التغذية الصحيةطبي

متلازمة الأيض | أعراضها وطرق الوقاية منها

متلازمة الأيض (Metabolic syndrome) هي مجموعة من الاضطرابات التي تحدث معًا، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسكتة الدماغية.

تشمل هذه الاضطرابات زيادة الدهون وخاصة في منطقة البطن (حول الخصر)، وارتفاع ضغط الدَّم، وارتفاع السكر في الدَّم، وكذلك ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.

تسمى هذه المتلازمة كذلك بمتلازمة مقاومة الأنسولين، والمتلازمة X، ومتلازمة ريفن، وتعد أكثر شيوعًا في كبار السن.

في هذا المقال سنعرف هذه المتلازمة الغامضة وكيفية الوقاية منها.

ما هي عملية الأيض؟

عملية الأيض هي عملية تحويل الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، حيث تُجمّع السعرات الحرارية في الطعام والمشروبات والأكسجين لإطلاق الطاقة التي يحتاج إليها الجسم.

يحتاج جسمك إلى طاقة حتى في وقت الراحة؛ للقيام بوظائفه الحيوية التي لا تشعر بها مثل التنفس، وتدوير الدَّم داخل الأوعية، وتعديل مستويات الهرمونات، ونمو الخلايا وإصلاحها.

يُعرف عدد السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الجسم لأداء وظائفه الأساسية بمعدل الأيض الأساسي أو ما يُطلق عليه عملية التمثيل الغذائي.

يتغير معدل التمثيل الغذائي من فرد إلى آخر وفقًا لعدة عوامل منها:

  • حجم الجسم وتكوينه: الأشخاص الأكبر حجمًا يكون معدل حرق السعرات الحرارية الأساسي لديهم أعلى حتى في وقت الراحة.
  • الجنس: عادةً ما يمتلك الرجال عضلات أكثر ودهون أقل من النساء من نفس العمر والوزن؛ لذا معدل حرق السعرات الحرارية أعلى عند الرجال.
  • العمر: يقل معدل الحرق مع كبر السن؛ لزيادة نسبة الدهون وقلة العضلات عند كبار السن.

بالإضافة إلى معدل الأيض الأساسي هناك عاملان آخران يحددان عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم وهما:

  • هضم الغذاء: إن هضم الطعام وامتصاصه ونقله يأخذ ما يقرب من 10% من السعرات الحرارية.
  • النشاط البدني: يُمثل النشاط البدني باقي السعرات الحرارية التي يحرقها جسمك في اليوم.

أسباب متلازمة الأيض

السبب الدقيق لمتلازمة التمثيل الغذائي غير معروف، لكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن أو السُمنة المفرطة، كذلك ترتبط بحالة مرضية تُسمى مقاومة الأنسولين.

والأنسولين هو هرمون يُفرز من البنكرياس، ويساعد الجلوكوز الناتج عن عملية الأيض على الدخول إلى الخلايا؛ لاستخدامه كمصدر للطاقة.

مقاومة الأنسولين تعني عدم استجابة الخلايا للأنسولين، مما يسبب صعوبة في دخول سكر الجلوكوز إلى الخلايا، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع سكر الدَّم.

عوامل الخطورة

وهي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، وفي حالة متلازمة الأيض تشمل:

أولًا العمر

مع تقدمك في العمر تزيد احتمالية إصابتك بمتلازمة الأيض.

ثانيًا زيادة الوزن

من أهم عوامل الخطورة التي تزيد من إصابتك بهذه المتلازمة هي السُمنة المفرطة، وخاصة زيادة الدهون حول الخصر مما يجعل الجسم يشبه الكمثرى أو التفاحة.

ثالثًا داء السكري

تزداد خطورة الإصابة بمتلازمة الأيض في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أو في حالة إصابتكِ بسكري الحمل.

رابعًا أمراض أخرى

يزداد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي في حالة الإصابة السابقة بأمراض القلب، أو انقطاع النفس النومي، أو متلازمة تكيس المبايض، أو الكبد الدهني غير الكحولي.

أعراض الإصابة بمتلازمة الأيض

معظم عوامل الخطر المرتبطة بمتلازمة الأيض تكون دون أعراض، إذ عادةً لا تشعر بارتفاع ضغط الدَّم أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وغالبًا ما يكون العرض الوحيد الظاهر هو زيادة الدهون حول البطن.

تُعد الطريقة الأفضل لمعرفة إصابتك بمتلازمة الأيض هي مراجعة الطبيب، لذا سيطلب الطبيب فحص ضغط الدَّم وسكر الدَّم والكوليسترول.

وتأتي هنا أهمية الفحص الدوري في اكتشاف الأمراض الخفية؛ لذا ننصح دائما بالاهتمام به للحفاظ على صحتك جيدة

مضاعفات متلازمة الأيض

غالبًا ما تكون المضاعفات الناجمة عن الإصابة بمتلازمة الأيض خطرة ومزمنة، ومن أهم هذه المضاعفات ما يلي:

  • تصلب الشرايين.
  • داء السكري.
  • السكتة الدماغية.
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • مرض الشريان المحيطي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • ربما يتطور داء السكري، لذا تكون عرضة لمضاعفات أخرى منها:
  1. تلف العين. 
  2. اعتلال الأعصاب.
  3. أمراض الكلى.

تشخيص متلازمة الأيض

وفقًا لجمعية القلب الأمريكية والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، توجد خمسة عوامل خطر  لمتلازمة التمثيل الغذائي.

إذا أصابتك ثلاثة من هذه العوامل أو أكثر إذًا أنت مصاب بمتلازمة الأيض، وتتمثل هذه العوامل في:

  • محيط خصر كبير: إذا كان محيط الخصر يبلغ 35 بوصة (89 سنتيمتر) عند النساء، و40 بوصة (102 سنتيمتر) عند الرجال.
  • ارتفاع الدهون الثلاثية: بمعدل 150 ملجم/ دسل أو 1.7 مللي مول/ لتر أو أكثر.
  • ارتفاع ضغط الدَّم: بما يبلغ 130/85 ملم زئبق أو أعلى، أو كنت تتناول أدوية لضغط الدَّم (مريض بارتفاع ضغط الدَّم).
  • زيادة مستوى الجلوكوز في الدَّم في أثناء الصيام: بمعنى أن يبلغ 100 ملغم/ دسل أو أعلى، أو كنت تتناول أدوية لخفض مستوى السكر في الدَّم (مريض بداء السكري).
  • انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL): إلى أقل من 40 ملغم/ دسل للرجال، أو أقل من 50 ملغم/ دسل للنساء.

ينبغي إلقاء الضوء على أن إصابتك بواحد فقط من هذه العوامل لا تعني إصابتك بمتلازمة الأيض، ولكن يزيد من خطر إصابتك بها؛ لذا ينبغي لك الحرص والتعامل وفقًا لطرق الوقاية التي سنذكرها لاحقًا.

علاج متلازمة الأيض

لعلاج متلازمة الأيض ينصح الأطباء بإجراء بعض التغييرات الجذرية في نمط حياتك، كذلك من الممكن الاستعانة ببعض العلاجات الدوائية إذا لزم الأمر.

ربما يوصي الطبيب بتناول أدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدَّم أو لخفض مستويات السكر في الدَّم أو لخفض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية.

التغييرات التي من شأنها المساعدة على علاج متلازمة الأيض

عند ثبوت إصابتك بمتلازمة التمثيل الغذائي سوف ينصحك الطبيب بتغيير نمط حياتك إلى النمط الصحي، وهذا التغيير يتمثل في:

ممارسة الرياضة

ينصح بممارسة الرياضة على الأقل لمدة 30 دقيقة يوميًا.

فقدان الوزن

يمكن أن يساعد فقدان مقدار 7-10% من وزنك على خفض ضغط الدَّم ومنع مقاومة الأنسولين وكذلك خفض خطر الإصابة بالسكر البولي.

اتباع نظام غذائي صحي

يؤدي اتباع نظام غذائي صحي إلى تحسين مستوى الكوليسترول الجيد، ومقاومة الأنسولين وضغط الدَّم.

لاتباع هذا النظام الصحي ينصح اختصاصي التغذية بتناول ما يلي:

  • الخضروات.
  • الفاكهة.
  • الحبوب الكاملة الغنية بالألياف.
  • البروتينات قليلة الدُّهْن.
  • منتجات الألبان قليلة الدسم.

كذلك يفضل التقليل من:

  • المشروبات الكحولية.
  • الملح.
  • السكر.
  • الدهون المشبعة والدهون المتحولة.

الإقلاع عن التدخين

التدخين ليس من عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لذا إذا شخصت بالإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، أقلع عن التدخين فورًا.

الوقاية من متلازمة الأيض

للوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي تحتاج إلى تغييرات معقولة في نمط حياتك؛ لذا الوقاية تأخذ تقريبًا نفس نهج العلاج مع بعض الإضافات. ومن أهم طرق الوقاية:

  • مارس الرياضة: تستطيع بَدْء ممارسة الرياضة بالتدريج حتى تعتادها، وتوصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة الرياضة تدريجيا لمدة 30 إلى 60 دقيقة يوميًا.
  • اتبع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضروات، وقلل من تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة والملح والسكر.
  • افقد الوزن إذا كنت تعاني زيادة الوزن.
  • توقف عن التدخين.
  • انتظم في الفحص الدوري، وذلك لأن متلازمة التمثيل الغذائي ليس لها أعراض ظاهرة؛ لذا تعتمد اعتمادًا كليًا على فحص الطبيب.

في الختام عزيزي القارئ، إذا كنت تعاني السمنة المفرطة بادر إلى فقدان الوزن الزائد لما له من مخاطر كثيرة إحداها الإصابة بمتلازمة الأيض، واحرص كذلك على اتباع نمط حياة صحي يقيك من الأمراض المزمنة.

اقرأ أيضًا

ضغط الدم المرتفع | المرض الصامت

مشروبات لإذابة الدهون | 13مشروب سحري لإنقاص الوزن

مرض السكر | مرضي المزمن هل توقفت حياتي؟

المصدر
mayoclinicwebmdheart.orghealthlineclevelandclinichealthy-lifestyle

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى