الطعام هو أحد الأمور الهامة في حياتنا، والمؤثرة بشكل كبير في صحتنا. هل لك أن تتخيل كيف لنوع معين من الطعام الذي نتناوله أن يؤدي إلى وفاة شخص كان يتمتع بصحة جيدة؟!
تؤثر حساسية الطعام على كثير من الأعضاء مثل: الجلد، والمعدة، والرئتين. في هذا المقال سنتعرف إلى حساسية الجلد من الأكل، وكيف تشخص؟ وكذلك طرق الوقاية منها.
ما هي حساسية الطعام؟
هي ردة فعل مناعية غير طبيعية تجاه بعض أنواع الطعام، تتراوح حدتها ما بين خفيفة إلى شديدة كما أنها تختلف من شخص إلى آخر. قد تظهر أعراض الحساسية في عدة صور مثل:
- الطفح الجلدي.
- جفاف الجلد.
- تورم الشفتين أو الفم أو اللسان.
- حدوث غثيان أو قيء.
كيف تحدث حساسية الطعام؟
ردات الفعل المناعية غير المرغوب فيها الناتجة عن تناول بعض الأطعمة لماذا تحدث؟
من المعروف أن الجهاز المناعي هو المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد أي أجسام غريبة تدخل إلى الجسم باستثناء طعام، فالجسم يتعامل معه بطريقة مختلفة.
لكن في بعض الأحيان هناك بعض الأطعمة التي عند تناولها لدى بعض الأشخاص لا يتعامل معها الجهاز المناعي بنفس طريقة تعامله مع باقي الأطعمة، وتحدث بالجسم ردات فعل غير طبيعية وغير مرغوب بها وهو ما يعرف بحساسية الطعام.
لكن في الواقع نسبة الأشخاص الذين يعانون حساسية الطعام ليست كبيرة، إذ إن نسبة إصابة الأطفال بحساسية الطعام تتراوح ما بين 3:5% بينما في البالغين تصل الإصابة إلى 1:2%.
أعراض حساسية الأكل
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر ومن أبرز هذه الأعراض:
- احتقان وسيلان الأنف وصعوبة التنفس.
- حكة أو إكزيما.
- وخز في الفم.
- تورم الشفتين أو اللسان والحلق.
- الدوخة والإغماء.
- ألم في البطن يصاحبه إسهال وغثيان.
ما الأطعمة الأكثر شيوعًا في إحداث حساسية الجلد من الأكل؟
الحليب، وفول الصويا، والبيض، والفول السوداني، والجوز، والقمح، والسمك، والمحار،
والفواكه مثل:
الخوخ، والمشمش، والفراولة، والموز.
إذا بدأت الأعراض السابقة في الظهور أو أُصبت بحساسية الجلد من الأكل خاصة بعد تناول الطعام بساعتين أو أقل فقد يصبح ذلك دليلًا على أنك تعاني حساسية لهذا الطعام.
قد تستمر حساسية الطعام لدى البعض من سن الطفولة إلى ما بعد الطفولة، قد تكون دائمة، في بعض الحالات تتوقف عند سن الثالثة من العمر أو عند سن النضج.
أعراض حساسية الجلد من الأكل
¤ الشري
تصيب أي مكان في الجسم، ويتسبب فيها أي نوع من الطعام، لكنها أكثر ارتباطًَا بتناول الفول السوداني، والبيض، والمكسرات، والمحار.
تظهر على هيئة نتوءات صغيرة بالجلد أو على هيئة طفح جلدي ذات لون أحمر مصحوب بحكة، لكنها ليست خطرة بشكل كبير.
¤ الأكزيما
يُطلق عليها أحيانًَا التهاب الجلد التحسسي، وتتميز بظهور بقع جلدية جافة تتسبب في حكة كما أنها تتقشر.
تحدث نتيجة تناول بعض الأطعمة أو لمسها بعض الأشخاص ممن لديهم حساسية لهذه الأطعمة، ومن أهم هذه الأطعمة المسببة للأكزيما:
الألبان، وفول الصويا، والمكسرات، والقمح، والبيض.
¤ الوذمة الوعائية
هي حالة من التورم تحت الجلد لبعض أجزاء من الجسم مثل: الشفتين أو الفم أو اللسان، ومن أهم الأطعمة المسببة للوذمة:
التوت، والأسماك، والمحار، والمكسرات، والحليب، والبيض.
حساسية الجلد من الأكل عند الرضع
يتعرض طفل واحد من كل ١٢ طفل للإصابة بحساسية الطعام، قد تظهر أعراض الإصابة بحساسية الطعام لدى بعض الأطفال من البداية.
في بعض الأحيان يكون الطفل طبيعيًا عند تناول الأطعمة، لكن بعد مرور عدة سنوات يكون لديه حساسية تجاه نفس هذه الأطعمة.
لذا من الضروري أن تتابع الأم التغيرات التي تطرأ على طفلها الرضيع حيال تناول بعض الأطعمة لتحديد ما إذا ظهرت لديه حساسية منها أم لا.
لأن بشرة الرضع تكون حساسة هذا يجعلهم أكثر عرضة لظهور أعراض الحساسية عليها، وظهور الطفح الجلدي، والحكة فيما يعرف بحساسية الجلد من الأكل، قد يصاحب هذه الحكة بعض الأعراض الأخرى مثل صعوبة التنفس.
وجود أحد الأبوين مصابًا بالحساسية يزيد من فرص إصابة الرضيع بها، ربما تتراوح الإصابة ما بين الخفيفة إلى الشديدة.
أعراض حساسية الجلد من الأكل عند الرضع
تختلف الأعراض حسب نوع الطعام كما تختلف في تأثيرها من شخص إلى آخر، من أهم أعراضها:
- الطفح الجلدي.
- تقلصات المعدة والقيء.
- العطس وسيلان الأنف.
- انقطاع النفس.
- الحكة المتكررة.
- تورم اللسان.
- ضعف النبض.
- الشعور بالإغماء والدوار.
- شحوب الوجه.
ربما تتضاعف الأعراض عند الرضع وتؤدي إلى حدوث المضاعفات التالية:
- الأكزيما.
- الارتجاع.
- الإسهال يصاحبه مغص.
- الإمساك يصاحبه نزول بعض الدم.
- ضعف النمو.
تزداد هذه الأعراض في الظهور عند تناول الأطعمة المسببة لحساسية الجلد من الأكل للمرة الأولى أو في الفطام.
الأطفال المصابون بحساسية الجلد من الأكل مرجح لهم الشفاء منها مع تقدم أعمارهم خاصة المصابين منهم بحساسية الألبان أو البيض، لكن ربما يصعب الشفاء التام لدى المصابين بحساسية الفول السوداني، والمكسرات، والسمك، والمحار.
تُجرى بعض التحاليل للطفل للتأكد من أنه مصاب بحساسية الطعام لأنواع معينة من الأكل.
ما هي التحاليل اللازمة للكشف عن حساسية الجلد من الأكل؟
¤ تحليل وخز الجلد
هو أكثر التحاليل شيوعًا وأسهلها في الإجراء، فيه توضع بعض النقاط الصغيرة من الطعام المرجح أنه يُسبب حساسية لدى الطفل على سطح الجلد بعد وخزه بمشرط صغير.
إذا ظهرت بقع حمراء بسيطة أو طفح جلدي على تلك المنطقة دل ذلك على تحسس الطفل من هذا النوع من الطعام.
¤ تحليل الدم
نفس العملية السابقة، لكن يحدث في المعمل إذ تؤخذ عينة الدم من الطفل المشكوك في إصابته بحساسية الطعام، ويضاف إلى عينة الدم الأطعمة المحتمل التحسس منها؛ للتأكد من وجود حساسية أم لا.
¤ نظام الاستبعاد الغذائي
هنا يطلب الطبيب من المريض تحديد بعض الأطعمة التي يشك في تسببها للتحسس، ويُطلب من المريض الامتناع عن تناول تلك الأطعمة لمدة تتراوح من أسبوعين إلى شهرين.
إذا اختفت أعراض التحسس كانت هذه الأطعمة هي المسببة للحساسية.
¤ التحليل الفموي الغذائي
يطلب الطبيب من المريض التدرج في تناول القليل من الأطعمة المشكوك في تسببها الحساسية له مع مراقبة ظهور الأعراض.
إذا لم تظهر أعراض مع الكميات القليلة يطلب من المريض زيادة الكمية التي يتناولها من نفس نوع الأطعمة إلى أن يتأكد من عدم تحسس هذا الشخص من هذه الأطعمة تحت أي كمية.
¤ تحليل الفيجا
نستخدم فيها المجال الكهرومغناطيسي لتحديد أي من الأطعمة يسبب حساسية.
¤ تحليل مرتبط بالحركة
يعتمد على مراقبة رد فعل العضلات تجاه بعض الأطعمة المسببة الحساسية للمريض.
¤ تحليل الشعر
الفرق بين حساسية الجلد من الأكل التقليدية IgE، وحساسية الطعام المتأخرة IgG؟
¤ أولًا حساسية الأجسام المضادة (IgE)
هو النوع التقليدي من حساسية الطعام الذي يظهر نتيجة تناول الشخص لبعض الأطعمة التي تسبب تحسس لديه، فتبدأ تظهر هذه الأجسام المضادة.
تظهر أعراضها بعد دقائق قليلة من تناول الطعام على هيئة حكة، وطفح جلدي، وتورم ببعض الأعضاء كما سبق ذكرها في المقال.
يستطيع المريض أن يحدد بسهولة أنواع الأطعمة الواجب تجنبها، وهناك العديد من التحاليل التي تساهم في ذلك إلى جانب الأعراض الواضحة.
¤ ثانيًا حساسية الطعام المتأخرة (IgG)
تعتمد على ظهور الأجسام المضادة من النوع (IgG) وذلك بعد تناول الطعام بثلاث أيام.
تظهر الأعراض على هيئة التهابات، لذا يصعب تحديد نوع الطعام المسبب للحساسية نتيجة التأخر في ظهور الأعراض.
أسعار تحاليل حساسية الجلد من الأكل
¤ Imupro Basic Plus
ضد 180 نوع من الأطعمة يعادل 2200 ريال سعودي.
¤ Imupro Basic
ضد 90 نوع من الأطعمة يعادل 1200 ريال سعودي.
¤ Imupro Screen Plus
ضد 44 نوع من الأطعمة يعادل 689 ريال سعودي.
علاج حساسية الجلد من الأكل
يظل العلاج الأمثل لعلاج حساسية الطعام هو البعد التام عن الأطعمة المسببة للحساسية، وعدم تناولها بطريقة أو بأخرى.
لكن إذا ما تناولت هذه الأطعمة بالخطأ وأحدثت تحسسًا لدى الشخص فلدينا أكثر من احتمال:
¤ التحسس البسيط
ينصح المريض بأخذ مضادات الهيستامين، التي تكون في صورة حقن أو حبوب أو كريمات موضعية؛ وذلك لتقليل الشعور المزعج للحكة، وتقليل الطفح الجلدي. يفضل أن تؤخذ الأدوية تحت إشراف الطبيب.
¤ التحسس الشديد
يفضل في هذه الحالات الذهاب إلى المستشفى والتواصل مباشرة مع الطبيب لعدم تفاقم الحالة؛ لذا يلجأ المريض إلى أخذ حقنة الإبينفرين.
ينصح مرضى الحساسية الشديدة بتواجد قلم الحقن الإلكتروني (ايبيبين وأدريان كليك) تؤخذ في الحال عند الشعور بالتحسس عن طريق الوخز في منطقة الفخذ.
نصائح تفيد الأم ورضيعها الذي يعاني تحسس الطعام
- الامتناع التام عن تناول الأطعمة التي تسبب الحساسية لديهما.
- يمكن استخدام بعض مضادات الهيستامين لعلاج سيلان الأنف، وآلام البطن الناتجة عن التحسس.
- متابعة الطفل بصفة مستمرة، ومراقبة الأعراض بعد كل طعام جديد يتناوله، وإبلاغ الطبيب المختص ملاحظاتك؛ حتى يتمكن من توفير بدائل للأطعمة التي يحتمل تجنبها لضمان عدم حرمان الرضيع من العناصر الغذائية الضرورية.
ختامًا… إذا كنت تعاني حساسية الجلد من الأكل، فأنت طبيب نفسك، لأنك أنت التي تظهر عليك الأعراض، وأنت الذي تعرف نوع الطعام المسبب لك الحساسية، وأنت الذي تملك الشجاعة والإرادة في الامتناع عن ما يؤذيك تذكر دائمًا أن الوقاية خيرٌ من العلاج.
اقرأ أيضًا
جلد الإنسان | تركيبه ووظائفه وأمراضه الشائعة.
حساسية الجلد عند الأطفال | أسبابها وطرق علاجها.
تخصصات التغذية | طريقنا نحو حياة أفضل.