة؛ للحصول على أقصى استفادة منها
اقرأ أيضًا
سر الفيتامين الشمسي “فيتامين د”.
النقرس داء الملوك أسبابه، وطرق علاجه.
