ارتفاع درجة حرارة الحامل، إلى ماذا يُشير؟!
هل هذا مجرد أمرًا طبيعيًا لتغير الهرمونات في أثناء الحمل أم ناقوس الخطر يدق أجراسه ليخبرنا أن هناك خطورة على الحامل وجنينها.
لكن اهدئي -عزيزتي- لا داعي للقلق سنوضح لكِ في هذا المقال كل ما تودين معرفته عن تأثير ارتفاع درجة الحرارة في الحمل، وكيف يُمكن علاجها.
فقط تابعي معنا هذا المقال، لكن دعيني أوضح لكِ في البداية ما أسباب ارتفاع درجة حرارة الحامل؟ هيا بنا.
ما أسباب ارتفاع درجة حرارة الحامل؟
يُعد ارتفاع درجة حرارة الجسم دليلًا على ردة فعل الجسم على أمرٍ غير طبيعي يحدث في الجسم أو إصابة الجسم بمرضٍ ما، مثل:
- نزلات البرد.
- الإنفلونزا.
- التسمم الغذائي.
- التهابات الأذن.
- التهابات الكُلى.
- عدوى المسالك البولية.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus).
- داء المقوّسات أو القطط (Toxoplasmosis).
- الإصابة بكوفيد-19 (Covid-19).
هل ارتفاع درجة الحرارة أمرًا شائعًا في أثناء الحمل؟
نعم -عزيزتي- من المحتمل أن تصابي بارتفاع درجة حرارتكِ خلال كل مراحل الحمل، خاصةً خلال الأشهر الأولى من الحمل.
إذ تتغير الهرمونات، ويؤدي هذا التغير إلى ارتفاع ٍ طفيفٍ في درجة حرارة الجسم فتشعرين بحرارةٍ أكثر (الهبات الساخنة) وقد تصابين بالتعرق الليلي أيضًا.
إضافة إلى ذلك، يستعد جسمكِ لنمو طفلك وتغذيته، فتحتاجين إلى مزيد من الدم لنقل الطعام والأكسجين له.
فيزداد حجم الدم لديكِ بنسبة 20% بحلول الأسبوع الثامن، حتى يصل إلى 50% بحلول الأسبوع 34 من الحمل، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب.
وأيضًا زيادة التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة واتساع الأوعية الدموية، لتوصيل هذا الكم من الدم للخلايا؛ وهذا يجعلكِ تشعرين بالحرارة الداخلية أكثر.
كيف تعرفين أنكِ مصابةٌ بارتفاع درجة الحرارة؟
يمكن تشخيص ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل، إذ إن متوسط درجة حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة مئوية، لذا الزيادات الطفيفة فيها لا تُعد أمرًا خطيرًا.
لكن إذا شعرتِ بارتفاع درجة الحرارة، يمكنكِ قياس درجة حرارتكِ من خلال بعض المناطق في الجسم ومعرفة إذا كنتِ تُعاني حمّى أم لا، ومنها:
- الفم
عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 38 درجة مئوية.
- تحت الإبط أو الجبين
عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 37.4 درجة مئوية.
- فتحة الشرج أو الأذن
عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 38.3 درجة مئوية.
هل توجد أعراض لارتفاع درجة حرارة الجسم؟
نعم -سيدتي- توجد بعض الأعراض المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الجسم، أهمها:
- الشعور بالتعب والإعياء.
- الإحساس بالدوار (الدوخة).
- ضيق التنفس.
- ألم البطن.
- الغثيان.
- الشعور بالبرد الشديد بالتناوب مع الحرارة.
- التعرق.
- ألم الرأس.
- ألم العضلات.
ما تأثير ارتفاع درجة الحرارة في الحمل؟
أثبتت بعض الدراسات أن ارتفاع درجة حرارة الحامل مدة طويلة دون تلقي العلاج المناسب خاصةً في الشهور الثلاثة الأولى.
قد تُزيد من احتمالية إصابة الجنين بعديدٍ من المخاطر، ومنها:
- التشوهات الخلقية
وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)؛ تؤثر الحمى في حدوث تشوهات خلقية لكل 1 طفل من أصل 33 طفلًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
- التوحد
أثبتت دراسة أجريت عام 2018، أن هناك ارتباط بين ارتفاع درجة حرارة الحامل وإصابة الجنين بالتوحد، خاصةً في الثلث الثاني من الحمل.
وقد أثبتت الدراسة أيضًا مع إن الحمّى المتكررة تُزيد من احتمالية حدوث التوحد، لكن تقل فرص الإصابة به إذا تناولت الحامل العلاج المناسب.
- عيوب الأنبوب العصبي
أثبتت دراسة أُجريت عام 2014، أن الإصابة بالحمّى في الشهور الأولى من الحمل تُزيد فرص الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي من 1.5 إلى 3 مرات.
أيضًا أُجريت دراسة عام 2017، وأثبتت أن النساء اللاتي يتناولن أقل من 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا، يُعرضن أطفالهن للإصابة بعيوب الأنبوب العصبي.
لذلك أشارت بعض الأبحاث أن تناول الجرعة الموصى بها من حمض الفوليك، يقلل الإصابة بهذه العيوب الخِلقيّة.
- عيوب خِلقيّة في القلب والفك
أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على أجنة الحيوانات، وجود صلة قوية بين الحمّى وزيادة خطر الإصابة بعيوبٍ في القلب والفك مثل الشفة المشقوقة.
وما زالت الأبحاث مستمرة لمعرفة هل ذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة أم بسبب العدوى المسببة لهذا الارتفاع؟!
لذا يجب عليكِ -عزيزتي- عند إصابتك بالحمّى، طلب المساعدة الطبية على الفور لتجنب حدوث أي مضاعفاتٍ قصيرة أو طويلة الأمد لطفلك.
متى يجب زيارة الطبيب؟
لا يعد ارتفاع درجة الحرارة أمرًا خطيرًا، لكن يجب عليكِ الانتباه جيدًا في أثناء الحمل وزيارة الطبيب لتجنب أي مضاعفات، عند حدوث أي من الأعراض الأتية:
- العطش الشديد.
- انخفاض ملحوظ في إخراج البول.
- عندما يصبح البول داكنًا.
- الشعور بالدوار الشديد.
- حدوث تشنجات عضلية.
- صعوبة التنفس.
- قلة حركة الجنين.
- عدم انخفاض درجة الحرارة.
لذا إذا تعرضتِ لأحد هذه الأعراض، يجب عليكِ زيارة الطبيب على الفور وطلب المساعدة الطبية.
هل يمكن أن تؤثر الحمى في فقدان الحمل؟
من الممكن أن يحدث الإجهاض بنسبة 20% من حالات الحمل؛ إذ إن ارتفاع درجة الحرارة علامةٌ على الإصابة بعدوى، ومن المرجح أن يحدث الإجهاض نتيجة لتلك العدوى.
أيضًا أثبتت بعض الدراسات التي أجريت عام 2015 أن العدوى قد تتسبب في حدوث الإجهاض بنسبة تتراوح من 15% إلى 66%.
لكن لا تقلقي -عزيزتي- طلبك للمساعدة الطبية، يقيكِ من أي مخاطرٍ أو مضاعفاتٍ، لذا دعيني أوضح لكِ كيفية علاج ارتفاع درجة حرارة الحامل.
علاج ارتفاع درجة حرارة الحامل
يجب تشخيص سبب ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل أولًا، كي يتمكن الطبيب من وصف العلاج المناسب مع خافضات الحرارة (Antipyretics).
ويختلف العلاج باختلاف السبب، ويشمل:
- المضادات الحيوية
يصف الطبيب المضادات الحيوية في حالة وجود عدوى بكتيرية تسبب ارتفاع درجة حرارة الحامل.
تعد معظم المضادات الحيوية آمنة في أثناء الحمل، مع ذلك 10% فقط منها لديها بيانات كافية تتعلق بالاستخدام الآمن في أثناء الحمل.
لذا يجب على الطبيب إجراء تقييم للفوائد والمخاطر لهذه الأدوية ومراقبة استخدامها وإعطائكِ النصيحة المناسبة.
- الأدوية المضادة للفيروسات
يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات إذا كان السبب عدوى فيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا، التي تكون أكثر فاعليةً عندما تؤخذ خلال 48 ساعة من العدوى.
- العلاجات المنزلية
يمكنك -عزيزتي- اتباع بعض النصائح لتخفيف ارتفاع درجة الحرارة في المنزل، ومنها:
- تناول كمية كافية من الماء والسوائل.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة.
- ملازمة الفراش إذا شعرتِ بعدم الراحة والتعب.
- استخدام كمادات منقوع الخل.
- ارتداء الملابس القطنية أو غيرها من الأقمشة الطبيعية.
- تناول بعض الأدوية الآمنة لخفض درجة الحرارة مثل الباراسيتامول، لكن تحت استشارة الطبيب وبالجرعات الموصى بها.
طرق الوقاية من ارتفاع درجة حرارة الحامل
لا نستطيع منع حدوث الحمّى لكننا نستطيع تقليل الإصابة بها، وذلك عن طريق اتباع طرق الوقاية، منها:
- الحصول على لقاح الإنفلونزا.
- الابتعاد عن المرضى قدر المستطاع.
- غسل اليدين باستمرار.
- البقاء بعيدًا عن أشعة الشمس.
- تجنب الحمامات الساخنة مثل الساونا وغيرها.
- المحافظة على الجسد رطبًا، بشرب كميات جيدة من الماء.
- تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في غرف مغلقة وساخنة.
- الحفاظ على غرفة النوم باردة، ذلك باستخدام المكيف أو المراوح الكهربائية.
- رش الماء البارد على الوجه والجسم للانتعاش.
في الختام -عزيزتي- من الطبيعي أن تشعري بارتفاعٍ طفيفٍ في درجة حرارتكِ في أثناء الحمل، لكن يجب عليكِ الانتباه جيدًا إذا ارتفعت درجة حرارتكِ عن الطبيعي.
وإذا حدث ذلك، يجب عليكِ زيارة الطبيب على الفور، لتجنب المضاعفات التي تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الحامل، التي تؤثر في نمو وتطور طفلكِ.
اقرأ أيضًا
السخونية | صحة طفلك أمانة في عنفك
طرق خفض الحرارة بالأدوية والعلاجات المنزلية
حمى كيو (حمى المجازر) | أسبابها وعلاجها
مراجعة عامة / د.هند السيد
مراجعة طبية/ د.ناريمان مهران
تحرير: د. رحاب محمد سعيد