طب العظامطبي

هشاشة العظام | بين الأسباب والأعراض

تُصيب هشاشة العظام الأشخاص من بين مختلف الأعمار، وتُعد من أهم الأسباب الشائعة للتعرض إلى كسور العظام عند كبار السن.

تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق 50 عامًا معرضون لهشاشة العظام، وأن المرأة أكثر عرضة للإصابة من الرجال.

سوف نتعرف في هذا المقال على هشاشة العظام، وأسبابها، والأعراض، وكيفية العلاج.

ما هو مرض هشاشة العظام؟

سُميت هشاشة العظام باسم (Osteoporosis) نسبة إلى الكلمة اللاتينية (Porous bones)، التي تعني العظام المسامية.

يحتوي التكوين الداخلي للعظام على مسافات صغيرة جدًا، عندما تزداد حجم هذه الفراغات عن المعدل الطبيعي؛ يزداد ترقق العظام.

تفقد العظام قوتها وكثافتها، ويُصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالكسور المختلفة خلال الأنشطة الروتينية العادية، مثل: المشي، والوقوف.

أسباب هشاشة العظام 

تزيد كتلة العظام مع نمو الجسم وتبلغ ذروتها في سن الثلاثين، وتقل مع تقدم العمر تدريجيًا وسريعًا عن المعدل الذي تكونت عليه.

وتختلف الأسباب باختلاف الظروف التي يتعرض لها المريض، والعوامل الوراثية وغيرها.

ومن أهم الأسباب وعوامل الخطر ما يأتي:

1- أسباب غير قابلة للتغيير

تشمل عدة عوامل خارجة عن الإرادة ولا يُمكن تغييرها، مثل:

  • صغر حجم الجسم: هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة لانخفاض كتلة العظام. 
  • العِرق: الأصل الأسيوي أو العِرق الأبيض أكثر عرضة للإصابة.
  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
  • العمر: كلما زاد العمر زادت احتمالية الإصابة.
  • العامل الوراثي (التاريخ العائلي للإصابة بالمرض) يزيد من احتمالية الإصابة.

2- تغير مستوى الهرمونات

قد يحدث خلل في بعض هرمونات الجسم بالزيادة أو بالنقصان، ويتسبب ذلك في الإصابة بهشاشة العظام، ومن أمثلة ذلك:

  • الهرمونات الجنسية

ينخفض مستوى هرمون الإستروجين لدى النساء وهرمون التستوستيرون لدى الرجال مع تقدم العمر، ويعد ذلك أحد عوامل الخطر للإصابة بالهشاشة.

  • هرمونات الغدة الدرقية

يؤدي فرط النشاط وزيادة الهرمونات إلى الإصابة بمشكلات في العظام.

  • هرمونات الغدة الكظرية

يؤدي زيادة هرمونات الغدة الكظرية إلى الإصابة بالهشاشة.

3- عوامل التغذية

تعد من العوامل الهامة لصحة العظام ويؤدي نقصها إلى عدة مشكلات، مثل:

  • سوء التغذية

نقص تناول العناصر الغذائية الهامة يؤدي إلى انخفاض الوزن، وضعف العظام.

  • نقص تناول الكالسيوم

يؤدي نقص مستوى الكالسيوم إلى انخفاض كثافة العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.

4- تناول بعض الأدوية

يتعارض استخدام بعض الأدوية على المدى الطويل مع عملية بناء العظام ويتسبب في هشاشتها، مثل:

  • أدوية تُستخدم في عملية زرع الأعضاء لمنع رفض الجسم لها، مثل: سيكلوسبورين (Cyclosporin).
  • بعض الأدوية التي تستخدم في علاج السرطان.
  • العلاج الهرموني، مثل: هرمون الغدة الدرقية.
  •  الكورتيكوستيرويد (Corticosteriods).

5- الإصابة ببعض الأمراض

يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاص الذين يعانون بعض الأمراض، مثل:

  • مرض الداء البطني (Celiac disease).
  • أمراض الأمعاء الالتهابية (Inflammatory bowel disease)
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • أمراض الكُلى والكبد.
  • السرطان.
  • الذئبة.

6- أسباب أُخرى

توجد بعض الأسباب التي تؤثر على حالة العظام وتسبب الهشاشة، مثل:

  • جراحات الجهاز الهضمي لتقليل حجم المعدة أو لإزالة جزء من الأمعاء، يحد من مساحة السطح المتاحة لامتصاص العناصر الغذائية بما في ذلك الكالسيوم.
  • الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا جالسين بدون ممارسة الأنشطة المختلفة.
  • التدخين لفترات طويلة قد يؤثر على صحة العظام.

أعراض هشاشة العظام

يتطور مرض هشاشة العظام ببطءٍ شديد، وتشمل بعض الأعراض البسيطة في بداية المرض:

  • انحسار اللثة.
  • ضعف الأظافر.
  • ضعف القوة القبضة.
  • انخفاض في طول الجسم.

وقد تزداد الأعراض وتسبب:

  • آلام الفقرات المستمر.
  • انحناء الظهر.
  • التعرض للكسور مع أقل مجهود مبذول.

وعادةً تحدث أعراض هشاشة العظام في الركبة، أو الرسغين، أو فقرات العمود الفقري، ولا يعرف المريض أنه مصابٌ إلا بعد التعرض للكسور.

إذا لم يكن لديك أي أعراض ولديك تاريخ عائلي من هشاشة العظام، فعليك اللجوء إلى الطبيب والمتابعة لتقييم أي مخاطر.

كيفية تشخيص هشاشة العظام 

يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي والفحص البدني في التشخيص، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات مثل: تحاليل الدم والبول.

قد يلجأ الطبيب إلى أحد الاختبارات الذي يسمى اختبار كثافة العظام، أو مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (Dual-energy X-ray absorptiometry).

تستخدم الأشعة السينية في هذا الاختبار لقياس كثافة العظام، وقد تستغرق مدة هذا الاختبار من 10 إلى 30 دقيقة.

علاج هشاشة العظام

تعتمد خطة العلاج على تقدير خطر الإصابة بكسور العظام في السنوات العشر القادمة، وذلك باستخدام اختبار كثافة العظام.

إذا ارتفع خطر الإصابة بالكسور يلجأ الطبيب إلى وصف العلاج الدوائي، ومن أهم هذه الأدوية:

1- بيسفوسفونات (Biophosphonates) 

هو من أكثر الأدوية التي توصف لعلاج هشاشة العظام لدى الرجال والنساء، مثل: 

  • أليندرونات (Alendronate)، مثل: فوساماكس (Fosamax).
  • ريزدرونات (Risedronate)، مثل: أكتونيل (Actonel).
  • إيباندرونات (Ibandronate)، مثل: بونيفا (Boniva).
  • حمض الزوليدرونيك (Zoledronic acid)، مثل: زوميتا (Zometa).

تحدث بعض الأعراض الجانبية لهذه العقارات مثل: الغثيان وآلام البطن، ولتجنب هذه الأعراض يجب تناول الدواء بطريقة صحيحة.

وتتضمن هذه الطريقة تناول الدواء على معدة فارغة مع كوب كامل من الماء، والوقوف أو الجلوس في وضع مستقيم بعد تناوله لمدة 30 دقيقة.

وكذلك الامتناع عن تناول الطعام أو أي سوائل لمدة تصل إلى ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين.

2- أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal antibodies medications) 

يحسن من كثافة العظام أكثر من أدوية الفوسفونات الحيوية، ويقلل من فرص الإصابة بالكسور.

مثل: دينوسوماب (Denosumab)، ويؤخذ عن طريق الحقن تحت الجلد كل 6 أشهر.

يجب الاستمرار في تناول الدواء، لأن إيقافه قد يتسبب في احتمالية الإصابة بالكسور.

3- العلاج الهرموني

يتضمن العلاج إعطاء بعض الهرمونات البديلة، مثل: هرمون الإستروجين للنساء، وهرمون التستوستيرون للرجال.

العلاج الهرموني للنساء

يستخدم هرمون الإستروجين في علاج النساء بعد انقطاع فترة الطمث وذلك للحفاظ على كثافة العظام.

 ولكن قد يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم و أمراض القلب وسرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي، لذا يستخدم مع هرمون البروجسترون للحد من أعراضه الجانبية. 

تستخدم عقارات تحتوي على هرمون الإستروجين معدل، مثل: عقار رالوكسيفين (Raloxifene)، الذي يُحاكي التأثيرات المفيدة لهرمون الإستروجين على كثافة العظام دون التعرض لمخاطر الأعراض الجانبية للإستروجين نفسه.

العلاج الهرموني للرجال 

أما عن العلاج الهرموني للرجال فيشمل العقارات التي تحتوي على هرمون التستوستيرون، إذ أن هشاشة العظام ترتبط بانخفاض هرمون التستوستيرون مع تقدم العمر.

4- أدوية بناء العظام

هي بعض العقارات تستخدم لإعادة بناء العظام، مثل:

 تيريباراتيد (Teriparatide).

 وأبالوبراتيد (Abaloparatide).

وروموسوزوماب (Romosozumab).

تُشبه هذه العقارات هرمون الغدة الجار درقية وتُحفز نمو العظام الجديدة، وتعطى بالحقن تحت الجلد.

طرق الوقاية من هشاشة العظام

يمكن اتباع بعض طرق الوقاية منذ الصغر لتجنب هشاشة العظام منها:

  • اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة.
  • التعرض للشمس في الأوقات المناسبة لتكوين فيتامين د الهام لصحة العظام.
  • التقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة.
  •  تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تجنب التعرض للسقوط.
  • الامتناع عن التدخين.

في النهاية -عزيزي القارئ- بعد أن تعرفنا إلى مرض هشاشة العظام عليك اتباع طرق الوقاية، لتجنب المخاطر التي قد تسبب هذا المرض.

اقرأ أيضًا

كسور العظام | عندما يتصدع البنيان

نخاع العظام | ووظيفة الخلايا الجذعية

لين العظام | عظام طفلي ناعمة!

المصدر
mayoclinicosteoporosisnhs.ukbetterhealth

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى